مشاكل فهم القرآن

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 05:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

خلال طبعتي العربية للقرآن (http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315) وترجمتي الفرنسية (http://www.editions-aire.ch/details.php?id=1382) وترجمتي الإيطالية والإنكليزية للقرآن (وقد قاربتا من الانتهاء) اصطدمت بخمسة انواع من المشاكل الرئيسية في فهم النص العربي للقرآن وفي ترجمته اعرضها عليكم باختصار:

- هناك مشكلة فهم المفردات والعبارات. فقرابة 20% من مفردات وعبارات القرآن غير مفهومة للقارئ حتى العربي المسلم الجامعي إلا بمساعدة قواميس تعطي معاني متناقضة في اكثر الأحيان. وقد اضفت للهوامش معاني تلك المفردات والعبارات في طبعتي العربية للقرآن.

- ثم هناك مشكلة الجمل الناقصة التي ضاعت بعض كلماتها لسبب أو لآخر فتعطي معنى ناقص يتطلب كثير من التخمين والتحايل على النص والرجوع إلى مصدر النص وهو عامة من أساطير اليهود أو غيرها. وقد اشرت إلى ذلك بقوسين [...] باللون الأحمر. موضحا في الهوامش المصدر والكلمات الناقصة.

- ثم هناك مشكلة معرفة نهاية الجملة. فالقرآن ليس فيه لا نقطة ولا فاصلة ولا علامة استفهام. ووضع النقطة يغير تماما من المعنى. وقد ادخلت على النص القرآني باللغة العربية نقطا باللون الأحمر، علما أن بعض الآيات تتضمن أكثر من جملة. وبعض الجمل تجد جزء منها في آية والجزء الثاني في آية اخرى لاحقة أو بعيدة عنها. وقد اشرت إلى ذلك بعلامة > باللون الأحمر.

- ثم هناك مشكلة التركيب المنطقي للنص. فحتى وإن وضعت مفردات مفهومة، إلا ان الجملة تصبح غير مفهومة إذا كانت مخربطة ومقطعة الأوصال. ويدخل في هذا المضمار ما يسمى بالتقديم والتأخير والمحذوفات والمقدرات. وقد اشرت إليها في هوامش طبعتي العربية للقرآن.

- ثم هناك مشكلة ترابط النصوص ببعضها. فالقرآن ينتقل من موضوع إلى موضوع آخر لا علاقة بينهما. فتجد آيات كما يقال مثل الشعرة في الشوربة لا علاقة لها لا بسابقتها ولا بما يتبعها. وهو ما يطلق عليه الإطراد. وقد اشرت إلى ذلك بقوسين [---] باللون الأحمر. وهذه الظاهرة تتكرر كثيرا جدا في القرآن. وقد تبين لي بأن القرآن في حقيقته ليس إلا تجميع قصاصات لا رأس لها ولا ذنب وأن كاتب القرآن مشوش عقليا. ارجو المعذرة ممن قد تغيظه عباراتي ولكن حملوا الطبعة العربية (http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315) وانظروا إلى عدد الأقواس باللون الأحمر التي وضعتها وسوف تجدون انفسكم في حيرة لا تختلف عن حيرتي.

ويجب هنا أن اضيف إلى هذه المشاكل الإنشائية مشكلة الأخطاء اللغوية. وقد اثار هذا الموضوع اعتراضات منها عقائدية، باعتبار أن القرآن كلام الله ولا يمكن ان يقع الله في خطأ لغوي. وقد كتب احدهم معلقا: "القراّن أعظم شيء في الكــون، القـراّن لا يخطأ أنمـا نحـن المخطئون". وبطبيعة الحال مثل هذا الاعتراض الصبياني لا اعيره أي اهتمام لأني لا اقبل بفكرة أن القرآن أو غيره من الكتب هو كلام الله. فكل كتاب بالضرورة بشري، وكل ما هو بشري يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ.

وهناك اعتراض آخر وهو أن قواعد اللغة العربية من وضع سيبويه، وهو ليس عربي، فكيف يمكن اخضاع القرآن لتلك القواعد؟ وهناك من يضرب بسيبويه وبقواعده عرض الحائط كما هو واضح من عنوان كتاب زكريا أوزون "جناية سيبويه، الرفض التام لما في النحو من اوهام" وذلك لكي يبرئ القرآن من الأخطاء اللغوية. فإن كان الأمر كذلك، علينا ان نعفي الطلبة من دراسة القواعد العربية. وفي انتظار ذلك، علينا ان نقبل بتلك القواعد للحكم على لغة القرآن ذاته. ومهما يكن من أمر، فإنه لا يمكننا إلا الاعتراف بوجود اخطاء في القرآن إذا ما وجدنا تناقض داخلي في النص القرآني. وقد اعترف البعض أن هناك أخطاء في القرآن نسبوها للنساخ. ولكن ما دام أنها موجودة في النص الحالي، فلا بد من اعتبارها اخطاء.

وكما هو متوقع، يرى البعض في تعرضي لأخطاء القرآن اللغوية والإنشائية طعنا في القرآن للبرهنة على أنه ليس من عند الله. وحقيقة الأمر حتى وإن كان القرآن كاملا كل الكمال لغويا وانشائيا فإنه لا يصبح في نظري كلام الله، فأنا ارفض فكرة الوحي جملة وتفصيلا. ففي نظري لا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك. ورفضي للوحي يشمل كل الكتب المقدسة دون تمييز والتي اطلق عليها كتبا مكدسة.

هذا، ومن يهمه الأمر يمكنه متابعة النقاش حول أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية في صفحة الفيسبوك https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/?fref=ts

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع لهذا المشروع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل