أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - بين اسلام مكة واسلام المدينة













المزيد.....

بين اسلام مكة واسلام المدينة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 00:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقرأ في القرآن:
ان الدين عند الله الاسلام (آل عمران 19)
ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين (آل عمران 85)
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (المائدة 3)

الآيتان الأوليتان تعطيان انطباعا بأن هناك دين اسلامي واضح المعالم على المرء أن يتبعه. إلا أن الآية الثالثة تبين أن الدين الإسلامي لم يكتمل إلا في مرحلة معينة، كان قبلها في حالة تطور. ويظن البعض أن هذه الآية هي آخر أية نزلت في القرآن رغم انها ضمن سورة المائدة التي تحمل الرقم 112 وفقا للتسلسل التاريخي للقرآن، وتتبعها سور التوبة التي تعتبر من أقسى سور القرآن اذ تنص على آية السيف التي نسخت عددا كبيرا من الآيات المتسامحة في القرآن ومن بينها آية "لا اكراه في الدين" (البقرة 256).

المتتبع لسيرة النبي محمد ولتسلسل آيات القرآن يرى أطواراً مختلفة كما هو الأمر مع كل انسان. فأفكاري اليوم تختلف عن أفكاري عندما كنت شابا. وليس عبثا ان قسم الفقهاء المسلمون سور وآيات القرآن إلى سور وآيات مكية (نزلت في مكة) وسور وآيات مدينية (نزلت في المدينة). ولكن يا للأسف طباعة القرآن المتعارف عليها اليوم تخلط بين المجموعتين مما يجعل من الصعب ملاحظة الاختلاف بينهما. وهذا ما جعلنا نعيد طباعة القرآن بالتسلسل التاريخي (حملها من هنا http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 ). وحقيقة الأمر الفرق بين القرآن المكي والقرآن المديني كالفرق بين السماء والأرض، ليس فقط في الأسلوب ولكن أيضا في المضمون. ولا ابالغ ان قلت ان إسلام مكة (قبل الهجرة) يختلف تماما عن اسلام المدينة (بعد الهجرة)، وشخصية محمد ذاتها تغيرت بالكامل بعدما ترك مكة فاصبح قائدا عسكريا مزواجا وسفاكا للدماء.

والمراقب للمسلمين اليوم يرى فئات مختلفة. فهناك المسالم وهناك الإرهابي وهناك المتذبذب بين هذا وذاك. وكل منهم يدعي انه يمثل الإسلام الحقيقي ويكفر غيره. وليس من حقي ان انكر على أي منهم اتباعه الإسلام. فكل منهم مسلم. ولكن يمكن القول بأن المسالم يتبع اسلام مكة، بينما الإرهابي فيتبع اسلام المدينة، والمتذبذب هو المحتار بين الاثنين. ومن يقول بأن الإسلام دين مسالم فهو على حق، ومن يقول أن الإسلام دين ارهابي هو أيضا على حق، ولكن يجب توضيح أي اسلام نعني، إسلام مكة أم اسلام المدينة. ومشكلة المسلمين اليوم انهم يخلطون باستمرار بين اسلام مكة المسالم واسلام المدينة الإرهابي. وهذا الخلط نابع من عدم وضوح الرؤية لديهم، خاصة بسبب طباعة القرآن التي خلطت بين القرآن المكي والقرآن المديني. فمن كان دليله مشوشا لا بد ان يكون عقله مشوشا مثله. ومن هنا اشدد على ضرورة ترك طباعة القرآن كما اعتدنا عليها وسحب النسخ الموجودة في الأسواق وابدالها بقرآن بالتسلسل التاريخي.

ولإخراج المسلمين من ورطتهم، عرض محمود محمد طه في كتابه الشهير "الرسالة الثانية من الإسلام" (http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=10) التخلي عن اسلام وقرآن المدينة والتمسك فقط بإسلام مكة وقرآن مكة... مما يعني الغاء جميع الأحكام التي تعتبر اليوم مخالفة لحقوق الإنسان والتي جاءت في اسلام المدينة وقرآن المدينة، بما فيها العقوبات (مثل قتل المرتد ورجم الزاني وقطع يد السارق إلخ) والتمييز بين الرجل والمرأة والتمييز بين المسلم وغير المسلم. إلا ان دعوته هذه لاقت رفضا تاما من قِبَل الأزهر والهيئات الدينية الإسلامية الأخرى فألبت عليه السلطات القضائية السودانية التي قامت بشنقه في 15 يناير 1985.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع لهذا المشروع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]





#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج المختلط بين مسيحيين ومسلمين
- بين محمود محمد طه وتزويق الإسلام
- 18 يناير 1985 شنق محمود محمد طه
- دروس من سويسرا 1: فصل الدولة عن الدين
- اعتذار للمساطيل
- وما على الرسول إلا البلاغ المبين
- اهديكم القرآن بالرسم الكوفي المجرد
- محمد من نبي الى زير نساء وسفاح
- امنيتي هذا العام انتهاء الإسلام
- مشكلة فهم القرآن والكتب المكدسة الأخرى
- هل نضع القرآن في المتحف أم في المزبلة؟
- نعم ضعوا القرآن في المتحف
- قرآن بدون تنقيط وبدون تشكيل
- ضرب الله بالحذاء 2
- ضرب الله بالحذاء
- الى أي مدى الصراحة مع المسلمين؟
- الدين الفنكوش والخطر الداهم
- ما فائدة الحوار مع المسلمين؟
- أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟
- اعتراف محمد الأخير


المزيد.....




- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - بين اسلام مكة واسلام المدينة