أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخلفيوي ابراهيم - دروس يجب استخلاصها من تجربة حركة 20 فبراير















المزيد.....

دروس يجب استخلاصها من تجربة حركة 20 فبراير


الخلفيوي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن على مشارف احياء الذكرى الثالثة لقيام حركة 20 فبراير بالمغرب علينا ان نضع هذه الحركة في سياقها التاريخي ممارسةً وفكرًا. هناك جملة من العوامل التاريخية التي تراكمت وتمخض عنها قيام حركة 20 ڤ-;---;--براير. ادّت الاشكال النضالية والإنتفاضات المشتّة مكانا وزمانا منذ الاستقلال الشكلي كانتفاضات سيدي افني، صفرو، تماسينت والقائمة طويلة الى جعل من النظام يكتسب تجربة وخبرة كبيرتين في كيفية التعامل مع اي حراك مطلبي واحتوائه من جهة والى زرع اليأس والتشاؤم لدى الجماهير المنهكة من جهةأخرى. لكن، عندما تنهك كرامة المواطن ويرى خيراته تنهب امام عينيه ويصبح مجرد رقم زائد في نظام لا يعي ادنى حقوقه، عندما يصبح الفرد ميتا وهو حي ويعاني اكثر من الاموات يتحمل المرارة بصمت فالنتيجة اذا حتميا هي الثّأر ضد هذه الانظمة الموكّلة للاستعمار. لذلك اتت حركة 20 فبراير للتّعبير عن مطالب الشعب المغربي وطنيا وتوحيد الشتات وزرع ثقافة بديلة في خوض معركته ضد المافيا الجاثمة على صدره وهي ثقافة توحيد الجماهيروتوحيد الاشكال النضالية زمانا ومكانا. ما وقع في المغرب، تونس ومصر، وفي كل اقطار العالم هو مسألة حتمية في غياب العدالة الاجتماعية وامر لا مفر منه في عهد البطالة والشباب الضائع ونتيجة موضوعية في زمن التّشدق بالحريات وحقوق الانسان المزيّفة.

هكذا لم يكن اندلاع الاحتجاج الشعبي بالمغرب يوم 20 فبراير سحابة عابرة في جو صافي بل كان نقلة نوعية مقارنة مع الاحتجاجات و النضالات المتفرقة التي عرفتها العديد من القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و المناطق الجغرافية، احتجاجات كانت تنقصها المطالب السياسية ذات البعد الوطني، فلم يكون مطروحا مشكل من يحكم البلاد منذ أن استطاع الحسن الثاني إبادة أجيال من الثوريين، كما لم تعد سلطة الملك محل معارضة شعبية، و أضحت معارضتها مقتصرة على اليسار الجذري، رغم ضعفه، و تيار سياسي ديني "العدل و الاحسان" التي لم تعترف بالشرعية الدينية و لا السياسية للملكية، و هي أكبر تنظيم معارض بالبلاد، ولكن لم تخض أي صراع مكشوف مع النظام إذا استثنينا المجال الطلابي.

من المؤكد ان الوعي الشعبي قد عبر عن تجاوزه للاشكال النضالية التقليدية في حركة 20 فبراير وثبت ان الشروط الموضوعية قد نضجت لقيام ثورة ضد النظ ام الموكل للمؤسسات الامبريالية. يبقى يوم 20 فبراير 2011 هو يوم وطني بامتياز، خرجت الجماهير للتعبير عن مطالبها الاجتماعية والسياسية في ازيد من 50 مدينة وقرية مغربيتين. احتشد عشرات الآلاف من الجماهير اغلبها من الشباب العاطل ( اكبر حشد جماهيري كان في طنجة تليها الحسيمة التي سقط فيها خمسة شهداء) قد اربك القصر واذياله, رفع شعارات سياسية استهدف فيها مباشرة القصر و مجمل مطالبه يمكن تلخيصها في التقسيم العادل للسلطة والتقسيم العادل للثروة. الا ان اسئلة باتت تشغل بال كل مناضل غيور على وطنه وعلى خيرات بلاده التي وجب علينا طرحها والمساهمة في القاء الضوء على الاجابة عليها. ماذا عن الثورويُّون الذين شوّهوا وزوّروا كل النضالات التي كان بالامكان ان ينتزع بها الممكن من المكتسبات التي سترسم لنا الطريق لافاق ثورية جديدة؟ ماذا عن صناعة الفوضى التي يُستهدف منها احتواء الأشكال النضالية السلمية وجرِّ الابرياء الى سجون القهر والعار؟ للجواب على هذه الأسئلة سنعالج اسلوبين تمّ نهجهما للالتفاف على مطالب حركة 20 فبراير اسلوب قد نسميه تدمير حركة 20 فبراير من الخارج والآخر ا سلوب تدمير الحركة من الداخل .

لجأ النظام الغاشم الى تصخيرمجموعة من وسائل الخداع لتدمير الحركة من الخارج كلجوئه الى اعلان التعديلات في الدستور وتسخير بيادقه السياسية والاعلامية للتّصفيق و التطبيل له، وكذلك لجأ الى احياء الاشكال النضالية المتفرقة جغرافيا ومناطقيّاً و افتعال اشكال "نضالية" مزوّرة كالاشكال التي كانت تخوضها "قيادة" الجمعية الوطنية للمعطلين وبعض الجمعيات المحلية المشبوهة بُغية تصريف الانظار عن حركة 20 فبراير. نقول انها اشكال "نضالية" مزوّرة لانها تبدوا تصعيدية ميدانيا كخوضها اعتصامات جهوية ومحلية ولكن مذلّة مطلبيّا. فالتصعيد بالنسبة لهؤلاء المسترزقين كان كل شيء ولكن المطالب لا شيء. والحق يقال ان كل تلك الفوضى التي افتعلوها كان الهدف منها التشويش على حركة 20 فبراير وتصريف الانظار عنها وكذلك استقواء تنظيمات محلية او قطاعية مشبوهة لاضعافها. بعد مقاومة نشطاء الحركة الحقيقيين لهذه المناورات سيلجأ النظام الى اسلوب آخر وهو زجِّ اذياله وبيادقه في الحركة قصد تدميرها من الداخل.وكان الهدف هو تحريف الارضية المطلبية لحركة 20 فبراير بافتعال شعارات شوڤ-;---;--ينية من داخلها كشعار "الثورة الريفية" وشعارات هامشية لا علاقة لها مع ارضية الحركة.

هناك سبب آخر ادى الى اضعاف الحركة هو جعلها مجرد ميدان لخوض صراع عفوي ضد النظام فهناك من سخرته اجندة النظام لتبني العفوية وهناك ابرياء يفتقدون الى الوعي التنظيمي اللازم لخوض اي صراع سياسي كان وهناك من فهم ان هيكلة 20 فبراير تعني التمهيد لصناعة قيادة بيروقراطية داخل الحركة. ولكن في مداخلاتي كناشط من داخل الحركة اكّدت على ان هناك تصورين متناقضين طفوا على السطح ابان معمعان الصراع من داخل الحركة: تصور انتهازي لا يرى في الحركة الا مطية للركوب عليها قصد بلوغ اهدافهم السياسوية الضيقة،فدفعوا بالحركة الى ان تبقى عفوية محاولين اعطاء فهم مبتذل للنضال. فبالنسبة لهؤلاء: النضال هو "تطوّع". وهذا يعني ان كلما تطوّعت اكثر من داخل الحركة كلما ازدادت شرعيتك ك"زعيم" فيها مما يعني التمهيد لصناعة بيروقراطية اكثر وقاحة. وتصور آخر الذي كنت ادافع عنه وهو الهيكلة الشعبية لحركة 20 فبراير الذي يستمد اسسه من ثوابت اخلاقية واضحة: فالنضال ليس تطوع بل هو واجب وهذا يستلزم منا كنشطاء امتلاك قدر كافي من الوعي السياسي لممارسة مهامنا النضالية ليس فقط بتحريض الجماهير المقهورة على التجمهر والاحتجاج العفوي بل المساهمة في جعل منها طلائع ثورية منظّمة على اشكال لجان شعبية. خلاصة القول: النضال كواجب يقابله ثابتة التنظيم والنضال كتطوع يقابله الخوض في نضال عفوي عشوائي مصيره الفشل .



#الخلفيوي_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال الشعوب العربية والبلدان المغاربية بين الثأرية والمقاومة
- ما العلاقة بين الرأسمالية، الإمبريالية والصهيونية ؟
- البديل هو وعي تنظيمي حقيقي
- الى اين وصل الحراك الشعبي بالمغرب؟؟
- -الاصلاح الدستوري- لا يكرس الا المزيد من الهجوم على السيادة ...


المزيد.....




- لماذا أدى انقطاع خدمات شبكة أمازون إلى تعطّل منصات ومواقع عا ...
- القضاء الأمريكي يسمح لترامب بنشر جنود الحرس الوطني في بورتلا ...
- انقطاع الكهرباء بمناطق شمالي أوكرانيا بعد هجوم روسي
- بدء أعمال هدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض.. وترامب: سنبني قاع ...
- من بطلة إلى -داعمة للإرهاب-.. لماذا انقلب الإعلام الغربي ضد ...
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. انتشال جثامين أكثر من 400 شهيد وإصاب ...
- تحقيق للجزيرة يكشف تفاصيل مقتل هند رجب وعائلتها بحرب غزة
- ضغوط أمريكية ودعوات ألمانية وأممية للالتزام باتفاق وقف إطلاق ...
- ترامب يختار رجل أعمال رائد في زراعة القنّب مبعوثا خاصا إلى ا ...
- زيلينسكي مستعد للانضمام إلى قمة ترمب وبوتين حال دعوته


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخلفيوي ابراهيم - دروس يجب استخلاصها من تجربة حركة 20 فبراير