الخلفيوي ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 01:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في هذه اللحظات الحرجة التي يعيشها العالم أجمع، وتحديداً كل البلدان العربية والمغاربية . السؤال الأكثر إلحاحاً من أي شيء آخر هو: إلى أين نحن ذاهبون؟ ليس فقط إلى أين نحن ذاهبون كمغاربة او مصريون او سوريون... الخ.، ولكن إلى أين نحن ذاهبون كمجتمع أنهكه الفقر والظلم الإجتماعيين وكل اشكال الجهل والتعصب والظلام.؟ إلى أين نحن ذاهبون كمجتمع بشري وإنساني؟
لايخفى على أحد ان سبب الحراك الشعبي وكذا الانتفاضات الكبيرة التي تشهده بلدان شمال افريقيا والتي ادّت الى سقوط بعض من عملاء الإمبريالية لكن للأسف تم استبدالهم بآخرين بسبب ازمة حقيقية في القيادة الثورية، هو هذه الآلام المريرة التي عشّشتها الرأسمالية باستنزافها لكل الثروات والموارد الوطنية. إلاّ ان الاجهزة الاعلامية الضخمة التي تعبر عن مصالح الامبريالية في المنطقة اقصد"الجزيرة" و"العربية"...الخ، صاغت وصوّرت لنا مفاهيم كلها مفبركة في غرف الاستخبارات الامريكية ك"الربيع العربي"، "الربيع الديموقراطى" وكذا بعض المشاهد الدنيئة لبعض الائمة يلقون "فتاوى ثورية" حرفت مطالب وأهداف الثورة. المشكلة اليوم ليست ابدا وصول القوى الرجعية الى السلطة بقيادة الاسلام الظلامي المتواطئ تاريخيا مع استخبارات الاجهزة الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فهذا امر لا مفر منه في مجتمع غير متحرر من طابوهات الدين بعد! كان من المفروض ان يطرح منذ عقود كي لا يتسنى للرأسماليين اللعب بورقة "الاسلام السياسي" و المتاجرة به. لكن، لابأس! فإجابية وصول الظلاميون المتأسلمون الى السلطة اليوم تكمن في انه سيفقد النظام الرأسمالي ورقة كان يتاجر بها ويوهِّم بها الجماهير الكادحة منذ عقود وهي إمكانية ان تُعوّض إلإجابة الدينية كل إجابة سياسية وإقتصادية. بل المشكل الحقيقي الذي يفرض نفسه بشدة في بلدان شمال إفريقيا و كل البلدان العربية هو إن لم يستطع مناضلوها الثوريون استدراك اهمية الوعي التنظيمي وكذا الإلمام بفلسفة تنظيمية حقيقية أرضيتها هي الحفاظ على استقلالية الصراع الطبقي والتي ستمكن كل المناضلين تنمية الوعي الثوري وسط العمال وكل الجماهير الكادحة من طلبة ومعطلين.
لقد عبرت الإرادة الإجتماعية عن تجاوز الأشكال النضالية التقليدية للتنظيمات التي اصابها الوهن والتّرهل، وثبت ان الشروط الموضوعية قد تعفنت لقيام ثورة ضد الأنظمة الموكّلة للمؤسسات الإمبريالية. إلا ان هذه الاشكال النضالية الكبرى التي خرج فيها شباب ثائر متحمس رافض للظلم والبؤس الإجتماعيين، دون قيادة او تأطير من نخبة سياسية ثورية. وفي غياب حزب ثوري يعبر عن الأهداف الحقيقية لهذه الإنتفاضات،أُلقِي بهذه الأشكال النضالية الكبرى في براثين الفوضى فسال لعاب جموع من الإنتهازيين والمسترزقين للإنقضاض على الثورات او بالأحرى الممكن ٱ-;---;--نتزاعه من المكتسباث .
لقد كتبت سابقا في مقال تحت عنوان: "ربيع الديموقراطية" في بلدان شمال افريقيا و العالم العربي ام ثورات ضد الامبريالية؟؟ ، ان الثورتين التونسية والمصرية وكذا كل الانتفاضات التي شهدتها البلدان العربية والمغاربية ليست مجرد ثورات وانتفاضات لأجل "ربيع الديموقراطية في العالم العربي" او "انتقالات ديموقراطية" كما تحاول الامبريالية تصويرها، بل هي ثورات ضد الاِمبريالية وسياساتها. وهذا ما يستوجب امتداد نضال الطبقة العاملة الأممي ضد السياسات المفروضة من الامبريالية ومأسساتها. ويبدأ هذا الثأر اوّلا بمقاومة مخططاتها، وعلى رأسها مقاومة الإقتتال والنزاع الطائفي الذي يتم إذكاؤه من طرف الو.م.أ وإسرائيل بوساطة وكلائهم بالمنطقة كقطر والسعودية...الخ . مقاومة سياسة تفكيك وحدة الأمم و الأوطان عبر توسيع "الجهوية المتقدمة"، وكذالك سياسة تفكيك المنظمات المستقلة للطبقة العاملة عبر اِدماجها في مسلسل "الحكامة الجيدة" ومايسمى ب"الحوار الاجتماعي" و"الشراكة"، إنها السياسات التي تضرب عرض الحائط ٱ-;---;-----;---ستقلالية الصراع الطبقي .
مرسي فقد زمام الأمور بعد تعديلاته الإخوانية والتي نسفت المجتمع المصري والعلماني بكل معنى الكلمة وهنا نقطة التحول التاريخية حيث ان الشعب المصري البطل سيثأر على الحكم الإخواني وعلى الحكم الإسلامي الذي رسمه مرسي خمس وثمانين مليون مصري الذي يحوي على العديد من الطوائف والملل بكلمة واحدة الإخوان ومسح كلمة مصري من قاموسه .
ولكن القوى الإمبريالية تناسوا ان في المنطقة دولة تدعى سورية وأخرى تدعى إيران ومقاومة في لبنان ومقاومة في غزة وعراب اسمه بوتين قلبوا موازين المعادلة , وعلى الرغم من ان سورية لغاية الان تدفع الثمن من حساب ابنائها وأمنها وايران تدفع الثمن من خلال عقوباتها الاقتصادية وحزب الله يدفع الثمن من خلال إغراقه في مستنقع الطائفية في لبنان والمقاومة الفلسطينية على حد تعبيرهم قد قبضت الثمن وهكذا سوف يتحقق المخطط ولكن الأوراق المخفية والسرعة العالية في استخدامها حقق نقلة نوعية في المنطقة .
ان القوى الإمبريالية خططوا لنقاط القوى المقاومة في المنطقة ولكن تناسوا ولم يحسبوا حساب الشعب المصري الذي كان مضطهداً والذي لعبوا عليه في انتخابات مرسي وابلعوه الطعم ولكن استيقظ على هذا الواقع واراد ان يغير ما رسمته لهم اميركا وان يرسموا بيدهم مستقبل مصر مستقبل ام الدنيا والايام المقبلة تثبت ان المصريين الشرفاء قادرون على كل شيء .
اذا المشروع الشرق أوسطي الذي أرادته رايس بدا يفشل فشلاً ذريعاً حيث ان سورية تنظف وايران تصنع والمقاومة تنتصر والشعب المصري ينتفض واسرائيل تنهزم فلذلك سال لعاب "الشيوخ" المأجورين عبر قنواتهم التحريضية كقناة الجزيرة لإشعال نار الإقتتال المذهبي والطائفي لعرقلة انتصارات المقاومة وتصريف الانظار عن الارضية المطلبية الحقيقية التي حركت الشارع العربي وكل بلدان شمال إفريقيا.
إن علائم النصر التي تمتلكها المقاومة تتلخص في الإشارات التالية: وعي وصمود الشعب السوري مما يحاك ضده آلذي رفض بكل انتماأته ومذاهبه الانجرار وراء مخطط الفوضى والتخريب الإخواني الوهابي، وتمسكه بالوحدة الوطنية، وصمود وقوة الجيش السوري في مقاومة الإرهاب المتصهين، وتمرد الشعب المصري ضد البهلوان مرسي الذي سنراه في الايام المقبلة.
حين تعيق مجرى الدم فى الشريان تكون السكتة ..
وحين تعيق مجرى الماء فى النهر يكون الفيضان..
وحين تعيق مستقبل شعب تكون الثورة..
فيكتور هيوجو
#الخلفيوي_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟