أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - اوراق من زمن الحب 5














المزيد.....

اوراق من زمن الحب 5


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 12:34
المحور: الادب والفن
    


 اوراق من زمن الحب 5

تساقطت اوراق الاشجار وعادت فأينعت ..ثم تساقطت...وعادت ازهرت..ثم تساقطت...واخضرت مجددا...توالت الفصول وناديا واقفة في نافذة غرفتها..كان كل شئ حولها يتغير...يتجدد.يموت ويعود للحياة...ما عداها هي..كانت ..كما هي..منذ سنوات لاتعرف عددها.كان يومها يبدأ بفطور هادئمع والدتها..ثم قبلة....ثم المدرسة...ثم قبلة اخرى..وتعود الى نافذتها....حتى في احلامها لم تكن تر شيئا سوى نافذتها.لم تعد المدرسة تشتكي..توقف الهاتف عن الرنين..انقطع صدح الاسطوانات....اختفت الاساور وحمرة الشفاه...وعادت الكتب والاوراق تتناثر هنا وهناك في ارجاء المنزل.بالرغم من رضا والدتها على شخصيتها المتزنة..ولكنها كانت تخفي بداخلها قلقا ابويا صادقا....فلم تكن ناديا تعيش مراهقتها..بل كانت قلب هرم في جسد فتي.ابدعت صديقتنا في دروس اللغةوالعلوم واعطتها جل اهتمامها حتى تنبأ الجميع لها بمستقبل علمي زاهر.كان يوما شتائيا مشمسا...وكانت الفتيات ينتظرن بشغف حصة الموسيقى بينما شغلت ناديا نفسها بقراءة كتاب..استفاقت من شرودها على صوت ذكوري لم تسمعه اذنيها سابقا...تركت كتابها وامعنتالنظر...كان يقف امامها كهل وقور تجاوز الستين او هكذا خمنت...كان هذا استاذ الموسيقى الجديد ...الاستاذ عبد الحميد..توقعت ان يبدأ بالكلام والكلام...شأنه شأن اي استاذ جديد يحاول اثبات نفسه في الدقائق العشر الاولى من الدرس..ولكنها فوجئت به يفتح حقيبته ويخرج منها كمانا انيقا..احتضنه بود واخذ يداعب اوتاره فينسج موسيقى سماوية لم تسمعها سابقا في حياتها..وعند انتهائه من العزف...صفقت كل الفتيات له....إلا ناديا...فقد كانت مشغولة بالبحث عن منديل لتجفيف دموعها.دموع غريبة...ليست دموع الحزن ولادموع الفرح التي خبرتها سابقا بل دموع جديدة لأحساس جديد.عادت الى منزلها في ذلك اليوم فرحة...تدندن الحانا من تأليفها وتقفز كمهرة عرفت لأول مرة معنى الربيع.استغربت والدتها هيئتها تلك...فأين اختفت سويدائها المعهودة ؟ ولم تعرف سببا لفرح ابنتهاولكنها وكأي ام فرحت بدورها.كان الاسبوع بالنسبة لناديا يومين فقط...الثلاثاء والخميس ...موعد درس الموسيقى..دأبت على انتظار الثلاثاء ...وعندما يأت ...تنتظر الخميس بملل.عاد تألق الشباب ينير وجهها الجميل...ودوى في منزلها صدى ضحكاتها مرة اخرى.بعد ان كانت تهمل درس الموسيقى وترى انه يتطفل على باقي الدروس العلمية..اصبحت تعشقه...بل وابتدأت تتعلم العزف على الكمان..وكم كانت خرقاء في بداياتها ولكنها استمرت وثابرت حتى حققت تقدم اثار اعجاب استاذ عبد الحميد بنفسه.ذات يوم...كانت تحاول كمبتدئة اتمام مقطوعة موسيقية شهيرة..تلكأت قليلا...فإندفع استاذ عبد الحميد لمساعدتها...وقف خلفها...امسك بكتفيها ...وقال...تعلمي احتضان الكمان.شعرت ناديا بنبضات قلبها متسارعة خفاقة حتى خشيت ان تسمعها زميلاتها...ادركت في تلك اللحظة فقط...ان عبد الحميدليس مجرد استاذ الموسيقى بالنسبة اليها...بل انها تحبه...وما احبت الموسيقى إلا لأنها احبته ....هو



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنوسة...قبر ينتظر الردم
- أوراق من زمن الحب 4
- من ارشيف طبيبة4....مريضتي الشاذة
- إلى متسلل
- اوراق من زمن الحب 3
- اوراق من زمن الحب 2
- للنساء فقط....
- من ارشيف طبيبة 3...الدين مظهر ام معاملة
- اوراق من زمن الحب 1
- حبي ويأسك
- النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان
- لقاؤنا المؤجل
- الأسيرة
- من ارشيف طبيبة2....تجربتي الأولى
- إمرأة سيئة السمعة
- الى البعيد
- من ارشيف طبيبة /1...... انا والرداء الأبيض
- إليك..يا..انت
- إلى صائدة الأزواج
- كوردستان العراق...العائلة


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - اوراق من زمن الحب 5