أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - أوراق من زمن الحب 4














المزيد.....

أوراق من زمن الحب 4


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


 أوراق من زمن الحب 4

كلنا يعرف ان الساعة ستون دقيقة..ولكن ساعات الأنتظار اطول..وخاصة حين يكون قلب احببته معلقا بين الموت والحياة.تعرضت والدتها الى ازمة قلبية حادة..وكانت حالتها خطرة جدا..ولم يستطع الاطباء طمأنتها إلا بعد مرور يومين على الاقل.هي ...جلست القرفصاء امام غرفة العناية المركزة..ولاتعرف لماذا بينما اصطف امامها العديد من الكراسي الفارغة ولكنها شعرت في جلستها تلك بأمان اكثر..وكأنها تحتضن نفسها حيث لايوجد من يقوم بإحتضانها.هل تسمية الكادر الطبي بملائكة الرحمة امر مريح للمرضى ؟ فكرت ناديافهاهميجولون كخلية نحل بملابسهم البيضاء امامها...قد يكونون ملائكة حقا ولكن ماذا تفعل الملائكة في هذا المكان..هل جاءت لتصحب والدتها الى عالم اخر...مثلا.انتظرت ساعات وساعات...أياما وايام..بل اعواما واعوام...ولكن ساعة المستشفى العنيدة لم تتحرك سوى ساعتين.هذا الانتظار المر..اشد الما من الموت بحد ذاته.الاف من الصور والاصوات تزدحم في مخيلة تلك المراهقة المرهقة...صراخ وصراخ...دموع وضحكات هستيرية...سدت بكل ما اوتيت من قوة اذنيها..ولكن الاصوات استمرت..وقفت..مشت...ولكن الاصوات استمرت...هرولت ثم ركضت...ولكن الاصوات استمرت..اغمضت عينيها...وفرت هاربة من شئ لاتعرفه..من شارع لشارع..ومن رصيف لرصيف....واخيرا هدأت مخيلتها المجنونة...فتحت عيناها...فوجدت نفسها في حديقة امام ضريحاسمنتي...عليه ازهار ذابلة...كان هذا قبر والدها.ولأول مرة منذ سنوات..انهمرت ادمعها..تلك الادمع التي تختزنها الروح فتزيد من قسوتها..غسلت تلك الدموع كل تمردها...غضبها...ومحت كل حماقاتها الصغيرة.ظلت دهورا تحدث والدها..وهي بين الضحك حينا والبكاء احيانا...روت له كل ما صادفها في ربيعها...اسماء صديقاتها...عناوين اسطواناتها...وحتى اسئلة امتحاناتها.وكان يخيل اليها ان الوالد يسمع...بل ويناقش...وحتى يضحك احيانا.لانعلم حقا ..كم مر من الوقت على هذه الجلسة الابوية الحميمة...ولكن نغما موسيقيا قطع افكارها واخرس كلماتها...وعاد الوالد الى الصمت.كان هذا رنين هاتفها المحمول...ولشدة دهشتها منها...ردت ناديا بثقة وتفاؤل فليس هناك داع للخوف وهي في حجر ابيها ...كما جلست اخر مرة رأته فيها.كان المتصل مربيتها تخبرها بأن والدتها استفاقت وهي بخير وتطلب رؤيتها....وهنا لمست عصفورتنا شيئا لم تعرفه من قبل ...دموع الفرح والامتنان.كلها دموع...فكرت ناديا...ولكن دموع الحزن حارة...الهبت وجنتيها..ودموع الفرح باردة لذيذة كقطرات مطر صيفي.ارتمت في حضن ابيها او...هكذا تصورت...ووعدته وهي تغالب غصاتها بأنها ستتغيروتعود طفلته الوديعة..البريئة.فقد كادت بغباءها ان تفقد الانسان الوحيد الذي تملكه في هذه الدنيا...امها الحنون. 
يتبع



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ارشيف طبيبة4....مريضتي الشاذة
- إلى متسلل
- اوراق من زمن الحب 3
- اوراق من زمن الحب 2
- للنساء فقط....
- من ارشيف طبيبة 3...الدين مظهر ام معاملة
- اوراق من زمن الحب 1
- حبي ويأسك
- النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان
- لقاؤنا المؤجل
- الأسيرة
- من ارشيف طبيبة2....تجربتي الأولى
- إمرأة سيئة السمعة
- الى البعيد
- من ارشيف طبيبة /1...... انا والرداء الأبيض
- إليك..يا..انت
- إلى صائدة الأزواج
- كوردستان العراق...العائلة
- انا...والليل..وهواجسي
- كردستان العراق...فسلجة الرجل الكردي


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - أوراق من زمن الحب 4