أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان فوزي المسعودي - العنوسة...قبر ينتظر الردم














المزيد.....

العنوسة...قبر ينتظر الردم


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 18:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العنوسة.....قبر ينتظر الردم  

العنوسة...هذه الكلمة الخالية من المعنى الفقيرة في اللغة هي الشبح الذي يطارد فتياتنا منذ عمر المراهقة...فلا يكاد يخلو مسلسل تلفزيوني او فيلم سينمائي عربي من شخصية الفتاة العانس...ويتفنن كاتب السيناريو والمخرج في رسم ابعاد تلك الشخصية البغيضة.. فهي غالبا ماتكون قبيحة.. ولئيمة وحاقدة على المجتمع...  متزمتة الطباع وشريرة...ولا اغالي حين اقول انها قد تكون العدو الأول لأبطال ذلك العمل الفني وخصوصا العاشقين الذين يعانيان الأمرين بسبب تلك العانس الشقيقة او العمة او الصديقة....وقد تذهب برامج اخرى مذهبا أخر... فتصورها في إطار كوميدي ساخر كأمرأة مجنونة تطارد الرجال اينما حلوا.. باحثة بيأس عن عريس مرتقب...؟؟؟ هذا هو الإعلام الشرقي وهذه هي المثل التي نحاول غرسها بصورة مباشرة وغير مباشرة في نفوس فتياتنا...فننمي لديهن ذلك الحس الداخلي بالخوف بل الرعب من مخلوق خرافي اسمه العنوسة.... وطبعا اتحدى ان نجد في اي برنامج او فيلم غربي افكارا مماثلة للنساء اللواتي فاتهن قطار الزواج....ماذا....؟؟؟؟؟؟....    ما الذي قلته للتو...."قطار الزواج "....ومتى كان للزواج قطار محدد المواعيد والمحطات كي تتوقف عندها فتياتنا صفا...فخلال دراستي الاكاديمية والتي استمرت أكثر من عشرين سنة لم اسمع عن وسيلة نقل اسمها قطار الزواج...ولا في اي عمر محدد علي ان أبدأ بإنتظاره...ومتى ايأس تماما من قدومه ؟ اليس الزواج بحد ذاته هو ألفة ومحبة بين شخصين...فما دخل الزمن والقطار وتذاكر اللاعودة تلك في هذا الموضوع...إن استخدام كلمة قطار الزواج في مجتماعتنا يلغي كل المفاهيم السامية المتعلقة بالزواج كإتحاد روحي بين جنسين...ولايتبقى سوى مفهوم واحد هو الإنتظار على ارصفة الملل حتى يهل ذلك القطار بطلعته البهية. إننا وبأفكارنا تلك نمسخ الأنثى تماما....ونختزل دورها في الحياة الى مسافرة فقط في قطار بليد....وكأن فكر المرأة وثقافتها وعملها لايساوي شيئا امام تذكرة الصعود على متن قطار السعادة ذاك.... نحن ...ونحن فقط من نصنع اصنامنا...واشباحنا...وخزعبلاتنا....ثم ندعو الى تفنيدها من على المنابر وفي قاعات المحاضرات.... أكبر إمتهان للمرأة الشرقية...هي كلمة عانس...والتي لم أجد لها مرادفا مقنعا في اللغة الانكليزية... فلا وجود لهذه الكلمة المقيتة ..ضيقة الأفق ومحدودة المعاني في الحضارات الغربية...ولكنها تزدهر في اوساطنا الشرقية....فهي مسمى كاسح...في اوراق اللعب...يكتسح كل الصفات الحميدة الأخرى...فأنثانا الغير متزوجة...ليست استاذة...ولامهندسة ولاطبيبة...بل هي عانس وحسب... كلمة....نفرضها....نعممها...ونطالب فتياتنا بالتصرف بموجبها...فالضحكة غريبة....والأناقة مستغربة...والحياة مقيدة في نطاق تلك الكلمة وعلى رنين احرفها الأربعة...بل جدرانها الأربعة التي نسجن بداخلها كيان كامل من البذل والعطاء...وروح سامية وهبها الله تعالى لتلك المخلوقة التي يبدو انها لاتستحقها لأنها عانس..   فهل دور الفتاة في مجتمعنا...وتاج انجازاتها هو العثور على من يرتضيها زوجة له....سواء أكانت زوجة اولى او ثانية...سرية او علنية..  المهم فقط هو من يرتضي ان يقطع لها تلك التذكرة المقدسة ...لتركب قطار الزواج مسافرة الى السعادة....او التعاسة....لافرق....المهم هو إنها ركبت.. قبل المحطة الأخيرة.



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من زمن الحب 4
- من ارشيف طبيبة4....مريضتي الشاذة
- إلى متسلل
- اوراق من زمن الحب 3
- اوراق من زمن الحب 2
- للنساء فقط....
- من ارشيف طبيبة 3...الدين مظهر ام معاملة
- اوراق من زمن الحب 1
- حبي ويأسك
- النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان
- لقاؤنا المؤجل
- الأسيرة
- من ارشيف طبيبة2....تجربتي الأولى
- إمرأة سيئة السمعة
- الى البعيد
- من ارشيف طبيبة /1...... انا والرداء الأبيض
- إليك..يا..انت
- إلى صائدة الأزواج
- كوردستان العراق...العائلة
- انا...والليل..وهواجسي


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان فوزي المسعودي - العنوسة...قبر ينتظر الردم