حسن الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 19:12
المحور:
الادب والفن
من أنا
حسن الهاشمي
نشبت في داخلي حرب لم أشعر بمثلها من قبل، فعوامل تكاد أن تكبل أفكاري بأوصاد تجعلني عرضة للوصب والاوجاع ووخز الضمير، وعوامل ترفعني إلى حياة الفكر المطلق، ترفعني إلى المثالية التي أراها شاخصة في مدينة أرسطو الفاضلة لا غير.
وأنا بين تلك وهذه متذبذب بين أوجاعي ومثالياتي، أنا أعرف نفسي، أنا أجهلها، فأسأل: من أنا؟! وكأن المثالية في نفسي قد أفاقت أو أوشكت أن تفيق، من سبات عميق، فأنا أود أن أعرف من أين جئت؛ لأعود من حيث جئت.
لا أدري ماذا طرأ علي حتى أكاد أن أختال حتى المثالية صعب المنال، تضعضعت أفكاري وأصبح التعمل ضربا من الخيال، يا رب أن الأيام لتمضي والشهور لتنصرم وما زلت كلما حاولت جمع أفكاري سمعت صوتا يرن في داخلي من أنا؟
ما أعرفه في هذه اللحظة عن نفسي أنها تواقة شبقة نهمة، ولكنها ليست على وتيرة واحدة، فإنها ربما تتأرجح بين سني العمر كالفاصل البياني شدة وضمورا، ولكنها لم تصل إلى قمة الشوق في شقيه، وهذا ما يؤجج في داخلي تردد الصوت أكثر فأكثر من أنا؟
إذن أنا شخصيتان، الأولى طفقت تحلق في العالم الأعلى تحاول التعرض إلى ما في العالم الأدنى بين الفينة والأخرى، والثانية بقيت متشبثة بسرابيل الأرض ولكنها تنتظر بفارغ الصبر قطران السماء، وإن طالت الشقة أو قصرت فهي ليست في القابل وإنما في المانع.
الحرب سجال، فأي الفريقين يغلب؟
#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟