أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الهاشمي - إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه














المزيد.....

إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 18:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تارة العلماني يعتقد بفصل الدين عن السياسة وقد يكون متدينا بينه وبين الله تعالى، بيد إنه لا يريد أن يتخذ من الدين ستارا للوصول إلى مآرب السياسة وتخندقاتها التي لها أول وليس لها آخر في اللف والدوران والخداع ما لا يمكن أن يتوافق يوما مع مبادئ الدين الحنيف بما هو معروف عنه من النزاهة والوضوح وقول الحق وتثبيت العدالة على الجميع دونما محاباة أو غمط أو تطاول على أي أحد مهما يكن صغيرا، فإنه طالما يعيش في النطاق الإسلامي فهو محفوظ الكرامة ومكفول الحرية ما دام يحترم القوانين السائدة ولم يتعد على حقوق الآخرين، وتارة أخرى يتهجم العلماني على الدين واصفا إياه بالتخلف وعالم الدين بالاستغلالي وعوام الناس بالجهل والانسياق الأعمى وراء رجال الدين!!.
كلامنا مع النمط الثاني من العلماني إذ نقول له إن المذهب الإمامي يعتقد إن الله تعالى لما منحنا قوة التفكير ووهب لنا العقل، أمرنا أن نتفكر في خلقه وننظر بالتأمل في آثار صنعه، ونتدبر في حكمته وإتقان تدبيره بقوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.(فصلت: 53)، وقد ذم المقلدين لآبائهم بقوله تعالى: قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا.(البقرة:170).
فلا يصح أن يهمل الإنسان نفسه في الأمور الاعتقادية أو يتكل على تقليد العلماء، بل يجب عليه بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص القرآنية أن يفحص ويتأمل ويتدبر في أصول اعتقاداته المسماة بأصول الدين وهي التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد، ومن قلد آباءه أو نحوهم في اعتقاد هذه الأصول فقد ارتكب شططا وزاغ عن الصراط المستقيم ولا يكون معذورا أبدا.
أما فروع الدين وهي أحكام الشريعة المتعلقة بالأعمال فلا يجب فيها النظر والاجتهاد، بل يجب فيها – إذا لم تكن من الضروريات في الدين الثابتة بالقطع كوجوب الصلاة والصوم والزكاة – أحد أمور ثلاثة: إما أن يجتهد وينظر في أدلة الأحكام إذا كان أهلا لذلك، وإما أن يحتاط في أعماله إذا كان يسعه الإحتياط، وإما أن يقلد المجتهد الجامع للشرائط بأن يكون من يقلده عاقلا عادلا صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه، وهذا هو التخصص بعينه مثلما يرجع المريض إلى الطبيب في مرضه ويرجع من يريد بناء بيت إلى المهندس، فالمكلف عندما يواجه المشاكل في عباداته ومعاملاته وإيقاعاته يرجع فيها إلى المجتهد الجامع للشرائط ، لماذا إذن لا يعاب على الطبيب ومراجعيه ولا على المهندس ومستشيره ولكن السهام نراها موجهة من قبل ذلك الصنف من العلماني تخترق حجب علاقة المكلف بالفقيه فقط، وهذا ما يستبطن الكثير من الأسئلة مع إن المسألة طبيعية وموافقة للمرتكزات العقلية؟؟!!.
نعتقد أن الاجتهاد في الأحكام الفرعية واجب بالوجوب الكفائي على جميع المسلمين في عصور غيبة الإمام، بمعنى أنه يجب على كل مسلم في كل عصر، ولكن إذا نهض به من به الغنى والكفاية سقط عن باقي المسلمين، ويكتفون بمن تصدى لتحصيله وحصل على رتبة الاجتهاد وهو جامع للشرائط فيقلدونه ويرجعون إليه في فروع دينهم، مثلما هو حاصل في بقية التخصصات في حياتنا اليومية لتستمر الحياة بهذه الشاكلة التكاملية، والاجتهاد هو النظر في الأدلة الشرعية لتحصيل معرفة الأحكام الفرعية التي جاء بها سيد المرسلين، وهي لا تتبدل ولا تتغير بتغير الزمان والأحوال: حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، والأدلة الشرعية هي الكتاب الكريم والسنة والإجماع والعقل على التفصيل المذكور في كتب أصول الفقه.
ولكي نبتعد عن الهرج والمرج والفوضى لابد من المجتمع من نظام ورئيس برا كان أم فاجرا، وبطبيعة الحال إن الحاكم العادل هو أقرب من تحقيق العدل وانصاف الناس والقضايا من الحاكم الفاجر، حيث إن الحاكم العادل يعمل وفقا للضوابط الشرعية والعقلية ولا يخاف في ذلك لومة لائم بخلاف الفاجر فإن المحسوبية والولاء المطلق للزعيم وحزبه وتبرير واستساغة ظلمه وفساده وكل ما يدعم حكمه الفاسد هو المناط في الأحكام التي يصدرها، وترى إن أغلبها فيها من الظلم القبيح أو الكفر الصريح ما يزكم الأنوف ويكاد أن يذهب بالعقول، وهكذا إذا خير الإنسان بأن يحتكم عند السلطان العادل وإن لم يجلس على كرسي الحكم، وبين السلطان الظالم وهو متربع على الحكم والصولجان فإن اللبيب من يختار العادل على الفاجر صونا للحقوق وحفظا للعدالة حتى لو جاء الحكم مغايرا لما يتمناه، لأن العدالة مطلوبة على كل حال وإنها مطابقة للفطرة الإنسانية السليمة التي تتناغم دائما وأبدا مع العقل السليم.
وخطابي هذا موجه للعلماني من الصنف الثاني ومن يتأثر بقوله، إنه إذا شاهدتم أمورا - في غير ما ذكرنا من تنظيم علاقة الفقيه بالمكلف وفقا لما تعاضد عليه النقل والعقل- من تجييش أو تسويق أو استغلال فإن ثمة خلل إما في المكلف أو في مدعي الاجتهاد أو في كلاهما، وتلك أمور شاذة موجودة في سائر متطلبات الحياة، فلماذا نجد لها تبريرا في الطب والاقتصاد والسياسة والهندسة...الخ ونطلقها على عواهنها عندما تصل النوبة إلى علاقة الفرد بالدين وعلمائه، غير ما أشرنا من أنها غاية في نفس يعقوب!!!.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلا للمناصب الإرضائية والشرفية
- لولا الصدق
- أديم المعارف
- المظاهرات وثنائية الإصلاح والتخريب
- انتفاضة البحرين ليست أول قارورة كسرت في الإسلام
- الثقة بين التفاهم والتأزم
- نفسية المسؤول
- أوهام وحقائق
- الديمقراطية وإرادة التغيير
- أسرار السعادة
- عاشوراء وحقوق الإنسان
- صخرة صماء
- رجولة ما بعدها رجولة!
- تشجير
- هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!
- أخلاقيات الطبيب أولا
- تأهيل السجون للمغرر بهم لا للمجرمين
- الديمقراطية بين سندان الأحرار ومطرقة الأشرار
- أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
- التصدي للحكم.. شروطه وانعكاساته


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الهاشمي - إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه