أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - كلا للمناصب الإرضائية والشرفية














المزيد.....

كلا للمناصب الإرضائية والشرفية


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما تواجه حكومة الشراكة الوطنية مشاكل من قبيل عدم الانسجام والتشرذم في اتخاذ القرار نظرا لتعدد الكيانات السياسية المتنوعة المشارب والأفكار، كلما يصار إلى التفكير بحكومة أغلبية سياسية مهنية منسجمة وأقلية سياسية معارضة في مجلس النواب تراقب وتحاسب وتعاقب، وإن هذا الخيار هو المتعارف والمتداول بين الدول المتحضرة والكل في العراق يعرف ذلك، ولكن المغانم والمكاسب والأجندة الحزبية والشخصية تحول دون الاعتراف به.
والإصرار على المضي في حكومة الشراكة الوطنية، والإصرار على توزيع الوزارات والمناصب السيادية على أساس الإرضاء والتوافق، والإصرار على تصويب القوانين في البرلمان بسلة واحدة، أي أقبل على وزيرك بشرط أن تقبل على وزيري، وأغظ النظر عن القانون الفلاني بشرط أن تغظ النظر على القانون العلاني، وأبرأ ساحة المتهم من الحزب المتنفذ ألف شريطة تبرئة المتهم من الحزب المتنفذ باء وهكذا دواليك، هذه السياسة ستؤدي لا محالة إلى انهيار العملية السياسية برمتها أو لا أقل البدء والشروع من المربع الأول وهو تشكيل حكومة أغلبية سياسية قوية مع معارضة قوية توفر الأمن والخدمات التي طالما بقيت منسية في خضم الخلافات حول المناصب والمغانم في حكومة الشراكة الوطنية التي ولدت ميتة!!.
ناهيك عن تبديد الأموال والوقت والجهد على مناصب الإرضاء التي تضع العصي في عجلة الإعمار والبناء شئنا أم أبينا، إذ كيف لحكومة تعمل من دون انسجام بين وزرائها؟! وكيف لحكومة تطمح بأن تقدم الخدمات ومراكز القرار فيها متعددة؟! وكيف نتوقع من نظام يثبّت لدولة المؤسسات وكل وزير يعتبر نفسه رئيسا للوزراء ويأخذ أوامره من كتلته وليس من رئيسها الفعلي؟! وهذا يذكرنا بالمثل القائل: قومي رؤوس كلهم أرأيت مزرعة البصل، ومن الطبيعي السفينة إذا كثرت ملاحيها فإنها لا محالة تتعرض للتحطيم والغرق، والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي الذي بات يتلوى من سياسة الإرهاب وانعدام الخدمات والتي مع بالغ الأسف استخدمت هذه السياسة الخبيثة من قبل بعض المنضوين في العملية السياسية للحصول على المزيد من المكاسب والصلاحيات!! وفي الإطار نفسه إن بعض الكتل السياسية تصّر على استحداث مناصب شرفية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، والحقيقة التي لا غبار عليها لا ضرورة أبدا لمثل هذه المناصب وإنها ترهق كاهل الميزانية العراقية بأموال وجهود وأوقات ثمينة يمكن صرفها لمصالح ضرورية للشعب العراقي.
والإصرار على استحداث مناصب ارضائية أو شرفية على هذه النمطية التي ليس لها مثيلا في العالم يشكل وبمرور الزمن وضعا كارثيا على الحالة العراقية الجديدة التي من المفترض أن تكون أنموذجا رائدا في التغيير في عالمنا العربي ولكن البعض يعمل بالتضاد من ذلك الطموح لأجندة باتت واضحة للقاصي والداني، إذ هل يعقل إن الصين الشعبية التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة تتمثل بحكومة تكنوقراط من 17 وزيرا فقط وهي دولة مركزية؟! بينما العراق ذو الثلاثين مليونا يتمثل بحكومة إرضاء تتعدى الخمسين وزارة وهو دولة ديمقراطية؟!
بماذا تفسر حكومة عمل الصين وحكومة إرضاء العراق، غير تكريس الانسجام والتوافق والتطور في الأول وعرقلة المسيرة أو إجهاضها - بغض النظر عن الدوافع والأجندات التي لا نشك في وطنية بعضها - في الثاني؟! بل إن الأمر الثاني يكرس المحاصصة السياسية البغيضة ويعمل على عدم اكتراث ولا مبالاة بل استهانة لمطالب الشعب العراقي الإصلاحية، وما زالت الكتل السياسية تلهث وراء مصالحها وأهوائها ومنافعها الشخصية والحزبية، وينبغي على التي تدعي الوطنية منها مراجعة وتصحيح مثل هكذا مواقف والعمل الجاد على ترشيق الحكومة وانسجامها بدلا من ترهلها وتشرذمها قبل فوات الأوان.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا الصدق
- أديم المعارف
- المظاهرات وثنائية الإصلاح والتخريب
- انتفاضة البحرين ليست أول قارورة كسرت في الإسلام
- الثقة بين التفاهم والتأزم
- نفسية المسؤول
- أوهام وحقائق
- الديمقراطية وإرادة التغيير
- أسرار السعادة
- عاشوراء وحقوق الإنسان
- صخرة صماء
- رجولة ما بعدها رجولة!
- تشجير
- هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!
- أخلاقيات الطبيب أولا
- تأهيل السجون للمغرر بهم لا للمجرمين
- الديمقراطية بين سندان الأحرار ومطرقة الأشرار
- أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
- التصدي للحكم.. شروطه وانعكاساته
- المطلوب قضاء عادل ومستقل


المزيد.....




- انفجار مميت بشركة متخصصة بتصنيع المتفجرات العسكرية في أمريكا ...
- -انسحاب حماس من المشهد-.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بتدوينة عن ...
- ملك المغرب يدعو إلى تسريع الإصلاحات وتوفير الوظائف وتنمية ال ...
- الدانمارك: شراء 16 مقاتلة أمريكية إضافية من طراز اف-35 لتعزي ...
- عشرات آلاف السوريين عاجزون عن العودة لقراهم في السويداء
- -القناني المسحورة-.. عودة تاريخية للرسوم المتحركة العراقية ب ...
- ميلانيا ترامب تكشف عن -قناة اتصال مفتوحة- مع بوتين بشأن أطفا ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا إن احتفظت حماس بالسيطرة على غزة ...
- الترويكا الأوروبية تعلن عزمها على -إحياء- المفاوضات النووية ...
- بعد منشورات عن تشارلي كيرك.. موجة فصل وعقوبات في الجامعات ال ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - كلا للمناصب الإرضائية والشرفية