أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - دوافع المهاترات بين الكتل














المزيد.....

دوافع المهاترات بين الكتل


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‪إنّ السريرة إذا صلحت قويت العلانية، كم نحن بحاجة إلى نقد وتقويم الذات، وبعبارة أوضح أنّ نقد الإنسان لذاته يعني لومها الواعي ومحاولة ضبطها في مسارها وحركتها تجاه الكمال المعقول والمقبول وانعكاسه في ميدان المجتمع، ولأهمية نقد الذات الإنسانية نجدُ القرآن الكريم أقسم في سورة القيامة بالنفس اللوّامة وهي نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثاقل في الطاعة لله تعالى.
فنقد الذات ضروري لأجل صدق التغيير والتأثير في المجتمع، وكما جاء في النصوص: ما ينفع أحدكم أن يُظهِر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك؟ والله سبحانه يقول (بل الإنسان على نفسه بصيرة)، فالإنسان يعلم قبل غيره هل إنه صادق في قوله وأفعاله أم منافق يظهر ما لا يبطن، هذه الحالة مكشوفة للإنسان في قرارة نفسه بل سوف تكتشفها الأيام من خلال المواقف والحوادث والأزمات.
لذا جاء في الأخبار تفكر ساعة خير من عبادة سبعين عاما، لأن التفكر ومراجعة الذات يضخ المرء الاستزادة من الإيجابيات، والاستعاذة من السلبيات، انطلاقا نحو التغيير والبناء وتقديم الأحسن والأفضل وعلى كافة الأصعدة، أما التلون وإظهار الجميل وإبطان القبيح، فإنه وإن ينطلي على البعض في وهلة من الزمن إلا إنه سرعان ما تتكشف الأمور:
أولا: لعدم المصداقية وهشاشة الموقف.
ثانيا: لفضح المجتمع لأمثال تلك الشخصيات المهزوزة التي لا تستطيع الاستمرار في عملها، لأنه مليء بالتناقضات والهفوات والأكاذيب والافتراءات، خلافا للإنسان الصريح الصادق الذي لا يهمه شيء سوى الخدمة وتقويم العمل نحو العطاء والإبداع.
محاسبة الذات وتقويمها نحن بأمس الحاجة لهذه القاعدة السامية، ولاسيما نحن نعيش في زمن كثر فيه المغرضون والمنافقون وقل فيه الصادقون المؤمنون، الابتعاد عن الكذب والافتراء واللف والدوران وإلصاق التهم على الشخصيات الحقيقية والحقوقية لأغراض شخصية أو حزبية ضيقة، من أهم مقومات الدولة الديمقراطية التي تحفظ الحقوق والواجبات وتحافظ على كرامة الإنسان من الخدش والتسقيط والتشهير من دون وجه حق.
المهاترات التي تحدث بين الكتل غالبا ما تستبطن دوافع سياسية ومنافع حزبية ضيقة، خصوصا إذا علمنا إن محلها القضاء العادل الذي هو وحده ينصف المظلوم ويعاقب المقصر، بعيدا عن مزايدات السياسيين عبر تصريحات واتهامات واتهامات متبادلة غرضها بات واضحا للتشويش على الرأي العام، وتمرير الأجندة الضيقة التي لا تخدم سوى مطلقيها.
شتان ما بين السياسي الذي تراه يتهم ويتهجم وينتقد ويزايد على وطنية وقومية الآخرين في حين إنه من أخمص قدميه إلى أعلى بويصلة من شعرات رأسه ممتلئا بالشماتة والضبابية والسوداوية لا يهمه شيء سوى منافعه الشخصية ومصالحه الحزبية الضيقة، والكل بنظره على خطأ وهو وحده أب للديمقراطية وراع لمصالح الشعب العليا!! ولكن شعارات الوطنية والديمقراطية التي تصدر منه ما هي إلا لقلقة لسان، بل إنه طالما يلجأ إلى أعداء العراق لطعن العراق من الداخل، شتان ما بين ذلك السياسي وبين السياسي الوطني الشريف الذي لا يهمه شيء سوى النهوض بدولة المؤسسات وتركيز دعائم الديمقراطية في العراق الجديد.
والفرق بين العميل والوطني والإنتهازي والواقعي واضح وبيّن لا يعتوره شك ولا لغوب، وكما قيل في محله ما أضمر أمريء شيئا إلا وظهر على فلتات لسانه وقسمات وجهه، فالمنافق طالما يلف ويدور ويكذب ليؤكد على أمر يعتقد بصحته بينما الشريف لا يلجأ عادة إلى أساليب الخداع والتزويق والتضليل وإنما يكون صريحا مع نفسه ومع الآخرين بعيدا كل البعد عن التدليس وإطلاق المواعيد الكاذبة التي لا يمكن لها أن تتحقق، بل يكون ذا مصداقية عالية في مواقفه وتصريحاته وتبادلاته ومعاملاته مع الآخرين.
فالذي يمتلئ صفاء ونقاء وطهرا في داخله لا يصدر منه إلا الخير والصلاح والعكس صحيح أيضا، ونحن وفي هذه الأجواء المتلبدة بحاجة ماسة إلى إصلاح الذات وتخليصها من موجبات الحقد والأنانية وضخها بموجبات الصفاء والتقدم، ولا يكون ذلك إلا من خلال مراجعة النفس ومحاسبتها بين الفينة والأخرى ريثما تصقل النفس اللوامة وتدحض النفس الأمارة دونما رجعة.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لخيانة بعضهم... هل يجوز اتهام كل السياسيين بالخيانة؟!
- خلصوا كربلاء من الأزبال والأتربة؟!
- لتكن أرواحنا راقية
- سبيلنا إلى دولة المؤسسات
- صراع النوازع
- إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه
- كلا للمناصب الإرضائية والشرفية
- لولا الصدق
- أديم المعارف
- المظاهرات وثنائية الإصلاح والتخريب
- انتفاضة البحرين ليست أول قارورة كسرت في الإسلام
- الثقة بين التفاهم والتأزم
- نفسية المسؤول
- أوهام وحقائق
- الديمقراطية وإرادة التغيير
- أسرار السعادة
- عاشوراء وحقوق الإنسان
- صخرة صماء
- رجولة ما بعدها رجولة!
- تشجير


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - دوافع المهاترات بين الكتل