أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني فؤاد - المقيم والعابر ..في حياة المرأة والرجل














المزيد.....

المقيم والعابر ..في حياة المرأة والرجل


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 13:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المقيم والعابر .. في حياة المرأة والرجل
د. أماني فؤاد

كيف تستطيع المبدعة الروائية أن تغوص في التابوهات المجتمعية الجنسية دون الوقوع في شرك الابتذال ؟ وأن تعالج أدق تفاصيلها النفسية والعاطفية لدي كل من المرأة و الرجل ، دون خشية من زوابع الانتقاد من كهنة حراس القيم الأخلاقية و الدينية ، و محاذير العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية شديدة المحافظة ، وشديدة الزيف في تناولها لبعض القضايا الإنسانية ؟
هذا ما استطاعت " هالة البدري " القبض عليه "في امرأة ما " ، روايتها التي صدرت في مايو 2001 م ضمن إصدارات روايات الهلال ، لكن حتي الأن يمكن قراءة النص عملا حيويا ومعاصرا لانتماء جوهره السردي للقضايا الإنسانية التي لا يفتأ الفن يجد خصوبتها المتجددة في الديمومة الزمنية ، لا الانقطاع اللحظي .
يتميز نص " امرأة ما " بلغة شديدة الرقي والانتقاء ، لغة تنزع إلي الشاعرية المكثفة في بعض الفقرات ، ذلك رغم خوضها في أدق المشاعر العاطفية و الجنسية ، والفروق الحساسة للغاية في تفاصيل تلقينا لمشاعرنا ، ودرجة تقبلنا لمن نحيا معهم في دائرة الحميمية ، ونتبادل معهم فاعليات الحياة ، وكيفية ممارسة الحب ، وأليات التعبير عنه ، هذا فضلا عن وقوع العمل في منطقة معالجة اجتماعية هي الأصعب من نوعها ، فالعمل يحكي : مأساة فتاة ترتبط برجل دون علاقة حب ، تجمعهم مؤسسة الزواج وتفاصيل الحياة التي تضم الأولاد والأهداف المشتركة ، وتستمر هذه العشرة التي تتميز بالاحترام فيما بينهما ، لكن دون إشباع لعواطف الزوجة أو احتياجاتها ، إلي أن تشعر" ناهد" الشخصية الرئيسية بالعمل بحب يجتاح كيانها " لعمر" الروائي والصحفي ، المتزوج هو الأخر من "ماجي" ذات الأصول المصرية اليونانية ، والذي كان يربط بينهما حب ، ثم وجود ابنهما شريف .
نجحت الروائية أن تستبطن المشاعر البشرية في مناطقها الشائكة المسكوت عنها ، وأن تصور متغيرات مشاعر المرأة والرجل وفق مراحلهما الزمنية ، وأحداثهما المحورية بحياتهما ، أن تعبر عن كل ما هو متداخل وبيني من مشاعر الأنثى التي مهما لاقت من نجاحات بحياتها يظل الحب عمادا جوهريا يحقق السواء والسعادة الحقيقية بحياة المرأة ، هذا غير جانب الأمومة ، الذي يعد محورا غير هين التغاضي عنه بحياتها متي تحقق .
وتواجه الكاتبة السؤال الأصعب في تاريخ المرأة الشرقية حين يعترض طريقها علاقة حب جديدة طرأت علي حياتها ، هل من الامثل الاستمرار زيفا في علاقة مع الزوج ؛ من أجل الأولاد والبيت والشراكة المؤسسية التي بين الطرفين ، أم أنه من الأفضل المكاشفة والمصارحة ؟ ومن ثم تقويض كل هذه الكيانات التي بنيت علي مدي سنوات عمرية متراكمة ، أم أن هناك طريق ثالث ، فيه تتحايل كل من المرأة والرجل علي ارتباطاتهما ، ومحاولة عيش حياة موازية لحاياتهما الأساسية ؟ وهنا تتكشف الكثير من المناطق التي تقع تحت وطأة المحرمات وازدواجية المشاعر ، أو عيش مشاعر لا تتسم بالصدق لدي كل من الرجل والمرأة ، تلك القضايا التي تواطأ الجميع على عدم الخوض فيها أو مواجهتها .
تصور "البدري" في تلك المنطقة أيضا حياة التوازي مع الواقع المعلن ، تلك التي تقع في منطقة الأسرار الخاصة بطرفي العلاقة ، العذاب المقيم بنفس كل من المرأة والرجل نتيجة للازدواج ، كما أنها تكشف عن جانب من سيطرة الثقافة الذكورية في المنظومة الأخلاقية للمجتمع ، فتلقي "عمر" لعلاقة "ناهد" بزوجها "مصطفي" تختلف عن تلقي "ناهد" لعلاقة "عمر" بزوجته "ماجي" ، وإن كانا يقعا في المنطقة النفسية ذاتها ، هذا اتساقا مع كوننا كلنا إنسانا امرأة أو رجلا ، هذا فضلا عن كيفية تلقي البطلة لنزوات زوجها مصطفي أو حبيبها عمر ، المتناقض تماما مع تلقي مصطفي أو استشعاره لمجرد علاقة بين ناهد ورجل أخر .
استطاعت الكاتبة أن توائم بين جوهر ومضمون عملها والبناء الفني الروائي الذي اعتمدته لنصها ، فقد اتكئت علي تقنية تعدد الأصوات ؛ لتستطيع أن تنقل الواقعة وما كوَّنها واحاط بها من مشاعر من أطرافها الأربعة ، والتي يمتلك كل طرف منها ثقافته ، ونوع عواطفه ،وموقعه في المجتمع ، الذي يهب حقوقا للبعض ويمنعها عن الطرف الأضعف .
هذا مع تنوع إيقاع الرواية الزمني في السرد ، ففي أول النص كان هناك استرسال لعرض أطراف تلك الحكاية ونقل الأبعاد النفسية لكل طرف وخاصة مشاعر ناهد وعمر ، وفي الثلث الأخير اعتمد العمل علي الإيقاع السردي السريع الذي يشبه الومضات ، كأنها مشاهد سينمائية تعتمد علي تقنية المونتاج المتسارع ، لتنقل التطورات المتباعدة زمنيا في لقطات متسارعة ، لكنها تحمل المخزون العاطفي الرئيسي المعبر عن أبعاد العلاقات المتشابكة ، وتنوع تداخلها لدي كل شخصية من شخوص النص ، ويظل السؤال أين هو حدود المقيم والعابر في حياة المرأة والرجل ، وهل هناك اختلاف في تلقي الحياة والحب لدي كليهما أم أن المجتمع بثقافته الذكورية هو من صنع تلك الاختلافات بما يمكن أن يمنحه من حرية للرجل ويسلبها من المرأة ، بل ويضعها في منطقة المحرمات التي قد تصل لأن يستحل قتلها والإجهاز علي حياتها ، ووصمها هي وكل طرفها بالعار ؟



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَزَعات الانتقامية .. والعدالة الناجزة
- - حلم بلاستيك - مقاربة نقدية لعرض مسرحي
- اللغغة العربية .. وبعض الأنين
- تشظي الحبكة في الرواية المعاصرة - سيرتها الأولي - نموذجا للر ...
- اللغة العربية .. وبعض الأنين
- الذوات الافتراضية والبنية في رواية ما بعد الحداثة للروائي -م ...
- كأنها الحياة .. أو هو الموت ..؟ قصة قصيرة
- الفن مهر الحياة الحقيقية
- المشهد الشعري في ديوان - كأنني أريد - لغادة نبيل
- خضروات نصف مطهية قصيدة نثر
- خضروات نصف مطهوة قصيدة نثرية
- -المفتون- لفؤاد قنديل بين السيرة الذاتية والرواية
- -خضروات نصف مطهوة- قصيدة نثرية
- حرية الإبداع في -أين الله-
- بين شيوخ الإبداع الروائي وشبابه
- -سلمان والببغاء - قصيدة نثر
- حكومة بلا خيال
- مقعد لا يمتلئ .. -قصيدة نثر-
- يبقي لنا من -ابن خلدون- فعل المجاوزة ..
- الغربة والنفط وتقنية المتوازيات في نص -العُرس- للروائي -فتحي ...


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني فؤاد - المقيم والعابر ..في حياة المرأة والرجل