أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - أحراش .. وجميز .. وكرة مُذهّبة!














المزيد.....

أحراش .. وجميز .. وكرة مُذهّبة!


عمر حمَّش

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


أحراش ... وجميز .. وكرّة مُذهبة!


عمر حمَّش


حين امتلك أحمد صديقي تلك الكرة ؛ أشعلني .. !
رقّصها ... مطاطيّةً ملوّنة .. غلبَ عليها لونُ الذهب . .. أبوه كان صاحب مقهى .. أسمر نحيفا .. كنتُ إن رأيتُه .. تخيلته يعلكُ قطعة الأفيون دسّها تحت لسانه ..!
هذا ما رددته على مسمعي نسوةُ حارة مخيمنا الصغيرة ..!
في بيتنا ترددتُ طويلا من قبل أن ألقي قنبلتي .. واطلب كرة مماثلة .. أنطّطها على الجدارِ . .. فورًا قام أبي .. دكّني دكّا .. كان كمن ينهي أمرًا مسرعا .. !
حين انفلتُ .. قفزتُ .. !
في الزقاقِ ... رمقني أحمد .. ثمَّ انفجر ضاحكا .. فصرتُ فوقه في ثوانٍ .. رميتُه .. مزقت كرته .. وحين سمعت صوت انفجارها .. ارتاح قلبي .. !
أنا أيضا أنهيتُ أمرا حاسما!
أمُّ حسن السمينة جاءت تهدُر .. رأيتُها عن بعدٍ على عتبتنا .. تقفُ .. وتدقُّ .. سمعتُ صياح أمّ حسن السمينة .. ورأيتُ أمي من خلفِ أبي تحرك يديها .. فابتعدتُ كثيرا!
أمّ حسن هاته بعد شهورٍ ستموت .. ونسوة حارتنا سيهمسن على مسمعي : قتلها أفيونه!
هربتُ إلى الأحراش .. أغواني رملُه الأصفر المنفوش .. والمنقوشُ بأرجل السحالي .. وناغتني من فوقي بلابل أشجار الأكاسيا .. تعمقت .. وهرولتُ مبتهجا .. لأسائلَ التلالَ عن آخر الدنيّا .. هناك .. وعند نهايتها فاجأتني الكلابٌ .. من فوق تلةٍ عالية .. رفعت آذانها .. وأخفضتها .. ثمَّ هوّت نازلة ..!
لم أدر كيف جريت .. ولا كيف نجوت .. ما أدريه فقط .. أنّ وجهي انتفخ .. وأنَّ عينيّ من كدمات الأغصان تورمتا!
.. عدتُ للحارةِ .. لكنّي لم أجرؤ على الاقتراب من بيتنا .. فخطوت معاكسا العمران .. هناك .. حيث شجر الجميز الواقف على حافة الطريق المؤديّة إلى غزة ..
استقبلتني أشجارُ السبيل .. بلا حارسٍ .. وبلا مدافع .. فارتميتُ في ظلها الهائل .. شرعتُ أرقبُ ثمارها الصغيرة الحمراء .... في حارتنا سمعت النسوة دوما يقلن : هذه شجرة الجميز شجرة نحسة .. هي من جلبت لنا يهود العالم .. سمعتهن أيضا يقلن: الحركة الصهيونيّة كانت تقول لليهود : هناك ستجدون شجرة تحمل سبعة بطون!
لكني كنتُ جائعا .. فتسلقتُها .. ملأتُ بطني .. وجيوبي .. ولمّا نزلتُ .. راقت لي على الأرضِ حبّاتٌ جفّت ... فجمعُتها!
في الليل .. حين كنت قرب بيتنا مثل لصٍّ صغير .. أمسك بي أبي .. رجته أمّي ألأ يضربني .. كنت مًعلّقًا في يدِه ... أنتظر .. حتى حذفني فجأة .. وأقسم لها أن يذبح دجاجاتها كلّها!
لم أدر إن كانت أمّي قد ندمت لأنّها حمتني ...!
ما أدريه فقط .. أن عقلي من لحظتها شرع يسأل:
كيف قتل الأفيون أمَّ حسن؟
ولمَ كانت الكرةُ المُذهبة علينا مستحيلة؟!



#عمر_حمَّش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعرابيُّ الجميل!
- قصص قصيرة جدا ( 4 )
- قصص قصيرة جدا ( 3 )
- فخاخ الكلام لعمر حمّش في ندوة اليوم السابع
- مختبر! قصة قصيرة
- قصص قصيرة جدا ( 2 )
- قصص قصيرة جدا ( 1 )
- جمال القراءة .. وفخاخ الكلام!
- زلابيا.. وحمص مقلي.. وحنتوت!
- هروب! قصة قصيرة جدا
- محكمة! قصة صغيرة جدا
- نساء! قصة قصيرة جدا
- تواصل! قصة قصيرة جدا
- وحيٌّ ليليّ - فصة قصيرة جدا
- صوت! - قصة قصيرة جدا
- حسرة! قصة قصيرة جدا
- حكايتان قصيرتان جدا
- قصتان قصيرتان جدا
- حكايا ثوريِّة - قصص قصيرة جدا
- ديوك - قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - أحراش .. وجميز .. وكرة مُذهّبة!