أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - التاريخ الكامل لحركة حماس ميليشا الاخوان ( الحلقة الثانية )















المزيد.....


التاريخ الكامل لحركة حماس ميليشا الاخوان ( الحلقة الثانية )


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة بالولايات المتحدة الأمريكية :
إهتمت حماس كثيراً بالعلاقة مع الولايات المتحدة والمعروف أنه عندما تم تأسيس حماس كانت ساحة الولايات المتحدة تنافس ساحة الكويت في النفوذ والسيطرة على مقدرات حماس في الخارج، وكانت معظم الإتصالات بالأرض المحتلة منذ عام 1988 تتم عن طريق رجال حماس في الولايات المتحدة وعلى رأسهم موسى أبو مرزوق – وهو من جند محمد مرسى "الرئيس المخلوع لمصر" فى جماعة الإخوان بناء على آوامر أمريكية ، و قد لعبت حماس في الولايات المتحدة دوراً كبيراً في تمويل حماس في الداخل حيث كانت تجمع الملايين من عرب ومسلمي أمريكا المتعاطفين مع إنتفاضة الحجارة والمتعاطفين مع الإسلام والمسجد الأقصى، حيث أسسوا الصناديق والجمعيات وأهمها صندوق الأرض المقدسة. وسبق أن كانت اللجنة السياسية الرئيسية لحماس تعمل من مقرها بالولايات المتحدة برئاسة موسى أبو مرزوق قبل أن ينتقل إلى الأردن. بخلاف العلاقات الشخصية بين بعض قادة حماس والأجهزة الأمريكية التي جرت وتجري من خلف ظهر الحركة، فإن الحركة ذاتها كانت حريصة كل الحرص على فتح الحوار مع الولايات المتحدة، وتذكر أدبيات الحركة أن بداية الحوار كانت في ديسمبر 1992 بعد أيام من إبعاد 400 قائد وكادر لحماس إلى جنوب لبنان، بهدف صنع تحرك دولي ضاغط يمهد لعودة المبعدين إلى فلسطين، وأعلنت الحركة عن أسفها الشديد لأن الولايات المتحدة قطعت إتصالاتها بحماس، وقد تواصل الإتصال بعد ذلك عدة مرات، لكنه في السنوات الثلاث الأخيرة أخذ طابعاً جدياً كجزء من حوار الولايات المتحدة مع حركة الأخوان المسلمين عموماً للإتفاق على مدى التعاون الممكن بين الطرفين في المنطقة وخصوصاً بعد قدوم القوات الأمريكية إلى المنطقة بكثافة وإحتلالها للعراق. وهكذا وبعد أن بدأت حماس خطابها السياسي في سنواتها الأولى بوصف أمريكا بالعدو المجرم وتساوي بين عداوته وعداوة إسرائيل، أصبحت أمريكا طرفاً آخراتسعى حماس إلى تحييده وتؤكد أن عدوها الوحيد إسرائيل وأنها ترحب بالعلاقات مع جميع دول الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، قبل أن تصبح العلاقات في السنوات الأخيرة أكثر قوة وقبل أن تشير الكثير من الدلائل أن الولايات المتحدة اقتربت من الاتفاق مع الأخوان المسلمين عموماً ومع حماس في فلسطين خصوصاً على التعاون في منطقة الشرق الأوسط.
حماس والدول العربية:
بدأت حماس نشاطها السياسي والإتصال بالدول والأطراف الأخرى بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، و ذلك بعد أن اطمأنت قيادتها في الخارج وتأكدت من استمرار حماس في الداخل و من عدم إمكانية القضاء عليها، و بعد أن ثبت لها أن الإنتفاضة الشعبية مستمرة و يمكن أن تمتد و تنتشر داخل الأرض المحتلة, وبإختصار فإن علاقة حماس مع الدول العربية عموماً وخطابها السياسي تجاه الحكام العرب يعتبر دليلاً دامغاً على عدم النضج السياسي، و على أسلوبها الإنتهازي ونفاقها السياسي حيث إنتقلت من مربع الهجوم الإنفعالي اللاذع وإتهام الحكومات العربية بالخيانة والعمالة إلى مربع المدح والنفاق بل وتأليب الدول العربية على منظمة التحرير الفلسطينية. أولاً: اتهام الحكومات العربية بالعمالة. سارت حماس بعد إنشائها على خطى فتح التي سبقتها بثلاثين عاما في خطابها الموجه حول الحكومات العربية ولكن بصورة أقل نضجاً وأكثر انفعالية وشعبوية فقد بدأت بوصف الحكام العرب بأنهم صنائع الأعداء فقالت في بيانها الثالث(يناير 1988 ) " نصب الأعداء على العروش حكاماً، وهم لهم جنود أوفياء وحراس أمناء.....
ظنوا أن شعبنا غرق في متاهات اليأس.. وسجد على أقدامهم يطلب الرحمة مستجدياً مقتدياً بالحكام الأقزام". وفي بيانها الرابع تقول: " لقد بدأت بعض الزعامات العربية تلعب على جراح شعبنا محاولة إخماد صوت المقاومة لهثاً وراء سراب الحلول الاستسلامية والمؤتمرات الدولية" ودعت حماس في بيانها الخامس إلى إسقاط الأنظمة العربية فقالت:" يا شعبنا الفلسطيني المسلم.... اعلم انه بصمودك وثباتك وتصميمك على تحقيق أهدافك ستنتقم لك تجمعات وشعوب، وسيكون ذلك سبباً في سقوط مشاريع ومعاهدات ومؤتمرات وأنظمة كلها تعمل على ضياع حقوقك وسلب وطنك" ويتهم البيان التاسع ( 4/3/1988 ) الملوك والرؤساء بتنفيذ المخططات الأمريكية حيث يقول: " واليوم تطل المؤامرات الأمريكية من جديد لتجهض إنتفاضتكم الباسلة من خلال ملوك ورؤساء عرب تحت شعارات زائفة، مثل مقايضة الأرض بالسلام ومظلة المؤتمر الدولي" وبالغت الحركة في استخدام أقذر الصفات في البيان الثاني والعشرين (يونيو 1988 ) الذي يقول " فاجأتم الأصنام العربية التي تسخر الدنيا منهم لأنهم أقزام مهازيل أو أطفال مجاهيل". وفي البيان الأربعين ( 17/4/1989 ) تتدخل حماس في الشئون الداخلية للدول العربية: "نطالب الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية بالكف عن مضايقة الحركات الإسلامية وشبابها المجاهد".
وهكذا فإن الأمثلة تطول على هذا الخطاب الذي يهدف في الأساس إلى اكتساب الشعبية في الأوساط الفلسطينية التي قاست كثيراً من الخذلان العربي، وتمضي المسيرة الى أن يصبح الحكام العرب أنفسهم أحفاد المعتصم في خطاب حماس والتي تحاول تأليب هؤلاء الحكام على منظمة التحرير، وبعد أن كانت الحكومات السورية والمصرية أكثر الحكومات هدفاً للشتائم الحمساوية يتغير خطاب حماس لتصبح سوريا قلعة الصمود ومصر الضمانة والحامية لأهداف الشعب الفلسطيني. ثانياً: مديح الحكام العرب ونفاقهم. بدأت قيادات حماس تتهيأ لممارسة دورها المستقبلي وتمهد الطريق للاتصال ببعض الحكومات العربية ففي رسالة الحركة إلى مؤتمر القمة الطارئ في المغرب والمؤرخ بتاريخ ( 21/5/1989 ) أصبح الحكام العرب جمعياً أحفاد المعتصم وقادة الأمة العربية وأصبح شعب الانتفاضة هو شعب هؤلاء القادة، وخلت الرسالة من أي نقد وظل النقد الوحيد موجهاً إلى منظمة التحرير وقيادتها وتنازلاتها ( وثائق حركة المقاومة الإسلامية، الجزء الأول ص142-146 ). ووصل الأمر إلى أن نقد علاقات الدول العربية بإسرائيل إلى أقصى درجات التخفيف أو التعبير عن الأسف مع السعي في نفس الوقت إلى تطوير علاقة الحركة بهذه الدول، بل وصل الأمر إلى محاولة التبرير غير المباشر لسلوك هذه الحكومات بينما ظل الهجوم عنيفاً وشديداً ومتواصلاً على القيادة الفلسطينية وسياستها.
وليس أدل على نفاق قيادة حماس ولعبها على الوجهين وسياسة الكيل بمكيالين أنها وبعد أسبوع واحد من رسالتها إلى القمة العربية إلى قادتها أحفاد المعتصم صدرت في الأرض المحتلة بيانها الثاني والأربعين أكدت فيه أن قبلة الحكام هي الكرملين والبيت الأبيض وأنهم سلموا أرض الإسراء والمعراج ونقول يا قومنا لن تغني عنكم مؤتمراتكم ولا تنازلاتكم شيئاً وكل ما تصنعون هو أن تلعنكم به الأجيال. تأليب الحكومات العربية على منظمة التحرير. لقد تطور الأمر كثيراً لدى حماس التي استخدمت سياسة الغاية تبرر الوسيلة حتى أقامت العلاقات المختلفة مع الدول والحكومات العربية الإسلامية وكان أكثر هذه العلاقات على حساب منظمة التحرير والشعب الفلسطيني كما حدث مع سوريا والأردن والكويت ولبنان وإيران وليبيا، بالإضافة إلى علاقاتها مع السعودية ودول الخليج واليمن والسودان، واستغلت حماس اتفاق اوسلوا أسوأ إستغلال ليكون خطابها للحكومات العربية أن الاتفاق يستهدف الدول العربية وخصوصاً الأردن وسوريا ويصبح بعد ذلك تأليب الدول العربية على منظمة التحرير والسلطة الوطنية أحد الثوابت في سياسة حماس وعلاقاتها الخارجية. أهداف حماس وسياساتها في العلاقات: لخص الناطق الرسمي لحركة حماس أهداف العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بتركيز وشمول قائلاً: " تهدف حركة حماس من وراء بناء العلاقات مع الدول العربية الإسلامية إلى تأكيد حضور الحركة على الساحة السياسية العربية، وإطلاع الأطراف العربية على وجهات نظر الحركة بما يساعدها على تفهمها دون تشويه والانفتاح السياسي والإعلامي للحركة إقليميا ودولياً، وتوفير أبعاد جغرافية جديدة للتحرك السياسي للحركة، والسعي لتحقيق التقارب لمواقف هذه الدول السياسية المقلقة بالقضية الفلسطينية مع مواقف الحركة وللحصول على إعتراف الدول العربية الإسلامية الرسمي بالحركة." هذه الكلمات القليلة والمكثفة والعلنية حيث جاءت في كتاب أصدرته الحركة عن مركز دراسات تابع لها ( دراسة في الفكر السياسي لحركة حماس ص 278 ) توضح الروح الحزبية الضيقة لحماس والبحث عن مصالحها دون النظر إلى مصلحة الشعب الفلسطيني حيث في أربعة أسطر تكرر اسم الحركة سبع مرات وتأكد أن كل أعمال الحركة على مختلف أنواعها وفي مختلف الأزمنة من بداية نشأتها إلى مشاركتها في الانتخابات التشريعية 2006م تسعى لتحقيق الأهداف الخاصة بالحركة دون اعتبار للمصالح العليا للشعب الفلسطيني. وقد حددت إحدى وثائق حماس الداخلية السياسات التفصيلية للعلاقات مع الدول العربية جاء -
فيها: 1- أن يكون نمو هذه العلاقات منسجماً مع الخطة العامة للحركة
2- ألا يترتب على هذه العلاقات ما يتعارض مع ثوابت الحركة واستراتيجيتها.
3- الاستمرار في العلاقة ما دامت ايجابية، وعدم قطع الاتصال.
4- تجنب الدخول في مصادمة مع الأنظمة إلا في حدود توضيح وتسجيل الموقف السياسي.
5- تزويد الأنظمة التي للحركة علاقات معها بالأخبار والمعلومات التي من شأنها التأثير في نظرتها للحركة أولا بأول.
6- التوضيح لتلك الأنظمة أن حماس لا تتدخل في شؤونها الداخلية.
7- تجنب مهاجمة تلك الأنظمة بالتحديد والتركيز على التعميم والنقد.
جاء ذلك في وثيقة "سياسات الحركة في العلاقات السياسية المؤرخ في 26/3/1994م"، و عموماً فإن هذه السياسة كسائر سياسات حماس وأعمالها لم تكن ناتجة عن مبادئ وقناعات دائمة بقدر ما كانت تستجيب لمصالح الحركة المؤقتة في أمن قيادتها وسهولة تحركهم في الساحات التي رأوا أنها ضرورية لهم كالأردن وسوريا ودول الخليج واليمن، أما الدول التي لا توجد فيها قيادات الحركة مثل الجزائر وتونس والمغرب ومصر حتى عام 1996م فقد هاجمتها الحركة هجوماً صريحاً وأعلنت عن مساندتها للمعارضة الإسلامية فيها. تمويل الحركة : يلعب التمويل دوراً هاماً جداً في حركة حماس، وقد إهتمت به الحركة منذ وقت مبكر وصار يستخدم كعامل أساسي في الصراعات الداخلية وخصوصاً بين الداخل الذي يحتاج أكبر قدر ممكن من المال والخارج الذي يحتكر ويسيطر على جميع أموال الحركة، كما لعب التمويل دوراً أساسياً في تحديد العلاقات الخارجية للحركة التي كانت حريصة جداً على العلاقات مع الدول الغنية كالسعودية ودول الخليج والتي تتلقى الحركة أموالاً طائلة منها وكذلك أموالاً كثيرة جداً من الأثرياء ورجال الأعمال في هذه الدول الذين يدفعون زكوات أموالهم الباهظة إلى الحركة، وظلت الحركة تجمع الأموال الطائلة ولسنوات عديدة من مساجد هذه البلاد وأثرياءها وشركاتها ولجانها الخيرية. كما اهتمت الحركة بالعلاقة مع ليبيا طمعاً في الحصول على أموال كثيرة ولكن المرجح أنها لم تستطيع الحصول على ما كانت تطمح إليه، وكانت العلاقة مع إيران أيضاً بالإضافة إلى فوائدها السياسية والعسكرية لتدريب بعض العاملين في المجالات الأمنية والعسكرية ولزيادة الإستفادة من خبرات حزب الله في لبنان تعتمد أيضاً على مطامع مالية تحصل عليها الحركة من الدولة الإيرانية، وكانت بداية الإستفادة المالية منذ بدايات وصول حماس إلى الساحة اللبنانية عام 1992م حيث بدأت تتسلم معونات صندوق الشهداء الذي تموله إيران، وكانت حماس قد زعمت أن حلفاءها في حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والقيادة العامة كانوا يقدمون الكشوف بأسماء شهداء حماس على أنهم شهداء هاتين الحركتين وتتقاضى الأموال كذباً وتزويراً، وبعد ذلك تطورت العلاقات بين إيران وحماس لتزداد في جميع المجالات وليتصور كل طرف أنه يستغل علاقته بالطرف الآخر لصالحه هو. وهكذا إعتمد تمويل حماس في البداية على التبرعات وعلى الجمعيات الخيرية التي أنشأها الإخوان المسلمين في كل مكان والتي بدأت تجمع التبرعات مرة بإسم إنتفاضة الحجارة ومرة باسم الأيتام وأسر الشهداء وأصحاب البيوت المهدمة ولم تسلم التبرعات المحددة بغرض مثل الزكاة أو التبرع بثمن الأضاحي أو ما شابه ذلك من إستخدامها في أعمال حماس الإدارية والإعلامية والسياسية والعسكرية.
ثم إعتمدت حماس على تمويل الدول النفطية الغنية و لم تمتنع عن مطالبة الدول الفقيرة مثل اليمن والسودان. اهتمت حماس بعد ذلك بالإستثمارات الخاصة والتي تسجل بأسماء أقارب وأنسباء القيادات المتنفذة إلى أن أصبح لحماس إمبراطورية واسعة من الاستثمارات في بعض البنوك الإسلامية والشركات تحت ظلال عدد من رجال الأعمال والإخوان المسلمين من ذوي الجنسيات العربية، ووصلت إستثمارات حماس إلى كندا وأمريكا وأوروبا وجنوب شرق آسيا ودول الإتحاد السوفيتي السابق ودول أفريقية وخاصة جنوب أفريقيا. وفي السنوات الأخيرة أثرى بصورة مذهلة عدد من قيادات حماس في الخارج بسبب التضييق على الحسابات البنكية ولأن الممولين وخاصة في دول الخليج والأردن واليمن وغيرها بدأوا يخافون من اعطاء الزكاة والتبرعات لحماس خوفاً من الملاحقات الأمريكية والدولية فبدأوا يعطون الأموال الكثيرة السائلة لأشخاص معروفين في قيادات حماس باليد حتى لا يعرف أحد أنهم دفعوا للحركة، وقد استغل عدد من هؤلاء هذا الوضع وظهر عليهم وعلى أولادهم وعلى أصهارهم الثراء الفاحش وقاموا بعمل إستثمارات شخصية في عدد من البلدان العربية والأجنبية.
أما قيادات الداخل فإنها تتصرف بصورة حرة ومريحة في أموال تحصل عليها من داخل الوطن والأموال التي تصلها من قيادات الخارج على خلفية مدى طاعتها والتزامها بقرارات الحركة في الخارج. ومن المفارقات الغريبة أن عدداً من مطاردي النصف الأول من التسعينات كانوا يشكون قلة الأموال ويشترون الأسلحة بأموالهم الخاصة أو أموال يستدينوها أو أموال يفرضونها على بعض من يتهمونهم بالعمالة إلى إسرائيل في نفس الوقت الذي تقول فيه التقارير المكتوبة أن الحركة ضخت أموالاً ضخمة وملايين من الدولارات إلى داخل الوطن، و عموماً فإن قادة حماس يحافظون على الأسرار المالية والاستثمارات التجارية أكثر بكثير من حفاظهم على الأسرار العسكرية. ومن المعلوم بل إنه من الأكيد ان التمويل والصراع التنظيمى بين الداخل والخارج هو ما يجعل حماس أشبه بحركة للإيجار وتسلك سلوك المماليك أثناء حكمهم من أجل الحصول على المال .
الفساد المالى : تستأثر قيادات حماس بالمال كل حسب موقعه و نفوذه و منطقته، و تتحكم قلة لا تعد على أصابع اليدين بأموال حماس و استثماراتها بالخارج، و تحافظ على أسراره أكثر من الحفاظ على الأسرار الأمنية و العسكرية، و لا يعلم احد مقدار الملايين من الدولارات التي يتصرف بها عدد محدود من قيادات حماس هم و أولادهم و أنسباؤهم و أقاربهم، و تختلط أسهم الحركة بالأسهم الشخصية و التي هي في الأصل من أموال الحركة، و كلهم يتصرفون بنفس الطريقة و يسكتون عن بعضهم البعض، و لا يعرف أحد التجاوزات و السرقات إلا تلك التي تتسرب الى الإعلام بسبب الصراع الداخلي المرير بين مجموعة خالد مشعل و مجموعة موسى ابو مرزوق كما حدث في فضيحة القيادي في حماس مصطفى اللداوي، و فضيحة القيادي في حماس محمد أكرم العدلوني اللذان ينتميان إلى مجموعة أبو مرزوق. تشغل قيادات حماس إستثمارات واسعة في الإمارات و السعودية و الأردن و اليمن و السودان و جنوب أفريقيا و الولايات المتحدة و دول شرق آسيا و دول الإتحاد السوفيتي السابق، و بحجة السرية و الخوف من الملاحقة و الحصار و المصادرة فان كل هذه العمليات على الثقة الشخصية بينهم. و قد بدأت خبرة هؤلاء في الاستثمار الحركي المخلوط بالشخصي منذ أن كانت جماعة خالد مشعل في الكويت و جماعة أبو مرزوق في الولايات المتحدة، فقد بدأ أبو مرزوق تجارته في الكمبيوترات في الولايات المتحدة بأموال التنظيم إلى أن اصبح مليونيراً بعد أن سافر إلى الولايات المتحدة منحة دراسية على نفقة الإمارات التي سرعان ما قطعتها، و بدأ و من معه يعتاشون على تبرعات الإخوان المسلمين في دول الخليج ، أما خالد مشعل و جماعته فقد أثروا ثراءاً فاحشاً و سيطروا على إستثمارات الحركة في الإمارات و الأردن و دول الخليج و اليمن و السودان و من أبرزهم منير سعيد جرادة و الشيخ محمد صيام و عزت الرشق و جمال أبو بكر، و قد كتبت مجلة الوطن العربي عن سرقات مصطفى اللداوي ممثل الحركة السابق في سوريا ثم لبنان و محمد أكرم العدلوني الذي إستولى على صفقات الكمبيوتر و مع ذلك ظلوا في هيئات حماس القيادية غير المعلنة و أصبح العدلوني مديراً عاماً لمؤسسة القدس التي تجمع الملايين بإسم القدس و المقدسات.
و كانت التسريبات إلى الصحف مصدرها حماس نفسها عندما إشتد الصراع على القيادة بين خالد مشعل و موسى أبو مرزوق لكنهم إتفقوا فيما بعد أن يبعدوا الأمور المالية و الإستثمارات عن موضوع الخلافات التنظيمية لأن الطرفين سيكونا الخاسرين و لأن كل طرف منهما يملك من الوثائق و المستندات ما يدمر به الطرف الآخر. الصراع التنظيمى فى الداخل : يشتد ويحتدم الصراع الداخلي في حماس لكن قادتها يبذلون أقصى الجهود حتى يظل الخلاف مكبوتاً ويساعدهم على ذلك تقاليد الاخوان المسلمين وشعورهم الدائم بأنهم مستهدفون من جميع الجهات، لكن تضارب المصالح في حماس وكثرة وأهمية النفوذ في تنظيم فلسطيني بحجم حماس إلى جانب ضخامة الأموال التي تسيطر عليها قيادات الحركة إلى جانب المؤثرات الموضوعية والخارجية والتي تأخذ طابعها المعقد من تعقيدات الوضع الفلسطيني جعل كثيراً من أمور الصراعات تطفو على السطح لكنها في الواقع رأس جبل الجليد الذي يظهر إلى السطح. صراع الداخل والخارج: تظن قيادات الداخل أنها الأولى في رسم سياسات الحركة نظراً لأنها القيادة المؤسسة والقيادة التي ضحت وعانت من السجون والقهر والقتل بينما تتمتع قيادة الخارج بالحياة الهانئة المرفهة في القصور والفلل والفنادق بالاضافة إلى عدم معرفتها بالواقع الفلسطيني خصوصاً أن أهم القيادات لم يسبق لها أن عاشت في الأرض الفلسطينية وولدت وقضت عمرها كله في الكويت وغيرها، ويحتدم الصراع حينما ترى قيادات الداخل أن قرارات القيادة في الخارج خاطئة من وجهة نظرها ولا تخدم مصلحة الحركة، بينما تتحكم قيادة الخارج في جميع الأمور المهمة وتحرص على أن يظل نفوذ الداخل ضعيفاً وتعمل ما يجوز ومالا يجوز من أجل سيطرتها على القرار والمال. صراع الإخوان التقليديين والإخوان العصريين: يحتدم الصراع والخلاف بين فريق من قيادات حماس وقواعدها وفريق آخر من القيادات وقواعدها أيضاً حول مسألة المبادئ والثوابت والأصولية الحقيقية، وهذا الصراع موجود في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي السجون، كما أنه موجود أيضاً في ساحة الخارج.
يرى الفريق الأول أنه يجب على الحركة أن تتمسك بثوابتها الإخوانية وتظل على مبادئها الأولى دون تأثر بالمتغيرات السياسية وهذا الفريق لا يرضي عن التحالف مع التيارات اليسارية ولا يقبل بالتنازل عن شعارات ميثاق حماس، ولا يوافق على الدخول في التجربة السياسية والإنتخابات بينما يرى الفريق الآخر البراجماتي والنفعي أن مصلحة الحركة تقتضي المرونة في إتخاذ المواقف.
صراع قيادات الخارج: أبرز الصراعات الداخلية بين قيادات الخارج تتمثل في الطمع بكرسي القيادة والذي نشب أصلاً بين موسى أبو مرزوق وخالد مشعل، حيث إعتبر أبو مرزوق أن الطرف الآخر قام بعمل انتهازي بعيد عن الدين والأخلاق والعرف حينما أطاح برئيس المكتب السياسي وإختار غيره بعد أن تم إعتقال أبو مرزوق في الولايات المتحدة، وأن انتخاب خالد مشعل عام 1996م كان باطلاً، ولم يستسلم أبو مرزوق وظل حتى الآن يحلم بإستعادة موقعه، وجمع حوله المؤيدين أمثال عماد العلمي ومصطفى القانوع ومصطفى اللداوي وإشتغل على وتر المناطقية بإعتبار أن الفريق الآخر يحمل الجنسية الأردنية وقصة غزة والضفة وقصة من ضحى وأَعتقل وسافر إلى فلسطين أيام الخطر مثله لكن الآخرين لم يعرفوا الخطر ولم يعرفوا فلسطين، أما فريق خالد مشعل فيرى أن سفر موسى أبو مرزوق إلى الولايات المتحدة كان بدون موافقة المكتب السياسي، وأن ولايته كانت على وشك الإنتهاء، ومع ذلك فإن الولاية الثانية لخالد مشعل حدثت بإنتخابات رشح فيها موسى أبو مرزوق نفسه أمام خالد مشعل وحصل على أصوات قليلة جداً، ومع ذلك فإن أي طرف لا يقبل الطرف الآخر ويتعايش معه حفاظاً على مصالحه.


رابط الحلقة الاولى :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=398445



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيسى ...... أنت معقد الآمال فلا تخذل الناس ....
- التاريخ الكامل لحركة حماس ميليشا الاخوان ( الحلقة الاولى )
- إيران والسعودية وخرائط المنطقة الجديدة 1/1
- دولة - النبى- التعاقدية ...... الدستورية
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الراب ...
- الإخوان وايران ........ -تحالف ام عراك-
- الصهيونية الاسلامية ...... ومعالم الدين الجديد
- لعنة مصر -4- وتمصير الاقليم.....
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثال ...
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثال ...
- لصوص مصر ونشطائها
- شيعة للبيع
- ملخص - المشهد الاعلامى المصرى فى ذكرى عاشوراء
- رسالة فى صبيحة يوم العاشر من المحرم
- يا وزارة الاوقاف : هل اتسع لكم ميدان الكذب وضاق بكم ميدان ال ...
- حوار خاص : جابر المنطقة تشهد انقلاب .... ونحن ضد استخدام الش ...
- حسن البنا
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثان ...
- هل يقصد وزير الاوقاف : شقاق .... مفروشة
- العداء الاعمى لايران والسقوط فى بئر الجهل بالاسلام


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - التاريخ الكامل لحركة حماس ميليشا الاخوان ( الحلقة الثانية )