أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟














المزيد.....

دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟
بَعْدَ مُدَّةٍ لا تزيد كثيرا عن النّصف قرن من الزّمان، ها هو الدستور الثاني يُوضع، في هذه الساعات الحاسمة ، لوطننا تونس، ذلك البلد الجميل الوادع الضّارب أوتاده في كثبان الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا والمنفتح على أمواج البحر الأبيض المتوسط وشواطئه الذّهبيّة النّاعمة .وهاهم واضعوه يحتفلون ويتبادلون التّهاني ويترفّعون عن خصوماتهم وعداواتهم فيتصافحون ويتجاوزون ..وهاهي جماهير الشعب تتوزّع بين مهتمّ ولا مبال، وبين مؤيد ورافض، وجلّهم تنفّسوا شيئا من الصّعداء رغم عدم ملاحظة ما كان يلزمُ في هذه المناسبات التاريخية الكبرى والنادرة من إطلاق الأفراح وإظهار الانشراح...
جميلٌ أن يكون لنا دستورٌ جديدٌ يقطع مع دستور سابق تهرّأ من الفَتق والرّتْق ولم يعد يصلح لزماننا الذي طغت عليه التحوّلات ..وجميلٌ أكثر أن يضعه متعدّدون مختلفون فيعبّر عن اختلافاتنا وتنوّعنا ويقرأ فيه كلّ منّا ما يغضبه وما يسعده في الآن نفسه....هكذا هي النّصوص الوضعيّة دائما ....هي محلّ خلاف ومحلّ قراءات مُتحاوِرة بل مُتَضاربة ...هي النّصوص المقدّسة لم نرها يوما محلّ اتّفاق وإجماع ، فَلِمَ نُنكر ذلك على نصوصنا نحن البشر؟
انْطلقْ ...امْرَحْ ...اصْرُخْ ..اغضبْ...اقْرأْ ....فدستورك جامعٌ مانعٌ..حاولَ أن يقول كلّ شيء ، في كلّ شيء...ضبطَ ونظّم وقنّن ، أرْغى وأزْبد ، هدّد وتوعّد ، منح وأعطى ، أحقَّ وأوْجب ...سكت وصخب ...لم يَدّعِ الكمالَ وفتح البابَ لتعديله عند كلّ ضرورة...
دستورنا من وضْع بشرٍ مثلنا...فيهم من أحببنا ومنهم من كرهنا وأبغضنا ، فيهم الخبير والعليم ومن بينهم من لا حوْل له في بحار المعرفة ولا قوْل... فيهم رفيع الذّوق عاشق الفنّ والجمال ومنهم من يناقضه بالأقوال والأفعال...فيهم ومنهم من رقص و غنّى ومن زغرد وثنّى و من بكى واشتكى ومن ضربَ وانقلبَ ومن هو حيٌّ يُرْزَق ومن هو بين يَدِ الذي يَرْزُقُ..
دستورنا ثمنه شهداءٌ ودماء.. بُذلت فيه أموالٌ لا حدّ لها ...فقد يكون هو أغلى نصٍّ كُتِب عبر التاريخ في كل مصرٍ وعصرٍ....لقد أخذ من اهتماماتنا وأوقاتنا وصراعاتنا وتنميتنا ورزقنا الكثير بما كان يلزم وما كان لا يلزم ..كم أحببناه وهو حلم ...وكم كرهناه وهو كابوس.....كم نفّرنا واضعوه من كلّ شيء مرّات عديدة ...وكم تحسّرنا على إضاعتهم الوقت في نقاشات وصراعات وخصومات تافهة وبذيئة وضيعة تفنّنو ا في إخراجها بكلّ قبح... وكم شاهدناهم في الربع الساعة الأخيرة يجدّون وينشطون ويتصارعون من أجلنا بالدفاع المستميت عن آرائنا المختلفة.
لهذا كلّه مرحى بدستورنا الوضعي. وفي ظله فَلْنَبْنِ تونسَ ونزرعْ حقولها ولْنًنْشر في ربوعها الفرح وعلى وجوه أهلها البسمة والأمل..



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمامة والخلافة وجهان لعملة واحدة: الجزء الثاني
- فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب
- الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول
- هل يجوز تكفير الشيعة؟
- الغناءُ والموسيقى نشاطٌ للبدن وراحةٌ للنّفس أم مزمارُ شَيطان ...
- تحليل نصّ -طموح أهل الفضل- من كتاب - كليلة ودمنة - لعبد الله ...
- تحليل نصّ : - آدم والشّعر - من رسالة الغفران لأبي العلاء الم ...
- هل من حقّنا - نحن العرب - أن نقول لأردوغان: ارحل؟
- المسلمون يفرحون أيضا بمولد عيسى بن مريم
- في الطّريق إلى الحريق
- إلى أيّ جحيم تأخذنا سياسة الأحزمة الناسفة والسيّارات المفخّخ ...
- نصّ من رواية ثورة الجسد
- الحريق الكبير
- أدب الثورة
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الرابع: هل كان يمك ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثالث: انقلاب أم ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثاني: ثورة شعبية ...
- ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الأول: سلسلة أخطاء ...
- حكاية- الإخوان المسلمين- والسلطة من حكاية الذئب وإلية الشاة
- لم يتقاتل المسلمون دوما في حين تهنأ بقية الأمم بالسلام معظم ...


المزيد.....




- أحمد سعد يصدر الجزء الأول من ألبوم -بيستهبل-.. و-تاني- مع رو ...
- الحكومة السورية تعلن انسحاب قوات الجيش من السويداء
- أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
- روبيو يعلن توصل أطراف النزاع لاتفاق لإنهاء العنف في سوريا
- إسرائيل: حزب شاس ينسحب من الحكومة احتجاجًا على عدم تمرير قان ...
- إسبانيا - موريتانيا: شراكة رابحة أم حسابات استراتيجية؟
- إسرائيل تهدد بتوسيع القتال وحماس ترفض بقاء الاحتلال بغزة
- تعليق الملاحة بمطار بن غوريون إثر صاروخ من اليمن
- قتلى وأكثر من 4 آلاف جريح في فيضانات تضرب العاصمة كوناكري
- زامير: ملتزمون بأمن الدروز وسنمنع أي عناصر معادية على الحدود ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟