محمّد نجيب قاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 15:23
المحور:
الادب والفن
بقدر ما تحتاج الثّورات إلى الفعل السياسي بشتّى مظاهره، بدءا من الشّعار المشحون بالموقف الرّافض أو الموجّه ،إلى التقّدّم بصدور عارية في مواجهة الرصاص بكافّة أنواعه، فإنّها تحتاج بالقدر نفسه - وربّما أكثر- إلى الشّعر والأغنية والمسرح والموسيقى والرّسم والنّحت والكاريكاتير والقصّة و الرّواية . ..
إنّها ببساطة، تحتاج إلى الفنّ في أرقى صوره..
تلك أشكال تعبيريّة خالدة، تحكي قصّة الإنسان في مختلف حالاته ... في انكساراته وفي انتصاراته .. ولذلك لا بدّ أن نحفل بها،ونعطيها ما تستحقّ من عناية وجهد.
إنّ الخطبة السّياسية ، والمقال الصّحفي والنّشرة الإخباريّة، رغم أهمّيتها البالغة ودروها العظيم ،تبقى دوما محدودة في الزّمن. ولكن الفنّ ، يبقى شامخا على الدّوام ..فله قدرة عجيبة على مراوغة الزّمن ،بل التّماهي معه، حتى لا يصيبه شيء منه تقريبا ..
وإذا كانت ثورة تونس، قد استطاعت أن تفلت من عقال النّظريّات الثّوريّة جميعها ،وقوالب الإيديولوجيّات كلّها، فإنّنا مدعوون إلى أن نفردها بفنّها الخاصّ الّذي يعبّر عن إرهاصاتها وأحداثها وتطوّراتها وآمالها وأهدافها وانجازاتها،
حتّى تبقى على مرّ الأيّام نبراسا للأحرار ومنارة لكلّ الثّائرين على القهر والبطش... يستلهمون منها مبادئ الحرّية والكرامة والعزّة والعدالة والإخاء والديمقراطية والحقّ والمساواة و حقوق الإنسان ....
وبعد كلّ ثورة ، أدب غزير و فنّ عظيم !..........
من مقدّمة "رواية ثورة الجسد" غير منشورة
#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟