أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - الانتخابات تطرق الأبواب














المزيد.....

الانتخابات تطرق الأبواب


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات تطرق الأبواب 3

حية شيخ دبس!!

د طالب الجليلي


كل شيء كان هادئا في جبايش هور الدبن! كان الهدوء يخيم على بيوت القصب والسماء كانت زرقاء مطرزة ببقايا من الغيوم البيضاء المنتشرة هنا وهناك عقب يومين ممطرين ... هدوء تخترقه من حين لحين اصوات الطيور البرية وثغاء الجاموس وأصوات الصيادين يرددها صداها الذي تعكسه صفحات الماء الذي ليس له حدود...
فجأة برز من بين اشجار الطرطيع والقصب زورق يتوسطه رجل وقور يعتمر عمامة بيضاء وذو لحية طويلة ووجنتين متوردتين ممتلئتين!!
قفز صاحب الطرادة في الماء الضحل وأخذ يسحب طرادته نحو الجرف ثم دق وتدا كان يتأرجح من طرف الحبل في الارض الرخوة.. عاد الى الطرادة وحمل كيسا وبقجة خضراء ثم ساعد الشيخ على النزول الى الجرف بعد تمنع وخوف بدى واضحا على وجهه وكانت شفتاه تتمتم بالآيات والتعويذات ...
انتشر الخبر في ربوع السلف وسارع البومحمد بالتوافد على مضيف الشيخ امهلهل في ذلك المساء لتناول العشاء على شرف شيخ ولي القادم من النجف الأشرف ...
امتلأ ال (سماط ) بصواني الرز العنبوري تتوجه طيور الخضيري والحذاف والبربش وكرر عبيد الشيخ توزيع أرغفة السياح الطازج والبخار يعلوه .... ثم تلت ذلك طقطقة استكانات الشاي وتلتها فناجين القهوة يوزعها رمضان العبد على صفوف السلف وقبلهم شيخ امهلهل والشيخ الضيف القادم من مدينة الامام عاي عليه افضل الصلاة والسلام ....
اتخذ شيخ دبس مكانا بعيدا عن صدر المضيف ... هناك قرب الباب ليس على عادته اليومية حيث يكون مرجعا دينيا وفقهيا وشرعيا للشيخ ويجلس قربه ...
كان شيخ دبس قد شغل ذلك المنصب لربع قرن مضى .. ( الملا) !! وكانت له حصة الملا في الصيد والزرع وهبات الشيخ وكان وكيلا للمرجعية ( زيفا ..) في جمع الحقوق وتسلم النذور .. كان يزوج ويطلق .. وكان يجلس على المنبر في عاشوراء ويستل الدموع من أعين الكبار والصغار ... تعدت امكانياته وصلاحياته فكان يقوم بالتوسط عند الملائكة الصالحين ويعزم الجن ويفرق الأزواج ويجلب المحبة وينتقم من الضرات ويثير الخلافات !! بل وسع صلاحياته فاصبح ( أحيونا !!) يبيع العقارات ليس في جبايش الهور ولكن في الجنة !!! فقطعة الارض ب ( عكة دهن) يستلها في السر من عجوز فقيرة علا شرط ان لا تكشف الأمر .. و بيت ب ( شفج دواب) !!!
كان شيخ دبس يعيش في بحبوحة البو محمد في هور الدبن معززا ومكرما وتحت حماية شيخ السلف وتبجيل فخذه .
كان يجلس مهموما متبصرا .. يمسك لحيته التي خطها الشيب ويفكر عميقا : أي شيطان جاء بك ياشيخ ولي !!! ؟؟ علينا يا شيخ ولي ؟! هل حسبت حسابا للنزال يا شيخ ولي ؟! كان يراقب تلك الألفة السريعة التي نمت بين امهلهل وضيفه المبجل !!
هل نسيتم يا البومحمد شيخ دبس بهذه السرعة وتنكرتم له ؟! مئات الفراسخ والاميال تفصلكم عن اهل الكوفة !! هل جائتكم اصخونة اهل الكوفة وغدرهم معلقة ببقجة شيخ ولي الخضراء !؟!؟ كانت التساؤلات والشتائم تمر مسرعة متلاحقة .. سرت همهمة بين الحاضرين ونظراتهم الساخرة اتجهت نحوه تجلده  بعد سماعهم احاديث المومن المنمقة والجديدة على أسماعهم ..!!
كان الشيخ يسحب من خرجه كتابا بين الحين والآخر . وتحت ضوء الفانوس الاضافي الذي يقربه قرب عمامته عبد يقف فوق رأسه بأمر شيخوامهلهل ، كان يقرأ بصوت يسمعه الجميع ... كان شيخ امهلهل يرفع رأسه ويتطلع في وجوه الاخرين ثم يشير بلسانه الى المندحر شيخ دبس ويغمز ... 
فجأة صرخ شيخ دبس موجها كلامه لشيخ السلف:
- امحفوظ... واويه اثنين لا يمكن ان يعيشوا سوية في حقل واحد من الزور!
قهقه الشيخ عاليا وقد احس انه أصاب من شيخ دبس مقتلا وتلاه الجميع بالضحك ماعدا شيخ ولي الذي بدت الدهشة على ملامحه !!
تابع شيخ دبس:
امحفوظ .. ايبين المومن عالم ويفتهم كللش ... وانا اكول تمتحنا اثنينا واليصغط ايوللي الليله امن السلف ..كرر : الليله موش باجر ...!!!
ضج الجميع بالضحك ... وقام شيخ دبس بهمة واتجه نحو الشيخ وهو يحمل ورقتين وقلمين !!! ناول واحدة للمومن مع القلم واحتفظ باخرى وهو يقول :
أنا اكتب( حيه ) والمومن يكتب حيه ونفرها على السلف واولهم شيخ امهلهل ... وانتم الحك واتغررون ياهو الصح وياهو الغلط شيخ دبس لو المومن ... وافق الشيخ والحاضرون وقالوا بصوترعال : نعم الرأي
تناول شيخ ولي الورقة باستهزاء وكتب بحروف كبيرة كلمة ( حيه) !
اما شيخ دبس فرسم الحية رسما بإتقان وأضاف لها لسانا بارزا ووضع دائرة تتوسطها نقطة لتكون لها عينا واضحة !!!
قام كل منهم بتسليم ورقته للشيخ امهلهل الذي تطلع لهما وهمهم : والله بويه الصحيحه حية شيخ دبس !! دار العبد بالورقتين الواحدة تلو الاخرى على ابناء السلف فصاح الجميع:
حية شيخ دبس!!!
قام شيخ دبس بوقار وهدوء ومسك شيخ ولي من يده وهو يأمره بالعودة الى دياره قائلا:
تعشيت شيخنا وشربت كهوه اوجاي ... يلله هسا البلم امتانيك ... !!!! 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات
- يانديمي...
- جم حمام 1 (أ) .. اوراق على رصيف الذاكرة
- بين سبيلك و ميركه سور 11.. ( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 3 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 2 ..(اوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام 1..( اوراق على رصيف الذاكرة )
- يا نديمي
- ماذا اسميك
- رواتب البرلمانيين في العراق
- الجراد
- يوم القيامة
- بين سبيلك و ميركه سور 10
- مات اليسار
- بين سبيلك و ميركه سور 8 (اوراق على رصيف الذاكرة)
- بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)
- اوراق على رصيف الذاكرة. بين سبيلك و ميركه سور 6
- بين سبيلك و ميركه سور 7
- بين سبيلك.. وميركه سور 4
- بين سبيلك .. و ميركه سور 5 ( اوراق على رصيف الذاكرة)


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - الانتخابات تطرق الأبواب