أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاد بن ثمود - ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟














المزيد.....

ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟


عاد بن ثمود

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 00:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟

نظرية وجود الإله من عدمه تبعث على الحيرة و الضجر أكثر مما تبعث على اليقين. بل إن افتراض وجود إله لهذا الكون يطرح من الأسئلة أكثر مما يعطي من أجوبة مقنعة.

لنبدأ بفرضية وجود الإله:

كل الديانات بما فيها الديانات المسماة "سماوية" تعطينا صورة مشوهة عن الإله. لأنها تدّعي بأن الإلاه يتعامل مع أشخاص معينين من بني البشر دون غيرهم بصفتهم رسلاً أو أنبياء. فيتكلم مع هذا، و يتجسد في ذاك، و يصلي على آخر، و ينفخ في هذه، و يزوج هذا بتلك، و ينتقم من أجل تفاحة، و يبيد من أجل ناقة. يخلق له عدوّاً يغيضه،
و هو قبل كل شيء مقاول ناجح لأنه أنجز مشروع الكون في ستة أيام بدون طلب عروض ينافسه فيها إله آخر، و قام بتشييد صروح الجنة على أكمل وجه مستعملاً في ذلك مواد البناء من قبيل الذهب و الزمرد و الفضة و اللؤلؤ و المرجان و أثّتها بأسرّة من حرير و إستبرق... و أبدع في تصميم فرن جهنم لتعذيب مخلوقاته.
ثم هو بستاني ماهر قام بغرس كل أنواع الأشجار المثمرة في جنة النعيم، و له باع طويل في هندسة الوديان التي تجري بمختلف أنواع السوائل من خمر و عسل و حليب و ما دون ذلك.
كل هذا و هو جالس على العرش، و لست أدري هل كان ينهض من على عرشه لكي يقوم بكل هذه المهام "السخيفة" فعلاً بالنسبة لما يجب أن يكون عليه الإله.
إله الديانات في صراع دائم مع الخير و الشر، و مع اللذة و الألم. لكنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون...منتهى الخبل الرباني.
خلَق الإله الوجود و أصبح منشغلاً بتفاهاته. فما الذي دعاه لهذه الأمور كلها، ألم يكن مكتفياً بذاته، أم أنه الضجر و الملل سيطرا عليه منذ ما يربو على 14 مليار سنة من سنواتنا نحن بنو الإنسان.
هذه الصورة التي ترسمها الأديان عن الإله لا تليق به كربّ خالق بل تحتقر من شأنه و تشوهه .
فكرة "الإله" خلقها الإنسان بنفسه قبل الرسل و الأنبياء في عصور ما قبل التاريخ، و قد حظيت الشمس بأكبر قدر من التأليه عند سائر الأمم البائدة تقريباً، و لا زالت آثار هذا المعتقد تسري في الديانات السماوية، فالنور الساطع من الرسل و القديسين ما هو إلاّ إسقاط لعظمة نور الشمس المقدسة على هِِؤلاء. ربما كانت الشمس أول و آخر إله مرأي يحظى بالعبادة و التقديس قبل أن يتم إخفاء الإله عن الأنظار و إطلاق عنان المخيال اللاهوتي لتصوره.

إذا افترضنا أن الإله خلق الكون منذ 14 مليار سنة، فهذا يعني أن فكرة الخلق لم تكن واردة بباله قبل هذه المدة، التي كان فيها موجوداً لوحده. و بما أنه أزلي، بمعنى أنه لا يعير معنى لمفهوم الزمن، و ليست له نقطة بداية و لا نقطة نهاية، فهو عندما قام بخلق الوجود منذ زمن معين فقد أبطل مفهوم أزليته. لأنه أصبح للأزل مفهوم ما قبل خلق الوجود و ما بعده، و هذا مناقض للمنطق. إذ لا يمكنك اختيار وقت معين في زمن لانهائي، لأنه سيصبح لديك ما قبل و ما بعد و هذا ينسف مفهوم الأبدية التي لا تعرف الـ قبل و الـ بعد.
إذن إله الديانات وضع نفسه في مأزق عندما قام بخلق الوجود في زمن معين.

تبقى إذن فرضية عدم وجود الإله:

هنا نقترب من النظريات العلمية التي بدورها لا يمكنها دحض أو إثبات أن الوجود سرمدي أو أنه خلق بعد "البيغ بونغ" منذ 14 مليار سنة.
لماذا إذن حدث هذا الإنفجار العظيم و ما الذي كان قبله ؟
يقول العالم البريطاني "ستيفن هوكينغ" في آخر كتاب من تأليفه بمشاركة ليوناردو ملودينو " التصميم الكبير" بأن وجود الإله غير ضروري لتفسير نشأة الكون بعدما كان هو نفسه يستبعد هذه النظرية من قبل.
على أية حال، فالنظريات العلمية تبقى مفتوحة على كل الإحتمالات، لأنها لا تستند على الإيمان بالمعتقد، بل على محاولة التوصل لأجوبة تتماشى مع العلم و المنطق.
إذا كان من حقنا أن نتساءل من خلق الوجود؟ فإنه من حقنا أن نتساءل كذلك من خلق الله؟
إنه لغز سرمدي.



#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو لم يكن محمد...كيف سنكون بعده؟
- عودة النبي محمد لعصرنا الحاضر
- قل لي -ماذا ستقول لربك يوم القيامة- ؟
- كوسمولوجيا: كم هو صغير كون إله الإسلام
- ميتافزيقيا: لماذا لا يعلن الرب عن نفسه في هذه الدنيا، و تنته ...
- المرأة المقهورة بآيات القرآن
- كلنا وحوش
- رحلة الشوق للماضي و تكفير الإنتماء للمستقبل
- -الورطة المحمدية- أو لماذا لم يتبع محمد تعاليم موسى و المسيح ...
- ورطة - القرآنيين-
- وزن الكرة الأرضية
- دفاعا عن الشيطان
- قول في حق المرأة
- أسماء العرب المسلمين اليهودية الأصل
- المؤمن و الملحد هما في الهم سيان
- كن مسلما تفز بالجنة
- -إن شانئك هو الأبتر-
- كعبة مكة و قبة صخرة القدس


المزيد.....




- -اليهودي المقدَّس-.. قصة فلسطيني اعتنق اليهودية وقتلته نيران ...
- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...
- 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائي ...
- الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي
- أبو عبيدة: التحية لأخوتنا في المقاومة الإسلامية في العراق
- دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
- جدل وسخط بين الأوساط الدينية في مصر ضد انطلاق -مركز تكوين ال ...
- قلوب ولادك فرحانة.. تحديث جديد لـ تردد قنوات الأطفال نايل سا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقعي ‏بياض بليدا و‏البغد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاد بن ثمود - ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟