|
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 20:01
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
كور متيوك بالعودة الى مزرعة الحيوان بعد نجاح الثورة تم تغيير اسم المزرعة من ( مزرعة مانور ) إلى ( مزرعة الحيوان ) تاكيداً على إن عهد استعمار الانسان للحيوان قد إنتهى و بعد مداولات و نقاشات في المؤتمر الاول لهم إتفقوا على قوانين منظمة لوجودهم داخل المزرعة و التي ينبغي للجميع إحترامه و سميت بالوصايا السبع و جاءت كالاتي : اولاً : كل من يمشي على رجلين إثنين إنما هو من الاعداء . ثانياً : كل من يدب على اربع او له جناحان إنما هو من الاصدقاء . ثالثاً : غير مسموح للحيوانات بإرتداء الملابس . رابعاً : غير مسموح للحيوانات بالنوم على الاسِرة ( سراير ) . خماساً : غير مسموح للحيوانات بشرب الخمر . سادساً : على الحيوان إن لا يقتل حيوان اخر . سابعاً : كل الحيوانات سواسية . تم وضع الوصايا السبع وسط المزرعة في مكان عالِ يستطيع الجميع إن يراه ..... يوم الثلاثاء الثالثة و العشرون من شهر يوليو 2013م حل الرئيس كير حكومته بكاملها و طال التغيير نائب الرئيس دكتور رياك مشار تنج الذي ظل يشغل منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان منذ العام 2005م و في إنتخابات العام 2010م تم إعادة تعيينه نائباً للرئيس و بعد إستقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م اصبح نائباً لرئيس الجمهورية ، لقد تدهورت العلاقات بشدة بين قيادات الحركة الشعبية عقب الاعداد لانعقاد مؤتمر استثنائي للحركة الشعبية بعد فشل الاعداد للمؤتمر العام الثالث الذي كان من المفترض إن تنعقد في 16 مايو 2013م من العام الحالي لكن للتباينات لم تنعقد و فشل الحركة ايضاً في عقد المؤتمر الاستثنائي على الرغم من توفر كافة المعينات المطلوبة خاصة التمويلية بعد إن تعهد النرويج بالتكفل بكافة متطلبات المؤتمر لكن الاختلاف حول اجندة المؤتمر قتلتها في المهد ، دون إن ترى النور حيث طفى للسطح مسالة الترشح لرئاسة الحركة الشعبية و الذي سيسهل على من يفوز بترشيح الحزب التنافس في منصب رئيس الجمهورية ؛ الشيء الذي لم يخطر على من يسعون للترشح لرئاسة الدولة هو إن كان الحركة الشعبية بشكلها الحالي قوية حتى يضمن بطاقة التاهل الى القصر الجمهوري لمن يفوز بترشيحها ؟ و هو سؤال مهم جداً ينبغي التعامل معه بجدية مثل هل يستحق الحركة الشعبية كل هذا الصراع ؟ و ماذا لو فاجات احد الاحزاب السياسية بالبلاد الجميع بالفوز بانتخابات العام 2015م على الرغم من إنها مجرد احزاب هُلامية محمولة في الجيب ليس لها اهمية ، إن سيرة الاحزاب الهلامية يذكرني واحد من المواقف الغريبة التي مازلت محتاراً حيالها حتى اليوم هو الندوة التي عقدها ( SPLM-DC ) بجامعة جوبا بعد إن عاد رئيسها للبلاد ، ما يحيرني ليس الندوة لانه حراك سياسي مهم جداً ، لكن سبب حيرتي هو ترديد عضوية و مريديــــــــ الـــ DC شعارات مثل ( سلفاكير اخونا الكبير ) ايعقل إن كل الـــ DC لم يسمعوا بمعنى ( الاخ الكبير ) في الادب السياسي ، ايعقل إن يكون احزابنا السياسية بهذا الفقر المعرفي ؟ . إذا كانت الانتخابات ديمقراطية بما يتضمنه مفهوم الديمقراطية من معاني سامية فيمكن توقع اي شي ففي إفتتاحية كاس العالم 2002م لم يتوقع احد إن منتخب السنغال يمكنه الفوز على المنتخب الفرنسي بكل عراقته لكن في كرة القدم يمكن توقع كافة النتائج طالما إنك تبذل كل ما بوسعك لتفوز ، فكل ما كان يحتاج إليه السنغاليين في تلك المونديال هو لعيبة مهرة و كانوا يمتلكون نخبة منهم و مدرب مثل الراحل برومو ميتسوا و لقد تعلق السنغاليين في تلك العُرس حتى وصلوا الى الربع النهائي منه !! كذلك الامر في الانتخابات يمكن توقع اي شـــــيء لكن عن اي ديمقراطية يتحدثون ؟ فها هي جائزة المليادير مو إبراهيم لم تجد لها فائز بها للسنة الرابعة على التوالي منذ تدشينها قبل سبعة سنوات و الذي يهدف لتشجيع الزعماء الافارقة على ترك السلطة سلمياً و يحصل الفائز على مبلغ قيمته 5 مليون دولار على مدى عشرة سنوات ، تتبعها 200 الف دولار سنوياً مدى الحياة ، في الحقيقة لا اعرف حول ماذا كان يفكر مو ابراهيم لحظة تفكيره في تلك الفكرة ! فماذا يعني 5 مليون دولار بالنسبة للقادة الافارقة فهذا ربما يكون مرتب شهري فقط له فكيف يعتقد مو إن رئيساً سيتخلى عن السلطة من اجل الحصول على مبلغ 5 مليون دولار في عشرة سنوات بينما يستطيع الحصول على ضعفه خلال شهر فقط طالما لا احد يعرف مرتبات القادة الافارقة فهي من مقدسات السلطة ( السلطة مدى الحياة – الراتب سري – الديمقراطية الغير ديمقراطي – لا تفكر – لا تسال ... لا ... لا ... لا ... الخ ) إن جائزة مو ابراهيم لو عرض لوزير في جنوب السودان سيرفض فهو يمكنه الحصول على ضعف تلك المبلغ في فترة وجيزة ، ايعلم مو إن ( 4 ) مليار دولار موزعة بين ( 75 ) مسؤولاً في جنوب السودان ؛ بالعودة الى موضوع الانتخابات فهي صراع في غير محله فالحركة الشعبية في شكلها الحالي سيكون سبب في خسارة اي مرشح باسمها ، ما يشفي غليل الكثيرين هو إن النموزج الافريقي للديمقراطية لا يفشل فيها مرشح مهما كان اداء حزبه و مهما كان اداءه و سيفشل فيها اي شخص !! إذا تم إبتعاث قرنق اليوم مرة اخرى و لنا امل كبير في هذا او إذا قام من بين الاموات و نحن ننتظر مجيئه الثاني فهل سيتمكن من الفوز في الانتخابات ؟ . – إن خطوة حل الحكومة و إقالة نائب الرئيس في شهر يوليو و إحالة الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم للتحقيق اكدت مخاوف المراقبين من هشاشة الحركة الشعبية و إمكانية إنهيارها في اي وقت ، ما يتفق عليه الكثيرين هو إن ما حدث في شهر يوليو كانت لحظة تاريخية و مرحلة من المراحل المهمة في تطور الحركة الشعبية كمنظومة ثورية و سياسية و على الرغم من إن الحركة تبدوا متماسكة إلا إنها مسالة وقت لا اكثر فالاطراف المتصارعة ما زالت تدرس مواقفها لكنها لن تتحمل البقاء في مكان واحد !! إن من سيغادر الحركة سيكون امامه تحديات جسامة و ضغوطات هائلة ليتخذ قراره ذاك لان مغادرتها دون ضمانات لنجاح اي تجربة سياسية جديدة سيقضي على التاريخ النضالي للذين سيغادرونها بينما سيستمر الذين سيبقون داخلها في إدارة الدولة و غير دليل على ذلك تجربة الحركة الاسلامية في السودان حيث انتجت مفاصلة رمضان المؤتمر الشعبي لكن الاخير لم يستطيع إن يغير شيئاً من إعوجاج المؤتمر الوطني بل زاد تهوراً و بطشاً و ربما كان يمكن لقيادات الشعبي المساهمة بفعالية داخل اجهزة الوطني لانه في الاساس لا يوجد إختلاف مفاهيمي بين الشعبي و الوطني بل الاختلاف هو السلطة و هو نفس ما نعيشه اليوم في جنوب السودان ، فاساس الاختلاف داخل الحركة الشعبية ليست مفاهيمية او كيفية ادارة الدولة لكن حول السلطة او من الذي يقود البلاد و هو ما يجعل اي محاولة للانشقاق و تكوين احزاب اخرى خيار عقيم خاصة في دولة افريقية مثل جنوب السودان حيث لا احد يعرف الطريق الذي يسير اليه بالضبط .
نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
-
الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
-
بروق الحنين و ايات شيطانية
-
القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
-
فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
-
ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
-
ابرز مخرجات قمة كير و البشير
-
قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
-
جدل الانقلاب و الثورة في مصر
-
رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
-
ازمة الموازنة الامريكية
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|