أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ازمة الموازنة الامريكية















المزيد.....

ازمة الموازنة الامريكية


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 15:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ازمة الموازنة الامريكية
كور متيوك انيار

مع الخلافات المتزايدة داخل الكونجرس بمجلسيه الشيوخ و النواب و الحزبين الجمهوري و الديمقراطي و البيت الابيض ينتظر العالم بقلق شديد ما سيحدث إذا لم يتفق الجمهوريين و الديمقراطيين للاتفاق في منطقة وسطى يجنب الولايات المتحدة إنهياراً إقتصادياً ، الرئيس الامريكي باراك اوباما و الديمقراطيين يقع عليهم العبء الاكبر في تجنيب العالم خطر الانهيار و الابتعاد من شبه ازمة العام 2008م التي كانت نتيجة للقروض الكبيرة التي كانت تقدمه البنوك الامريكية لشركات الرهن العقاري و ذلك اثناء الازدهار الكبير التي شهدتها سوق العقارات في الولايات المتحدة لكن هذه الازمة لم يكن مقتصراً على الولايات المتحدة فقط بل إمتدت إلى اسيا و اوربا ثم إلى دول الخليج التي لها استثمارات كبيرة داخل الولايات المتحدة و اوربا و إمتدت إلى الدول النامية التي تستفيد من المساعدات التنموية الامريكية و الاوربية و مختلف بقاء العالم ، كان من المفترض وفقاً للاتفاقيات التي بموجبها تم منح القروض إن يبدا المستفيدين في سداد الفائدة في السنتين الاولين من الاتفاقية على آن يقوموا بسداد اقساط القرض في السنة الثالثة لكن لان المستفيدين لم يكونوا مقتدرين من الناحية المالية للسداد فقط التسهيلات الكبيرة هي التي مكنتهم من الحصول على تلك القروض فشلوا في سداد ديونهم و مع ارتفاع سعر الفائدة حدثت إنتكاسة في السوق حيث إنخفض اسعار المنازل و عجز المستفيدين من سداد اصل القرض و الفوائد للشركات العقارية التي لها إلتزامات ايضاً تجاه الشركات الممولة و إضطر الشركات إلى الاستيلاء على منازل العاجزين عن الدفع وبلغ عدد المنازل المعروضة للبيع 2.2 مليون منزل باسعار اقل من سعرها الحقيقي و عندما تجمع الفوائد و السعر الحقيقي للرهن يكون الفائدة التي يمكن إن تتحصل عليها تلك الشركات اقل من قيمتها . قامت تلك الشركات بتحويل تلك الاصول الى الاسواق المالية ( البورصة ) التي اقبل عليها المستثمرين نظراً لارتفاع العائد منها في تلك الفترة و عندما طرح تلك الاصول في السوق من الجديد و نظراً لتزايد العرض فقدت تلك الاصول قيمتها مما كبد صناديق الاستثمار خسائر طائلة و لكي لا تفقد المؤسسات المالية سيولتها المالية كانت تضطر إلى بيع إصول لها ليست لها علاقة بتلك العقارات و الخسائر و لعجلة تلك المؤسسات كانوا يبيعون الاصول بغير قيمتها لتغطية ديونها ؛ المخاوف من إنهيار مالي عالمي ادت بالبنوك المركزية في اوربا و الولايات المتحدة و اسيا الى التدخل لانقاذ البنوك من الانهيار وتم تعميم العديد من البنوك الكبيرة على مستوى العالم و في الولايات المتحدة اعلنت 106 بنك إفلاسها و ذلك حتى العام 2009م .
لقد إضطرت الولايات المتحدة للتخلي عن واحد من مبادئها الاساسية التي تعتبر جوهر الاقتصاد الامريكي و الراسمالي و هي حرية السوق .
الولايات المتحدة تجبر كافة دول العالم و شعوبها للقلق حيال ما يحدث داخلها سواء كان ذلك ازمات اقتصادية او حروب فعقب احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م كان يجب على جميع دول العالم إن تؤازر الولايات المتحدة في ازمتها ولم يكن امام الجميع خيار و كما اعلنها الرئيس الامريكي بوش الثاني إنه لا يوجد منطقة وسطى فإما إن تساند امريكا في حربها على الإرهاب وتتحصل على الجزرة او تكون عدواً للولايات المتحدة و تواجه العصاء الغليظة لكن من يمكنه إن يتحمل العصاء و إنصاع الجميع ، شنت حربها على إفغانستان و العراق الذي مازال يعيش تداعيات الاحتلال الامريكي و في العام 2008م بدلاً من إن يواجه امريكا ازمتها المالية و الاقتصادية وحدها كان ينبغي لجميع الدول إن تدفع الضريبة و عانى الجميع من تداعيات الازمة و مازال الكثير من الدول تعاني منها مثل اليونان و دول عديدة اصبحت تتعافى ببطء من الازمة ، هذه المرة ايضاً انظار العالم تتجه إلى الكونجرس و البيت الابيض منتظرة ما ستنتج من الازمة الحالية التي حزر منها الرئيس باراك اوباما إنها ستكون اخطر من ازمة العام 2008م إذا لم يتم تداركها سريعاً .
تدخل الازمة يومها السادس بعد إن فشل الحزبين الديمقراطي و الجمهوري على الإتفاق حول الميزانية العامة مما إضطر العديد من المؤسسات الحكومية إلى إغلاق ابوابها مثل المتاحف و الحدائق العامة و بالتالي تم منح اكثر من 800 الف موظف حكومي إجازة من دون مرتب حتى يتوافق الكونجرس و البيت الابيض على مشروع الموازنة و من الواضح إن افق الحل بين البيت الابيض و الكونجرس مستبعدة حالياً حيث يطالب الجمهوريين بتجميد ( اوباما كير ) او نظام الرعاية الصحية التي سيستفيد منها الكثير من فئات المجتمع الامريكي حتى المهاجرين الشرعيين و الغير شرعيين و وفقاً للقانون سيكون الشركات ملزمة بتقديم خدمات علاج لموظفيها و سيقوم الحكومة ايضاً بتوفير خدمات العلاج لبقية الفئات لكن الجمهوريين يرفضون القانون لانها تثقل كاهل الخزينة و الشركات ، الان اصبح الرئيس باراك اوباما في حرج شديد مع تعند الجمهوريين الذين يعمدون على إحراجه دائماً فالتراجع عن القانون سيفقد الملايين من الفقراء من المستفيدين من الرعاية الصحية الميزات التي كانت ستتوفر لهم كما آن التراجع سيجعل الرئيس في حالة ضعف ، و لقد سبق لاوباما إن واجه ضغوطاً جمهورية في الكونجرس لفرض عقوبات على مصر و قطع المعونات الامريكية عنها عقب إجبار الرئيس مرسي على التنحي من السلطة من قبل المؤسسة العسكرية في مصر لكن البيت الابيض رفض وصف ماحدث في مصر بالانقلاب العسكري الذي كان سيجعل الكونجرس يوقف المساعدات عن مصر و بالتالي وضع السياسة الخارجية لادارة اوباما في ازمة حقيقية كان يمكنها إن تؤدي إلى إنفجار الوضع في منطقة الشرق الاوسط فايقاف المساعدات عن مصر يعني إنهيار اتفاقية السلام بين إسرائيل و مصر المعروفة بكامب ديفيد و إنهيار المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين لكن اوباما إستطاع الخروج من الازمة دون خسائر تذكر خلافاً لإهتزاز صورة الولايات المتحدة لدى عدد كبير من المصريين وهي اقل الخسائر التي يمكن الخروج بها ، كما وجد اوباما نفسه يواجه ازمة ايضاً في الملف السوري حيث سبق للرئيس إن وضع مستوى معين في حال تجاوزها يتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا وعقب إدعاءات المعارضة السورية باستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي وجد اوباما نفسه في مواجهة ضغوطات بالتدخل العسكري و لتفادي الحرج طلب اوباما من الكونغرس الموافقة على مشروع للتدخل العسكري في سوريا حيث إنه لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس لكن الجمهوريين رفضوا التدخل المحدود و طالبوا بالتدخل الشامل كما حدث في العراق و إفغانستان لكن فلاديمير بوتين انقذ اوباما هذه المرة في التورط في الحرب السورية بالمقترح الذي يقضي بتخلص سوريا من اسلحتها الاستراتيجية و في حال وقوع الحرب كان الرئيس اوباما سيخالف واحداً من وعوده الانتخابية هو وضع نهاية للحروب التي خلفه سلفه بوش الثاني و من المهم الاشارة إلى إن الرئيس اوباما منح جائزة نوبل للسلام في اول سنة من توليه السلطة لذلك اعتقد إن امر الدخول في حرب غير ضرورية سيكون قراراً صعب بالنسبة للرئيس ، و اليوم اوباما يجد نفسه في واحد من اكبر الازمات التي يواجهه إدارته وهي الاولى من نوعها منذ عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون ، و من الواضح إن الضغط الكبير يقع على عاتق الديمقراطيين و الرئيس اوباما لتقديم تنازلات حقيقية ، الذي يجعل الازمة خطيرة هو إنها لا تقتصر على مشكلة الميزانية فقط بل سيشمل بعد إسبوعين من الان ازمة رفع سقف الدين الحكومي الذي يهدد الجمهوريين برفض إقراره في حال إستمرار تمسك الديمقراطيين باوباما كير ، و في حال فشل الاتفاق على رفع سقف الدين فسيواجه امريكا الهاوية المالية و بالتالي الفشل في الإيفاء بالتزاماتها تجاه مورديها و دفع ديونها ومن المعروف إن الدين الامريكي بلغ اعلى سقف مسموح به قانونياً منذ العام 2011م و هي 14 تريليون دولار بالتالي لا يستطيع الرئيس و وزارة الخزانة رفع سقف الدين لاكثر من هذا دون الرجوع إلى الكونغرس حسب الدستور و هو قانون تم إقرارها في العام 1917م لتسهيل الجهاز التنفيذي من مواجهة نفقات الحرب العالمية الاولى .

الازمة الاقتصادية الامريكية التي تنفجر بين حين و اخر هي فاتورة تدفعها الاقتصاد الامريكي بعد إن اثر فيها بشدة حربي العراق و إفغانستان بالاضافة الى تكاليف الانتشار الواسع للجيش الامريكي على مستوى العالم ، كما إن الاختلاف المستمر بين الجمهوريين و الديمقراطيين بسبب الميزانية يضع الاقتصاد العالمي تحت رحمة تقلبات مزاج السياسيين الامريكيين حتى تتجاوز الازمة بشكل نهائي فالجمهوريين يطالبون بتقليل الصرف الحكومي إلى اقصى الحدود و عدم فرض ضرائب زيادة على الاغنياء و الشركات بينما يميل الديمقراطيين للصرف الزائد في قطاعات الرعاية الصحية و غيرها و يرى الرئيس اوباما في ذلك إن الفقراء و دافعي الضرائب لا ينبغي لهم إن يكونوا ضحية ضبط الميزانية و الصرف .



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ازمة الموازنة الامريكية