أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - كيف تكتب الرؤوس المقطوعة حكايتها : قراءة في رواية - حكايتي مع راس مقطوع - للروائي تحسين كرمياني














المزيد.....

كيف تكتب الرؤوس المقطوعة حكايتها : قراءة في رواية - حكايتي مع راس مقطوع - للروائي تحسين كرمياني


سمير عبد الرحيم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 10:57
المحور: الادب والفن
    



يتدفق السرد الروائي في " حكايتي مع رأس مقطوع " في حركات متتابعة تجعل القارى يتنقل من صفحة الى اخرى وهو في حالة انجذاب للحدث الروائي المثير الصاخب بالاسئلة الممزوج بالخيال المفترض والحقيقة المرة والقاسية التي مر بها مجتمعنا العراقي خلال الاحتلال الامريكي وماحدث في قتل ورمي الرؤوس البشرية بلا رحمة ولا انسانية في المزابل....
هنال تعامل مع راس بشري مقطوع اي مفصول الجسد مع مفارقة ان هذا الراس المقطوع لا يعرف صاحبه مما جعل الكاتب تحسين كرمياني يتكلم معه بحوار سردي متوازي حتى نهاية الرواية يملي على الكاتب او الراوي كتابة شهادته وسيرته التدوينية لينسج لوحةاو حكاية تخطى فيها نمطية التحليل التنظيري : كون هذا التحليل للشخصية يمكن ان ينطبق على روايات تعالج موضوعا روائيا بعيد عما تعيشه الشخصية الروائية التي تحتاج الى استحضار علم النفس والاجتماع خاصين بهما وحدها
لان معاناة الانسان العراقي لم يعشها اي شعب من شعوب العالم حتى في اكثر انعطافات تاريخه ماساوية وظلاما، لقد نجح الكاتب تحسين كرمياني في تطبيقه التحليلي للشخصية الوحيدة في الرواية الشخصية الممتلئة بالاحلام و الكوابيس .. لتتراجع في نغماتها عاطفة الحب مع هيمنة القلق والموت وعدم القدرة على تجاوز حاجز الموت
بطل الرواية "سالم " و هو الكاتب يضعنا منذ افتتاح الحكاية على حركة فنية يمزج فيها بين حالات الوعي واللاوعي كما في فكرة السينما ( فيلم اللعبة ) متجاوزا لغة الشعر في تصوير الموقف الدرامي والكاتب في الكثير من الاعمال الروائية والقصصية يلجا الى هذه اللغة كاداة اساسية لتجسيد رؤيته
ينطلق البطل في عتبة الاستهلال عندما يسافر مع زوجته المهووسة بالتغيير وشراء الجديد بين كل حين وآخر حتى لحظة شرائها دمية ناطقة ثم بعد ذلك ندخل في بناء الرواية الحدث المركزي حيث المفاجاة في نهاية الرواية سريعة
" القيت نظرة الى زاوية الصالة وجدت جسد الدمية شاخصا كعادته لكنه بلا راس ، فقدت صلتي بالاشياء كانت عيون زوجتي تمتلىء بالنيران ، تفاقم تعبي لم امتلك وسيلة اخرى صعدت الى غرفتي ركضا ، بيتما بدات زوجتي تصرخ :
- اين اخذت راس الدمية ياسالم ..!!! ص 134
وهي ليست حكاية جديدة على مجتمعنا ...........(العثور على راس بشري في كيس ملقى في القمامة ) يصرخ باسمه .. ويطلب منه ان ينقله من القمامة الى غرفته وبين الصدمة والخوف يحمل الكاتب الراس الى غرفته دون علم احد حتى زوجته ويدور لحظتها لغط كبير في المدينة ان راسا وضحية يتم البحث عنها في كل مكا ن .. ويبدا الحوار السردي المشحون بتفاصيل غاية في العمق والدراية .. منها ان الراس يعرف سيرة البطل وهناك صراع فكري بين العقل والجسد ومن منهما المحرك لحياة الانسان الراس ام الجسد ، في لغة فنتازية فيها الغرابة اكثر من الحقيقة .
" هذا الراس يمتلك مخيالا متقدا ..... ، يتكلم بلسان سلس ما سر بقائه متعلقا بالحياة ، الراس حين ينفصل عن الجسد يهمد ، لم لم يهمد هذا الراس االموجود في غرفتي .. راس من هذا " ص 107.
يحاول المولف ان يخفي عن زوجته سر الراس البشري المقطوع لاجل ان لاتروع وهناك اتصال فكري او مناظرة كما قلنا بين دمية تحسين كرمياني والدمية " تشاكي " في فيلم
اللعبة " الامريكي التي تتكلم وتحكي مع بطلة الفلم ثم تتغير الى دمية قاتلة .
اخيرا ان الكاتب تحسين كرمياني وهو يسرد روايته كانت عينه على الواقع وقلمه على الصيغة التي كتبتبها الرواية وعكس بها واقع مدينته جلولاء بعد ان وصل الوضع فيها وفي البلد الى حد ان تمزق الناس بعضها وتكشف عن صدر لوعتها ببشاعة وقبح .. كيف تكتب الرؤوس المقطوعة حكايتها ؟ وهي تنزف دما لتسقط جثة ملقاة على المزبلة لايستطيع احد ان ينقلها الى مثواها الاخير ويدفنها في القبر ... ويتبين في نهاية الرواية ان الراس المقطوع الذي ادار به "تحسين كرمياني " رحى الاحداث لم يكن حقيقيا وان الحوار الفنتازي لم يكن سوى راس دمية انتزعها سالم في غفلة عن ابنته وزوجته ..
ان الكاتب قد وثق من خلال روايته الحرب وويلاتها التي طالت كل مكان وبيت
رواية " حكايتي مع راس مقطوع " تنقل الواقع بلغة سردية جميلة مكثفة بكتابة تعبر عن كيفية فهم الروائي المحترف طريقة نقل الواقع
..................................
حكايتي مع راس مقطوع : رواية ..تحسين كرمياني ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،



#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة -الحديد - .. تغزو الجامعة
- اللياقة ... من يحتاجها ....؟
- جامعات عالمية... جامعة هارفرد
- مصطلحات جامعية
- جامعات عالمية ... كلية لندن للاقتصاد
- مجموعة راسل للجامعات
- التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم
- جامعات عالمية ..... جامعة بريستول
- الكادر الوظيفي في الجامعة
- اين دور الطالب في الكلية
- حكايات طالب جامعي
- التعليم الالكتروني
- اين الجامعة من الحركة الثقافية ..؟
- التعليم العالي في العراق ... نظرة وآراء
- يوميات همر
- توظيف الصور القرآنية في الشعر . قرأءة في مجموعة - مواقف الال ...
- العمل الابداعي ومقياس الاشتباك
- ملحمة الذكر الخالد .. البناء والرؤيا
- ( اربعون قصيدة عن الحرف ) للشاعر اديب كمال الدين


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - كيف تكتب الرؤوس المقطوعة حكايتها : قراءة في رواية - حكايتي مع راس مقطوع - للروائي تحسين كرمياني