أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - نقوش على خرزة المحبة














المزيد.....

نقوش على خرزة المحبة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 21:00
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أشهر ألتقيت بأحد الأصدقاء لم أره منذ مدة فسألته عن أحواله وأعماله فأجابني : الحمد لله صرت تاجراً لسيارات الـ ( بي أم دبليو )
بادرته : موفق أخي ولكن لماذا أخترت ذلك النوع من السيارات أعرف أنك تبيع وتشتري بكل الأنواع في معارض الحبيبية والنهضة والبياع والحلة , هل الأمر ورائه قصة ؟
أجابني : كنت أذهب للرمادي والفلوجة , بل حتى حديثة وحصيبة لأجلب كل شهر سيارة أو أكثر من تجار هناك , أبيعها في بغداد وأحصل منها على مبلغ يكفيني لأعيش مع عائلتي وتطور الأمر بعد أن تعلمت منهم أسرار النجاح في تلك المهنة
- وماهي تلك الأسرار , هل هي ممنوعة علينا
- الأسرار يعرفها كل أهل الصنف لكن تجار الأنبار يطبقونها ولاينسوها أبداً , إن أردت النجاح عليك أن تصدق مع غيرك ونفسك , فهم لايكذبون أطلاقاً على (قص رقابهم) , صادقين الى درجة عجيبة ولديهم كرم فظيع , تصوّر أنهم يصدّقون كل ما أقول لهم , حين أخبرهم بالسعر الذي أبيع به ليتركوا لي مبلغاً مناسباً , وفوق ذلك يقيمون لي مأدبة ويملئون بالوقود خزان سيارتي مجاناً , يا أخي أنهم أهل خير علموني الطيبة والوضوح والشجاعة فأجبروني أن أكون صادقاً معهم دوماً , عاهدت نفسي أن أكون مثلهم فصرت تاجراً مثلهم ومنذ ذلك الحين بدأ الخير يهطل علي كالأمطار في منطقتنا , وبدل أن أجلب سيارة أو أثنين أصبحت تاجراً أبيع عشرات السيارات كل شهر في بغداد وضواحيها , أما النوع فله معنى أيضاً , فهذا النوع من منشأ راقي لايجعلني أحنّ للكذب أو أقسم زوراً لتمشية البضاعة كما كنت أفعل دائماً مع الأنواع الأخرى , وهكذا أنتهت شهادة صاحبي و للأنبار تاريخ في النبل والصدق الحكمة لن يحتاجوا لتلك السطور البائسة كي أصف طباعهم فهم الأعمام والأخوال والأخوة , فتلك التوطئة داهمتني لأيضاح أهمية الثقة والمصداقية وأنا أطالع المشهد العام الغارق بالفوضوية واللاجدوى , جعلتني أتفائل بكومة من الفرص وليس فرصة واحدة نراها بوضوح وندعو ليراها الجميع عسى أن يفركوا عيونهم بعد أبتعادهم عن خط الرجعة في صراع الأرادات المتضاربة فالشعرة بين العاقل والمجنون لاتقطع مطلقاً
المشهد رغم الضبابية بعد تداعيات الدخول للأنبار بطريقة الغرباء كانت آثاره معكوسة جعلت المسلحين يظهرون مجدداً فأختلط الضجيج مع التكبيرات بين المسددين والرماة ومشيعي القتلى ليثار الرعب بين الناس وكأننا في أنتظار أنهيار كارثي آخر , مؤكد أن أهلنا لن ينساقوا خلف المتوحشين بعد ما شهدنا منهم من سفك وضياع لمشروعنا في بناء مجتمع متحضّر راقي , ولن ينسوا وهم أهل الصدق والشجاعة ما ورد على لسان أهلنا :
لاتمدح الرجال تحتاج مذمتها وإن مدحت أبدأ بمن عاصرت وجربّت من النخبة
فمن المستحيل أن يحابي أهلنا في الأنبار رجالاً لايعرفونهم ملثمين بأفكار تكفيرية تجعل أكارم القوم وأرذلهم أهداف سهلة بحسب المزاج فهم لايختلفون عن كل قاتل عابث , وهنا لانشك في خيارات أهل المناقب
يجعلنا مطمئنين ونحن نستدير صوب صاحب القرار لنقول له من القلب :
صحح ما أخطأت وأغمرنا بالفضائل فالرجال لاتحتقر وكل واحد منهم مواطن يمتلك أوراقاً ثبوتية وله حقوق كفلها الدستور لا تمحيها الحماسة والتعالي
ولنا في حكاية شيخ القبيلة الذي سخر من مجنون عبرة , بقي الناس يرددوها الى يومنا لتكون محل تندّر ليس في منطقة (العبرة) بل من زاخو الى البصره , فلكل مواطن كرامة بها يستقيم الملك وبالسخرية منها يكون الظلم الذي يعجّل بسقوط الحاكم , سنجد بين الركام بصيصاً يمكن أن ينتشل الجميع في لحظة بمجرد الوقوف على الحقائق ونطالعها بعين الحرص دون ضغائن محتكمين للعقل والحكمة يمكن بكل الأحوال أن نجد الصرفة لنضع أقدامنا على الشاطيء , سيدنا الحاكم نستميحك بما تؤمن أن تسمع صوت المواطن :
ذهبت تقاتل داعش فعرّجت على المعتصمين وتركت الصحراء الكبرى كما هي عامرة بالسعالي و الطناطل , توقعنا أن تنتخي بأهلك هناك ليكونوا معك قلباً وقالباً , يخرجوا من المدن ليساندوا أبنائهم رجال الشدائد , ربما كنت صائباً فلك الأجر مرتين , وربما أخطئت ولك أجر واحد , لكننا نبحث عن النتائج , لايهمنا الا السلام وأن يبقى العراق متلاحماً واحداً , جنودنا وأهلنا في أمان دون حيرة ولا تداخل بين الحق والباطل , أما العشائر فتلك وجدت قبل الحكومات كأمر فرضه الواقع , نسألكم الوضوح فنحن في نظام ديمقراطي يتطلب قراراً أكبر من رأي المستشارين وقرار الحزب الواحد , نجده بالعودة للمنطق , قبل ضياع الفرصة على المبادر , فقد قال كبارنا ( مكَرود يامن تحذّر به القوم ) ويقصدون أن الضحية الأولى تدفع الثمن غالياً لتكون للأخرين عبرة تستدعي من الغير أن يضعوا التدابير كي لانكون ضحية أخرى , كما حدث مع شقيقتنا سوريا تلك الطفلة الغافية الجميلة التي أستبيحت من وحوش لا نعرف الملوم المسؤول عن تدميرها , هل هو بشار أم داعش أم خصومهم أم قوى خفية جلبتها الغيبة الكبرى للحكمة مع الحظ البائس , (سوريا) تدمّرت و إن بدأوا في بنائها من اليوم لن تبنى في خمسين سنة أخرى , فالدمار يوم والأعمار ألف يوم وأعمار النفوس هو الأصعب كما نردد أبداً , والفتنة نائمة إن أستيقظت أحرقت الأخضر واليابس , لكننا كعراقيين متفائلين فالحقيقة الأكيدة تبقى لايوجد بيننا مَن يحابي الوحوش والقتلة فـ (داعش والنصرة والتكفير ) منذ بزوغ مشروعهم محترقين لايراهن عليهم أغبى أغبيائنا لأن أفكارهم حضيض و دنائة ومثلبة مليئين بالرجس والفواحش , لن يرضى عنهم أهلنا سواء في الأنبار أو غيرها نسألكم القرار المنصف في لم الشمل ومعالجة الأمور بموضوعية بعيداً عن أملاءات الخصوم المليئة بالكيد والدسائس.. ويبقى العراق بكم أهلنا , كامل الأهلية , ليس بطفلٍ ناعس



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات
- خطبة للعراقيين فقط
- يوميات الأصباغ وثبات النور
- ليلة القبض على قاضي القضاة
- صوت السكارى في نهاية السنة
- أگعد أعوج وأحچي عدل
- رباعيات بطران
- لاتسولف وأبن عمّك بالديوان
- ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى
- ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة
- نظرية أبو حيدر في علم الحيوان
- كيف تصبح مدير عام
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - نقوش على خرزة المحبة