مؤتمر مستقبل جيش إسرائيل

توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 17:01
المحور: القضية الفلسطينية
    

استاء أحدهم من أقوالي، في برنامج لإحدى الفضائيات، عندما قلتُ:
إن إسرائيل أبرع دولة في فن( الاستفادة من التجارب)، بخاصة في القطاع العسكري، فهي دائمة البحث والتطوير، في مختلف المجالات، فهي من أكفأ دول العالم في (استخلاص العِبر) من مجموع التجارب، التي تدور حولها.
وقال: لا يجب أن نصور إسرائيل وجيشها، كأنها دولةٌ مستعصيةٌ على القهر والهزيمة.
قلت له: إن هناك فرقا، بين تضخيم هذا الجيش، ليتحول إلى مستحيل رابع، وبين الاستفادة من تجارب هذا الجيش، لهدف فهمه، وتقدير قوته بشكل صحيح، وأنا أقصدُ الثاني.
وهأنا أعزز ذلك، بآخر مؤتمر عُقد في مركز ،بيغن السادات، للدراسات الاستراتيجية،في الأسبوع الأول من شهر يناير 2014 ،والمركز في جامعة بار إيلان، جامعة الصهيونية.
عنوان المؤتمر(بُنية جيش الدفاع)، شارك فيه، عددٌ من أبرز ألوية الجيش الإسرائيلي، ومما اقتطفه الصحفي، يعقوب لابين، في صحيفة جورسلم بوست 4/1/2014 الأفكار التالية:
قال اللواء متقاعد، آمر سلاح البحرية السابق، إليعزر ماروم:
- يتمتع سلاح الجو بالمرتبة الأولى في الأفضلية، وقوة الردع، أنا أحذَّرُ من ذلك، فهذا الاعتبار سيحدُّ في المستقبل، من قدرات أسلحة الجيش الأخرى، فإذا تعرض هذا السلاح للخطر، مثلما حدث في حرب (العاشر من رمضان) حرب يوم كيبور، سيؤدي ذلك إلى عدم قدرتنا على ضرب أعماق العدو.
إن معظم أسلحة الجيش تعمل بشكل منفصل، فسلاح الجو، يحتاج إلى طلعات وهبوط في كل مرة، فالبحرية يمكنها أن تلعب دورا فعَّالا في المعركة مع سلاح الجو.
وفق خطة( شجاعة) ،ومدتها أربع سنوات، فإن سلاح الجو يحظى بالمرتبة الثانية، في أولويات الحكومة ، بعد المخابرات، فالاستخبارات هي الأولى، فهي اقوى أسلحة الجيش، أما سلاح المشاة والدبابات، فيتبعهما في المرتبة الثالثة، كما أن سلاح البحرية، ما يزال يلعب دوره التقليدي، ويمكن أن يتغير في المستقبل، فيجب دمج الفروع الثلاثة، فيمكن لسلاح الدبابات أن يأمر بمهاجمة أهداف في غزة، بسلاح البحرية والمدرعات معا، فالتكنلوجيا هي التي توجه الهجوم.
أما اللواء المتقاعد غال هيرش فقال:
- التكنلوجيا هي الثورة القادمة في الجيش، وكانت الثورة الأولى، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فأعداؤنا يستخدمون الإرهاب، وحرب العصابات، والتخريب، وهم لا يعرفون حدودا ولا قواعد حربية، مثل الجيوش الأخرى، فعلى إسرائيل أن تكون مستعدة للمفاجآت، وأبرز في المؤتمر صورتين، إحداهما، لكتلة جليد عائمة، والثانية لمجموعة كبيرة من الأسلاك والدوائر المعقدة، تصدر نبضات تحت كتلة الجليد، وقال: ما ترونه ليس كل الصورة، فنحن بحاجة لمعرفة ما يجري تحت كتلة الجليد، فنحن بحاجة لكفاءات قادرة على معرفة المعلومات المعقدة، وفرقٍ خاصة تكنلوجية معقدة، تناسب المهمة، وفق الأسس التالية:
الأوامر-الضبط-المعلوماتية-المراقبة-فرق إلكترونية خاصة.
أما المراسل الحربي لمجلة الجيش، عضو مركز بيغن السادات أمير ربابورت فقال:
- -نحن بحاجة إلى ندوات مكثفة في الجيش نفسه، لنعرف الأولويات، فهل الأولوية هي، لقوة الردع، أم للمعلوماتية؟
إن نقص التدريب، وإهمال سلاح المشاة والدبابات، والإخفاق في الاستثمار في تطوير الدبابات، سيقود إلى فشل، كما حدث في حرب لبنان الثانية، على الرغم من أن الجيش حاول تلافي الأخطاء مابين 2007-2011، غير أن هناك أشياء لم تُصلح بعد.
ستحظى الحرب الإلكترونية بالأفضلية في المستقبل، وستتفوق على سلاح الجو، وأصبح التفضيل عند المنتسبين للجيش لفرق التكنلوجيا، على الالتحاق بسلاح الجو، فكتيبة 8200 الإلكترونية تقوم بعمل، يعادل الضغط على زناد المدافع والرشاشات، فالاستخبارات المعلوماتية اليوم، تحظى بالمرتبة الثانية في الميزانيات، بعد سلاح الجو، وسوف يؤثر تقليص الميزانية على المشاة وتدريبهم، وسيؤثر على الدبابات، فالتقليص يصل عام 2014 إلى 20% وهذا سيؤثر على التدريب.
قال اللواء المتقاعد أفيغدور كلين، قائد سلاح المدفعية السابق:
- لم تعد الدبابات تحظى بالأهمية الأولى، فأنا أدعم كثافة النيران، يجب أن يكون الجيش قادرا على ضرب البنية الأساسية للأعداء ، وذلك لتقليل المس بالمدنيين الإسرائيليين.
وقال اللواء مائير خليفي، سكرتير مكتب رئيس الوزراء للشؤون العسكرية:
- علينا بناء جيش سريع الحركة، فائق القدرة.
وقال اللواء غرشون هاكوهن ، وهو مسؤول بارز في هيئة الأركان:
- أنا أركز على كيفية استخدام التنوع الثقافي في الجيش لخدمة الأهداف، فحماس وحزب الله ستتمكن من الحد من قدرة الجيش، على الرغم من كفاءته التكنلوجية، فسوف يتمكنون من تحويل الصعوبات إلى مميزات تحسب لهم، فأعداء إسرائيل يستخدمكون بكفاءة أدواتٍ ، لا تملكها إسرائيل، ويستخدمونها، مثل استخدام حماس للمدنيين دروعا بشرية، فوق أسطح المباني، فنحن نشبه طلابا في معهد لرجال الأعمال، نبحث دائما عن حلول.

#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل