فرات إسبر
الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 14:52
المحور:
الادب والفن
ولأنها الحرب
أرى جَسد بلادي مسيحاً آخر
ولأنها الحربٌ أرى عطش الحسين ،
في فمي و لا ماء.
أيها الوطنُ المشرّد مرتين
نهرُ دمٍ يجري في مقلتيك.
ولأنها الحرب عبرنا على أجساد أخوتنا
ولم نقتسم العشاء
واحد مات جوعاً
والآخر طعناً بالرماح.
هي الأرض لا تشربُ غيرالدماء ،
اسقنى منها القليل،
علّ هذا الوحش الساكن بي يستريح.
من عظامي يبني القفص
أطوف مثل سحابة فوق الأرض،
أشكُ في مصيري هل أنا مطرٌ أم دماء ؟
شجر الموت في قامتي
والقبور الشاسعات
تشهقُ: ما من مكان
ما من مكان
امتلأت رئتي بأنفاسِ أخوتي
وشهيقي يتقطع.
أنا مسرحُ الموت
وأخوتي مَأساةٌ
وملهاة.
من أقصى البلاد
إلى أقصى البلاد،
خنجر في الصدر
ما بين الرئة والكبد
تصرخ أم إلى ولد:
شجر البيت بَعدك انكسر
والطوّاف حول مكة لم ينفع.
تمرّ الأغاني خائفة
من الأعالي تهبط ُ
والصدى من وراءها ينتحب ،
يا جمر، ياجمر
الحنجرة
سرقوا اللون الأزرق من السماء
وغابت الطير
وهاجر الحمام
وامرأة تحمل على ظهرها المدينة، تنوحُ من باب إلى باب، ، تستجدي، أخاً من أخاه، ونهراً من مجراه وغصناً من هواه.
حلت اللعنة على المدينة ،واستباحها الخر اب والجماجم لا تُعد ولا تُحصى ، والأسى واقفٌ يشهد.
أقفُ على شرفة عالية أراقب مدينة ً كانت امرأة زاهية الألوان يزورها الصيف والشتاء والخريف والربيع
أقف على الشرفة أراقبُ، امرأة، كانت يوماً تزورها الألوان وتمشط شعرها الأنهار وكان الفقر فيها جميلاً والحب أجمل.
أقف على الشرفة أراقب امرأة من كل الفصول ،أحرقوها
قصوا شعرها الطويل الذي يمتد حتى يصل باب توما ،كنا نمشطه نحن الفقراء حتى يخر ج من أبوابها ليصل إلى قبر ابن عربي.
ولأنها الحرب
بلادي يوقظها الد مُ من نعاسها ، يضعُ خنجراً في صدرها ويدعوها للصلاة
آثار أقدام على جسدها، تجرُّ تاريخها الطويل، سجادة وحجراً ومصلين
قالو ا لي :إنها مصابةُ بالسكرِ والزهايمر، رجفتها تهزُّ الأوصال
مريم العذراء تعبر باب توما وتجلس على الرصيف بيدها الصليب، تغني للفقراء الذين عبروامن باب شرقي.
صبيةٌ لها خصر غزال، جناح طائر، مدينةٌ رثة الثياب
. عبرتُ منها إلى النسيان بدون عسكرٍ أو صولجان
أذكرها وأرثيها أقول فيها ما تقول النساء العاشقات
كنت في أرَق من شوكها، كنت أرقّ من أزهارها، لكنها لم تمنحني العطر
وما زال حبي لها جامحاً، يركضُ إليها قاطعاً المدى والبحار.
#فرات_إسبر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟