أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - في سورية التي أحبها














المزيد.....

في سورية التي أحبها


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 24 - 00:05
المحور: الادب والفن
    




الجياد ٌ تركضُ في الذاكرة . أرى حقولا ً بعيدةً ، بعيدةً ، ممتدة على طول خط الذاكرة.
في البعيد طفلة تر كضُ ، أمامي ،ورائي و خلفي ،تظهرُ الاماكنُ ولكن بملامح عصية على القبض.
ماذا تحمل ذاكرة إمراة تجاوزت الخمسين ، من ذاكرة طفلة عمرها عشر سنوات أو ربما أقل بكثير ؟
الركضُ في هذ ه المسافة ، يشبه ٌ الحرب .
تتقاذفني الذكريات وتأخذني شططاً لقصص ٍ لم أدرك أن لها معنىً أ و أنني سأنبشُ ترابها لتظهر صوراً ما زالت حية رغم مرور هذا الزمن العجوز .
تتداعى الذكرياتٌ مثل عناقيد عنب تركتها أ مي على عريشتها التي تعربش على سطح البيت و تنبعُ كخمرٍ ،لم نشربه خالصاً وأنما تذوقناه عنبا حلوا
ماذا أذكر من فرات؟ هذا الاسم الجميل الذي أحبه !
شكراً أ بي منحتني من صفاء روحك أسما لا يعرفه إلا الماء.
فرات، تستيعدُ الذاكرة، شريط فيلم توقف أمام الصف الخامس الإبتدائي وربما الرابع الإبتدائي في مدرسة "الآيوبية" في مدينة جبلة ، مدرسة واسعة وعريضة .
اتذكر المساحات والغرف ، وأتذكر درس القراءة واللغة العربية ، وبالمقابل ما زلت أذكر فرات الخجولة التي" تعرف " الأجوبة "- كانت متفوقة في دروسها ولكن كان ينقصها الكثير من الشجاعة كي ترفع يدها وتقول" أنا أعرف الجواب ".
ما زلتُ أذكر يدي التي تهبطُ ُ وتصعدُ مترددة في الأعلان عن حضورها، كما هي اليوم في ذات الأ رض واختلاف العمر والحدث !!
قصصٌ كثيرة ٌ في الذاكرة وأحوالٌ تمر في البال ، لا أدري إذا كانت تحمل من معنى أم لا ؟ ولكنها ربما في نظريات علم النفس تشكل عالما ً قويا ً لبنا ء شخصية مميزة نحتاجها اليوم لنقول كلمة حق .
ما زالت أذكر يوم مرضت بمرض الحصبة ، هذا المرض الذي أكل جسدي بكامله، صورة لا تفارقني، كنا اربعة اخوة انا واحدة منهم ، ولكن إصابتي كانت الأقوى، حيث اكلت شعري ووجهي ورموشي تساقطت وإلى اليوم ما زلت أذكر قول امي" الله حماك"
سورية اليوم مريضة بداء الحصبة الذي بدأ ياكل منها كل جسدها ،فهل ستشفى ؟ ساقول لها كما قالت لي امي "حماك الله سورية " "
القصص ما زالت في ذاكرتي، وما زالت تهزني من أعماقي ، كيف لجيل اليوم أن يتذكر وبأي دم ٍأحمرٍ قانٍ سيعيد سرد الروايات.؟
الحكايات تمر كنهرٍ في ذكراتي .تتراءى أمامي صورا ً من الماضي إلى الحاضر إلى اللحظة الأن كم تباعد هذا الجسد السوري وما ذا فعلت به هذه الحصبة اللعينة ؟
قلبٌ سورية تعب ٌتعب ٌ ،كيف له ان يستريح ؟
بابعاد مختلفة تـاتي الكاميرا ، وجه مشوه لطفلة ،أم تلطم ، جدار متهدم ، عجوز يبكي ، رجل قطعت يده، خبز ٌ يسقط شهيدا قبل حامله !.
الأطفال لا يحملون كاميرا ،ذاكرتهم لن تخونهم سيقولون:
أخي قتل أبي .
أبي قتل أخي.
عمي قتل عمي
جاري قتل جاري
والجيران قتلوا بعضهم البعض .
سأبكي عليها تلك التي كانت الجياد تركض في ذاكرتي من أجلها ولها .
سأبكي منها ، تلك التي أخذت كل شئ :
أبي وأمي وأخوتي وأولاد الجيران
التي أخذت حارتي ودكاكينها ومدرستي الابتدائية
التي أخذت جارنا وابنتيه وعينيه ويديه
هي" الفتنة "أمارة بالسوء
لا تضع وردة ًعلى صدر القتيل ،
هو الذي غادر وفي عينيه كل الصور.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراخ ٌ في فم الله
- طائرٌ يكتبُ بجمّر الكلمات
- كلّ هذا الدم حبرٌ لكِ
- حوار خاص بالحوار المتمدن بمناسبة الثامن من آذار
- مبدأ سد الذرائع
- شفرة لا تترك خلفها غير الدم
- هذي قبورنا تملأ الرحب
- نزهة بين السماء والأرض- جديد فرات إسبر
- الصورة تقتل قبل الرصاصة
- يجرحني الهواء إذ لم أكن فيه إليكِ
- حبيبتي سورية
- تحية إلى نساء مصر
- أزرعُ عطرا ًَََ وأطّيرُ الورَد إليكَ
- طفلة تنام بشهواتها المكسورة!
- بستان من الا صدقاء -تحية للحوار المتمدن بمناسبة فوزه بجائزة ...
- كلما أ تسعت عزلتي أ رتفعتُ
- كل يوم أستيقظ مع ا لهواء
- مهزومةُ مثل حروب قديمة
- حدث في مثل هذا اليوم
- لا أحد يقرأ الفاتحة


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - في سورية التي أحبها