أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد الحمّار - هل يجيب القرآن عن سؤال -لماذا اللغة هامة؟-














المزيد.....

هل يجيب القرآن عن سؤال -لماذا اللغة هامة؟-


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 21:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لطالما حاول الفلاسفة و الألسنيون الإجابة عن سؤالَي "ما اللغة؟" و"لماذا اللغة هامة؟". وبالرغم من توصل المدرسة الفطرية بزعامة العلامة نعوم تشومسكي إلى اكتشاف " ما اللغة " وذلك بتبيين أنّها هبة بيولوجية، إلا أنه يبدو أن ليست هنالك جهة عدا القرآن الكريم تهدِي إلى معرفة " لماذا اللغة هامة ".

ولئن اضطر العلماء إلى الاكتفاء بتوضيح أن الكلام ميزة بيولوجية فلا يسع المؤمن إلا أن يعتبر هذه الهبة، من بين هبات أخرى عديدة، من عند الله عسى أن تحث المؤمن على شكره وحمده تعالى وبذلك تكون عبادة الله هي الإجابة عن سؤال "لماذا اللغة هامة؟" أو "لماذا نتكلم؟".

وهذا مما يحيلنا إلى البحث في القرآن الكريم- وهو دليل المؤمن- عن سبق الدين على العلم وكذلك عن تكميله لِما لم يكشفه العلم.

أ. العرض والقبول:

"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" (البقرة:31): استباقا في مجال الإجابة عن "ما اللغة؟" أو"كيف نتكلم؟" بما معناه أنّ اللغة هبة إلهية قبلها البشر.
"الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ القُرْآنَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ البَيَانَ" (الرحمن:1-4): استباقا أيضا في مجال الإجابة عن "ما اللغة؟" أو"كيف نتكلم؟" بما معناه أنّ اللغة هبة إلهية قبلها البشر.

ب. الدعاء والاستجابة:

الدعاء: "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي" (طه: 21-28). وهي دلالة على أنّ فهم الآخرين لقول المتكلم مشروط بتمكين إلهي وبصيانة من لدُنه تعالى لأعضاء ومكونات الكلام: شرح الله سبحانه لـ"صدر" المتكلم وتيسيره لـ"أمره" وحل "عقدة" من "لسانه" ليفقهوا "قوله".

أي أنّ فعل الكلام المفهوم والناجع والإيجابي والسليم يحتوي على بصمة مباشرة من عند الله جل جلاله يلبيها الخالق بطلب من الناطق باللغة. وهذا مما يجيب عن السؤالين الاثنين، "ما اللغة؟ (أو "كيف نتكلم؟") من جهة و"لماذا اللغة هامة؟" (أو "لماذا نتكلم؟") من جهة ثانية.

الاستجابة: في الآية الكريمة "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 162) تأكيد ضمنيّ على أنّ البشر، بمفعول استعمالهم الهبة اللغوية، مجبولون على الكلام لا فقط لأداء مهمة التواصل في ما بينهم وإنما للتواصل مع الخالق و تحقيق غاية نهائية ألا وهي عبادة الله مبدئيا وشكره تعالى على نعمة اللغة تحديدا، حيث إنّ فعل الكلام مشترك فيه بين الأبعاد المنصوص عليها بالآية والتي أرادها الخالق البارئ أن ترجع إليه: الصلاة، النسك،المحيى، وربما الممات.

في هذا المستوى تكتمل المعادلتين الاثنتين، "العرض والقبول" من ناحية و"الدعاء والاستجابة" من ناحية ثانية. لكن بقي أن نتعرف على تفاصيل "لماذا اللغة هامة؟" أي تفاصيل العبادة لمّا يتم أداؤها باعتبار المعطى اللغوي فضلا عن العوامل المتعارفة مثل العمل والتدبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبتقاطع اللغوي مع تلكم العوامل . في هذا المضمار هنالك العديد من الأسئلة التي ستوجب إيجاد إجابات لها (وقد نشرنا جانبا منها) ومن أهمها نذكر ما يلي:

هل اللغة انعكاسٌ للعقل عند المسلمين كما هو الحال عند الفطريين في الغرب؟
هل للغة دور في عقلنة العبادة؟
هل بالإمكان اعتبار العناية باللغة أداة لتغيير الفرد والمجتمع والعالم؟
ما هي مهمة اللغة في مجال تطوير الفكر السياسي من حيث أهميته في عملية التغيير؟
ألم يُراعَ العامل اللغوي في منظومات الهيمنة التي تتوخاها جهات عالمية معينة إزاء الشعوب المستضعفة؟



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمذجة كوسيلة ابستمولوجية لإدارة الأزمة في تونس
- حتى يكون مهدي تونس منتظرا
- في انتظار عثور تونس على حكومة
- مخطط لإنقاذ تونس
- 7 توصياتٍ بشأن الحركة الإسلامية
- تونس: المآسي وراء الحوار الوطني الأساسي
- تونس بين تشبيب الشيوخ وشيخوخة الشباب
- تونس: الجري مثل الوحوش وحكومة الريتوش
- تونس: الكُتّاب الفاسدون وعودة الرجعية
- تونس بين الإرهاب والفهم المتجدد للإسلام
- تونس: اغتيال الأمنيين واغتيال العقل
- هل سيخرج التونسيون إلى الشارع؟
- في بلاد ما وراء الشرعية والانقلاب
- تونس: في ضرورة الانقلاب الثالث
- تونس: الإسلام بين اليمين و اليسار والحوار بين النفاق والوفاق
- إدماج الإسلاميين لإنجاح المبادرة الوطنية التونسية !
- تونس على ذيل وزغة !
- تونس وكل العرب: اليوم سهرٌ وغدا أمرٌ
- نحن وأمريكا والربع ساعة الأخير
- تونس أكبر من الأحزاب وأغنى من النواب


المزيد.....




- قرقاش: دعوة وزير إسرائيلي دول الخليج لتمويل العمليات في إيرا ...
- -لا يوجد من هو أقذر من ترامب-.. إيرانيون في طهران يردون على ...
- خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية ...
- قبل وبعد.. صور تُظهر ما أحدثته ضربات أمريكا بمواقع إيران الن ...
- كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإس ...
- طهران تتعهد بالرد على الهجمات الأمريكية وتهدد بإغلاق مضيق هر ...
- نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على إيران وعدم إنهائها قبل الأو ...
- دبلوماسية على الحافة.. العرب بين التصعيد الأميركي ورد إيران ...
- هل طوت أميركا صفحة نووي إيران بعد الضربات الأخيرة؟
- إعلان فوردو خارج الخدمة.. هل تمثل نقطة تحول في الصراع النووي ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد الحمّار - هل يجيب القرآن عن سؤال -لماذا اللغة هامة؟-