أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /4















المزيد.....

حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /4


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 22:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /4

احمد الحمد المندلاوي
المقدمة:
**بعد أن قدّمنا ست حكاياتٍ شعبية من مادة (حكايا و أساطير من رُبى كرمسير ) في الجزء الأول ؛كانت إثنتانِ و هما: ( جنّي الجبل) ، و( معزة هياس) ،و في هذا الجزء الثاني ذكرنا حكايتينِ أخريينِ وهما (التيس المتبختر) و (الوهم) ،و في الجزء الرابع وردت حكايتانِ و هما (الفأس و الأشجار) و (زوليخا و تاري العاشق) ،و ها نسردُ قصة من خانقين من أساطير أخَرَ من ربى كرمسير:
الحكاية السابعة : الفيلي الصغير وشجرة البرتقال الذهبية
يذكرها الأستاذ إسماعيل أكبر محمد
(1)
في إحدى القرى البعيدة .. كانت هناك أجمل شجرة برتقال في العالم، كان كل من يراها يعشقها ويعشق ما فيها من أوراق وفروع وثمار كانت تحمل برتقالاً بلون الذهب فسميت ( بشجرة البرتقال الذهبية) .
كانت هذه الشجرة الجميلة تعود الى فلاح طيب القلب اسمه (نامدار الفيلي).كان نامدار يعمل باخلاص في حقله الصغير ويهتم كثيراً بشجرة البرتقال الذهبية وكانت البلابل والعصافير والفراشات في تلك القرية تحط على أغصانها كل يوم وتغني معاً أناشيد الفرح والسرور .
كان الجميع سعداء وفخورين بشجرتهم الذهبية يحبونها كما يحبون بعضهم البعض ويحبون (نامدار الفيلي ) وابنه الذي كانوا يسمونه (بالفيلي الصغير)
(2)
ويوماً بعد يوم شاعت قصة شجرة البرتقال في كل القرى وجاء الناس من أطراف بعيدة ليروا هذه الشجرة وليباركوا (نامدار الفيلي ) وباقي سكان القرية شجرتهم الجميلة المعطاء .
كان (الفيلي الصغير) يحب هذه الشجرة كثيراً كثيراً وفي كل صباح وهو في طريقه الى المدرسة كان يسلم عليها سلام الصباح ويقول بسرور
- سأعود اليك بسرعة يا شجرتي الحبيبة.
وعند عودته كان يجلس في ظلها يأكل و يلعب .. يضحك ويحكي لها كل ما جرا ذلك اليوم في المدرس ..وبعدما يتعب من شدة اللعب والفرح كان ينام في ظلها وهو يحلم بالفراشات والشمس والطيور .
(3)
وفي يوم من الأيام مرّ ملك ظالم من هناك،فوقعت عيناه على شجرة البرتقال الذهبية فانبهر بجمالها وجمال أوراقها وغصونها وثمارها وصاح بدهشة:
- لمن هذه الشجرة الجميلة ؟
فاخبروه انّها لفلاح اسمه (نامدار الفيلي ) وعندما أحضروه أمامه أمر أن يبيعه الشجرة او انه سيأخذها منه بقوة . فأعتذر (نامدار الفيلي) عن بيعها وقال للملك:
- سيدي الملك انها شجرة كل أهل القرية.. انّها شجرة الطيور والبلابل والفراشات انها شجرة هذه الأرض هنا زُرعت وهنا أينعت،وهنا ستموت فغضب الملك من جرأته وشجاعته وأمر أن تقلع الشجرة فوراً من الجذور.
و بدأوا يحملونها الى حديقة الملك في قصره الكبير .
(4)
ودّع جميع أهل القرية شجرتهم العزيزة بصمت ودموع واما (الفيلي الصغير) فقد ظل يبكيها كل يوم،وعندما كان يعود من المدرسة كان يجلس عند حفرة شجرة البرتقال الذهبية ويحكي لها حكايات ذلك اليوم .كان يشعر بالتعب والحزن ،ينام والدموع ما زالت في عينيه.
(5)
وفي حديقة الملك كانت شجرة البرتقال الذهبية متعبة حزينة تشعر بالغربة بين الأشجار كانت تتذكر تلك القرية الجميلة وأهلها الطيبين وتتذكر(نامدار الفيلي) وصديقها (الفيلي الصغير) وكلما تذكرت كانت تبكي في قلبها بقوة أكثر.
ويوماً بعد يوم بدأت شجرة البرتقال الذهبية تشعر بالضعف والمرض وتساقطت أوراقها ورقة ورقة .. وغادرتها الطيور والبلابل والفراشات وبدأت فروعها الغضة اليانعة تتخشب يوماً بعد يوم .
(6)
أما أهل القرية فكانوا يذكرونها كل يوم ويحزنون على فراقها ويلعنون ذلك الملك الأناني الظالم وكل الظالمين في هذه الدنيا .
وكان (الفيلي الصغير) يطالب أباه ان يأتيه بالشجرة ويقول:
- أريد شجرتي .. أريد شجرتي يا أبي .. انّها شجرتنا
وعندما كان (نامدار الفيلي) يمسح دموع (الفيلي الصغير) كان يجهش معه بالبكاء و يوعده أن يسترجع شجرة البرتقال الذهبية .
(7)
وفي أحدى الأيام دخل الملك الظالم حديقته الكبيرة المليئة بالأشجار فتذكر شجرة البرتقال الذهبية فسأل عنها, فأخبروه أن شجرة البرتقال قد ذبلت وفقدت جمالها ورونقها،ولكنه أصر أن يراها وعندما ذهب اليها تعجب بشدة من تغير لون الشجرة وتساقط الأوراق والثمار وصاح بدهشة :
- هل هذه هي تلك الشجرة ؟
ثم قال بعصبية شديدة :
- لا أريد شجرة مريضة في حديقتي الجميلة،اقلعوها و ارموا بها على قارعة الطريق.
(8)
وفي ذلك اليوم البارد الحزين قلعوا شجرة البرتقال الذهبية من حديقة الملك، اقتلعوها بعنف وخشونة ثم رموها بعيداً على قارعة الطريق.وفي لحظاتها الأخيرة تذكرت شجرة البرتقال الذهبية كل أحبابها في القرية الصغيرة وتذكرت الفراشات والبلابل والطيور وتمنّت في تلك اللحظة ان تراهم للمرة الأخيرة،وتذكرت (الفيلي الصغير) وضحكاته الجميلة بكت في قلبها وأطلقت آهة عميقة ثم أطبقت عينيها الى الأبد
(9)
وفي نفس ذلك اليوم الحزين كان أهالي القرية قد اتفقوا للذهاب الى قصر الملك ليطالبوا بإعادة شجرة البرتقال الذهبية الى قريتهم الصغيرة .
وبعد سير طويل بالأقدام تراءى لهم من بعيد قصر ذلك الملك الظالم
وقبل ان يصلوا اليه فوجئوا بشجرة مرمية في قارعة الطريق .
توقفوا عندها لم يعرفوها في البداية نظروا اليها بدقة مستعينين بضوء القمر.. وصاح احدهم فجأة
- إنها هي .. إنها شجرتنا الحبيبة .
أحاطوها جميعاً بحنان وصاحوا بفرحة غامرة.
- نحن هنا أبناء القرية يا شجرة البرتقال نحن أحباؤك.
وصاح (نامدار الفيلي) وهو يرتمي عليها بشوق.
- أنا (نامدار الفيلي) أبلغك السلام من (الفيلي الصغير)
كان الجو بارداً والهدوء يعم ذلك المكان لم يسمع رجال القرية سوى صوت الريح وعواء ذئب من بعيد.
(10)
وأما في القرية الصغير فكانت النساء و الأطفال والطيور والبلابل والفراشات تنتظر شجرة البرتقال.

كان الفرح يرقص في عيون الجميع وكان (الفيلي الصغير) يركض ويضحك ويغني والكل ينتظر قدوم شجرة البرتقال الذهبية .
(11)
ومرت ساعات طويلة وأهل القرية ينتظرون وبدأ القلق والخوف يدخل قلوب الصغار والكبار وكانوا يتساءلون.
- لم هذا التأخير ؟
وبعد ساعات سمعوا ضوضاءً تقترب ومع صوت الريح كان هناك نحيب يسمع وتراءى الى سمعهم صوت يصرخ من بعيد.
- ماتت شجرتنا الحبيبة ..
وحزن جميع أهل القرية على موت شجرة البرتقال الذهبية .
وكان (الفيلي الصغير) أكثرهم حزناً و ألماً للفراق وكلما كانت تقع عيناه على شجرة برتقال كان يذكرها ويذرف الدموع..
(12)
ومرت الأيام .. وفي صباح يوم بارد حزين استيقظ (نامدار الفيلي) ليذهب الى حقله الصغير.
كانت السماء تمطر مطراً خفيفاً ذلك اليوم،نظر (نامدار) الى فراش (الفيلي الصغير) فلم يجده هناك .نادى بقلق:
- أين أنت يا بني ؟
لم يسمع جواباً فازداد قلقاً .. خرج لينظر في أطراف البيت،رأى آثار أقدام صغيرة متجهة الى حفرة شجرة البرتقال الذهبية.اقترب من الحفرة وقلبه يدقّ بشدة، وقعت عيناه على (الفيلي الصغير) كان نائماً في تلك الحفرة وبين يديه شتلة برتقال صغيرة,كان وجهه الملائكي صوب السماء وفي شفتيه الباردتين ابتسامة وداع. هزّ (نامدار الفيلي) ابنه بشدة لكنه لم يتحرك صاح بأعلى صوته:
- ولدي الصغير .
وانتشر الخبر في القرية الصغيرة،وبكى الجميع على (الفيلي الصغير) وصار ذلك العام عام الأحزان في القرية الصغيرة.
(13)
مرّت السنوات والكل يتذكر (الفيلي الصغير) في تلك القرية وأينعت شتلته الصغيرة وصارت شجرة برتقال ذهبية أخرى .. وعندما جاءهم الملك مرة ثانية وقفوا وقفة واحدة ومنعوه أن يأخذ شجرة (الفيلي الصغير) شجرة البرتقال الذهبية(1) .
للبحث صلة ..
احمد الحمد المندلاوي
باحث في الفلكلور الكردي الفيلي
Ahmad.Alhamd2013 @yahoo.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1-مجلة التراث الفيلي.العدد: 2 لسنة 2012م.




#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عراقَ الفدا
- و فاضَ الحقدُ من تلك الكبود..
- والزّاهراتُ منِ النّجومِ تحوطُهُ..
- حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /3
- حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2
- بختياري:إحدى القبائل الكوردية العريقة
- القسورة..
- رمّان مندلي..
- الشيخ أيوب يوسف ومناجاته العينية..
- خواطر حول رحلة ابولو 11..
- التعريب والحضارة المريضة..
- شيء عن تاريخ القصة الأدبية في مندلي ..
- بلح عراقي..
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكرى تأسيسه
- الحكمة و تأثيرُها في المجتمع
- الزنزانة..
- لعلعَ القندُ
- باعَ في سوق الخطايا أسهمَه..
- الحيدر: من مفاخر الثقافة الكوردية في بغداد..
- هدايا ناعمة


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /4