أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2















المزيد.....

حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 00:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2

احمد الحمد المندلاوي
المقدمة:
**بعد أن قدّمنا حكايتينِ شعبيتينِ من مادة (حكايا و أساطير من رُبى كرمسير ) في الجزء الأول ؛ و هما: ( جنّي الجبل) ، و( معزة هياس) من تراثنا الشعبي ،و في هذا الجزء نسرد حكايات و أساطير أخَرَ من ربى كرمسير:
الحكاية الثالثة: التيس المتبختر
يذكرها الأستاذ معتصم ساله يي كالآتي:
**يُروى بأنّ تيساً ذا قرون حادّة و شعر أسود فاحم،يفتخر و يتباهى كثيراً بنفسه وسوّلت له نفسه أن يتمرد عن قطيع الأغنام التي كان يرعى من بينهم في المراعي الخضراء. ذات يوم يركب الشيطان رأسه فيقرر الإبتعاد عن رفاقه من القطيع .يرتقى موقعاً مرتفعاً و يوجه كلامه نحو الأغنام بكثير من التباهي ليقول لهم :
- قررت الإبتعاد عنكم منذ هذه اللحظة.
تلقّى القطيع كلامه بكثير من الدهشة و الإستغراب.و استفسروا منه عن الدواعي و دوافع فعلته هذه. وأجابهم بكثير من الصلافة قائلاً:
- أنا أجد نفسي أكثر شأناً و أكبر رفعة منكم،فأنا أمتلك قرنين حادين، و يكسو الشعر الأسود الفاحم جسمي بخلاف لونكم الأبيض الباهت،وأنا أيضاً أمتلك من دونكم لحية طويلة..
تلقّى جميع الأغنام كلامه ببالغ الحزن و الأسى.و بدأ التّيس المتبختر بنفسه بالتقافز و الإبتعاد عن رفاقه الأغنام، قطع شوطاً كبيراً من طريقه، و في أحد الطرق النائية ووجد شيخينِ فكهينِ و ملتحيينِ، و هما يقشرانِ بطيخة بسكين حادّة و لا ينفكانِ يتجاذبانِ أطراف الحديث،أنتهز التّيس الفرصة السانحة و دخل عنوة بينهما،و استفسر الرجلانِ عما يبغيه في الولوج بينهما بفضول .ردَّ التّيس على سؤالهما و أجاب قائلاً:
- لأنَّني أرى نفسي شبيهاً بكما و أحمل لحية طويلة..
تلقى الرجلان العجوزان الملتحيانِ الفكهانِ
ذوا اللحايا البيضاء كلامه بكثير من التهكم و أطلقا العنان لضحكة مدوية. أمسكا بخناق التّيس بقوة مفرطة و من ثم قطعا لحيته الطويلة بسكينهما الحادة و أخليا سبيله،سلك التّيس المقطوع اللحية سبيله و الهم يعصر قلبه،أوصلته خطواته الى واد مخضوضر أسفل سلسلة جبلية شاهقة،غمره فرح عامر عندما رأى قطيعاً من الأيل ذي القرون الطويلة و هم يرعون على رقعة من الحشائش الخضراء.دخل بينهم و بدأ بأكل الأعشاب و الحشائش،و بدورها أندهشت الأيلة من تصرف هذا التّيس الفضولي، و استسفروا منه عما دفعه الى الولوج في حلقتهم،فأجابهم قائلاً:
- حالي كحالكم أمتلك قرنين حادينِ، و أرى نفسي صنواً لكم .
هذه الإجابة لذلك الكائن الدخيل أثارت حفيظة القطيع.
استشاطوا غضباً و دفعوا بالتّيس بالسير أمامهم،و أخيراً أوصلوه الى رقعة مرتفعة ومن ثم بدؤوا بمهاجمته بقرونهم الحادة و أوقعوه أرضاً لينحدر بقوة الى الهاوية في الحضيض و تركوا لحاله.
واستطاع التّيس بشق الأنفس القيام و الوقوف على قوائمه الاربعة،توجه نحو بركة من الماء بالقرب من الموقع،عندما هم بشرب الماء وجد نفسه على سطح الماء المنعكس لصورته من دون القرنين الحادين جراء السقوط الى الهاوية،انتابته حالة من اليأس عندما أدرك في قرارة نفسه بأنه فقد لحيته و قرنيه الحادين.
واصل مسيره الى أن وجد سرباً من الغربان السود فوق تلة، دفعه غروره هذه المرة أيضاً بالإختلاط بالطيور السوداء الهابطة على التلة و الوقوف بينهم، وجهت الطيور أنظارهم نحوه باستغراب و استفسروا منه عن دواعي فعلته الفضولية هذه،أجابهم بكثير من التباهي و قال:
- لأنّي على شاكلتكم أمتلك لوناً أسودَ.
أغضبت هذه الإجابة جميع الغربان، طاروا من أماكنهم و حلّقوا حوله و بدؤوا بمهاجمته و غرزوا مناقيرهم في جسده.
و أخيراً تمكنت الغربان من نتف جميع الشعيرات السوداء من جسد ذلك الكائن المغرور، توجه التّيس البائس نحو بركة من الماء ليروي ظمأه ،ووجد هذه المرة على سطح الماء نفسه من دون القرنين الحادين و اللحية الطويلة والجسد المكسو بالشعر الأسود الفاحم...هذه المرة استبد به اليأس و شعر بالإحباط،و لم يبقَ أمامه غير الرجوع الى القطيع و الدخول بين الأغنام ،وشعر بالندم على ما أقدم عليه من تمرد بحق أصدقائه القدامى (1).
الحكاية الرابعة: الوهم
يذكرها الأستاذ صلاح زنكنه كالآتي:
(1)
أيوجد سم أشد فتكاً من سم الأفعى ؟
تساءل الملك .أجل يا مولاي...سم الوهم .
أجاب الشاعر:قهقه الملاك،و قال:
- حسناً ، أسقيك سم الأفعى و اسقني سم الوهم لنرى أيهما أفتك؟
قال الشاعر:
- مشيئة مولاي ،لكن لي شرط واحد.
قال الملك:
- و ما هو ؟ أفصح...
قال الشاعر:أن أتناول عقاراً بعد السم.
قال الملك ساخراً:لك ما تشاء.
- 2-
على مرأى أعوان الملك و أعوانه ووزرائه ،احتسى الشاعر كأساً من سم الأفعى الزعاف و البسمة لا تفارق محياه،و تجشأ و قال:
- العقار..
- و كرع الحليب الممزوج بدهن الخروع و الأعشاب البريّة ،ثمَّ تقيأ كل ما في أحشائه حتى بدا متعافياً.
قال الملك و عيناه تقدحان شرراً :
- جاء دوري أيها الشاعر فهات ما عندك.
قال الشاعر بهدوء:
- أمهلني سبعة أيام يا مولاي لأهيئه .
- 3 -
.... سبعة أيام و رنين هاون الشاعر لا يفارق مسامع الملك إلا في هزيع الليل فيأوي الى سريره و الهواجس تنهشه و الكوابيس تحاصره ليستيقظ فجراً مع أول دقة هاون .. (ترى ماذا يعدُّ له الشاعر الملعون ؟) .
- في اليوم الأول لم يبالِ و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم الثاني داهمه القلق و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم الثالث حلَّ فيه الخوف و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم الرابع عاف الطعامَ و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم الخامس عاف الشرابَ و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم السادس أصابه النحول و الخور و الهاونُ يرنُّ.
- في اليوم السابع مات الملك و سكت الهاونُ .
- 4 -
داهم أعوان و حرّاس الملك بيت الشاعر ليصادروا ذلك السّم الرهيب الذي أوديَ بحياة مولاهم قبل أن يجرعه ،فوجدوا الهاون خالياً ،فزجروه غاضبينَ :
- أينَ السّم ؟ ماذا كنتَ تطحن؟
قال الشاعر:كنتُ أطحنُ الوهم؟
للبحث صلة ..
احمد الحمد المندلاوي
باحث في الفلكلور الكردي الفيلي
Ahmad.Alhamd2013 @yahoo.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
الهوامش:
1- حكايتان من منطقة كرميان بقلم معتصم ساله يي /مجلة صوت الآخر /العدد: 338 في 11/أياررـ2011م -- 536
2- ملاحظة/ مستوحاة من الموروث الثقافي الكوردي الشفوي
مصدر:كائنات صغيرة – قصص قصيرة /صلاح زنكنه – بغداد 1994م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بختياري:إحدى القبائل الكوردية العريقة
- القسورة..
- رمّان مندلي..
- الشيخ أيوب يوسف ومناجاته العينية..
- خواطر حول رحلة ابولو 11..
- التعريب والحضارة المريضة..
- شيء عن تاريخ القصة الأدبية في مندلي ..
- بلح عراقي..
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكرى تأسيسه
- الحكمة و تأثيرُها في المجتمع
- الزنزانة..
- لعلعَ القندُ
- باعَ في سوق الخطايا أسهمَه..
- الحيدر: من مفاخر الثقافة الكوردية في بغداد..
- هدايا ناعمة
- حكومة مندلي المؤقتة خلال ثورة العشرين
- الأسماء الشعبية للكورد الفيلية/3
- رباعية رازفروش..
- الأسماء الشعبية للكورد الفيلية/2
- بيبلوغرافيا مندلي الحديثة/5


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2