أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى اين؟ (الحلقة الثامنة)















المزيد.....

العراق ماذا والى اين؟ (الحلقة الثامنة)


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شروط النهضة الحضارية وفلسفة التغيير (الحلقة الثامنة)


الطغيان والاستبدادالسياسي:


أن واحدا من أسباب التخلف الحضاري الذي تعيشه أمتنا هو الاستبداد السياسي الذي كنّا نعاني منه سابقا وما نزال نعاني من أثاره ونتائجه لحد اليوم. وقد رأيناولمسنا مافعله الطغيان والاستبداد الصدامي البعثي بمفكرينا ومبدعينا وبعامة شعبناوكيف ساهم ذلك الاستبداد بأستفحال حالة النكوص الحضاري, بعد أن كانت لمجتمعنا صحوة ثقافية نسبية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم. وما شهدناه خلال فترةالثمانينات والتسعينات من تدهور أجتماعي وأقتصادي ,عندما احكم صدام وزمرته يديه على السلطة في العراق, خير دليل على أمكانية التدمير التي يقوم بها الطغيان والأستبداد.



أن نظرة عادية لكتب التاريخ توضح لنا أن أحد أهم أسباب أنهيار حضارتنا هوالحكام وحاشيتهم الذين تسلطوا علينا وأستعبدوا شعبناواذلوا نفوسنا. حيث لم يكن همّ أكثرهم سوى جمع الثروات لانفاقها في شهواتهم لايراعون في ذلك عدلا وشرعا أو قانونا, حتى أفسدوا أخلاق الناس بتسخيرهم وشراء ذممهم وحملهم على الكذب والنفاق والغش, والعيش بلا كرامه بحيث يسهل عليهم ان يعتادوا الذل والهوان. لقد كان اولئك الطغاة وحاشيتهم من أسوأ المصائب التي أبتلينا بها على مر الدهور, فهم لكي يحتفظوا بعروشهم و بمراكزهم لابد لهم من زرع الشك وانعدام الثقه في المجتمع حيث مبدأ (فرّق تسد). ولا بدّ لهم من جعل المواطنين كالاموات لاحول لهم ولا قوة عاجزين عن عمل شئ او فعل اي شئ, لا يدلون برأي ولايعترضون ولا يناقشون بل بيادق شطرنج يتحركون بأرادتهم.


ولنا في التاريخ قصص كثيرة وعبر عظيمة فمثلاعندما يموت الملك في بعض البلدان في العصور القديمه, يترك الناس خمسه ايام بغيرملك وبغير قانون بحيث تعم الفوضى والاضطراب جميع انحاءالبلاد وكان الهدف من وراءذلك هو انه بنهايه هذه الايام الخمسه, وبعد ان يصل السلب والنهب والاغتصاب الى اقصى مدى, فان من يبقى على قيد الحياه بعد هذه الفوضى الطاحنه سوف يكون لديه ولاءا حقيقيا وصادقا للملك الجديد , اذ تكون التجربه قدعلمته مدى رعب الحاله التي يكون عليها المجتمع أذا ما غابت السلطه السياسيه, وهذا ما فعله يزيد بن معاويه مع اهل المدينه المنورة عندما تمردوا عليه وخلعوه بسبب اسرافه في المعاصي فارسل اليهم جيشا كثيفا وامره بحصارهم أولا ومن ثم ألدخول لمنازلهم فكانت (واقعه الحره) التي ضربت فيها مدينة رسول الله (ص) بالمنجيق وابيحت وسرقت ونهبت .


وللأسف الشديد هناك بعض من أعتادوا ذل الطغاة ومنهم من أعتادوا أذلال صدام لأهل العراق يقولون بأن وقت الطغيان الصدامي هو خيرمن وقت الديمقراطية الحالي متعذرين بالهجمة الوحشية الدموية لبهائم تنظيم القاعدةعلى شعب العراق الأبي وكيف أن ذبح الناس مثلما تذبح الخراف أصبح عاديا وكيف أن أي أنسان شريف يذهب لتحصيل رزقه أو علمه أصبح عرضة لأن يكون ضحية لتلك البهائم المتوحشة, فحتى لو افترضنا أن لزمن الطغيان بعض الأيجابيات,فما قيمة هذه الإيجابيات إذا كان ثمنها تدمير الانسان وتحطيم قيمة، وتحويل الشعب إلى جماجم،وهياكل عظمية تسير في الشارع بلا هدى ولا أمل، شخصيات تافهة تطحنها مشاعر الدونية والعجز واللاجدوى؟


أن السبيل لمقاومة الطغيان والاستبداد هو غرس قيم الحرية في نفوس مواطنينا. وأن السبيل لمعاجة الأثارالتدميرية للطغيان هو اعادة تشكيل منظومة القيم عن طريق أتباع مناهج تعليمية وتربوية حديثة تهتم بتنشأةالانسان منذ مراحل مبكرة من حياته, تنشأة صحيحة مبنيةعلى أسس علمية يقوم بها أساتذة مختصون ومجربون وليس شباب يافعون هم بحاجة للتربية أكثر من تلاميذهم.


كما قلنا سابقا فأن مجتمعنا بحاجة الى تغييرشامل , والتغيير الشامل العميق يبدأ بتغيير القيادةالدكتاتورية ويمتد ليشمل جميع مناحي النظم الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتشريعية والقضائيةوالدينية.
بانتفاء الاستبداد من ثقافتنا وواقعنا العملي نكون قد تقدمنا خطوات واسعة على طريق النهضة والتي تكتمل بتلمس الأسس التي ينشأ عليها الجيل الذي ستقوم على أكتافه حضارة أمتنا واعادة مجدها الأول. وكماأسلفنا فأن الطاغية هو أسوا أنواع الحكام وأشدهم خطورة لانه يدمر روح الإنسان, و لا بديل عن حكم الطغاة سوى بالديمقراطية. ولابد أن نتوقع ظهور كثير من الأخطاء فى بداية التغيير لكن ذلك لايصح أن يقلقنا لأن الديمقراطية هي تجربة إنسانية تتحمل الصواب والخطأ وبالتالي ليكن شعارنا (( إن أفضل علاج لأخطاء الديمقراطية هو المزيد من الديمقراطية)).


أما البيرقراطيةالادارية وتسلط بعض الموظفين العموميين على مقدرات الناس وتحكم أهوائهم الشخصية بالقوانين والانظمة وعدم وجودرادع لهم فهو أحد أهم أسباب الفوضى الشاملة التي نعيشها. فالموظف يتلاعب بالقوانين والانظمة ويضع العراقيل لمن يريد ويسهّل الامورلمن يحب ولا من مجير للمواطن , ممايسبب شعورا بالاستغلال عند المواطن يعبّر عنه بالنفور من الدولة والقانون وبالتالي انتهاج فعل معاكس لأسترداد حقوقه المسلوبة وكرامته المهضومة.


هناك أمم أقل شأنا من أمتنا استطاعت أن تنهض من سباتها وتنفض عن نفسها غبار الخمول من خلال وضع خطط علمية لنهضتها ، وتنفيذها لتلك الخطط بشكل عملي ولائق. ونحن بمخزوننا الثقافي الثري وبخلفيتنا الحضاريةالمجيدة وبوجود دين عظيم كالإسلام بالاضافة الى الثروة البشرية الهائلة والثروات الطبيعيةالتي وهبها لنا الخالق كان لا بد لنا أن ننهض وكدنا أن ننهض لولا تسلط العسكر والطغاة على مقدراتنا. لقد فشلنا في الانضمام الى صفوف الامم المتحضرة المعاصرة لأن رؤيتنا أيضا كانت قاصرةلأسباب عديدة شرحناها سابقا منها التخلف والجهل والأميةوالاستبداد.
أن تفاعل امتنا مع القيم الإيجابية المعاصرة مازال ضعيفاً للغاية. أن أحد أهم اسباب عدم التفاعل الايجابي مع قيم العدالة الاجتماعية، حقوق الإنسان،حقوق المرأة، الديمقراطية، التنمية والتطورالحضاري، وما شاكل هو رفض الحاكم المستبد لتلك القيم وأستهتاره بها لأنها تشكّل خطرا عليه, ومن ثمّ فرضه لقيم متخلفة يؤمن بها تعبر عن نفسه المنحرفة وفهمه القاصر وسلوكه المتسلّط.


لابد من أن نقضي على الاستبداد بممارسةالديمقراطية بأرقى أشكالها بحيث نمارس النقد الذاتي ونترك الأباء الفارغ والشمم المتعالي وأن لا نستحي من الاعتراف بتقصيرنا وتخلفنا. ومن ثم لابد من وضع الخطط الناجحة المتضمنة خطوات صحيحة لمعالجة الخلل وبناء مستقبل مشرق. لا بد أن يكون هناك تخطيط نهضوي جيد ولا بد أن تكون هناك برمجة ولا بد أن يكون هناك التزام بهذه البرمجة. لا بد لنا أذن أن نبني أنسانا منضبطا ذو حس حضاري عال يلتزم بالبرمجة لغرض الحصول على تنفيذ متألق لتلك الخطط.


ولكن كيف..؟


هل أن الأوضاع تتغير بمجرد أن نريد لها أن تتغير..أم انها تتغير نتيجة لمتطلبات محددة..؟


من المؤكد أنها تتغير نتيجة لمتطلبات محددة..



ماهي هذه المتطلبات..وكيف تؤثر بالوضع الفاسد ذلك التأثير الشديد لتجبره على التغيّر؟



أنسان + رؤية (فكرة) + ثروة =حضارة



المتطلب الاول..

هو الأنسان:

الانسان الواعي لأزمته الحضارية ,القادر على تفعيل أمكاناته الذاتية لخدمة الفعالية الجمعية القائمة بفعل التغيير.أن التغييرَ كفاعلية إنسانية فرديَّة واجتماعيَّة وأمميَّة وراءَ كلِّ نهضة، ومبدأالتغيير يمثِّل قاعدةً ذهبية أكَّد عليها القرآن الكريم كماأشرنا سابقا في قوله -تعالى -:﴿-;- إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنْفُسِهِمْ ﴾-;- [الرعد: 11].


وقد تحدّثنا في حلقة سابقة عن أهمية السلوك المتحضر في بناء أنسان متحضر يساهم في نهضة الأمة.


أذن, الانسان هو الذي يقوم بفعل التغيير ..


ولكن أي أنسان ؟؟


أولا .....الروّاد..... أنهم النخبة التي تبدأ فعل التغيير.انهم :-



أ- رجال الفكر من علماء وأساتذة وعلماء الدينومثقفين و أدباء وفنانين وسياسيين بالاضافةالى بعض الموظفين العموميين هم الثوارالحقيقيون أذا ما قاموا وشمروا سواعدهم.أنهم هم من يقوم بأشعال الثورة وحمل رايتها..انهم مستعدّون دائما وأن لم يكونوا مستعدين فأن الفكرة السامية والقائدالمميزسيقومان كلاهما او احدهما بتحفيز أناس عاديين ليصبحوا ثوارا متميزين وحملةمباديء خارقين لايشق لهم غبار... وقد شهدنا عبر التاريخ أن الثورات لم تكن تعوزالىالثوار, فالثورة الزراعية قبل الاف السنين وجدت ثوارا مزارعين.. والثورة الصناعيةقبل مئات السنين لم تعدم الصنّاع ثوارا..


وحتى الثورات ضد الظلم فأنها دائما تجد ثوارا....والثورة الفرنسية والبلشفية وغيرهما لم تعدما الثوار . وحتى العبيد في الأزمنةالسحيقة الذين كانوا يعاملون أسوأ من معاملة الحيوان قام سبارتاكوس بالأنتفاض ضدالظلم و وجد الافا منهم جاهزين للتمرد على النظام والمجازفة بارواحهم لنيل حريتهم.


أن الثوار الرواد هم من يقومون بشحذالطاقات الكامنة في النفوس وفي المجتمع والوصول بها إلى مستويات رفيعة من الجاهزيةالنفسيةلممارسة فعل التغيير. أنهم من يهيء الارضية الخصبة التي تستقبل بذورالتغيير من خلال التعاضد الاجتماعي والتسامح الديني وأنارة الطريق أمام الناس حينما تنطلق شرارة الثورة والتغيير. انهم المحرك الأبتدائي الذي يدير دولاب حركة التغييروالتجديد الحضاري والإصلاح الاجتماعي .



ب-منظمات وهيئات المجتمع :على منظمات المجتمع من نقابات وجمعيات ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس ان تهيء نفسها لهذا الدور حتى لاتكون الانتفاضة عفوية بلا تنظيم أومرجعيات فتتحول الى فوضى تأكل الاخضرواليابس، كما يجب الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات وتثقيف القيادات الميدانية على الاحتجاج السلميالبعيد عن العنف ، لان العنف سلاح الضعفاء .. والعنف يسيء لكل ماهو شريف ونبيل مناهداف ..
أنها مدعوة لتشكيل علاقاتها وتحالفاتها ، اذ لاتتم المواجهة مع اللحظة الراهنة من دون تحشيد شعبي واسع. أن اللحظة السياسية للشعب العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص اكثرنضوجا من اي وقت مضى لممارسة الدور المجتمعي ، ولايمكن ان يتم هذا من دون قيادة مدنية تستطيع لملمت الصفوف وازالة التشظي وبناء الوحدة المجتمعية التي تستطيع ان تفرض ارادتها وتحقق اهدافها.



ج- الأحزاب و القوى السياسية: إن مهمة القوى السياسية الآن هو الإلتقاء على برنامج انتقالي تشارك في صنعة الأحزاب والقوى التقدمية بعيدا عن روح المناكفة والإستئثاروأقصاء وتهميش واجتثاث الغير وبعيدا عن روح التعصب والتسابق لكسب المواقع والمناصب وليس من سبيل الى ذلك الا بالديمقراطية وعد الخطى من أجل انتخابات حرة نزيهة تضمن تعزيز الديمقراطية وتسمح بالتعددية والغاء جميع القوانين التي قيدت الحريات وكذلك من أجل تخطيط شامل للإقتصاد وتوزيع الثروات لما ينفع الفئات الكادحة الواسعة من الشعب التي عانت من الحرمان والإضطهاد طيلة عقود...

أن السلوك الحضاري والاخلاق الحميدة مثل المجاملة وتقبل الاخرتسمح بقيام تعاون بين مجموعات و أشخاص ذوي نزعات مختلفة ومتعارضة وحتى متعادية أحيانا. ويستطيع خصوم في هيئات تشريعية مثل مجلس النواب أن يعملوا بأستمرار بيسر عن طريق المجاملة وثقافة تقبل الاخرومبدأ أن الاختلاف لايفسد للود قضية بالرغم من أختلاف نظرتهم للأمور وقناعاتهم. أن ممارسة السلوك الحضاري بين السياسيين يساعد على تهدئة المشاعر المتأججة للأفراد والجماعات.أنه يوصل المجتمع الى حالة نادرة من السلم الأجتماعي والتوافق السياسي والتقارب الثقافي وبالنتيجة الوصول الى مجتمع متمدن.




القائد..-ثانيا


.لا نقصد بتغيير القيادة تغيير الشخص أوالأشكال.ولا نقصد ذهاب طاغية ومجيء طاغية يخلفه. فالقيادة على مستوى الدولة تشمل الحاكم والحكومة ومؤسسات وأجهزة الدولة وطريقة إدارتها وطريقة الوصول للحكم وكيفية تداوله. ولهذا السبب فشلت تجارب الاستئصال عبر الانقلابات العسكرية في تغييرالأوضاع. لأن القائد يتم استئصاله بينما يظل النظام بكامله يعمل؛ بل ويولدالطاغيةالبديل، الذي يمثل امتداداً للطاغية السابق بمنهجيات تفكيره وأسلوب إدارته ورؤيته.


أن أكثر الطغاة عبر التاريخ قد بدؤا ثواراومنقذين لشعوبهم من الطغيان ولكنهم ما لبثوا أن تحولوا تدريجيا الى طغاة أبشع من سابقيهم. فالقذافي الذي جاء بأنقلاب عسكري في ليبيا أدعى بأنه جاء لأنقاذ الامة,وأطلق جمال عبد الناصر عليه لقب أمين الامة ولكنه خان أمته وتحوّل الى طاغية مسخ قلّ نظيره في التاريخ. وصدام حسين كان من أكثرالمتشدّقين بقيم الثورة والتغييرومن اكثر دعاة المباديء ولكنه فعل عكس ما يدّعي تماما, وأرتكب من الفضائع أكثر مماأرتكب فرعون حيث قتل الناس على الظن وسفك دماءالابرياء وتكبّر وتجبّر حيث كنت ترى الشعارات على حيطان المدارس وواجهات البنايات تشيرالى (القائد الملهم ) من الله,و(باني مجد العراق) الذي يجب على الجميع الأحتفال بمولده , و(القائد الضرورة) لكل المناسبات والاجيال و (هبة السماء لأهل الارض), وتماثيله وصوره في كل الأوضاع تملأ الشوارع والساحات والنوادي الليلية والنهارية ودور السينما والمسارح ومحلات البيع , وحتى بيتك يجب أن تضع فيه صورة القائد الملهم والّا فأنك عميل لأيران وعضو في حزب الدعوة وعدو (القائد الرمز) وقد تشنق.



ان التغييريمكن ان يقوم به شخص واحد وبمبادرة شخصية عفوية احيانا ويكون بمثابة الشرارة التي تلهب نار الانتفاضة لجموع الاحرارلينقضوا على الظلم والطغيان، كما هو فعل البطل التونسي محمد البو عزيزي، وكذلك هي قصص الابطال في صناعة التاريخ والامجاد، وكما كان الغاء قانون التمييز العنصري بين البيض والسود في امريكا بصمود امرأة سوداء رفضت القيام للابيض وهي جالسة في الحافلة عام 1947 م.


ومن الممكن أن يقوم بالتغييرشخص موهوب او ذو أمكانات مبهرة كما فعل غاندي عندما أشعل شرارةالحرية في الهند, وشعلان ابو الجون في العراق ضد الانكليزعام 1920


أن الضوابط التي تقاس بها عبقريةالقائد هي سموالغاية والنتائج المذهلة رغم قلة الوسيلة فمن الممكن أن يكون القائد شخصا عميقالاثر وله أثر شخصي ومتجدد على الثوار وعلى شعبه .

الاسلام بشكل من الاشكال كان ثورة أجتماعية , ثورة ضد الظلم والتخلف والكفر والعبودية , وسبب تغييرا شديدا في حياةالامة والمجتمع ومن ثم غيّر وجه العالم. فكر الاسلام المتجدد كان هو الفكرة والرؤية,والثوار كانوا هم المهاجرين والانصار , والقائد العبقري وعميق الاثر هو الرسول الكريم (ًًصلى الله عليه واله وسلم).


يقول مايكل هارت في مقدمة كتابه ( العظماء مائة):
(إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء(يقصدالقراء المسيحيين)، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي..
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة،ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية،ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية،وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام الى جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة،ووضع لها كل أسس حياتها،ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم.أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها )


كل هذه المتطلبات تدعم بعضها بعضا لأحداث التغيير الايجابي الفعّال في النفوس وتنتج فعلا حضاريا مؤثرا . وهذا الفعل الفاضل لابد أن يحقق الغاية المرجوّه أن عاجلا أو اجلا.




المتطلب الثاني:

الرؤية أو الفكرة ,!!!



ولابد أن تكون الفكرة سامية تجتذب اليها الناس وحكيمة ورصينة و لها منهج مدروس.. وبالنسبة لحال العراق فأن الرؤية والفكرة واضحة ولاتحتاج الى دليل وتكلمنا عنها في أكثر من مكان ..فالعراق يحتاج الى تغيير شامل نحوالديمقراطية وأصلاح دقيق لكل دساتيره وقوانينه وتقاليده, وتجديد لكل قيمه الاجتماعية بما فيها الدينية والعشائرية والسياسية . انه بحاجة الى ديمقراطيةحقيقية بكل معنى الكلمة .. ديمقراطية وتجديد حضاري وليس فوضى .. ديمقراطية قوية وفعالةتضرب بيد من حديد على دعاة الدكتاتورية وعلى مثيري الشغب وتعكير الصفو العام.


إنَّ التغييرَالذي يشمل حياةَ الفرد والمجتمع والأمَّة هو جوهرُ ولبُّ عملية التجديد الحضاري، وكما يكون التغيير شرطًا لازمًا لبِناء الحضارة، فهو شرْطُ كلِّ تطور حضاري، وشرْط كلِّ عملية إصلاح أو بَعْث وإحياء، وكما يكون التغيير شرْطَ البناء الحضاري، فقدْ يشرف أيضا على عمليات هدْمِ البناء القديم وإزالته.
إن الانتقال بمجتمعنا من الوضع المرفوض إلى الوضع المطلوب يتطلب الدخول في مرحلة انتقالية يمكن أن نسميها مرحلة التأسيس، وهي مرحلة تتسم نوعاما بالغموض وعدم الشعور بالأمان، يتم فيها تبديل أو تذويب الفكر التقليدي للمواطنين بسبب العادة أو الروتين،وتشجيعهم نحو التفكير ضمن إطار جديد أكثر فاعليةوحيوية , وتتسم المرحلة الانتقالية بالمظاهر التالية:


- درجة عالية من الطاقة والنشاط الأجتماعي والسياسي،ولكنها تكون في الغالب مبعثرة وغير موجهة.


-محاولة بعض القيادات الفاسدة السابقة العودةالى مواقعها


- نسبة استقرار سياسي وأجتماعي منخفضة.


- درجة عالية من الضغط النفسي على المواطنين.


- زيادة النزاع والتعارض بين المجاميع بهدف الحصول على أعلى المكتسبات.

يتبع



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة السابعة)
- العراق ماذا والى أين؟ ا(لحلقة السادسة) العادات والتقاليد
- العراق ماذا والى أين؟ الحلقة 5 (التعليم والتجربة اليابانية)
- العراق ماذا والى أين؟ حلقة 4
- العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الثانية )
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الاولى)
- الى حنين عمر / النساء كالمدن
- الأقتصاد العراقي يسير نحو الهاوية
- المقامة ألأرهابية
- قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد
- المقامة البرزخية
- حكايات من الزمن الرديء
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب
- الأخوّة السنية - الشيعية
- عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى اين؟ (الحلقة الثامنة)