أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود شاكر شبلي - حكايات من الزمن الرديء















المزيد.....

حكايات من الزمن الرديء


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 02:14
المحور: سيرة ذاتية
    


قصة الطبيبة رجاء يوحنا سابيوس

تقول الطبيبة الضحية :

الى اولادي واخواني ارجوكم ان تنشروا قصتي , لكي يفهم الذين يدافعون عن صدام الى اي مدى وصل الاستخفاف بكرامة الانسان في هذا البلد الذي حكمه البعث بالحديد والنار .
القصة :
انا من مواليد 1943 اعمل دكتورة نسائية ولي عيادة معروفة في بغداد ساحة النصر لم اكن اهتم بالسياسة والاعيبها , ولا اهتم بالعلاقات الاجتماعية وبالخصوص النسوية منها ( اعنى صداقات نسائية خارج اطار الاقرباء ) وقد تعودت على هذه الحياة التي هي اشبه بالروتين وصرت اعيش حياة مريضاتي وآلامهن اضافة الى سفراتي الى خارج البلد للمؤتمرات العلمية .
وفي احدى ليالي الشتاء من عام 1983 جاءت لي ثلاث نسوة مبعوثات من السيدة زوجة صدام ( المجرم المعدوم ) وطلبن مني ان اذهب الى زوجة الرئيس لأمر هام , لم اكن احلم في يوم من الايام ان تستدعيني زوجة رئيس جمهورية وياليتني مت قبل ان تستدعيني هذه الجاهلة الرعناء , وكالعادة في استدعاءات الرؤساء لايمكن لك ان ترفض ولا لك الحق بأن تسأل لماذا , ولا يعطوك الوقت بل يجب ان تذهب , وفورا وهذا الذي حصل معي بالضبط .
ذهبت الى منزل زوجة الرئيس وانتظرت في قاعة كبيرة جميلة بمنتهى الجمال حتى يحسب الداخل اليها كأنه يعيش لحظات من الخيال وايام الف ليلة وليلة .
بعد عشرة دقائق تقريبا جاءت زوجة صدام ومعها بنت صغيرة عمرها يقارب ال 16 عام وامرأتين من المرافقات لها , جلسنا وبدأت تسألني عن عملي وعن الامراض الشائعة لدى النساء وتكلمت هي ايضا عن بعض الامور الصحية الخاصة بها , ثم قالت لي بأنها ارسلت لي لوضع حل لمشكلة هذه الفتاة , فقلت لها وما مشكلتها ؟ ...قالت نرجوا ان تعملين لها عملية لأعادة عذريتها , فقلت لها ان هذه العمليات ممنوع اجراءها في العراق , قالت ومن هو وضع الممنوع ! اليست الدولة التي زوجي رئيسها ؟!
قلت , لم اقصد شيئ سيدتي ولكن ارجوا ان تكون هناك ترخيصات لكي لا اقع في محذور قانوني .
قالت : انا اقول لكي تعملين العملية وانت تناقشيني ؟ ...من انت حتى تتكلمين معي بالقانون ؟..... العملية تجرى غدا ورجلج فوك رقبتك . ياله ...انتهت المقابلة .
وعدت الى بيتي متعبة نفسيا للمقابلة الغير مؤدبة التي قسم الله لي مع هذه المرأه الرعناء , حتى اني لم اذهب الى العيادة , واخبرت زوجي بتفاصيل ماحدث ونصحني بأن اقوم بالعملية وانهي الموضوع , وفي صباح اليوم التالي , جاء لي ثلاث رجال الى البيت وامروني بأن اتهيئ للذهاب فورا الى (حرم الرئيس) وماهي الا عشرت دقائق قضيتها في التهيئ , وخرجت معهم في سيارتهم حيث رفضوا ان اصعد في سيارتي الخاصة , وذهبنا الى حيث زوجة الرئيس وهذه المرة لم يدخلوني الى القاعة بل وقفت في الممر الخارجي وانتظرت واقفة على قدمي لأكثر من ساعة ونصف , ولما خرجت زوجة الرئيس ومعها البنت وامرأه اخرى كبيرة بالسن واثنين من مرافقاتها , ونقلونا الى مستشفى خيري تقع في الكرادة , وهناك دخلنا الى غرفة العمليات التي كانت قد جهزها احد العاملين من المستشفى وهو الدكتور ( ب . ح) وقد هيئ لي كل مستلزمات العملية بحسب خبرته الطبية , قبل ذلك سألني السائق في ما لو كنت احتاج ممرضين , فقلت له فقط احتاج ممرضتين , وفي غرفة العمليات اجريت بعض الفحوصات وسألت المريضه عن أسمها فذكرت لي اسمها الكامل , عندها علمت انها ابنت احد الرجال المهمين في قيادة الدولة , ولما اتممت العملية , اخذوا المريضة الى غرفة لترتاح , وبقيت في المستشفى الى اليوم التالي للاطمئنان على صحة المريضة وفي هذا اليوم قضيت وقتي في غرفة المريضة ولم اتصل بأي احد في المستشفى وكانت المرأه العجوز موجودة معي طول الوقت وحراس خارج الغرفة وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي قلت لهم يمكنكم الذهاب الى البيت , فذهبوا وانا ذهبت الى بيتي وفي الساعة الخامسة من عصر نفس اليوم جاءت لي نفس السيارة وامروني بالذهاب معهم فنقلوني الى سجن النساء في الكاظمية , وهناك كانت تنتظرني احدى النساء التي رأيتها مع زوجة الرئيس واخذتني الى غرفة وقالت لي : بأي حق تسألين البنت عن اسمها عند اجراء العملية ؟ فقلت لها هذا عمل روتيني لأكمل الورقة التي تحتوي على حقل الاسم لكل مريض نجري له عملية جراحية .
فقالت انا من الاول قلت لأم عدي ان ترى غيرك لما رأيتك تجادلين بالقانون والموافقات الرسمية , لكن شسوي لعنادهه .
فقلت لها ماصار شيئ الان , انا اعتذر عن هذا الذي سبب انزعاجكم . قالت ساخرة (موبهاي) السهولة يادكتوره .
بعدها دخلن علي ثلاث نساء شرطيات وعلقوني من قدمي الى السقف , وانا اصيح واستنجد بسكرتيرة زوجة الرئيس لكن دون فائدة حيث قالت اسكتي هذه اوامر (ام عدي) , وتعرضت الى ضرب , فقط الله يعلم شدته على نفسيتي اكثر من شدته على جسمي وصاروا يعلقوني الى السقف كل جلسة تعذيب , تعرضت الى الضرب اربعة مرات باليوم ولا يتركوني الا ان يغمى علي , فصرت اتظاهر بالاغماء في اليوم الثالث بعد عدة ضربات لانجو من تعذيبهن لي . بعدها انزلوني ونقلوني الى غرفة التوقيف الانفرادية بقيت فيها سبعة ايام كانت جارتي في الغرفة الانفرادية المجاورة هي زوجة احد الوزراء الذين أعدمهم صدام حيث اخبرتني انها موقوفة في هذا المكان منذ اكثر من سنتين اضافة الى ابنها الذي لاتعلم عنه شيئا وفي الغرفة المجاورة لي من جهة اليمين كانت استاذة جامعية من جامعة البصرة تلك المسكينة كانت تتعرض للاهانة والضرب بأستمرار وكانت قد اخبرتني عن ممثلة عراقية كانت موقوفة في نفس مكاني وقد خرجت بعد ثلاث اشهر من التوقيف الانفرادي وايضا اخبرتني عن اعدام سيدة من بيت النوري او النور على مااذكر حيث قتلوها بمنع الطعام والشراب عنها لمدة شهر فماتت المسكينة جوعا وسيدة اخرى من عشيرة الجبور هي زوجة لأحد القادة العسكريين المتمردين على صدام حكم عليها بالاعدام شنقا .
كانوا يأتون لنا بالطعام من تحت الباب وبقيت في تلك الغرفة الباردة في ذلك الشتاء القارص لاسبوع كامل , بعدها اخرجوني الى التحقيق , وهناك وجدت سكرتيرة حرم الرئيس تنتظرني , حيث اخبرتني بأن ام عدي قد عفت عني والآن سوف يعيدوني الى البيت , بعدها خرجنا بالسيارة وجلست بجانبي امرأه من حاشية حرم الرئيس وكانت مسيحية من كركوك ولما علمت اني مسيحية قالت لي بصوت خافت : اياك ان تذكري الذي حصل , وحاولي ان تنسي كل شيئ , لان ذكر اي شيئ مما رأيتي ممكن ان يؤدي الى اعدامك لان الموضوع سببه ( قصي ) والبنت كما عرفتي هي ابنة من ؟! .... فأياك ان تذكري شيئ حتى نصيحتي هذه اياك ان تقوليها لاحد .
بعد هذا اخبرت زوجي واخواني واخواتي بأني اريد السفر الى خارج العراق ولن ابقي في هذا البلد ابدا .
ولما عجزت ان احصل على طريقه اخرج بها من العراق اخبرني زوجي بأن اصبر الى ان تتهيئ فرصة مؤتمر علمي او ايفاد ومنها لا ارجع وفعلا بقيت الى بعد عشرة اشهر تهيئت الفرصة من خلال زيارتي الى دولة المانيا الغربية حيث جئت ايفاد لشراء اجهزة طبية حديثة , وفي اليوم الاول من وصولي الى مدينة منشن ( ميونخ ) حاولت الهرب لكن لم استطع فعدت الى العراق وانتقلت الى مدينة بعيدة عن بغداد وتابعت عملي الى هذا اليوم .
هذه هي ممارسات البعث ونظامه المقبور في العراق اضعها امام العالم ليعذرنا ....اننا لا نستطيع نسيان جرائم هؤلاء المتوحشين ولن نرضى عودتهم او التصالح معهم وليفهم اصحاب القرار ان هذا هو كلام الملايين من المعذبين ...



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب
- الأخوّة السنية - الشيعية
- عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب
- نصيحة الى العلمانيين الجدد
- المقامة اليهودية
- المقامة العمياء
- المقامة القماشية
- المستكشف( فاليه ) يقع في غرام ( معاني ) البغدادية
- الوسطية ضرورة العصر
- نخلة لها تاريخ تربط بين جامعة أريزونا وكلية زراعة أبوغريب في ...
- قائد النعماني ..
- المقامة الحزينة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود شاكر شبلي - حكايات من الزمن الرديء