ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 19:56
المحور:
الادب والفن
غريبة الناس غريبة الدنيا دية
أعز الناس بيتغير علي
---------------------
وائل جسار
بالغت في شرب الخمر إلى درجة لم أعد مالكا لزمام أمري
فحدث ما حدث . حتى أنني لم أعد أتذكر ما حدث لي بالضبط .
كان الألم هو المسيطر على رأسي فالضربة كانت قوية قاسية
والسقوط على مؤخرة رأسي كان مروعا .
وجدتني طريح الفراش وتم نقلي من البيت الى المستشفى
هناك مررت بسلسلة من الفحوصات الطبية المختلفة كان آخرها نقلي
إلى مدينة مجاورة لفحص شرايين رأسي بشكل دقيق للتأكد من سلامة الدماغ .
كانت تجربة قاسية ظننت خلالها بأنني لن أشفى منها
لكنني خرجت منها سالما وأقوى كذلك مما كنت . لقد كان الله حاضرا معي .
طوال مدة الفحوصات والعلاج كنت محفوفا بأسرتي وكانت بجانبي تقوم بالواجب
على قدم وساق . وجعلتني أدرك جيدا أن الإنسان بدون عائلة لا بد له
من أن يتجرع مرارة الغربة واليأس طوال عمره .
أصدقاء الكومة
---------
كنت دائما غنيا بالأصدقاء والمعارف . ومنهم من هم أصدقاء العمر الذين يحسبون على رؤوس الأصابع
هؤلاء هم من كانت عشرتهم أطول وأبقى . وبدلا من أن يهبوا لنجدتي ومواساتي وجدتهم هم من كانوا
أثناء محنتي يتشفون وهم يقارعون الكؤوس عبر حانات المدينة ويحتفلون بالمناسبة التي لم تكن متوقعة
ويوقعون إشهارا مجانيا وكأنهم يشربون نخب مأساتي يرددون وهم يقهقهون / في صحة دخول الشاعر في الكومة /
حينها كنت أتألم وغير مدرك لما يحدث في الجهة الأخرى من المدينة
حينها كنت أستعين بأفراد أسرتي على قضاء حاجياتي الخاصة التي لم أكن قادرا على القيام بها لمفردي .
أصدقائي - الأعزاء - قاموا بإشهار مأساتي بشكل مبالغ فيه جعلت معارفي بعد الشفاء يزورونني بمقر عملي
يقدمون لي التهاني على سلامتي .
فعلا . بفضل الله خرجت سالما . وجعلت أصدقائي - الأعزاء - يخجلون مما روجوه عني من كوني دخلت الغيبوبة
ولن أخرج منها على الإطلاق .
لقد أفصحوا عما كانوا يكنونه ويضمرونه لي من عداء كان ثاويا وراء بسماتهم الزائفة .
أما أنا فقد إستيقظت من غفلتي
وفقت من الكلبة كما يقول المثل
وكان الدرس مفيدا لي إستوعبت من خلاله حقيقة الواقع المر .
الآن أشفق على أصدقائي أكثر من أي وقت مضى وأدعو الله أن يشفيهم من ورمهم الخبيث
وأدعو الله أيضا أن يحفظني وينجيني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟