أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة














المزيد.....

أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 18:31
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




ما لاقاه ويُلاقيه أطفال سوريا لاسيما هذه الأيام عارٌ يندى له جبين البشرية، خاصة العالم المتحضر الذي نادى بحقوق الإنسان عامة، والطفل خاصة حينما أفرد له اتفاقية خاصة تُعنى بحقوقه، وواجبات الحكومات والمجتمعات اتجاهه، في الوقت الذي يموت فيه كل يوم عدد غير قليل من أولئك الأطفال جرّاء الجوع والبرد لاسيما أثناء مواجهتهم لعاصفة جوية تُعتبر من أعتى العواصف التي تشهدها المنطقة منذ عقود. فالمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام وضعتنا جميعاً أمام محاكمة وجدانية مقيّدة وعاجزة عن فعل أيّ شيء سوى الحسرة والألم والقهر على أطفال يفتقدون أدنى شروط الحياة في زمن الحضارة والعولمة التي تجاوزت كل الحدود لتصنع من مآسيهم مادة إعلامية- إخبارية تصدّرت الأخبار وصفحات الجرائد العالمية مشكّلة سبقاً صحفياً قد يفوز من خلاله بجوائز عالمية لا يطال منها أولئك الأطفال المشردون سوى أنهم المحور الأساس، دون أن يحرّك هذا الوضع الضمير الإنساني من أجل إيجاد حلٍ لتلك الأزمة المستعصية التي ذهبت بالبلاد والعباد على مدى ثلاثة أعوام دون طائل، ودون الوصول لنتيجة تأخذ بيد أطفال سوريا لتعيدهم إلى بيوتهم ومدارسهم، أو تعيد إليهم بعضاً من طفولتهم المهدورة على أعتاب حرب بسط النفوذ مهما كلّفت من ثمن كان الأطفال والنساء وقودها الدائم على مدار تلك السنوات. ورغم أنه تمّ الإعلان عن وصول العاصفة الثلجية إلى المنطقة قبل أيام من حدوثها، لم يتم تدارك الوضع، وتهيئة المخيمات بما يدفع عن الأطفال البرد والموت. وقد تزامن هذا الواقع مع إصدار اليونسيف بتاريخ 14/12/2013 تقريراً يقول بوجود أكثر من ثلاثة ملايين طفل سوري خارج مظلة التعليم بحكم الحرب والتهجير والنزوح واللجوء، وبحكم خروج معظم المدارس من الخدمة بسبب العمليات العسكرية من جهة، وإيواء النازحين من جهة أخرى. إضافة إلى انتشار وعودة العديد من الأمراض التي تطال الأطفال كالشلل والجدري والسل وما شابه حيث يتطلب تامين جرعات اللقاح للأطفال في سن ما قبل الخامسة والتي تلاشت في ظل تخريب المراكز الصحية وعدم القدرة على إيصال هذه اللقاحات إن وجدت، إضافة إلى صمت منظمات الصحة العالمية عمّا يتعرض له أطفال سوريا إلى حين انتشار الوباء لتقوم هذه المنظمات بإعداد التقارير اللازمة إعلامياً ومناشدة طرفي النزاع من اجل المساعدة في إيصال المستلزمات الطبية ما أمكن، وذلك لرفع العتب واللوم عنها رغم علمها انه وفي أوضاع مشابهة لما يجري في سوريا لا بدّ أن يكون الوضع على هذا النحو، دون اتخاذ خطوات استباقية وقائية.
يجري كل هذا والعالم يتفرّج دون أن يرفّ له جفن، بل بالعكس ما زال تأجيل مؤتمر جنيف لحل الأزمة في سوريا سيّد الموقف رغم ضآلة ما قد يأتي به هذا المؤتمر، إضافة إلى عجز المنظمات الدولية والإنسانية عن إيصال المساعدات للسوريين العالقين ما بين الحرب والنزوح واللجوء وما بين وعود هلامية لم تعد الأمل المنشود لهم في ظل أوضاع معيشية لا إنسانية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، بل بقي السوريون وأطفالهم في حالة استجداء دائم، وبحث أزلي عمّا يبقيهم على قيد بعض كرامة وإنسانية في بلدان فتحنا لمواطنيها أبواب البيوت والقلوب مشرّعة حينما تعرض أهلها لأزمات وحروب مشابهة ولم نقم خيمة واحدة على الحدود وفي العراء بمواجهة القرّ والحر.
كما أنه يجري أمام أعين المنظمات المحلية التي ترفع شعارات الدفاع عن الطفولة في سوريا في الوقت الذي لم تستطع القيام بواجباتها المطلوبة حتى اللحظة بما يكفي لمواجهة الواقع المأساوي لأولئك الأطفال لا في الداخل ولا في الخارج، وذلك بسبب ضعف الإمكانات من جهة ، ومن جهة أخرى بحكم تقييد عملها وحركتها المسموح بها داخلياً، وربما بسبب عدم جديتها في العمل على هذا المسار منذ اندلاع شرارة الحرب في سوريا، حيث اكتفى معظم هذه المنظمات بالإدانة والبيانات المدبّجة بكثير من مفردات لا تغني ولا تسمن، في حين نرى بعض الجمعيات الأهلية والخيرية تعمل بشكل أفضل ومثمر من خلال تقديم بعض المساعدات العينية على ضآلتها، وكذلك تقديم المساعدات في مجال التدريس وبقاء الطفل على تواصل مع العلم ولو في حدوده الدنيا. ولكن، ولكي نكون منصفين إلى حدٍّ ما علينا القول أن بعض الجهات تُعرقل جهود ونشاط بعض تلك المنظمات من باب المحافظة على الخصوصية والأمن العام، وهذا ما يضر بمصلحة الأطفال ومستقبلهم، لاسيما أن هذه المنظمات لا تملك أجندة سياسية، بل هي مجرد جهود ونشاطات إنسانية تُقدّم لأطفال هم بحاجة ماسة لتلك المساعدات والمعونات.
ألا يستدعي هذا الوضع القاسي والظالم الذي يًعانيه أطفال سوريا من طرفي النزاع والحرب أن يتوقفوا ولو لبرهة، ويحاكموا أنفسهم عمّا ستؤول إليه الأوضاع في سوريا مستقبلاً إن بقي أطفالها على هذه الحالة من الجوع والتشرد والحرمان من منازل تأويهم وطبابة تقيهم شرّ الأوبئة الفتّاكة، ومدارس تحفل بميولهم وبراءتهم وحب الاستكشاف والتعلّم لديهم..؟
ألا يستدعي هذا الوضع من المجتمع الدولي السرعة في إيجاد حلٍ عادل وسريع للمسألة السورية يُنهي هذه الحرب ويُعيد للأطفال الأمان والسلام والحياة الكريمة وفق مبادئ إعلان حقوق الطفل واتفاقية الطفل الدولية التي ما وضعت إلاّ من اجل طفولة آمنة ثعزز وترفد مستقبل البشرية بالعلم والأمن والعطاء..؟
ألا يستدعي الوضع المأساوي لأطفالنا أن نُحيّد كل الأمور والقضايا جانباً من أجل تقديم بعض العون والمساعدة لمن يشكلون مستقبل البلاد الذي سيكون مظلماً إن تركناهم وحيدين يواجهون كل تلك العواصف والمآسي..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب
- المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف
- قذائف بعيدة المدى لسوريا وأطفالها
- الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة