أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟















المزيد.....

كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



معلوم تماماً أن حياة المواطن اليومية قد اتخذت منحىً مُغايراً تماماً لما كانت عليه قبل الأزمة، وذلك بسبب عوامل متداخلة ومتشابك بعضها مع البعض الآخر بفعل الواقع الذي فرضته الأزمة التي كان من أحد وأهم مسبباتها السياسات الاقتصادية التي سبقتها، والتي فاقمت من حدة الفقر والبطالة في المجتمع الذي خسر طبقته الوسطى إلى حدٍّ ما، والتي تُعتبر في جميع المجتمعات الإنسانية الحامل الأساسي للتطور الثقافي والسياسي والاقتصادي، ما جعل الناس يترنحون تحت تلك الضربات المؤلمة للسياسات الاقتصادية التي أطلقوا عليها ظلماً وزوراً اقتصاد السوق الاجتماعي. حيث اتسعت وازدادت الهوّة السحيقة ما بين الدخل الضئيل أساساً والأسعار المحلّقة دوماً إلى مستويات منفلتة من كل ضابط أو رقيب.
وطبيعي أن يخلق هذا الوضع ظروفاً معيشية قاسية التهمت معظم مدّخرات الناس الميسورين، وراكمت لدى الشرائح الأقل ديوناً عجزت الرواتب والأجور عن تقليصها أو حتى سدادها، بينما راحت شرائح أخرى تئن تحت وطأة العوز والجوع القاتل. ولأن غريزة البقاء لدى الإنسان أقوى، فهي تفرض عليه سلوكيات مختلفة تماهياً مع المتغيرات الطارئة.
من هنا كان لا بدّ من إيجاد حلول تتناسب مع الدخل والأسعار المفروضين، وبالتالي إيجاد بدائل متعددة كي يبقى الإنسان على قيد الحياة والكرامة التي تؤهله للقيام بواجباته ومسؤولياته المنوطة به.
قد يبدو هنا الحديث للبعض أنه مثالي أو ضربٌ من الخيال، لكنه في ظل الظروف الراهنة والسائدة وربما لزمنٍ غير قليل ليس كذلك إطلاقاً، وإنما هو واقع مُعاش علينا التعامل معه بجدية وحكمة كي نتجاوز إن لم يكن كل فبعض ما يعترضنا من مشاكل وتحديات لنتمكّن من العيش بقليل من التأزّم والتعب والحاجة القاتلة.
- بدايةً، وأوّل ما يجب علينا فعله، هو اتباع نظام معيشي جديد يتوافق والمتغيّرات المستجدة مادياً واقتصادياً من خلال التخلي عن بعض العادات التي كانت سائدة من مثل الاعتماد على العمالة الخارجية - أو تقليصها للحدّ الأدنى- من تنظيف البيوت وتوصيل الاحتياجات الأسرية والتي سادت في المرحلة السابقة في حياة الكثيرين، حتى باتت تلك العمالة جزءاً أساسياً من المتطلبات اليومية الضرورية، وذلك بالاعتماد على الذات وعلى جميع أفراد الأسرة.
- محاولة التخلي عن بعض مظاهر الترف في الاستهلاك من حيث النوعية، أي اختيار المنتجات ذات النوعية الراقية والممتازة، والتحوّل إلى منتجات بسيطة تفي بالغرض المطلوب إن كان على مستوى الغذاء أو اللباس أو مواد التنظيف وغيرها من احتياجات ضرورية.
- التفكير بزيادة الدخل عن طريق عمل آخر - إن وجِدَ طبعاً- سواء داخل أو خارج البيت للرجل والمرأة معاً. أو حتى مساهمة بعض الأبناء في زيادة دخل الأسرة بإيجاد عمل يتناسب مع العمر والدراسة إن كان طالباً في المراحل الدراسة العليا ويمكنه ذلك دون التأثير الضّار على دراسته.
- ضرورة وضع ميزانية للأسرة تتناسب مع الدخل الحقيقي لها شهرياً أو حسبما يرتئي الأبوان بالتعاون مع الأبناء الذين من الضروري أن يكونوا على اطلاع تام وحقيقي بوضع الأسرة المادي، كي يكونوا عوناً للأبوين إن كان عن طريق تقديم المشورة والحلول، أو عن طريق تقليص النفقات غير الضرورية.
- اتباع سياسة ضغط النفقات إلى أقصى حدّ تتطلبه الحياة، من خلال الاستغناء عن بعض ما يمكن الاستغناء عنه من مصاريف واحتياجات غير ضرورية، أو محاولة توزيع الاحتياجات الغذائية للأسرة على مدى اسبوع بدل الاستهلاك اليومي لبعض أنواع الطعام كالجبن واللبن والحليب واللحوم والفاكهة بأنواعها وما شابه، إضافة إلى ترشيد الاستهلاك على كافة المستويات والاحتياجات، كترشيد استهلاك الماء والكهرباء من خلال إعادة تدوير استهلاك ماء الغسيل مثلاً لأغراض الشطف والحمامات وما شابه، واعتماد أساليب جديدة في غسيل السيارة بمحاولة مسحها، أو سقي الحديقة والنباتات الموجودة في البيت باتباع أسلوب التنقيط والرّش إضافة إلى التقليل من مصروف الكهرباء المستخدم في الاحتياجات الأسرية كالكوي من خلال تجميع الملابس وكيّها في وقت واحد وكذلك الغسيل، وضرورة ترشيد استخدام الهواتف الجوّالة والاعتماد على الهواتف الثابتة وللضرورة فقط.
- اتباع سياسة إعادة التدوير للعديد من الأمور الأسرية كاللباس مثلاً، أي جعل ملابس الأبناء الأكبر عمراً للأصغر منهم، إضافة إلى إعادة تجديد بعض الملابس من خلال لمسات صغيرة وفنية تجعلها مناسبة للوقت الراهن، وكذلك في باقي الاحتياجات المنزلية من أغطية وستائر وأحذية وسواها، وأيضاً محاولة الاعتماد على الذات في تصنيع بعض ملابس أفراد الأسرة كالملابس الصوفية مثلاً.
- شراء الاحتياجات اليومية فقط من الخضار والفواكه بدل شراء احتياجات اسبوعية، لاسيما في الصيف وفي ظل انقطاع الكهرباء حتى لا تفسد، ومحاولة الاستفادة منها ومن وباقي المنتجات الغذائية باتجاهات أخرى، أي التقليل ما أمكن من رمي بعضها إذا ما قارب من انتهاء الصلاحية من خلال تحويلها إلى أغذية أخرى كالفطائر والعصائر مثلاً، أو الاستفادة من الخضار بكليتها، أي عدم رمي أجزاء كنّا معتادين على رميها مثل لبّ الكوسا والباذنجان أثناء تحضير وجبة المحاشي، وتحضير أصناف متنوعة من هذا اللبّ، إضافة إلى تخفيض كميات اللحوم في الطعام إلى مستويات مقبولة ومحاولة التعويض عنها بالحبوب والبقوليات التي تُعطي الجسم ذات الفائدة. إضافة إلى العودة لبعض الأساليب التقليدية في صنع المؤونة كالتجفيف مثلاً بدل الاعتماد على الثلاجات الكهربائية لاسيما في ظل سياسة التقنين وقطع الكهرباء حتى لا نخسر مؤونتنا، إضافة إلى تصنيع باقي أنواع المؤونة بدل شرائها جاهزة من السوق كالجبن وما شابه.
- التخفيف من الالتزامات والواجبات الاجتماعية كالولائم والزيارات، وكذلك ارتياد المطاعم والمقاهي، واستبدالها بالحدائق العامة التي لا تتطلب مصاريف مرهقة. كذلك التخفيف من مظاهر البذخ في المناسبات الاجتماعية كالولادات والأفراح والأعراس التي باتت تُرهق كاهل الشباب، والاكتفاء بما يتناسب فعلاً مع الوضع القائم والدخل الحقيقي للأسرة. وهنا يحدوني الأمل في أن يتجه شبابنا(ذكوراً وإناث) إلى الاستغناء عن الذهب الذي فاق سعره حدود الخيال اليوم، واستبداله بالفضة أثناء الإقدام على شراء متطلبات الخطبة والزواج، والاكتفاء بالمحابس فقط حتى لا يقف ذلك عائقاً في وجه الشباب إذا ما أرادوا الزواج وبناء أسرة، كما على الأهل والفتيات مساعدة أولئك الشباب في تجهيز بيت الزوجية من خلال الابتعاد عن مظاهر البذخ والاكتفاء بمتطلبات ضرورية فعلاً.
- محاربة التجّار وجشعهم من خلال مقاطعة بعض السلع التي فاق سعرها الحدّ المعقول والمقبول والتي يمكننا الاستغناء عنها، فلا تؤثّر على نظامنا الغذائي اليومي كالمتة مثلاً، وذلك حتى يرتدع التجّار ويكفوا عن جشعهم وطمعهم اللاإنساني. ولنعلم أن سياسة المقاطعة هذه قد تمّ اتباعها في بعض البلدان، فكانت رادعاً حقيقياً لأولئك التجّار الذين تضرروا جرّاء المقاطعة وتراجعوا عن غيّهم.
وأخيراً، باعتقادي أن اتباع هذه الطرق حتى في الأوقات العادية ضروري من أجل الإحساس بالمسؤولية التي غابت في العقود الأخيرة عن الكثيرين ممن عاشوا ترفاً غير معهود. لذا علينا فعلاً أن نكون عوناً لأنفسنا ولأسرنا في ظل هذه الظروف التي لم نشهد لها مثيلاً سوى في السنوات العجاف حتى لا يكون الموت جوعاً مصيراً شبه محتوم، عسانا ننهض بأنفسنا وبالوطن ونتجاوز ما ابتُلينا به.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...
- قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط ...
- أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم
- شروخ الأزمة السورية تنتهك كيان الأسرة
- في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحز ...
- أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
- الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون
- التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة منحطّة
- إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة لا تُغتفر
- وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه
- الراتب خلفنا، والغلاء أمامنا..فأين المفر؟
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فليعلُ صوت النساء ع ...
- البطاقة العائلية... ومعضلة استحقاقات المرأة
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
- نظرية ما بعد البنيوية والنسوة في الشرق الأوسط، هل ندور في حل ...
- النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟
- النسوية العربية: رؤية نقدية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟