أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - شاكر كريم القيسي - هكذا هي الاخلاق والشهامة..!؟















المزيد.....

هكذا هي الاخلاق والشهامة..!؟


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 15:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


هكذا هي الاخلاق والشهامة..!؟

شاكر كريم القيسي

قبل أن ابدأ بكتابة المقال تساءلت مع نفسي : هل صحيح انني لا ارى من الدنيا سوى وجهها الكالح المالح، وأتغاضى عما تحوي من حب وجمال، وحسن وبهاء، وطيبة وشهامة، فلا اتحدث إلا عن البشاعة والبغض والكراهية وتدهور الاخلاق وانحطاطها.؟ ولماذا اسير" عكس الاتجاه" فأخلق لنفسي المتاعب ولشخصي طائفة من الاعداء الذين يضمرون الحقد والكراهية.!

وهل صحيح ان البشر قد تغيروا مع تطور العصر فأصبحت تلك الصفات الرائعة التي اشتهر بها من تقدمنا موضة عتيقة بالية، وأسطورة لا نجدها إلا في بطون الكتب ؟
هذه جملة من المواضيع التي مرت في خاطري وآنا امسك القلم لأكتب مقالا بهذا المعني وهذا الخصوص وجوابي أن هذا صحيح إلى حد كبير، فقد فسدت الأخلاق إلى درجة لا تصدق، وأصبحت الدنيا غابة تسرح فيها الذئاب وتمرح، يأكل قويها الضعيف، والكبير فيها الصغير ..واختلط حابل الناس بنابلهم، وجيدهم بالرديء، لا أكتب من فراغ او في خيال بل اقسم بالله اكتب حقائق مرت علي وامثالي كثيرين من اهل هذه الدنيا الدوارة.
أصبح واضحا ان جلود الكثيرين من الناس قد تمسحت فلم يعد اصحابها يهتمون لما يقال عنهم من كلام مهين وما ترمي بهم من تهم صادقة .. وان الواحد منهم صار يبلغ الف اهانة مقابل ان يستمر على منصبه وكرسيه ؟ اما الشهامة والفروسية والكرم التي اشتهرنا بها نحن العرب، فقد اصبحت من مستحيلات هذه الايام، وصار المرء لا يفكر الا في المال وجمع المال والجاه وكيفية الحصول عليه.اقرب المقربين اليك واصفى خلصائك وادنى اقربائك يلتفون حولك ما دمت في مركز النفوذ والمسؤولية ،اما اذا احسوا منك ضعفاً خارج ارادتك او اشتموا فيك حاجة الى شيئ ابتعدوا عنك وغسلوا ايديهم من " تهمة " التقريب إليك؟
وهذا ما يحصل في حياتنا اليومية حتى في العائلة ان كان الانسان غنياً موسراً وبلغ سن الشيخوخة انتظر ورثته انتقاله الى العالم الآخر على احر من الجمر ليقتسموا الغنائم ويتوزعوا فيما بينهم على أهون سبيل ما جمع الفقيد في حياته الطويلة من مال وعقار؟ والحمد لله نحن لانملك مالا ولاعقارا ولايوجد من ينتظر غنائم الورث لان الجميع يدركون حقيقة مايرثون، اما اذا كان فقيراً مملقاً، فهو محتقر في شيخوخته ، يعيش وكأنه عالة على اهله واقربائه.
أجل لقد عم الفساد وتطورت الاخلاق نحو الاسوأ والأبشع وتقلصت كثيراً تلك الصفات الحميدة التي طالما باهينا بها الناس في مختلف العصور
وهذا طبعاً لا يغني ان الكرام قد فقدوا من الدنيا، وان الشهامة والكرم والامانة والفروسية والصدق التي طالما كانت من صفات اجدادنا، قد اختفت وولت ،الى غير رجعة
وهذا طبعاً لا يغني ايضا ان نفكر بالقيم وان نقف مكتوفي الايدي، وتبيان موضوع الخطر من المنافقين والكذابين واصحاب الاغراض الخاصة الذين تسنموا المسؤولية وتنكروا لذوي القربى بعد ما كانوا يحتاجونك ويتوافدون على دارك وفي عملك لتقضي لهم حاجات كثيرة وكثيرة ترى هؤلاء اليوم وللأسف الشديد يتفاخرون بالمنصب ويبتعدون عن الاقارب والاصدقاء ،متناسين كيف كانوا يأتون وكيف يكرمون بالضيافة وحسن الاصغاء لما يحتاجون واليوم مثل هؤلاء الاخساء لا يستطيعوا تلبية طلب بسيط لا يساوي شيء امام ما قضيناه لهم من حاجات مبررين ذلك بما لايعقله حتى الرضيع ، معتقدين ان الكرسي الدوار الذي يرتجف تحت مقاعدهم ،سيدوم وان الجاه الذي جاء اليهم بالتملق والانتهازية سيبقى وان افعالهم المشينة ستنتهي اثارها بنهاية مسؤوليتهم ورحم الله شاعرنا الكبير المتنبي عندما قال: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.
والذي يدلنا في الشطر الأول من بيت شعره على أن ذوي العقول قد شقوا في زمانهم بعقلهم وهم يعيشون في نعيم وهذا يخفف علينا بالوقت نفسه ،ما نراه في عصرنا الحاضر ،من معاناة أصحاب العقول من شقاء وبلاء، في بلد كان ينبغي أن يكون بلد نعيم ورخاء، إن لم يكن هذا الحال أكثر شقاوة وعناء عليهم، وبما أن العقل هو صانع الفكر، افرح وكن في نعيم ورخاء ولا أحد يستطيع أن يمنعك من الفرح والسعادة لأمر جدّ في حياتك ونلت منه المال والجاه فهذا حقك على الرغم انه مال اكثره من السحت الحرام مفضوحا مكشوفا ومنصب تقلدته بالخنوع والانتهازية وتقبيل اللحى، ولكن لا يجب أن يكون هذا الفرح أو السعادة على أشلاء الآخرين ، ونتج عنه إساءة للبعض وفرحة لما أصاب الغير من كرب وهم، نتيجة تصرفاتك وانتقامك وتسلطك وامثالك من المتلونين ، ممن أصبحوا في موقع المسؤولية حينها يكون الفرح في غير محله فالإضرار بالناس والظلم حرمهما رب العزة على نفسه وجعل الظلم بين الناس محرما والإضرار بالناس بعد الشرك بالله.. .
فما خفي على الناس تفاصيله وحسابه عند الله العادل إذ عبر عنه الشاعر الكبير المرحوم ألجواهري عندما رثى الفيلسوف أبا العلاء المعري في حفل تخليده في سوريا في منتصف القرن الماضي عندما قال في قصيدته:

قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوق الدنيا بما وهبا

لثـــورة الفكــر تأريـخ يحدـثـنا بأن ألف مسيـــحٍ دونـها صُــلِبا

فالإنسان الغيور مهما كانت مسؤوليته، هو كالرسام ينقل على الورق ما يحس به وتراه عيناه اما الذي يتحاشى نقل الصورة كما هي ويتعمد ابرازها مغلوطة ويفعل غير ما يضمر، فهو لا يبغى سوى الشهرة وارضاء نفسه لا أكثر، هذه النفس الأمارة بالسوء. فالإنسان العامل المتحكم في ارادته والمتمسك بتعاليم دينه بما أمر به وما نهى عنه دون رياء لمن حوله ،غير منتظر مدح زيد أو ثناء عمر فيما يفعله، لان أ لرجولة، كلمة شرف وموقف عز لا انتهازية وتلون وخنوع
إذاً فلنجعل ضميرنا الذي نستشعر به الحميد والبذيء من الخصال هو الميزان الحساس الذي نزن به تصرفاتنا . لا من خلال كلماتك المتبعثرة وكثافة شاربك الذي لاوزن له و نظارتك السوداء التي تضعها على عينييك المتخالفتين ووجهك الكالح ، ما هكذا يا ابن العم تورد الابل..! عليك ان تفهم معنى قول الحبيب الاعظم صلى الله عليه وآلة وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك..



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الأمس .. وهموم اليوم..
- العدالة والمساواة وفقا للمفهوم الأمريكي..!!
- هموم المواطن: متى وكيف تنتهي..؟
- موم المواطن: متى وكيف تنتهي..؟
- … النطق بالحق والالتزام بالحياء
- العولمة وايديولوجية الهيمنة الامريكية على القرار العربي...!!
- برلمان مخادع أم متقاعدون مخادعون..!؟
- لماذا نكتب ولماذا لا نعتذر..!؟
- ماذا يريد المواطن.. وماذا يريد الحاكم..!!؟
- الاعتراف بالخطأ والفشل.. الخلق الذي لا نتعلمه..!
- ما الذي يميز مجتمعنا العراقي عن الاخرين..؟
- كيف ومتى يحصل المواطن على حقوقه في العراق- الجديد-..؟
- أحداث ألحادي عشر من سبتمبر ومشاريع ألتقسيم...دروس للتأريخ
- ضاع الصدق بين وعود المسؤولين وأماني ألفقراء والمعوزين..
- بعض معارضة العصر الحديث بين الخيانة والتدليس
- يا دعاة الديمقراطية: اطفالنا عراة حفاة مشردون..
- الوطن والوطنية حقوق وواجبات...
- المؤيدون والمعارضون للعولمة وانتماءاتهم السياسية والايديو لو ...
- القيم والاخلاق والمبادئ الزائفة..
- صناديق الاقتراع تنتج -الديكتاتوريات- ام- الديمقراطيات-..!؟


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - شاكر كريم القيسي - هكذا هي الاخلاق والشهامة..!؟