أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - حياة الأمس .. وهموم اليوم..















المزيد.....

حياة الأمس .. وهموم اليوم..


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مجيئنا للحياة في الاربعينات من القرن الماضي و قبل ان نبدئ التعليم النظامي في المدارس النظامية كانت الدراسة مقتصرة على تعليم القرآن واللغة العربية ومبادئ الحساب عند الكتاتيب. او الملالي، وكان يقام احتفال عند اتمام الطالب لدراسة القرآن الكريم (الختمة) نلبس الملابس البيضاء والعقال الابيض المطرز باللون الذهبي وامامنا مجموعة تحمل الصواني من الشموع والحلوى يتقدمهم ابو الطبل( الدمام) وعلى شكل مسيرة في الحي الذي نسكنه اضافة الى ذبح ديك لكل منا وكذلك اولاد الحي المتخرجين وفي حينها كنت انا واخي ابا عمار من المتعلمين لدى الملا في الحي كون الملا من اصدقاء والدنا رحمه الله وكانت الدراسة في بيتنا المتواضع من الطين.. وكان الأولاد يتلقون تعليمهم عند الملا بينما البنات عند الملاية لقاء مبلغ مالي صغير يستحق كل يوم خميس. وللملا مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن. كما للملا العيدية والفطرة (زكاة الفطر). وكان يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد لترهيب الطالب
واتذكرأن أول معلم تعلمنا عنده هو ( المرحوم الملا نوري) وكذلك ( المرحوم الملا موسى) الاول موظف في البلدية وكان يأتي الى دارنا بعد انتهاء دوامه بواسطة الدراجة الهوائية والثاني معاق مبتور احد ساقيه ويأتي راكبا( حمار) أجلكم الله ،كنا نقرأ الرسائل( المكاتيب) لأهل الحي بطلاقة وليست مثلما يقرأ( حجي راضي) يعطينا من نقرأ له المكتوب ( الجكليت واصابع العروس او بطل نا مليت ) كنا نكتب بخط واضح وجميل افضل بكثير من طلاب الجامعات في الوقت الحاضر وعند بلغونا السادسة من العمر انتقلنا للدراسة في المدارس النظامية وكانت اول مدرسة لنا هي مدرسة المناهل الابتدائية المختلطة في الكرخ في الخمسينات ، وبدأ التعليم الجديد بمناهج اكثر موضوعية بواسطة المعلمين و المعلمات وكانت الدراسة مستمرة طوال العام دون انقطاع سوى لخمسة عشر يوما خلال فترة الربيع واخرى نهاية العام الدراسي، ليست مثل العطل في الوقت الحاضر والتي تبلغ اكثر من نصف ايام الدراسة، و نذهب الى المدرسة بدوام مسائي اخر لمدة ساعتين يوميا بحيث تكون مجموع الدروس ستة دروس يوميا، الحرص كبير جدا من المعلم او المعلمة على التلاميذ وايصال المادة بيسر، متابعة نظافة التلميذ وغذائه من خلال وجبات غذائية توزع علينا صباح كل يوم في المدرسة ، حليب.. وبسكويت و..دهن السمك، وتوزع علينا معونة الشتاء في كل عام عبارة عن جاكيت نيلي وبنطلون رصاصي وقميص ابيض وحذاء باتا ابيض للفقراء من امثالنا واتذكر انه حصلت تظاهرة طلابية عام 1956 قادها شباب كبار و اشترك بها طلاب المدارس الاعدادية والمتوسطة وقاموا بإخراجنا من المدرسة بهتافات ( اطلعوهم لو انكسر الجام) وهذا بدأ الوعي السياسي في الخمسينيات نهتف ونتظاهر مع الكبار دون ان نفهم معنى الشعارات والغاية منها.
تعلمنا ذلك قبل دخولنا للمدرسة لم نكن نعرف القلق، همومنا محصورة في يومنا وعندما تشرق شمس يوم جديد تتلاشى عثرات هموم الأمس، لم نكن نعرف معنى الطائفية او العشائرية او المناطقية هذه الاسماء الدخيلة على مجتمعنا، كانت سطوحنا متلاصقة بيوت من الطين ننام مع اطفال جارنا واطفالهم ينامون عندنا ناكل من اكلهم ويأكلون من اكلنا، لانعرف غير المودة والكلمة الطيبة التي ننادي بها الاكبر منا سنا والتي ينادينا بها، نهاب المعلم ونحترمه ونهرب بعيدا منه عندما نراه في الشارع العام او جالسا في المقهى، ولكن عندما اكتسى ثرى الأرض بخيراتها واصبح النفط نقمة وتوسعت مدارك الإنسان وتقدم في علمه وعلومه في الاتصالات والمواصلات والانترنت همز شيطان الإنس في ضمائر الحاقدين أن ازرعوا الفتن بين الضعفاء ليخلو لكم سواد الأرض من جمهرة الأبرياء ...
طرق اثارة الفتن تشعبت من بين فتحات الغفلة وسقطت فيها قلوب غضة امتلأت بنيران الحقد والكراهية بعد ان استجمعت قواها من وهن المبادئ معتقدة قدرتها على قلب موازين الكون تسير على خطى الغدر تنبش العفن، عفن الهموم من بين انقاض الحياة بحيث الاطفال الذين هم بأعمارنا عندما كنا في الخمسينات نتحدث عن الصدق والنظافة والايمان وحب الوطن، يتحدثون الان في مدارسهم وفي ما بينهم عن الطائفية والعشائرية والحزبية ومشاهدات فديوية اباحية على الانترنت او المحطات الفضائية، يدخنون السكائر ويتغيبون عن المدرسة، يفتقرون للصدق والنظافة والتعلم، كسالى حاقدون البعض على البعض الاخر بحيث يصل حد الشجار والضرب بالأسلحة الجارحة التي يحملونها معهم الى المدرسة في حقائبهم نتيجة ضعف ادارات الكثير من المدارس وكذلك ضعف المراقبة العائلية..!!
لم تكن المشاهد فيما مضى توحي بتغيرات الحياة لأننا تشبعنا بصفاء الأخوة ولم نكن نتوجس خيفة من وهج الحياة لامتلاكنا قلوباً مطمئنة، لكن صيحات البطش من حولنا نشرت سواداً تسلل بعضه على موائد فكرنا هموم تواترت علينا استوردناها من خارج معتقدنا ومبادئنا قسمتنا الى فريقين تتنازعنا قوة فرضت علينا راياتها مبطنة بالخبث يحملها من استهوتهم مصطلحات طغت على مفاهيمهم فأمنوا بها يرددونها في كل محفل ظانين انها الخلاص من فكر طالما حملناه وآمنا به، وهي في حقيقة امرها دسائس رخيصة لتحطيم فكر احاطنا منذ عقود بسلام آمن دائم، فكر جعلنا في مأمن من صراعات حطمت امم من حولنا ..
لو عدنا للماضي والماضي القريب ومن قاعدة الطمأنينة لكان خير شاهد هي تلك الأيام والليالي التي عشناها الخالية من القلق والهموم والصراعات الاقليمية من حولنا التي سلبت منّا لذيذ المنام ولكن غفلتنا والتي بلغت اعلى درجات الثقة المفرطة استباحها فكر لم يحمد نعمة الاستقرار والامن وصدّق بريق الحقد والكراهية وهام يستطلع رؤية امجاد زائفة على حساب امننا واستقرارنا وزرع بيننا قلقا عشش في رؤيتنا خوفاً من القادم ..ا دون ان نرى مسؤولا يتصدى بصدق لهذه الافكار الهدامة المستوردة لتدمير الواقع الاجتماعي من خلال القتل والتهجير وترديد الشعارات الطائفية المقيتة والفساد والافساد الذي شمل كل شيئ في الحياة وبالدرجة الاساس التعليم وان يعمل جاهدا لاجتثاث تلك الافكار التي حطت وانتشرت على ساحتنا فجلبت لنا هموما نحن في غنى عنها واصبح حاملوها وكأنهم جرذان داهمها طوفان فتفرقت لا تعرف اين تجد مخابئها وللأسف الشديد نرى المسؤول هو من يثير هذه الفتن ويشجع عليها..! ولابد ان نقول نحن في مأمن ان شاء الله ما دامت هناك ايادي شريفة قوية تناضل عن ثرى هذه الأرض واهلها تصد كل ما هو فاسد وتقضي على كل صوت نشاز ينعق بنداء قبيح ينادي بتفريق ابناء هذا الوطن ويحاول تمزيقه وتقسيمه وفقا لأهواء اسياده الذين لا يريدون الخير لنا ولا لوطننا و لديننا و لأجيالنا...



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والمساواة وفقا للمفهوم الأمريكي..!!
- هموم المواطن: متى وكيف تنتهي..؟
- موم المواطن: متى وكيف تنتهي..؟
- … النطق بالحق والالتزام بالحياء
- العولمة وايديولوجية الهيمنة الامريكية على القرار العربي...!!
- برلمان مخادع أم متقاعدون مخادعون..!؟
- لماذا نكتب ولماذا لا نعتذر..!؟
- ماذا يريد المواطن.. وماذا يريد الحاكم..!!؟
- الاعتراف بالخطأ والفشل.. الخلق الذي لا نتعلمه..!
- ما الذي يميز مجتمعنا العراقي عن الاخرين..؟
- كيف ومتى يحصل المواطن على حقوقه في العراق- الجديد-..؟
- أحداث ألحادي عشر من سبتمبر ومشاريع ألتقسيم...دروس للتأريخ
- ضاع الصدق بين وعود المسؤولين وأماني ألفقراء والمعوزين..
- بعض معارضة العصر الحديث بين الخيانة والتدليس
- يا دعاة الديمقراطية: اطفالنا عراة حفاة مشردون..
- الوطن والوطنية حقوق وواجبات...
- المؤيدون والمعارضون للعولمة وانتماءاتهم السياسية والايديو لو ...
- القيم والاخلاق والمبادئ الزائفة..
- صناديق الاقتراع تنتج -الديكتاتوريات- ام- الديمقراطيات-..!؟
- العولمة الامريكية الصهيونية: وجانب الحرية والديمقراطية..!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - حياة الأمس .. وهموم اليوم..