أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الوطن درع المواطنة















المزيد.....

الوطن درع المواطنة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سجّل تاريخ الحركة الوطنية بعد ثورة شعبنا فى برمهات/ مارس1919عدة خصائص منها :
إهتمام الشعب بالمسألة الوطنية :
إذْ أنّ المظاهرات تطوّرتْ إلى مرحلة الكفاح المسلح فى مدن القناة ، خاصة بعد أنْ ألغى مصطفى باشا النحاس معاهدة عام 1936يوم 8 أكتوبر51 كما يُحسب لفؤاد باشا سراج الدين موقفه الوطنى عندما سمح بتسليح الفدائيين المصريين بالأسلحة والذخائر المملوكة للدولة. حدث ذلك رغم كتابات كبير الأصوليين (حسن البنا) الذى عيّن نفسه (مرشدًا) ليُرشد أتباعه. كتب البنا كثيرًا عن عدائه لمفهوم (الوطن) فقال ((إننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وليس بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية. فكل بقعة فيها مسلم وطن عندنا. والإخوان المسلمون لا يؤمنون بالقومية ولا بأشباهها ولا يقولون فرعونية وعربية وفينيقية وسورية. ولا شيئـًا من هذه الألقاب والأسماء التى يتنابز بها الناس)) رغم ذلك فإنّ شعبنا (باستثناء الإخوان) لم ينخدع بذلك الكلام . ففى إحدى المظاهرات ضد الإنجليز، كان الهتاف (لا مفاوضة ولا معاهدة. يسقط الاستعمار. الجلاء بالدماء) سارت المظاهرة من ميدان الإسماعيلية (التحرير حاليًا) إلى ميدان العتبة وشارع فاروق (الجيش فيما بعد) ومع كل انتقال تزداد جموع المتظاهرين . وأصيب فى تلك المظاهرة 45جنديًا و38 متظاهرًا. فاستعان حكمدار العاصمة (سليم زكى) بالشيخ البنا للتهدئة. فطلب البنا من المتظاهرين الانصراف . طاوعه البعض ولكن ((ظلــّتْ المظاهرات مشتعلة)) كما كتب طارق البشرى الذى أضاف ((فى عام46بلغتْ جماعة الإخوان ذروة نشاطها وبلغ عداؤها للوفد ذروته ووصل لحد الاشتباك مع مظاهرات الوفديين والشيوعيين. وكان طبيعيًا أنْ تقف الحكومة مع الإخوان فى كل صدام يقع بينهم وبين الوفد. بل كانت تحميهم وتشد من أزرهم. وفى نفس العام اتجه الإخوان إلى أساليب العنف والتدمير. وفى يوم 6يوليو وقع صدام بين الإخون والوفديين فى بورسعيد استعمل فيه الإخوان الرصاص وألقوا ثلاث قنابل فأسفر الحادث عن قتل واحد من خصومهم وإصابة 35 فتجمّع الكثيرون على دار الإخوان وأشعلوا الحريق فيها. وحوصر المرشد العام بأحد المساجد ولكنه تمكن من الهروب. وفى اليوم التالى أثناء تشييع جنازة المتوفى ، قذف المُشيّعون مركز الإخوان بالحجارة. كما كان لطلبة الإخوان حوادث كثيرة استعملوا فيها العصى والسياط داخل الجامعة مع الطلبة الوفديين والشيوعيين الذين ردوا عليهم بالمثل))
إهتمام الشعب بالمسألة الاجتماعية :
توازى مع مطلب جلاء الإنجليز مطلب العدالة الاجتماعية. فكانت المظاهرات والإضراب عن العمل. وبجانب إضرابات العمال أضرب الممرضون فى مستشفى قصر العينى وممرضو مستشفى فؤاد وبلغ عددهم 1500. وأضرب مدرسو التعليم الحر فى إبريل47وأضرب موظفو التلغراف فى يوليو. وفى نفس الشهر امتنع نظار ومعاونوالسكة الحديد عن العمل مطالبين بخفض ساعات العمل. وفى 15سبتمبرأضرب المدرسون عن تصحيح أوراق الإمتحان. وفى يناير48 أضرب خريجو المدارس الثانوية الصناعية. وشملت مسابك السكة الحديد فى بولاق وورش أبو زعبل والعباسة والمنيا وطنطا وغيرها مطالبين بتحسين ظروف حياتهم. ثم كان الحدث الأكبر وهو إضراب رجال البوليس من شرطة المرور وفرق الهجانة والمطافى والسوارى وامتنعوا عن العمل. وفى الاسكندرية امتنع الصولات والكونستبلات وجنود البوليس عن العمل وانضم إليهم رجال الحرس الجمركى . وفى هذا اليوم تضامن العمال والطلبة مع رجال البوليس . وكان أهم إضراب عمالى (من سبتمبر47إلى إبريل48) هو إضراب عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة البالغ عددهم 26 ألف عامل (طارق البشرى- الحركة السياسة فى مصر- من 45- 52- من ص 208- 229) والسؤال : هل استجاب العمال والموظفون ورجال البوليس لمرشد الإخوان ؟
كتب البنا فى مجلة النذير عدد 33 أنّ ((إهاجة العامة ثورة. والثورة فتنة. والفتنة فى النار)) وفى نفس المجلة كتب أنّ ((لنا فى جلالة الملك المسلم أيّده الله أملا)) (عدد مايو38) فما اسم تلك الروح التى رفضتْ الاستجابة لنداء البنا؟ خاصة أنه كان يُمالىء الشعب باللغة الدينة هو وجماعته فى كل المواكب والاجتماعات وفى صحفهم وفيها هذا المُخدّر((الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا)) فلننظر موقف العمال الذين طالبوا بإلغاء الفصل التعسفى : تشكلت لجنة وزارية عام 47لبحث مطالب العمال . وكان عبد الرحمن حماده (العضو المنتدب لشركة المحلة الكبرى ومندوب أصحاب الأعمال باللجنة) أعدّ مذكرة انتهى فيها إلى رفض ((طلب حماية العامل من الفصل بدعوى أنّ المبادىء الإسلامية تحترم الحرية الشخصية)) فما العلاقة بين (المبادىء الإسلامية) ومطلب إلغاء الفصل التعسفى؟ وهل الحرية الشخصية لأصحاب العمل وحدهم؟ وما تأثيرتلك اللغة الدينية على العمال؟ هل آمنوا بها أم استمر نضالهم للدفاع عن مطالبهم؟ وإذا كان ما حدث هو استمرارالنضال، فبماذا نصف تلك الروح التى كانت تـُحرك العمال الذين رفضوا تلك اللغة الدينية المعادية لمصالحهم الطبقية؟ رغم أنهم مؤمنون بالمسيحية والإسلام ، ولكنهم تصرفوا كبشر متحضرين يدافعون عن حقوقهم مثلهم مثل العمال فى كل دول العالم المتحضر، الذين لم تــُرهبهم اللغة الدينية.
وعى الحركة الوطنية بخطورة استخدام اللغة الدينية :
فى عام 1910إغتال الشاب المتعصب (إبراهيم الوردانى) بطرس باشا غالى ، فخرجتْ مظاهرة من المتعصبين أمثاله وهتفوا ((تسلم يمين الوردانى اللى قتل بطرس النصرانى)) أى أنّ القتل كان بسبب ديانة القتيل وليس بسبب مواقفه السياسة المعادية للوطن والمُمالئة للإنجليز، وهو ما وعاه المؤمنون بالواقع والمُتابعون للأحداث فخرجوا فى مظاهرة ردّتْ على المُتعصبين وهتفوا ((تسلم إيد الوردانى اللى قتل بطرس البريطانى)) فأرجعوا الاغتيال للأصل الوطنى وليس الدينى. وفى يوم 21/11/19 أسند الإنجليز رئاسة الوزارة إلى يوسف باشا وهبه. تصوّر الإنجليز أنهم باختيارهم لشخصية مسيحية سيقسّمون مصر، فكتب (سينوت حنا) سلسلة مقالات بعنوان (الوطنية ديننا) وجّه فيها نقدًا عنيفـًا ضد يوسف باشا وهبه. وكتب عن ثورة 19((هذه أول مرة قام بها الشعب المصرى قومة رجل واحد فى وجه قوة هائلة يطالبها بحريته واستقلاله. كمصرى أقول (للإنجليز) ما يُجمع عليه جميع مواطنىّ من قبط ومسلمين : لن تحكمونا بغير البنادق الإنجليزية)) ثم قال ليوسف باشا وهبه إنه يتحمّـل مسئولية فعلته ((أمام السلالات القادمة. وأنه لا يمثل القبط ولا يُعبر عن أمانيهم)) وذكر عبد الرحمن فهمى فى رسالة إلى سعد زغلول فقال إنه يعلم أنّ المسيحيين استاؤوا من قبول يوسف باشا رئاسة الوزارة ويخشون أنْ يُسبّب هذا نفورًا بينهم وبين المسلمين)) وصحب عبد الرحمن فهمى ستة من الوزراء إلى الكنيسة يوم 22نوفبر19وشاركهم فى تألمهم . وأكد لهم أنه لن يحدث أى فتور فى علاقاتهم . وأنه إذا وُجد بينهم خائن واحد قبِل الوزارة فقد وُجد من المسلمين سبعة مثله قبلوا الوزارة معه))
وكتب أ. البشرى ((لم ينقض شهر على تعيين يوسف باشا وهبه حتى تربّص له شاب فى مقهى ريش وألقى على سيارته أثناء عبورها ميدان سليمان باشا قنبلتيْن انفجرتا وأخطأتاه. وقبض على الشاب وهو يهتف ((يحيا الوطن)) وتبيّن أنه طالب اسمه (عريان يوسف سعد) اعترف بارتكابه الحادث لدوافع وطنية. وكان انتماء عريان للقبط مـُفسدًا لأية محاولة لتفسير الحادث على أساس التعصب الإسلامى. وكان مع عريان زميلان له بكلية الطب هما تادرس المنقبادى وجورج شحاته. وأظهرتْ الوثائق أنّ عريان كان عضوًا فى التنظيم السرى للوفد بزعامة عبد الرحمن فهمى . وأنه هو من تطوع لاغتيال يوسف باشا وهبه. حتى لا يُساء استخدام الحادث وتأويله إنْ أقدم عليه مسلم)) أما المفكر الكبير لويس عوض فكتب ((يوسف باشا وهبه أختيرعام19 رئيسًا للوزراء ليقضى على ثورة 19، وكان قبل ذلك بستة وثلاثين سنة قد عـُيّن سكرتيرًا للجنة التحقيق مع العرابيين عام 1883، أى أنّ أعداء الثورة العرابية كانوا لا يزالون يُطاردون ثوار19))
مظهر آخر شهدته مصر قبل يوليو52 رغم الأصولية الإسلامية التى بدأها الإيرانى الشهير بالأفغانى . هذا المظهر جسّده شعبنا (وخاصة الأميين) فى التلاحم التام وعدم اعترافهم بالدين فى إطار العلاقات الاجتماعية ، وهو ما عبّر عنه المرحوم محمد رؤوف عباس (1938- 2008) الذى كتب أنه ظلّ يقول لجارتهم الست أم جرجس ((يا عمتى)) حتى بلغ سن الثامنة. والسبب أنها كانت تقول لوالده ((يا خويا)) وتقول لجدة الطفل محمد ((يا أمى)) فكبر الطفل (المسلم) وهو يعتقد أنّ أم جرجس شقيقة والده وابنة جدته. خاصة أنّ (أبو جرجس) كان يقول للجدة (( يا حماتى)) وعندما كان يحدث سوء تفاهم بين (أبو جرجس) وزوجته كانت الجدة تعنفه فيسترضيها ويُقـبـّل رأسها. وذكر د. رؤوف أيضًا أنّ نساء الحارة المسلمات والمسيحيات كنّ يتبادلنَ إرضاع أطفالهنّ عندما تذهب إحداهنّ لعملها (مشيناها خطى- سيرة ذاتية- كتاب الهلال- ديسمبر2004- ص 21، 22) فى ذاك المناخ كان من الطبيعى أنْ يُمارس شعبنا طقوسه الاجتماعية بحرية تامة: أفراح الزواج، سبوع الطفل، احتفالات الموالد، خميس وأربعين المتوفى ، أسلوب الدفن المصرى وليس العربى ، زيارة الأضرحة. ومع ملاحظة أنّ تلك الطقوس يشترك فيها المسيحيون والمسلمون. وفى ظل ذاك الذوبان القومى لم يستطع تنظيم الإخوان المسلمين أنْ يُظهر معارضته لهذه المظاهر التى يعتبرها ضد الإسلام ، وربما لأنّ قطاعات عديدة من الإخوان كانوا لا يزالون (مصريين) رغم أصوليتهم الدينية ، أى أنّ الثقافة القومية تغلـّـبتْ على الدين الوافد على مصر. كما أنّ الإخوان فى تلك الفترة لم يُطالبوا بفرض (الجزية) على المسيحيين ، مثلما حدث بعد يوليو 52 أو فرض (الإتاوة) على المسلمين والمسيحيين لإقامة الأفراح أو ممارسة التجارة. كما لم يهدموا أضرحة الأولياء ولم يُحرّموا الموالد كما يحدث الآن.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والروح القومية قبل يوليو1952
- الدور الحضارى لحكماء مصر القديمة
- التعريف العلمى لهوية الوطن
- جمال عبد الناصر ومحمد مرسى
- القمع باسم العمال والفلاحين
- ضباط يوليو والإدارة الأمريكية
- الكوتة لا تحقق المواطنة
- من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين
- رد على الأستاذة أحلام أحمد
- الحضارة المصرية ودورها الريادى فى الطب
- مؤامرة صهيونية لإخراج رمسيس من مصر
- التقدم العلمى فى علم الصيدلة فى مصر القديمة
- التعليم فى مصر القديمة
- صراع الحب والكراهية حول معشوقة الأحرار: المعرفة
- حُمّى السيادة على العالم
- الدولة State والدسلتير
- اليهود البشر واليهود النصوصيين
- تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان
- سراب اسمه (تجديد الخطاب الدينى)
- موتسارت : طفل معجزة وحياة بائسة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الوطن درع المواطنة