أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جمال عبد الناصر ومحمد مرسى















المزيد.....

جمال عبد الناصر ومحمد مرسى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 13:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد أنْ نجح مخطط الإخوان المسلمين فى الاستيلاء على حكم مصر، بمساعدة الإدارة الأمريكية، وبعد جلوس محمد مرسى على كرسى الرئاسة، أصدر عدة قرارات بالعفو عن عدد كبير من الإسلاميين المحكوم عليهم فى قضايا قتل ، مثل إغتيال المفكر فرج فوده وأنور السادات ورفعت المحجوب ومحاولة إغتيال الأديب نجيب محفوظ إلخ. وهذه القرارات تم نشرها فى الجريدة الرسمية، أى يستطيع أى مؤرخ أنْ يعتمد عليها وهو يؤرخ لتلك الفترة الحالكة من تاريخ مصر، كما أنّ محمد مرسى وهيئة دفاعه لا يستطيعون نفى تلك الجريمة التى تمّتْ بحق شعبنا ، خاصة وأنّ الإسلاميين الذين تم الإفراج عنهم ثبت بالدليل القاطع أنهم اشتركوا فى قتل جنودنا فى سيناء بعد الإفراج عنهم.
هذا الفعل الإجرامى سبقه فعل مماثل بعد أنْ استولى ضباط يوليو1952على حكم مصر. ومرجعى فى هذا الصدد خالد محيى الدين (وهو أحد ضباط يوليو من ناحية ، وأحد المدافعين عن عبد الناصر وزملائه من ناحية أخرى) إذْ هو الذى كتب (( اتفقنا فى الأيام الأولى على إصدار قرار بالعفو عن المسجونين السياسيين. ركــّز عبد الناصر وعدد من الزملاء على ضرورة الإفراج عن السجناء من الإخوان المسلمين ، وكانوا جميعًا محكومًا عليهم فى قضايا إرهاب وإغتيالات. وكان هذا الإفراج – فى واقع الأمر- تشجيعًا خفيًا للتيار المؤيد للإرهاب والعنف فى صفوف الجماعة. فإذا كان المحكوم عليهم فى قضايا قتل ونسف وإرهاب يُفرج عنهم بهذه السهولة، فلماذا لا يُكرّرونها مرة أخرى بأمل الحصول على عفو من حاكم آخر أو حتى من نفس الحاكم ؟ لكن الغريب هو أنّ هذا القانون طــُبّق على الإخوان المحكوم عليهم فى قضايا إرهاب وإغتيالات ولم يُطبّق على الشيوعيين)) وكان تحليل خالد لذاك الموقف هو ((والحقيقة أنّ عبد الناصر كان يُضمر فى هذا الوقت الدخول فى تصادم مع الأحزاب السياسية ، فأراد أنْ يكسب الإخوان المسلمين فى صفه فى هذه المعركة... وشجّعه ذلك على المضى قدمًا فى طريق تصادمه مع القوى الحزبية عامة)) (والآن أتكلم- مركز الأهرام للترجمة والنشر- عام 1992- ص 197)
ولكن ما لم يذكره خالد محيى الدين أنّ من بين المفرج عنهم من الإخوان المسلمين من نفــّـذ عملية إغتيال رئيس وزراء مصر أحمد ماهر يوم 24فبراير1945ثم إغتيال أحمد الخازندار وكيل محكمة استئناف مصر يوم 22مارس 1948لمجرد أنه أصدر حكمًا بالسجن على بعض الإخوان المسلمين المُشتركين فى أعمال عنف وإغتيالات. ثم إغتيال حكمدار القاهرة اللواء سليم زكى يوم 4ديسمبر48لمجرد أنه كان يُلاحق القتلة المسلمين. وتبع ذلك إغتيال النقراشى باشا يوم 28 ديسمبر48لمجرد أنه أصدر قرارا يوم 8ديسمبر48 بحل جمعية الإخوان المسلمين. وكان النقراشى قد اتخذ هذا القرار بعد أنْ ارتكب الإخوان عدة جرائم فى حق شعبنا .
كذلك يجب ربط الإفراج عن الإخوان المسلمين القتلة بالقرار الصادر يوم 17يناير53 المُتضمّن حل الأحزاب والهيئات السياسية ومصادرة أموالها ، مع استثناء جمعية الإخوان المسلمين ، رغم ما هو معروف عنها تاريخيًا من تعاملها مع الإنجليز والملك فؤاد ثم ابنه الملك فاروق. وإذا كان عبد الناصر أصدر قرار الإفراج عن المسلمين القتلة واستثنى جمعيتهم من قرار الحل ، فهو نفسه الذى اعترف بتعاملهم مع الإنجليز والملك فاروق وذلك فى حواره مع الوفدى إبراهيم طلعت ، وفى هذا الحوار قال عبد الناصر (( إنّ الإخوان المسلمين كانوا قبل (الثورة) على اتصال بالإنجليز والملك معًا. وأنّ الهضيبى صهر لأحد كبار رجال السراى هو مراد باشا محسن. وأنّ الإخوان المسلمين لم يشتركوا مع الفدائيين فى حركة الكفاح المسلح رغم كثرة عددهم وتدريبهم على حرب العصابات وتوفر السلاح لديهم ، بل إنهم كانوا يحاولون إجهاض هذا الكفاح وذلك بتصريحات رسمية أدلى بها حسن الهضيبى نفسه الذى قال : علموا أولادكم الدين أولا قبل محاربة الإنجليز. وأنّ الإخوان المسلمين كادوا يُجهضون حركة الكفاح المسلح فى القنال فعلا بأنْ أحرقوا كنيسة بالسويس فكاد يحدث انقسام خطير بين المسلمين والمسيحيين وبذلك تنهار الوحدة الوطنية. وقال عبد الناصر أيضًا أنّ حريق القاهرة تم بالتواطؤ بين الإنجليز والملك واستغلوا الإخوان المسلمين لتنفيذ ذلك المخطط . وأنّ الملك بارك هذا الفعل من الإخوان بأنْ استقبل حسن الهضيبى رسميًا والذى صرّح بعد خروجه من السراى بأنها كانت ((زيارة نبيلة لملك نبيل)) وظلّ عبد الناصر يسترسل فى حديثه ليؤكد أنّ الإخوان هم الذين أحرقوا القاهرة يوم 26يناير52. وكان دليل عبد الناصر على ذلك قوله ((ثبتَ أنّ جميع المحلات والمبانى التى أحترقت يوم 26يناير52تم حرقها بطريقة واحدة : بطريقة البودرة الحارقة. ولا يملك هذا السلاح إلاّ الجهاز السرى للإخوان. حتى الجيش ما عندوش هذه البودره. أنا أعرف ذلك)) ولما قال له إبراهيم طلعت : أنكم رغم ذلك استثنيتم الإخوان من قانون حل الأحزاب . ولا يؤيدكم الآن (عام 54) إلاّ هم. إيه الحكاية ؟)) فردّ عليه عبد الناصر((موش بس كدا. إحنا أفرجنا عن كل المسجونين بتوعهم اللى حكمت عليهم محكمة الجنايات : أفرجنا عن قاتل الخازندار. وعن اللى اشتركوا فى قتل النقراشى وعن المتهمين اللى فجّروا القنابل فى المدرسة الخديوية)) وكان تبرير عبدالناصر لتعامله مع هؤلاء القتلة هو التبرير (مع افتراض حـُسن النية) الذى ينطبق عليه المثل الشهير((عذر أقبح من ذنب)) إذْ قال ((إننا كنا عاوزينهم يشتغلوا فى النور. أعطيناهم الأمان)) (مذكرات إبراهيم طلعت- مكتبة الأسرة- عام 2003- من ص 253- 256)
لم يكتف ضباط يوليو52بالإقراج عن المسلمين المخربين والقتلة. وإنما أصرّ عبدالناصر على استمرار الشيوعيين المقبوض عليهم فى (العهد الملكى) فى المعتقلات. ليس هذا فقط بل أصدر أوامره بإعتقال الشيوعيين (الذين نجوا من الإعتقال أيام الحكم الملكى) وهم الذين قادوا الكفاح المسلح فى مدن القنال ضد الإنجليز(المصدر السابق – ص 196)
ويرتبط بذلك أيضًا موقف ضباط يوليو المُتطابق تمامًا مع موقف الإخوان من الطبقة العاملة وهو ما تمثــّـل فى موقفهم المُعادى لعمال كفرالدوار فى أحداث أغسطس 52، أى بعد عشرين يومًا من استيلاء الضباط على الحكم فى المذبحة التى تم فيها إعدام العامليْن محمد البقرى ومصطفى خميس. بخلاف السجن على عدد كبير من العمال كما حدث فى أحداث دنشواى عام 1906 على أيدى الإنجليز. وذكر إبراهيم طلعت أنّ ((جميع المنظمات اليسارية كانت ثائرة على محاكمة المتهمين فى قضية كفر الدوار ومنهم بعض الشيوعيين. وأنّ هناك منشورات وُزعتْ فعلا فى القاهرة ضد حركة الجيش وضد محمد نجيب شخصيًا الذى أمر بتشكيل المجلس العسكرى . وأطلعنى أحمد حمروش على أحد هذه المنشورات. وكان قاسيًا فى ألفاظه وفيه اتهام لمحمد نجيب بأنه مهرج قبل أنْ يكون أداة فى أيدى المخابرات الأمريكية)) (المصدر السابق – ص 97) وعن الدور الأمريكى فى تحريك ضباط يوليو52ذكر خالد محيى الدين أنّ عبد الناصر رفض وصف أمريكا بالدولة الاستعمارية وطلب حذف تعبير (الاستعمار الأمريكى) فى الوثيقة التى كتبها خالد بخط يده عن (أهداف الضباط) وكذلك ترديد عبد الناصر لكلام السفير الأمريكى عن خطورة الشيوعية والشيوعيين. وأنّ عبد الناصر (بإعتراف خالد محيى الدين) قد ((رتــّب قبل الثورة علاقة مع الأمريكان عن طريق على صبرى. وأنّ السفير الأمريكى كافرى قال عن ضباط يوليو52 أنهم My boys وكذلك رفض قيام إتحاد عام للعمال وتعيين الضابط عبد المنعم أمين (الذى انضم لحركة الضباط يوم 22يوليو فى رأى البعض أو بعد قيامها كما ذكر خالد محيى الدين) وأنّ عبد المنعم أمين كان الطرف الثانى فى حلقة اتصال عبد الناصر بالسفارة الأمريكية. ورغم ذلك تم تعيينه ليكون رئيس المحكمة العسكرية التى حاكمت عمال كفر الدوار، ثم ليكون هو المشرف على وزارة الشئون الاجتماعية. وهو الذى اختار الأصولى سيد قطب ليكون مستشاره فيوصى بمنع قيام إتحاد العمال ويكتب مشروع قانون عقد العمل الفردى الذى كان شديد الاجحاف بالعمال إذْ نصّ على الفصل التعسفى والحرمان من حق الاضراب (خالد محيى الدين- مصدر سابق – أكثر من صفحة)
وذكر المؤرخ العمالى أمين عزالدين أنّ ((عبدالمنعم أمين لعب دورًا فى حملة الترويج الأمريكية حول الخطر الشيوعى فى مصر. ووجدتْ المخابرات الأمريكية وعملاؤها فى أحداث كفر الدوار فرصتهم لكى يُضاعفوا الترويج عن الخطر الشيوعى فى مصر. وراحوا يُقنعون نفرًا من قادة الجيش. والتقط هذا الخيط القائمقام عبد المنعم أمين أحد الضباط الطارئين على حركة الجيش والذى لم ينضم إلى الضباط إلاّ يوم 22يوليو52فى عملية الاستيلاء على السلطة. ثم مـُنح عضوية مجلس قيادة (الثورة) يوم 15 أغسطس 52فى أعقاب أحداث كفرالدوار)) (روزاليوسف 27، 31/7/87) أما محمد نجيب فكتب ((لبيتُ دعوة إلى منزل البكباشى عبدالمنعم أمين. وكان حاضرًا معنا جيفرسون كافرى وأربعة من رجال السفارة. علمتُ فيما بعد أنّ إثنين منهم من رجال المخابرات الأمريكية. وكان معى عبدالناصر وزكريا محيى الدين))
وإذا رجعنا إلى يناير2011 والحوار الذى دار بين السفيرة الأمريكية والإخوان عن خططهم فى المرحلة المقبلة. ورد الإخوان بأنهم يتطلعون إلى الحصول على 40% من مقاعد البرلمان و30% من مقاعد الشورى. فلما سألتهم عن موقفهم من رئاسة الدولة، قالوا لها ((هذا ليس وقته)) فكان ردها التحريضى والحاسم ((كيف تـُضيعون هذه الفرصة التى لن تتكرّر؟ اغتنموها ونحن معكم)) وهكذا تقرّر سيناريو الاستيلاء على مصر، وتسليم سيناء للحمساويين لترحيل الفلسطينيين الغزاويين واستيطانهم فى سيناء. ومن هنا كان مغزى قرار محمد مرسى بالإفراج عن المسلمين المحكوم عليهم فى قضايا عنف وإغتيالات ليقتلوا جنودنا فى سيناء تمهيدًا لتنفيذ المخطط الصهيونى (الترانسفير) وبذلك تتخلص إسرائيل من مشكلة الشعب الفلسطينى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع باسم العمال والفلاحين
- ضباط يوليو والإدارة الأمريكية
- الكوتة لا تحقق المواطنة
- من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين
- رد على الأستاذة أحلام أحمد
- الحضارة المصرية ودورها الريادى فى الطب
- مؤامرة صهيونية لإخراج رمسيس من مصر
- التقدم العلمى فى علم الصيدلة فى مصر القديمة
- التعليم فى مصر القديمة
- صراع الحب والكراهية حول معشوقة الأحرار: المعرفة
- حُمّى السيادة على العالم
- الدولة State والدسلتير
- اليهود البشر واليهود النصوصيين
- تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان
- سراب اسمه (تجديد الخطاب الدينى)
- موتسارت : طفل معجزة وحياة بائسة
- التوراة بين التاريخ والعلم والأساطير
- النقد العلمى لأسطورة هيكل
- مدينة أون والادعاء العبرى
- اسم مصر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جمال عبد الناصر ومحمد مرسى