أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - أفيون الأعجاز العلمي في القرأن














المزيد.....

أفيون الأعجاز العلمي في القرأن


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جرعة أفيون نادرة أعتاد على تعاطيها ملايين المسلمين وهي الأعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية, وذلك السيناريو الشيق المتكرر عندما يأتي العالم او الباحث الغربي الكافر وفي اللحظة التي يتوصل فيها الى اكتشاف جديد أو سبق علمي بعد سلسلة من الأبحاث والتجارب والرحلات البحثية وبالصدفة يكون من ضمن فريقه او احد مساعديه ذلك الرجل المتواضع البسيط المسلم الذي يغمره الورع والأيمان, تكاد دموعه تنساب في أي لحظة من شدة التقوى فيقول له وبكل برود وبصوت منخفض : ما توصلت اليه من اكتشاف قد ذكره الله في كتابنا قبل الف واربعمئة عام سبقت وحدث نبينا عنه وهو الذي لا ينطق عن الهوى, ثم يستدرك ذلك المساعد البسيط وبنبرة صوت أعلى, فمن أين لرجل أمي أن يعرف ما توصلت اليه أنت اليوم قبل ألف عام خلت أذا القرآن من عند الله وليس كتابا بشريا فلا يتبقى أمام ذلك العالم الكافر المصدوم الا أن يرجع للقرآن ليتأكد من صحة وجود اكتشافه ثم يعلن اسلامه في لحظة دراما ليس لها مثيل ويعانق ذلك المساعد البسيط الذي أرشده الى طريق الحق ...
هنا ينتهي السيناريو ليبدأ المتلقي له بالتكبير والصلوات وتنتابه حالة من الطمأنينة والارتياح والهدوء لم يسبق له ان شعر بها, ولا يخطر بباله ولو للحظة الذهاب والتأكد بنفسه من صحة هذه المعلومات. ولما البحث ؟ فهذا كتاب الله وهل في كتاب الله شك ؟ تلك المسلمات الفكرية والقناعة التامة بامتلاك الحقيقة المطلقة هي سبب خراب العقل, لماذا تبحث وتتعلم وأنت على يقين كامل من انك تمتلك الحقيقة المطلقة وأن كتابك المقدس فيه كل العلوم ما تقدم منها وما تأخر, هنا يموت الأبداع الفكري ويتوقف العقل.
يتبادر الى ذهني الأن سؤال مهم لو سلمنا بحقيقة الأعجاز العلمي فلماذا يا ترى لم يقدم المسلمون خطوة واحدة للأمام مستندين على ما ذكر في القرآن, لم نرى فرضية علمية واحدة تم تقديمها وتحولت الى نظرية على ارض الواقع بتراكم الأدلة .
لماذا يأتي تفسير آيات الأعجاز دائما بعد اثبات النظرية؟
الجواب هو: لو أن مجموعة من البشر يعيشون في قرية بسيطة تم أخبارهم منذ طفولتهم أن هناك في وسط القرية منضدة حمراء اللون هي سبب البركة لقريتنا ولولا وجودها لمات الجميع جوعا وقهرا ولولا لونها الأحمر لما أمطرت السماء ولا نبت الزرع, لكن لا يمكن لكم أن تروها الا عندما تصبحون رجالا, بمرور الزمن تتأصل الفكرة في البال خصوصا اذا كانت محاطة بهالة من القدسية التي لا نقاش فيها ومن يشكك في صحتها ينبذ على الفور ... فلو فرضنا أن هؤلاء الرجال بلغوا من العمر ما يسمح لهم بالذهاب ورؤية تلك المنضدة العجيبة التي لها صورة راسخة في أذهانهم, وفي اللحظة التي يرون فيها المنضدة يكتشفون أنها خضراء وليست حمراء , ماذا ستكون ردة فعلهم يا ترى ؟
بالتأكيد انهم سيكذبون ما رأت أعينهم وسيرفضون تصديق انها خضراء وسيذهب الكثير منهم الى تغيير مفاهيمه عن الألوان بما يتوافق مع هذه المنضدة فيعتبر اللون الأحمر هو اللون الذي يراه على المنضدة وليس ما كان يعتقد به سابقا ويكمل حياته وفقا لمفاهيمه الجديدة عن الألوان, وهذا هو الحل الأسهل المريح للعقل. والبعض منهم النسبة القليلة الذي يريد ان يستخدم عقله ليفسر التناقض الحاصل لكن في ضوء فكرته المسبقة عن لون هذه المنضدة, سيقول أن درجة الحرارة وأشعة الشمس والأمطار والأتربة, كل هذه العوامل أدت الى تغيير لون تلك المنضدة من الأحمر الى الأخضر وعندها تنتهي المشكلة, لو أن شخصا واحدا منهم عمل بحثا وبطريقة علمية وتأكد من تأريخ هذه المنضدة وأخذ عينات من الطلاء الموجود عليها وتوص الى انها خضراء ولم تكن في يوم من الأيام حمراء لنبذ من قبل الجميع ولربما تعرض الى الأقصاء والتهميش لأن طعن في تلك المنضدة التي هي سبب الخير والبركة في القرية وبهذا تتأصل الفكرة في الأجيال التي تلي تلك المجموعة من البشر.
كذلك هو حال دعاة الأعجاز العلمي, قناعاتهم المسبقة تملي عليهم ما يفعلونه من تلاعب بمعاني الكلمات ولي عنق الآيات وتغيير دلالتها لتوافق نظرية علمية معينة ولا ننسى أن اللغة العربية تتيح مثل هذه الفرص بسبب تعقيدها... أنا لست ضد فكرة الأعجاز العلمي بحد ذاتها أنا ضد التسليم المطلق لكل ما يقال لدرجة ان مواقع الأعجاز العلمي أصبحت من أكثر المواقع كوميديا على الأطلاق.



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور النقاش الاسلامي حول العلمانية : فتح العين أم كسر العين
- متى ننصدم مع الواقع ؟
- هل الموت ممكنا
- الحلم الاسلامي: حين ننتصر
- المسلمون هم أول من سافر عبر الزمن


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - أفيون الأعجاز العلمي في القرأن