أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - هل الموت ممكنا














المزيد.....

هل الموت ممكنا


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 01:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة هي أكثر شيء يحبه الانسان حتى وان كانت حياته تعيسة مليئة بألم لا يوجد انسان يحب الموت اطلاقا فالإنسان ليس مجرد غرائز يأكل ويشرب ويمارس الجنس وينام... الانسان بطبيعته واعي مدرك لما حوله عارف لقيمته مستمتع بلذاته... اناني بطبيعته وهذا ليس عيبا لا يوجد من لا يحب نفسه, الايثار والتضحية صفات بشرية لكن نادرا ما تقود الانسان للتضحية بحياته ... منذ اقدم العصور أول مشكله واجهها الانسان الواعي هي الموت وترك هذه الحياة المغرية, سعى جاهدا للحصول على الخلود فلم ينجح بحث عن اكسير الحياة او تلك العشبة التي تمنحه الخلود فلم يجدها... جعل الموت صوب عينيه طيلة حياته يتساءل ماذا لومت؟ هل ينتهي كل شيء؟ هل اصبح عدما بعد ان كنت اتألم وافرح واحزن؟؟؟ برأيي نهاية درامية محزنة ان ينتهي كل شيء لا يمكن ان يتقبلها أي شخص واعي وما زاد الأمور تعقيدا هو أن الانسان يختبر الموت مرة واحدة في حياته فليس هناك من مات وجاء ليخبرنا عن تجربته مع الموت ... رفض الأنسان تقبل فكرة أنه مجرد مادة فبحث عما وراء المادة وما هو غائب عن مداركه ...لجأ الى الغيبيات أمور ممكن ان يتخيلها بعقله دون ان تراها عينيه, أقتنع بان الانسان ليس مادة فقط وانما المادة هي نافذة الانسان على العالم المادي ... لا بد له من تفسير فأوجد الروح نعم تلك هي عشبة الخلود الروح لا تفنى مع الجسد بل تغادره لحظة الموت فيبقى جسده ليتفسخ في التراب بينما ترتقي روحه الى عالم ثاني في الحياة ما بعد الموت ...أجل هذا هو اكسير الحياة هذه هي الابدية الحياة ما بعد الموت من شدة حب الانسان للحياة ورفضه للموت اوجد الحياة بعد الموت رغم انه لا يمتلك دليلا واحدا عن تلك الحياة الميتافيزيقية الا انه متمسك بها ومدافعا عنها, حريصا عليها أكثر من حرصه على حياته المادية لأنها أمله الوحيد في الخلود الى ان وصل الحال بالإنسان أن يفني حياته المادية تحضيرا للحياة الأبدية لأنها بالنسبة له أكثر اطمئنانا المهم انه موجود لا يخاف فيها من الموت الذي ارقه طيلة حياته المادية ... اذن لا بد من التمسك في الغيب لكن ما الهدف من الحياة بعد الموت ؟ الانسان بطبيعته كائن مفكر عاقل يحب استخدام عقله لديه فضول عجيب فلا بد له ان يجد هدفا لحياته الابدية فأفضل ما يمكن ان تكون عليه هي كونها مكملة لحياته المادية لكن كيف ؟؟؟ تصفية الحساب ... الخير والشر من ثوابت الحياة البشرية فلا بد ان يكون لهذه الثوابت امتدادا في الحياة الابدية الثواب والعقاب على اعمال الانسان في حياته المادية لكن من يعاقب لا بد من وجود كاتب لكل هذا السيناريو لا بد من وجود عدل في هذا الحساب فالحياة المادية مليئة بالظلم والصراع من اجل البقاء وفرض القوة على الضعيف طالما الحياة المادية لا تنصف المظلوم فالحياة الغيبية لا بد ان تنصفه اذن لا بد من مدبر لهذه الحياة ولا بد من كونه عاقل مدرك يفهم الانسان ويحاكي مشاعره ليتمكن من انصافه ... اذن لا بد من حكم صديق للخير وكاره للشر, لكن من اعطاه سلطة الحكم بين البشر؟ اذن لا بد ان يكون ملكا على البشر عندما يقضي أمرا ينفذه الجميع ولا بد ان يكون هو من اوجد البشر وله حرية التصرف فيهم ... هذا المدبر كيف يوجدنا ولا ينظم امورنا؟ اذا لا بد من دستور ينظم حياتنا ولا بد لنا من الالتزام به لكي يرضى عنا ....
وتستمر السلسلة لتصل الى ما هو عليه اليوم اصبح الأنسان يتسابق مع الايام ليصل الى تلك الحياة الابدية وقد يعجل في الوصول اليها سواء بانتحار او حروب وغيرها ... اذن رفض الانسان الموت على مر العصور وأبى الاستسلام لهذه الحقيقة المرة, لكن يبقى السؤال هل الموت ممكنا ؟



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم الاسلامي: حين ننتصر
- المسلمون هم أول من سافر عبر الزمن


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - هل الموت ممكنا