متى ننصدم مع الواقع ؟

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

واقع التخلف والجهل تعيشه الدول العربية والاسلامية واضح لا غبار عليه اصبح كالقطار الذي لا يحيد عن سكته والأدهى انه سرعته في ازدياد متواصل, السؤال هو متى يتوقف هذا القطار؟ هل يحتاج الى صدمة للتقليل من سرعته؟ طالما ركابه لا يدركون حقيقة ما يجري وفرحين في رحلتهم والمتحكمين فيه يسيرون بأقصى سرعة ممكنة فلا بد من تأثير خارجي عليه ليغير مساره ... فهل تعرض قطار الجهل الى صدمة ؟؟؟ الجواب نعم وبكل تأكيد تعرض الى عدة صدمات شديدة القوة فلماذا لم يتوقف ؟؟؟
لنترك القطار ونتحدث عن الواقع هل هناك فعلا صراع حضارات؟ هل نحن جزء من هذا الصراع؟ هل نملك مؤهلات الدخول في صراع مع الأخر؟ لا اعتقد اننا اصحاب حضارة اليوم خرجنا من هذا الصراع منذ أول جولة كنا أول الخاسرين وهذه بحد ذاتها صدمة كافية لإيقاف ذلك القطار المشؤم فلماذا لم نتوقف ؟؟؟ رفضنا الاعتراف بالحقيقة لجأنا لطريقة الطالب الكسلان الذي يعلق كل اخطاؤه على شماعة الأخرين ... بدل من الاعتراف بالفشل أصبحنا أكثر اعتدادا بأنفسنا وأكثر الناس تفاخرا وتمسكا بواقعنا المرير خرجنا من السباق ولم نحاول ولو لمرة ترتيب اوراقنا من جديد ودخول المضمار مرة ثانية أصبحنا متفرجين, ولسنا مشجعين لأي طرف بالعكس حاقدين على الجميع ننتقد من يتقدم ومع كل انتصار يحققه الأخر نقول نحن من علمناه أصول اللعبة! لولا ثقافتنا وعلومنا السابقة لما وصل الى ما هو عليه, نحن من علمنا العالم نحن من نشرنا الحضارة والفكر في كل مكان ... الخاسر دائما حاقد على غيره يراه بعين التصغير وروح الانتقام وهذا ما نفعله دوما نتغنى بانتصاراتنا المستقبلية نحلم بفرصة الانتقام لتدمير الأخر ولم نفكر لحظة للاستفادة منه والنهوض بأنفسنا ... فجأة بدأنا نتغنى بأبن رشد وغيره من المفكرين ونتفاخر بهم بعد ان نبذناهم, بعد ان أحرقنا كتب ابن رشد وقتلنا بذرة الفكر الذي لم يرى النور الا عند الغرب , فجأة تحول ذلك الزنديق الكافر الى مفخرة العرب والمسلمين يا لها من فضيحة عندما تعترف ان كان بإمكانك النهوض ولم تنهض ... نعم صدمنا مع الواقع مرات عديدة لكننا نبدع في كيفية امتصاص هذه الصدمة ومواصلة مسيرتنا نحو الهاوية ... خرجنا من التأريخ وقريبا سنخرج من الجغرافية

#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل