أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!














المزيد.....

سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 15:42
المحور: كتابات ساخرة
    


صور هذه الايام..لقطات هذه الايام في غاية الروعة...كلمات مسؤولي الدولة هذه الايام تثير الروع والروعة !!!..لقطة فقير بائس وقبلة على جبينه من شفاه مقدسة يدعي صاحبها قربه من الله !!!..لقطة اخرى لمسؤول حكومي ثاني وقد ارتدى ملابس الفقراء واقف قرب احدى المجاري الطافحة وجيش من المصورين يصور في اللحظة الف صورة ليدين ناعمتين نعومة يدي الاطفال وهي تمسك بمطرقة حديدية !!..حتى المطرقة الحديدية ماتت من الضحك على تلك اليدين الناعمتين فما بالك بالاعين البشرية البصيرة؟!!..لقطة اخرى لمسؤول وطني شششريف..اسف اسف جدا..كلمة الشرف اصبحت ثقيلة بعض الشيء!!..يزور عائلة فقيرة مكونة من عشرة اطفال لا اب لهم وامهم على فراش المرض يلتحفون برد الشتاء وتدفئهم عين الله والملائكة في الليل جدتهم تبيع التبغ والسكائر في النهار وتحكي لهم في الليل على ضوء الفانوس الخافت الباهت حكاية الاخ علي بابا والاربعين وزير!!..حقا هي لقطة معبرة !!..يزورهم المسؤول الحكومي الشششريف وينحدر الى مستواهم ويضطر لتوزيع القبلات على الخدود الصغيرة المغطاة بالمخاط الحامض !!!..ويمسح امام الكاميرات خديه ويمسح دموعه الغير الموجودة اصلا !!!..وتقوم عشرات الكاميرات بتصوير البطانيات الناعمة المهداة من المسؤول الى تلك العائلة الفقيرة التي تدفع ثمن الكثير من الاخطاء التي ربما كانت رغبة الاب الراحل بعدم تحديد النسل احداها!!!..وسرقة النفط السبب الاخر ربما!!!..وغياب العدالة الاجتماعية ربما كان السبب الوحيد الطاغي على كل الاسباب..انتهى التصوير وعين المسؤول على البطانيات التي كان قد وزع منها الكثير في هذه الايام وهو غير واثق من نتائج الاقتراع!!!..يركض الطفل الصغير نحو المسؤول ليقبله خلف اعين الكاميرات!!!..تدفعه ايدي رجال الحماية الى الوراء بقوة واحدهم يصيح به لقد انتهى التصوير ...والمسؤول لازال يحك وجهه بالمنديل المعقم !!..لا زال طعم المخاط في حلقه!!..يهون يهون كله يهون...من طلب العلا ذاق طعم مخاط اطفال الصفيح...وفاز باللذة الجسور !!..جسور ومية جسور!!..سيدخل البرلمان وسيعوض ثمن البطانيات في اسبوع واحد!!..انه ليس الوحيد الذي يزور البيوت المنكوبة وهي بمئات الالاف ، مئات المسؤولين يفعلون مثله يوميا ،، فهذه الايام هي ايام الفقراء بحق...مونديال الفقراء بحق ...سهم الفقراء اصبح حاليا في هذه الايام عاليا وغاليا !!!..هم الاكثرية وهم من يملكون الصوت وسيمنحونه لاصحاب السوط !!..للفقير لسان وصوت ولكن اذان الدولة طرشاء الا في ايام معدودات تتدور في كل اربع سنوات مرة!!!..هنالك شعارات ايضا ،،، شعارات كثيرة وكبيرة وكلمات من العيار الثقيل اشتريت من الكتاب والادباء لتلصق وتنسب الى المسؤول المرشح لدورة قادمة !!..شعارات من قبيل...دماء الابرياء امانة في رقابنا الى يوم الدين !!..ايباه ؟!!..الى يوم الدين ؟!!..انه يريد ان يعمر الى يوم الدين !!..يكفي الظلم يكفي !!!..هذه ايضا من الشعارات البراقة !!..شعار اخر يقول ..يجب ان يذهب ثمن برميل النفط الى جيب المواطن الفقير !!!..فليذهب ..لماذا لا يذهب؟!!..هل هناك احد مسكه ؟!!..هذا الشعار هو قديم جديد ...في الماضي كانت صياغتها تقول...نفطنا لنا !!..وكانت النتيجة ان حتى ثمن مناديل الورق في حمام الامين العام للامم المتحدة كانت من نفطنا...راقصة في اقصى الارض تهز وسطها كان من ثمن نفطنا!!..نفطنا كثير ...يكفي الكرة الارضية !!!..يكفي الجميع عدا اطفال البيوت المصنوعة من الصفيح!!..شعارات كثيرة وكلمات كبيرة واصوات منادية وثرثرة كبيرة من السرسرية واداء تمثيلي كبير وممثلين يقبضون الملايين من اداء لقطات تمثيلية هزيلة في مكان اختفت فيها صناعة السينما والمسرح !!!..لا تتعجب كثيرا انت هنا في بلاد غريبة غرابة حكايات الف ليلة وليلة ...في بلاد يصل فيها مصباح علاء الدين بسهولة الى ايادي داعرة فاجرة في كل مرة !!!..لا تستغرب شيئا فاستغرابك محل استغراب وعجبك محل استعجاب ...فقط اسكت واصمت وراقب رقص القرود الممسوخة وشاهد لقطات التمثيل وشاهد حركات ملامح مسؤول تذوق لتوه مخاطا حامظا من خد طفل صغير من اطفال الصفيح.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ
- لكل منا ..توباد
- قلبي...وقلب نظام الحكم!!
- لازالت الجدران تحفظ بصماتك يا ابي
- الدولة المقيمة والدولة العقيمة !
- زينب..زينب؟!...ماذا تعمل الان؟!
- اليوم رأيت البقرة السعيدة!!! ولهذا انا تعيس اليوم!!!.
- كفري.... احلام من الباطن
- ارفع السبابة عاليا ...وكن سعيد وفخورا ايها العراقي
- مصباح علاء الدين او الحظ وحده.. لاشيء آخر!!
- كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي ...
- الخلفيات الحضارية وكراسي الخلفيات!!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!