أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - الظل وظل الظل !!














المزيد.....

الظل وظل الظل !!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 01:35
المحور: كتابات ساخرة
    


الانسان في الشرق الاوسط يتميز عن باقي خلق الله في الارجاء الاخرى من الارض بأنه له ظلين !!..كل انسان له ظل واحد عدا الانسان في الشرق الاوسط فأن له ظلين..ظل يرافقه اينما توجه ، حتى لولم يكن هناك ضوء لولادة الظل !!..حتى في غياب الشمس والنور يبقى الظل مرافقا له !!..عرفت فيما مضى احدهم ممن كان يملك ظلين ،،، ظله الطبيعي ،، والظل الذي منحته اياه ميزة كونه شرق اوسطي !!!..وكان كاتبا مثقفا فريد النوع والطراز في الادب الجم والخلق الثر ..وكان حسن النية لدرجة انه ماكان يشعر بأن هناك ظلين يرافقانه،،، ظله وظل ظله...ظل الظل هذا مصطلح جديد !!..اتشرف بقيامي بتقديمه للقاريء الكريم وبأني المكتشف الاول لهذه التسمية !!..التسمية فقط !!..اما كموضوع وكواقع فهو موجود من عقود ولكن بتسميات مختلفة لا تصلح للاستعمال والاستخدام لالقاء الضؤ على الموضوع!!..فدوري هنا هو مجرد دور كاشف وليس بموجد أو ناشيء..اما المبتكر والمخترع لظل الظل فليس فردا واحدا..لأن استطاعة اختراع ظل الظل تخرج عن ارادة وقدرة فرد واحد أو حتى مئة رجل !!!..عودة الى صديقي صاحب ظل الظل الغير الملم بذلك ؟!،، كان المسكين يغادر صباحا الى الدوام الرسمي كمعلم ويحث الطلاب على الخير ويعلمهم معاني الانسانية ويكلمهم عن العدالة الاجتماعية !!..التي تصلح احيانا لدى البعض كخميرة لصنع تهمة !!..من ينادي بالعدالة الاجتماعية تصلح دعواه لان تكون مادة للاتهام !!..شيوعي مثلا ؟!،،، اسلامي ؟!!..قومي متطرف؟!!...قطري متأطر بأطر ضيقة ؟!!..اية تهمة اخرى بحسب منظومة النظام الحاكم ،، أي ان لون التهمة متوقف على لون نظام الحكم...اما صديقي المسكين فكان يعتقد بأنه بكلامه عن العدالة الاجتماعية انما يزرع البذور الاولى في ارضية يافعة على امل ان تينع الثمار مستقبلا في جيل يرفض الاستبداد والاستغلال ،،، غيور على الحرمات،، يأبى الهوان..محب للخير والسلام..يعني انه كان يعتقد بأنه يزرع للعقود القادمة...مثل زراعة اشجار النخيل التي تتطلب صبرا طويلا حتى ايناع الثمار!!!..ولكن دعواته البريئة كانت تعني شيئا اخر لدى مخترع ظل الظل،،، السلطان وبطانته وبطانة بطانته،، وبطانة بطانة بطانته وحتى الجيل الاخير من البطانات !!!..لذا اختاروا له ظلا يرافقه اينما حل وارتحل..وحصل في احدى الايام ان عبر صاحبنا الشارع بسرعة الى الجانب الاخر من الطريق وكان طريقا سريعا وفجأة سمع صرخة وراءه مع صوت مكابح سيارة على الشارع!!..فألتفت وراءه فأذا برجل وقد دعسته سيارة !!..هرع اليه صاحبنا الطيب لينجده ويسعفه وكان وجهه مغطى بالدماء حاول ان يسعفه ولكن فوجيء بيدي المصاب المدعس تسحبانه بقوة اليه !!..لم تكن كلماته تخرج بسهولة من فيه أو من فمه أو شفتيه !!..مجرد تمتمات ،، ووسط تجمهر الناس ووسط ابواق السيارات ظل ممسكا بقوة وبيديه بساعدي صاحبنا ويسحبه باصرار اليه !!..ظن صاحبنا انه مصدوم من شدة الصدمة !!!..ولكن المصاب كان يريد قول شيء لصاحبنا وفعلا قام بسحب صاحبنا ليظمه الى صدره وهو مرتم في الشارع وهمس بأذنه...سامحني..اعفو عني...اسأت لك ...سامحني ارجوك قبل رحيلي !!.لقد كنت مكلفا بمراقبتك ...كنت ظلك !!...كانت صدمة صاحبنا بمقدار صدمة المصاب الذي لم يكمل كلماته الباهتة الخافته ولفظ اخر انفاسه بعدها !!..كان ظله وظل ظله ..يلازمه كرقيب عتيد،،، يكتب عن حركاته وسكناته وكلماته وسكوته حتى !!..عن الاماكن التي يزورها أو التي يروم زيارتها !!!...كان يعلم كم سيكارة يدخن في اليوم ومن يلتقي وماذا يأكل ومتى ينام وكيف ينام !!..وكيف يتذمر وكيف يشمئز !!!..كان يعرف عن مشروع زواجه بخطيبته !!!..كان يعلم متى يضطر لركوب الباص الحكومي ومتى يكون بامكانه استقلال سيارة تاكسي !!!..كان مرافقه ...بل كان ظله وظل ظله لسنوات طوال !!..وقبل اعلان صافرة النهاية وفي الوقت بدل الضائع طلب من صاحبنا العفو والسماح !!!..وهذا يعني ان ظل الظل هذا كان كاتب تقارير ممتاز ومن مدمني الكتابة في دفتر الذكريات السرية لمديريات الظل والاشباح العامة التابعة للامن العام !!!..وفي النتيجة فأن ذلك يعني الجلوس لايام لوحدك والانقطاع عن العالم بحثا وراء خطأ ارتكبته أو قول يمكن ان يتم مؤاخذتك عليه بشدة !!..وهو ماحدث لصاحبنا الذي اصبح متوجسا من كل شيء ومن كل من حوله واصبح الارق انيس عينيه لليالي طوال واصبح يلتفت فجأة وراءه وهو ماش في الشارع عله يتعرف على ظل ظله الجديد !!!..واصبحت تصرفاته محل ريبة وشك في نظر زملاءه وطلابه !!!..ومضت اشهر وهو على هذا الحال ولم يكن يشعر بأن شبح وروح ظل الظل اصبح ساكنا فيه لصيقا به اكثر من ذي قبل ..وظل لسنوات في حال اضطراب نفسي الى ان سنحت له فرصة لزيارة قريب له في اوربا حيث امضى اياما وشعر خلالها بأنه ليس هو!!..وشعر لاول مرة بأنه لا يملك سوى ظلا واحدا وهو ظله الطبيعي !!!..لهذا آثر البقاء هناك ولم يعد ابدا.
احيانا ينتهروينهض فزعا خائفا صارخا على سريره في منتصف الليل !!!..ثم يعود ليكمل نومه بأمان بعد ان يستعيذ بالله من شر الشياطين...شياطين الانس والجن !!!..وبعد كل حلم مرعب مخيف مزعج أو بعد كل كابوس يراه في المنام...لظل يرافقه في الظلام.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ
- لكل منا ..توباد
- قلبي...وقلب نظام الحكم!!
- لازالت الجدران تحفظ بصماتك يا ابي
- الدولة المقيمة والدولة العقيمة !
- زينب..زينب؟!...ماذا تعمل الان؟!
- اليوم رأيت البقرة السعيدة!!! ولهذا انا تعيس اليوم!!!.
- كفري.... احلام من الباطن
- ارفع السبابة عاليا ...وكن سعيد وفخورا ايها العراقي
- مصباح علاء الدين او الحظ وحده.. لاشيء آخر!!
- كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي ...
- الخلفيات الحضارية وكراسي الخلفيات!!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - الظل وظل الظل !!