أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فارس محمود - -مؤتمر بروكسل-.. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!















المزيد.....

-مؤتمر بروكسل-.. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 308 - 2002 / 11 / 15 - 03:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"مؤتمر بروكسل".. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!

 

 

 

 

امتداداً لمساعي امريكا بشن الحرب على العراق ومسالة طبيعةالحكومة الجديدة في العراق، واستمراراً لنهج بعض فصائل المعارضة البرجوازية العراقية بالاصطفاف في خندق قرع طبول الحرب ضد جماهير العراق، تجري ترتيبات لعقد مؤتمر المعارضة العراقية في بروكسل للفترة (22-25) تشرين الثاني حول مسالة "مستقبل العراق ما بعد صدام". وتتالف اطراف هذه العملية من احزاب لايربطها قاسم مشترك سوى توكيل الـ CIA لهم، معاداة الجماهير، وسعيها لنيل مكانة في السلطة باي ثمن كان. ان الاحزاب والجماعات المذكورة هي (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الوفاق الوطني، المؤتمر الوطني الموحد، الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحركة الملكية الدستورية).

ان هذه صفحة سوداء اخرى تضاف للسجل الطويل لهذه المعارضة. لقد رهنت هذه المعارضة امر صعود عرش السلطة بالدماء الزكية لاطفال وشيوخ العراق، بدماء المدنيين والابرياء. هل ثمة خزي وعار اكثر من هذا؟! هل ثمة استهتار اكبر من هذا بكل القيم الانسانية والمدافعة عن حياة امنة للجماهير؟! كيف يبرر هؤلاء جريمتهم هذه؟! اين يخفوا رؤوسهم غداً من حساب الجماهير؟! بمن يستنجدواغداً للافلات من حكم الجماهير؟!

ان  ذلك ليس بامر غريب عن مثل هذه الاحزاب. اذ ان سجلها السياسي والعملي لهو وصمة عار على جبينها لن تمحى ابدا. لقد وقفت هذه الاحزاب، وعلى طول الخط في خندق معاداة الجماهير. لقد هللوا للطائرات الامريكية في حرب الخليج مروجين لسياسات امريكا والغرب في شن حملة ابادة جماعية بحق جماهير العراق وبالاخص اؤلئك الجنود المنسحبين من جبهات القتال، لقد طبلوا للحصار الاقتصادي تحت مبررات هزيلة بكونه يهدف الى اضعاف النظام، وبالتالي، اسقاطه. لقد برروا لعمليات القصف اليومي التي راح ضحيتها الابرياء والعزل من جماهير العراق، لقد رحبوا بسياسات امريكا حول تحرير العراق وتشكيل المنطقة الامنة، ورهن مستقبل اكثر من اربعة ملايين انسان لحكم المليشيات والعصابات المسلحة القومية والدينية.

اي مستقبل يتطلع اليه المرء من مثل هذه الاحزاب!! تصور ماذا يكون عليه حال ومصير جماهير العراق ان سقطا بيد حفنة لصوص، قطاع طرق، مافيات، مجرمي حرب، عملاء، جواسيس، رجعيين ترعرعوا في احضان الـ CIA، ملالي الجمهورية الاسلامية والجنرالات الفاشيين الاتراك والنظام البعثي نفسه. لقد ذاقت جماهير ايران في ظل الجمهورية الاسلامية، قبلة المجلس الاعلى، مصائب وويلات تعجز عن الوصف. وان جماهير ايران على ابواب كنس هذا النظام القروسطي، فيما تسعى امريكا، عبر هذا المؤتمر، جلب اشبال هذا النظام (المجلس الاعلى) ليحكموا جماهير العراق!!  لقد جربت ايضاً الجماهير في كردستان بالضبط معنى مثل هذه الحكومة. انها لاتعني سوى الفقر، البطالة، الجوع، سلب الحقوق والحريات، انعدام الامن، قمع المعارضين السياسيين، التحول ادلاء لدول المناطق لارتكاب المجازر بحق معارضيهم، التجسس والعمالة لدول المنطقة، تحويل ملايين ملايين الدولارات لحساباتهم المصرفية في الخارج. ان جماهير كردستان تعد اللحظات لكنس هذه المليشيات والعصابات المسلحة للاحزاب القومية الكردية. انها نفس الاحزاب القومية الكردية الملطخة اياديها بدماء الالاف من مقاتلي الحزب الذي يجلس معهم لصوغ مستقبل جماهير "عراق ما بعد صدام"!! والتي ذبحت اسرى بعضهم البعض من اجل صراع السلطة في كردستان!!

 ان عراقهم الديمقراطي سيحكمه هؤلاء مضافاً اليهم مجموعة اخرى من الجلادين والمجرمين البعثيين السابقين، ابناء نظام صدام الفاشي وازلامه، من امثال الخزرجي والسامرائي والجبوري الملطخة ايديهم بدماء الاف العراقيين الشرفاء. لايعرف احد كيف غدا هؤلاء ممثلي جماهير العراق؟! وفق اي تخويل يجلس هؤلاء للحديث باسم جماهير العراق ليصوغوا نظام بعث جديد، جمهورية رعب وخوف جديدة على رؤوس جماهير العراق؟! ان هذه المجاميع التي لم تنل تزكيتها من الجماهير، بل من الـ CIA ليست ممثلة لجماهير العراق. لاتتمتع بشرعية الحديث باسمها. لايعلم اكثر من 20 مليون انسان ماذا يقرر هؤلاء وعلى ماذا يتفقوا في مؤتمر هدفه الاساس اعطاء الشرعية لحرب امريكا و توزيع كعكعة السلطة المغمسة بدماء العراقيين. ان القفز على ارادة الجماهير لهو مدان جملة وتفصيلاً.

 لم تقرر جماهير العراق ان تستبدل جلاد بجلاد. لم يقرر شباب العراق ونساءه ان يستبدلوا (3) عقود من القمع البعثي بـ(3) عقود اخرى من القمع الاسلامي والقومي والملكي. لاتتطلع جماهير العراق لديكتاتورية حفنة احزاب تقيم انتخابات شكلية كل عدة سنوات ليحكموا باسمها، ليعدموا باسمها، ليصادروا الحريات السياسية والحقوق المدنية باسمها! ليمتهنوا كرامة العامل والمراة والطفل باسمها! ان جماهير العراق تنشد العدالة، الرفاه، التحرر، مستقبل مؤمن، مجتمع خال من القسر المادي والمعنوي، خال من العوز والجوع والفقر والبطالة.  

 على هؤلاء ان يعطوا جوابهم غداً على كل موقف من مواقفهم، على كل ممارستهم السياسية. عليهم ان يعطوا ردهم  على: ماذا كان موقفهم من امريكا حين كانت ترتكب مجزرة ابادة جماعية راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف المليون انسان؟! ماذا عملوا من اجل اطلاق سراح السجناء السياسيين؟! ماذا عملوا حين كان النظام يجتز رؤوس النساء الذين دفعتهن ظروف الحياة الصعبة لبيع اجسادهن؟ ماذا عملوا من اجل توعية الجماهير بالحريات السياسية دون قيد او شرط؟! ماذا عملوا من اجل اشاعة حرية الراي والمبدأ والعقيدة؟! ماذا عملوا من اجل حقوق عمال العراق، النساء والاطفال؟! عليهم ان يردوا على عشرات الاسئلة الاخرى‍‍!! ان هذه المعارضة هي احد اطراف خلق ماسي ومصائب جماهير العراق.    

ليس بوسعهم ان يعملوا ما يشاؤوا ويديروا وجوههم كانه شيء لم يكن. لا احد ينسى. الجماهير لن تنسى. ان البشر، الاحزاب، المنظمات مسؤولة عن كل مافعلت. لحسن حظنا اننا نعيش في عصر الانترنيت. ليس بوسع احد ان يرتكب فعلته وينكرها. ان جماهير العراق تنتظر يوم محاسبتم على اصطفافهم في الخندق المناهض لابسط حقوقها وتطلعاتها، خندق معاداة الجماهير وتبرير سياسات امريكا وذر الرماد في عيون جماهير العراق.

انهم يرقصون اليوم لمجازر وحمامات الدم المقبلة في العراق. لايرون في ذلك ضير طالما يقربهم من السلطة التي حرمهم البعث منها. لايرون ضير في مجيئهم للسلطة على اشلاء اناس، مثلي ومثلك، ابرياء لاذنب لهم في كل مايجري، اناس مثلنا يحلمون بتربية اطفالهم بامان وبعيدا عن الجوع والفقر والعوز والحاجة، ياملون بعالم لاقلق فيه على اعز اناسهم من ان تتلقفه الشظايا والصواريخ، يبحثون عن الحب، عن السعادة وعن الرفاه والبسمة.

ينبغي فضح كل هذا القيح. يجب ادانة وتصعيد النضال ضد السياسات والمساعي الامريكية في شن الحرب على جماهير العراق. ان هذه افضل خدمة بالوسع تقديمها لجماهير العراق والبشرية جمعاء. يجب احباط مخططاتها بصياغة مستقبل جديد للجماهير بالرغم وبالضد من ارادتها. ينبغي قطع دابر امريكا ومخططاتها. اذ بهذا، سياخذ المؤتمرون المتهافتون مكانهم الواقعي. ينبغي فضح وتعرية اهداف مؤتمرهم وجلساتهم التي لاتهدف سوى الى قطع الطرق على الجماهير في اقرار وتحديد خيارها السياسي. يجب فضح هذه الخطوة بوصفها خطوة تستهدف سلب حرية الجماهير وارادتها، تستهدف سد الابواب، سلفاً، امام الجماهير المحتجة وخنق وأد صوت التحرر، ابعاد الجماهير ومجابهة مطاليبها الهادفة الى اجراء تغييرات جذرية في المجتمع. ينبغي تعرية هذا المؤتمر بوصفه خطوة بوجه الجماهير قبل ان تكون بوجه نظام صدام المهتريء.

 يجب قلب المؤتمر المنشود على رؤوسهم، يجب ان تتحول هذه المناسبة الى منبر لفضح كل سجل هذه الاحزاب القومية والدينية الاسود وكشف ماهيتها ونوع المستقبل السياسي الذي تنشده للجماهير. على كل قوى التقدم والتحرر والمساواة، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العمالي، ان تحيل هذا اليوم الى كابوس مؤرق ويوم اسود في تاريخ هذه الاحزاب، يوم تتذكره بمرارة. وامام سلب ارادة الجماهير، يجب تنظيم الصف الانساني، صف التحرر والمساواة. يجب ارجاع حق القرار بيد الجماهير. يجب ارجاع الارادة للجماهير. انها مهمة الحزب الشيوعي العمالي وسائر التحرريين في العراق والعالم.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا، نتاج اية واقعيات!!
- الرجعيون يقاتلون بعضهم
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة! رد على شتائميا ...
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائمي ...
- ! رد على مقالة جورج منصور -انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرو ...
- افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!
- علاء اللامي.. والسعي لبث الروح في شعبوية متهافتة؟! - الجزء ...
- مَنْ ينصح مَنْ؟!! رد على مقال صاحب مهدي الطاهر "رد على مناشد ...
- نص خطاب في مراسيم رحيل منصور حكمت- ستوكهولم
- يجب رفع الحصار فورا ودون قيد او شرط
- ورحل شامخاً!!
- اعلان شيعة العراق.. سيناريو جديد مناهض للجماهير
- قرع امريكا لطبول الحرب سياسة مناهضة لجماهير العراق
- الاوضاع الاخيرة في فلسطين!!
- الاحزاب الشيوعية العربية والاصطفاف في خندق الاسلام السياسي


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فارس محمود - -مؤتمر بروكسل-.. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!