أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائميات اللامي! - الجزء الثاني















المزيد.....



علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائميات اللامي! - الجزء الثاني


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 289 - 2002 / 10 / 27 - 04:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!!

رد على شتائميات اللامي!

الجزء الثاني

 

 

بعد كتابة ردي على علاء اللامي والذي صدر في مقالة تحت عنوان " علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة"، صدرت ثلاثة اجزاء من رد علاء اللامي بعنوان براق و مشبع بروح الاستفزاز غير السياسي "السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة!! لقد فضلت ان يكمل علاء رده حتى يتسنى لي ان اجيب عليه بشكل كامل واخير. ثمة امور كثيرة في هذه الاجزاء تستلزم الرد المفصل. ولهذا، وجدته امرا ضرورياً، وفي الوقت ذلك مكلفاً في هذه الاوضاع الحساسة التي يمر بها العراق، وادامة النقاش مع علاء اللامي وتوضيح ما تقتضي الضرورة توضيحه. اني لا اهدف من هذه المقالة اقناع علاء اللامي ناهيك عن تبعيثه قسرياً في صفوف حزبي مثلما يعتقد. ان هذه ليست مشكلتي.  ان عالمنا الراهن مليء بالاف مثل اللامي، واهم من اللامي،  لايعد  اقناعهم امر ذا اهمية خاصة لنا اليوم. الاهم ان نمضي اليوم نحو هدفنا السياسي المباشر: احباط المسعى الامريكي بشن الحرب على العراق. اني اسعى من الرد على علاء اللامي توضيح سياساتنا ومواقفنا وتصوراتنا وكذلك نمط واسلوب تعامل الشيوعية العمالية مع الجدل والبحث السياسي.   

 

لقد شن علاء اللامي، فقط استناداً الى رد عصام شكري على مقالته، هجوماً عنيفاً على الحزب مستخدماً اقذع الالفاظ والتشبيهات والاستعارات، هجوماً لا حدود لانفلاته السياسي والادبي. للاسف الشديد،  لم يميز الكاتب بين حزب سياسي  وبين راي طرحه احد من كوادره. لقد اسقط كل ما كتبه عصام شكري بصورة مباشرة على الحزب. لقد عَدًَ، وبصورة الية، ارائه واسلوب بحثه سياستنا ومواقفنا  الرسمية واسلوب بحثنا، وجعلها منطلقاً لحرق اليابس والاخضر. لقد "خيب" رد عصام ضن اللامي بالحزب!! لقد بين رد عصام ان اللامي ارتكب خطأ انه "بالغ يقيناً" بالحزب!! وفق اي تقليد سياسي، بنى استنتاجه وقراره هذا؟! منذ متى تُقَيًَمْ الاحزاب السياسية وفق  مقالة كادر من كوادرها؟! ان اللامي اولى بجواب هذا السؤال. 

 

اود ان ابلغ علاء اللامي، ان حزبنا ذا تقاليد سياسية مختلفة. اننا، كحزب سياسي اجتماعي، نؤمن بحرية رفاقنا التامة في ابداء الراي تجاه مسائل المجتمع المختلفة لسبب بسيط ان عضو الحزب، وقبل ان يكون عضو حزب، هو انسان حر في مجتمع. انسان له نظرته وتصوراته تجاه مسائل المجتمع المختلفة (وما اكثرها!). ليس ثمة اوصياء في الحزب! ليس ثمة رقابة حزبية! انه جزء من تقليدنا السياسي كحزب سياسي واجتماعي منفتح  يتمتع رفاقه باوسع الحريات في التعبير عن ارائهم تجاه اي موضوع واي مسالة. وفي الوقت ذاته، يستند الحزب الى الوحدة السياسية والواعية لاعضاءه. ان سياسات الحزب ومواقفه تعبر عنها بيانات الحزب، قراراته الصادرة باسماء هيئاته السياسية والتنظيمية (المكتب السياسي، اللجنة المركزية، الحزب، الاجتماع الموسع للجنته المركزية، المؤتمر و..). لكن ان ياتي علاء اللامي وينزل جام غضبه على الحزب استنادا الى مقالة عصام، فانه يرتكب قصداً وعمداً ظلماً فادحاً بحق الحزب. انا اعلم ان خطأه هذا يكمن في مكان اخر. اذ انه لم يرى في كل تاريخه وتجربته السياسية مع المنظمات والاحزاب الاشتراكية السابقة سوى نوع معين من العلاقة بين الحزب والعضو، مسخ العضو واستلابه. ولهذا اسقط هذه العلاقة مباشرة على حالتنا هذه.

 

 ان المنطق الذي يتحدث به علاء اللامي، بهذا الخصوص، يتناقض بشكل واضح حتى مع سمات عصرنا. بوسع الجميع اليوم ان يتصلوا  بالعالم كله عبر الانترنيت، بوسعهم ان يكتبوا وينشروا في عشرات الصحف والمجلات والمواقع الانترنيتية دون ان يكلفوا انفسهم عناء مغادرة البيت ودون الرجوع الى احد.  حتى من زاوية الرقابة، وهو الامر الذي يخالف بشكل تام تقليدنا السياسي والحزبي، يعد امراً مستحيلاً. ان المنطق الذي يستند اليه، في كل مقالته، لنقد الحزب هو منطق مقلوب واعوج. على علاء اللامي ان يعدل منطقه المقلوب وليس اتهامنا وتقييم الحزب استناداً الى مقالة كادر وان كان بمكانة عصام شكري.

 

كيف جعل اللامي من منصور حكمت "سلفي يساري"؟!!

 

يُنَظِّرْ الكاتب للعنوان الذي اختاره "السلفية اليسارية و.." بالاستشهاد بقول منصور حكمت الذي اورده " انني افهم الماركسية بوصفها النظرية والنقد الشيوعيين، انني ادافع عن الارثوذكسية الماركسية. وحين يقولون لنا، هنا وهناك، ان الشيوعية العمالية ام تطرح ابحاثها بشكل جيد، ولم يتم توضيح نظراتها بصورة صحيحة، ساجيبهم ان نظراتنا مطروحة في "الايديولوجيا الالمانية" و"راس المال" وعشرات الكتابات الاخرى المماثلة. انني لست مسؤولاً عن اعطاء الاجوبة الجديدة لذلك الشخص الذي يستنبط اشتراكيته من الدكتور اراني ومن التاريخ الموجز، بل ان جوابي هو اتركوا هذه المؤلفات المستهلكة واذهبوا والقوا بانظاركم ولو مرة واحدة لتروا صحة النظرات الماركسية وانتقادها الحاسم والمؤثر في توضيح معضلات يومنا هذا. وعليه، فان بحث الشيوعية العمالية من الناحية النظرية ماهو اساساً الا العودة الى الماركسية والاصالة الماركسية والممارسة اللينينية التي قامت بتنظيم ثورة اكتوبر" (ص 35، من سلسلة ابحاث الشيوعية العمالية / الكتاب الاول). (اعتذر للقاريء عن هذا الاستشهاد المطول الذي اجبرني عليه اللامي). ان رجوعنا الى الايديولوجية الالمانية وراس المال هو اساس وصفنا بالسلفية اليسارية!!

 

 يتحدث منصور حكمت في هذا المقتطف عن اشتراكية ماركس مميزاً اياها عن الاشتراكيات السائدة لعدة عقود بعد اكتوبر والتي لم تمثل سوى اشتراكية فئات من الطبقة المالكة ذاتها. انه يتحدث عن اشتراكيات عصرنا بوصفها اشتراكيات ليس لها ادنى ربط باشتراكية ماركس. انه يوصي بعدم اللجوء الى "المؤلفات المستهلكة" لماركسيي عصرنا الراهن والتي شاعت كاضافات وتعميقات لماركس والماركسية!! ان الماركسية ابتعدت، بعد الثورة البلشفية، عن الطبقة العاملة وافقها وبديلها الاشتراكي. اصبحت اشتراكية الطبقة العاملة، اشتراكية ماركس، تسير بموازاة الاشتراكية السائدة بشتى اصنافها: السوفيتية (حركة قومية اصلاحية من اجل خلق الراسمالية، تطوير التراكم الراسمالي والدفع بعجلة المجتمعات المتخلفة من الناحية الاقتصادية صوب بناء المجتمع الراسمالي)، الاشتراكية الديمقراطية (حركة اصلاحية تهدف الى ديمقرطة الراسمالية تعد اوربا الغربية مركز نفوذها)، الشعبوية (اشتراكية قومية اصلاحية معادية للامبريالية تنامت في البلدان المستعمرة  وهدفها تطور الراسمالية المحلية) والاوروشيوعية (حركة بهدف ديمومة ديمقرطة الراسمالية في اوربا) وغيرها من تروتسكية والبانية وماوية و...الخ. ان ماركسية منصور حكمت، ماركسية الشيوعية العمالية هي حركة اجتماعية مختلفة تماماً ومنتقدة لنفس التيارات السياسية الاجتماعية التي اطلقت على نفسها صفة الماركسية. ان هذه التيارات هي اجنحة يسارية لنفس الطبقات الحاكمة والتي من السهولة رؤية ملامح الحركات الطبقية الاصلية السائدة عليها من قومية واصلاحية وديمقراطية وغيرها. ان هذه التيارات السياسية، ورغم اطلاق صفة الماركسية على نفسها، الا انها تيارات طبقة اجتماعية اخرى. ولهذا، فانها حركتهم الاجتماعية المختلفة. بوسعهم ان يعملوا مايشاؤوا بها. ولكن ان يطلب منا احد ما بالرجوع اليها والاستفادة من اضافاتها للماركسية، فان جوابنا الوحيد هو ان لنا حركتنا المستقلة، حركة ماركس ونضال الميل الاشتراكي داخل الطبقة العاملة وفي المجتمع من اجل الاطاحة بالراسمالية وارساء المجتمع الاشتراكي. ان مقولاتهم، مفاهيمهم، اساليبهم النضالية، تكتيكاتهم ليس لها ادنى صلة بمفاهيمنا ومقولاتنا واساليبنا النضالية وتكتيكاتنا.

 

لهذا حين يوصي منصور حكمت بالرجوع الى "الايديولوجيا الالمانية" و"راس المال"، فانه يتحدث عن ان ماركس هو مرجع حركتنا، هو منهجنا. لقد زودنا ماركس بالمنهج وحسب. لم يؤلف ماركس قران اخر!! ان هذا لايحتاج الى اي توصية من احد. لكن ثمة تطوير للماركسية وتطوير. حين "طور" هؤلاء الماركسية، اضافوا لها من الديمقراطية، الاصلاحية، الليبرالية والقومية كي يجعلوا الماركسية تناسب مصالحهم وليس العصر!! في الحقيقة، ان الديمقراطيون كانوا يشكون من قلة الديمقراطية في ماركس، ورفع القوميون راسهم مع انهيار الكتلة الشرقية ليتحدثوا عن نقص مكانة القومية في الماركسية، وكذلك عمل الاصلاحيون والليبراليون. باتوا يتحدثون جميعاً عن تجديد الماركسية وتطويرها. في واقع الحال، كانوا يصيغون نسخ ماركسية لاهدافهم القومية والاصلاحية والليبرالية وغيرها.

 

من الممكن ان يقول امرء ما ولكن الماركسية يجب ان تتطور مع روح العصر. ان سؤالي اية ماركسية يتحدثون عنها؟! ماركسية وشيوعية اي طبقة في المجتمع؟ المسالة ليست في تطوير الماركسية وابتعادها عن السلفية التي يتحدث عنها اللامي. المسالة في نفس ماركسيتهم وشيوعيتهم. شيوعية وماركسية الفئات الهامشية للطبقة الحاكمة ذاتها، لجناح منها. ان كانوا يتحدثون فعلاً عن تطوير الماركسية وانسجامها مع روح العصر، فهل ثمة امرء بقدر منصور حكمت اعاد الماركسية لماركس. هل ثمة امرء بقدر منصور حكمت اعاد الراديكالية والانسانية والشيوعية لحاملتها الاصلية، الطبقة العاملة؟! بوسع المرء ان يطالع ابحاثه حول القومية، الديمقراطية، تقييم التجربة السوفيتية، حرب الخليج، اطروحة حق الامم في تقرير المصير، اشكال التنظيم العمالي، السياسة التنظيمية للعمال، اساليب العمل الشيوعي بين العمال، نظرية الثورة و...غيرها ليرى كيف ان ماركسية منصور حكمت والشيوعية العمالية هي الماركسية التي اجابت فعلاً على معضلات العصر. بوسع المرء ان يطلع على البيان الشيوعي لماركس و"عالم افضل" برنامج الحزب الشيوعي العمالي ليرى بعينه اية اضافات غنية جلبها منصور حكمت لماركس. كان منصور حكمت، وطيلة (25) عام من عمره النضالي يسحق بالمفاهيم المستهلكة التي كان يمضغها اليسار دون تمحيص وتفكير. بعد هذا كله، ياتي علاء اللامي ليضع عنوان يغلب عليه الطابع الاستفزازي وغير السياسي "السلفية اليسارية..."!!

 

 ان اعمال منصور حكمت، لو طبعت كاملة يوما ما، بخطاباته، باحاديثه، برسائله، بندواته ( والتي ستبلغ عشرات المجلدات، ستصدر تسعة منها باللغة الفارسية في اشهر قليلة قادمة ) تبرز بارقى الاشكال كيف ان هذا الرجل هو ماركس هذا العصر، ماركس عصر الانترنيت والتقدم البشري. تبرز كيف ان منصور حكمت هو من جر ماركس من وراء الجدران السميكة لعالمنا العاصر واحياه اليوم. ان ماركس هذا العصر توفى في 4 تموز ولكنه بقى حياً وخالدا في حزبين سياسيين ومنهج وبرنامج وارث عظيم تركه لدعاة الحرية والمساواة.

 

 من الواضح ان اللامي لم يفهم الكتاب الذي كان بين يديه (المجلد الاول من سلسلة ابحاث الشيوعية العمالية). ان "عدم فهمه" امر يمكن فهمه. لقد قرأ منصور حكمت واقدامه مغروسة في حركة اخرى. والا ليس هناك ابسط من فهم كتابات منصور حكمت.

 

هدف امريكا من الهجمة.. النفط ام ماذا؟

 

يورد اللامي ان موضوعة النفط  والسيطرة على النفط، بالاضافة الى العقدة الجيولوجية التي يمثلها العراق  تعد هدف امريكا؟! ويستهزء، كدليل على كلامه، "بمن نصدق، الغزاة الامبرياليين الذين تعلن مصادرهم ان هدفهم هو النفط و... ام نصدق عصام شكري الذي يشكك في دقة ذلك ويعتبره مجرد كليشة من كلائش اليسار القومي"!! وبعدها يمضي للحديث عن طروحات كاتب قومي مصري، محمد حسنين هيكل، بوصفها مماثلة لنفس طروحات عصام، ليستنتج منها بهزء!! "فاية قرابة فكرية او نضالية تجمع بين بروليتاري، ثوري، نقي العقيدة، كعصام شكري وناصري قومي كهيكل؟ ام انها واحدة من شلالات المصادفات الكئيبة التي هطلت علينا في هذا المساء الجميل؟" (!!!)

 

ان مسالة النفط ليست سوى مبرر. ان  امريكا تتعقب هدف اساسي في هجمتها على العراق الا وهو تامين هيمنتها وتفوقها على العالم وانصياع العالم لها، وبالاخص خصومها ومنافسيها (اوربا الموحدة، روسيا، الصين، اليابان)، بوصفها شرطي وحيد للعالم. ان هذه الدول ليست على استعداد لنحر مصالحها قرباناً لامريكا ومصالحها الخاصة. لايمكن فهم هذه الصراع باجلى اشكاله دون فهم اللوحة السياسية الراهنة على الصعيد العالمي. اذ مع انهيار الكتلة الشرقية، فقدت كل المبررات التي تجعل حلفاء امريكا السابقين يقبلون بالدور القيادي لامريكا والسير تحت المضلة الامريكية. ان مبررات تحالف مرحلة الحرب الباردة (الوقوف بوجه الخطر السوفيتي) قد زالت؛ ليزول معها ضرورة السير وراء الراية الامريكية. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ظهور اقطاب اقتصادية عملاقة جديدة مثل اوربا الموحدة واليابان يرافقه تراجع دور ومكانة امريكا الاقتصادية، فان قبول هذه البلدان بالرضوخ للارادة الامريكية ليس امراً مبرراً. بدات الصراعات التي لجمتها الى حد ما اوضاع الحرب الباردة تطفو وتبرز للسطح باكثر الاشكال سفوراً. لقد غدا حلفاء الامس خصوم اليوم. كل يبحث عن مصالحه المستقلة. ان حرب الخليج، حرب امريكا في يوغسلافيا السابقة، و التصعيد بشن حملة عسكرية على العراق كانت تهدف جميعاً الى صياغة العالم وفق ملامح النظام العالمي الجديد الذي صاغه بوش ولم تستطع امريكا لحد الان من تثبيت اركانه بفضل المقاومة العنيدة لمنافسيها الحاليين. من السهولة بمكان رؤية صراعات امريكا والغرب السابق تجاه العديد من القضايا العالمية الحساسة مثل فلسطين، العراق، الحصار، البيئة، التسليح، يوغسلافيا وغيرها. ان هذا هو اصل المسالة. ليس لهذه المسالة ربط كبير بموضوع النفط. اما سؤاله حول بمن يصدق؟! سؤالي ومن قال ان كلام المسؤولين الامريكان هو دليل يجب الاستناد اليه؟ ان نفس المسؤولين الامريكيين يقولون ايضاً ان اسرائيل تتعرض الى خطر. هل ان الكاتب على استعداد لادراج قول المسؤولين الامريكيين كدليل على ان اسرائيل تتعرض لخطر ام انها نفسها خطر على المنطقة؟! لقد تحدث المسؤولون الغربيون ان عالم ما بعد الحرب الباردة سيكون عالم الصفاء والسلام والامن واحترام حقوق الانسان؟! هل اللامي على استعداد لجعل هذا دليل طالما ان نفس المسؤولون الغربيون يقولون ذلك؟! لقد جلبت امريكا اكثر من (600) الف جندي للخليج، ويقول المسؤولون الامريكيون انها جاءت بهم من اجل حفظ سيادة الكويت وارجاع الشيخ جابر، الامير الشرعي، الى الحكم (ولايعلم احد من صوت على شرعيته!)، ايستطيع اللامي ان يورده دليلاً قاطعاً بوجه احد؟! اي منطق سياسي هذا؟! ان سعي امريكا للهجمة على العراق ليس من اجل اسقاط صدام، ولا من اجل اقامة الديمقراطية في العراق، ولا من اجل "عقدة طرق المواصلات العالمية السالكة والسهلة للسيطرة" (من الممكن ان يصلح هذا المبرر قبل (80) عام، ولكن ليس اليوم مع تحول العالم الى قرية صغيرة)، ولامن اجل النفط ( انه لامر معلوم ماذا يعمل بالنفط من يستولي عليه، يعود مرة اخرى لبيعه للغرب نفسه وامريكا. ولاورد مثال لتوضيح هذه المسالة، في قمة الصراع بين امريكا والعراق، يباع قسم كبير من النفط العراقي لامريكا نفسها!! رغم كل العداء بين امريكا والنظام الا ان الاخير يبيع كميات ضخمه من نفطه الى امريكا!! كما ان الوضعية السياسية الاقتصادية ليست بهذه التبسيطية غير المبررة: ان بلد يسيطر على كميات من النفط سيتحكم بالامور ويخل ميزان القوى الاقتصادية العالمية ويفرض التراجعات والمساومات على القوى الاقتصادية العالمية). ان هدف حرب امريكا على العراق يتخطى بعيدا الاهداف المعلنة للاستهلاك العام.

 

اما استهزاء واستغراب الكاتب من تشابه وجهات نظر عصام مع هيكل له امر يبعث على العجب فعلاً. اود ان اسال الكاتب اين هو مصدر الغرابة والاستخفاف غير السياسي؟! في الحياة هناك العديد من التصورات بين التيارات السياسية والاجتماعية المختلفة التي تتشابه او تتقارب في رؤيتها لهذه المسالة او تلك من مسائل الحياة. ان هذا امر طبيعي جداً. لم يؤاخذه عصام كيف ان اللامي، بوصفه ماركسي، يتفق مع "سماحة (!!) السيد فضل الله من بيروت وسماحة (!!) اية الله المالكي العراقي المقيم في مدينة قم المقدسة (!!) ومجموعة من رجال الدين الشيعة في الحوزة العلمية"!! وتهلل لفتواهم بتحريم التعاون مع الغزاة؟!! هل هو امر غريب ان يتفق اثنان في تصور لمسالة معينة من ظاهرة؟! أ قليلة هي الحالات التي تجري يوميا في الفكر والسياسة والحياة عموماً؟! هل بوسع احد ان يستهزء لاننا نتخذ موقف ضد الحصار والبابا يتخذ الموقف ذاته مثلاً؟!  لااعلم ماذا يبغي ان يستنج من هذه المسالة؟! قلة ثوريتنا؟! تساوميتنا؟! ماذا؟! انه لامر جلي ان في اغلب حالات التوافق حول مسالة معينة لايعني، بالضرورة، دلالة  التقارب الفكري والسياسي. ان موقفنا من الوضعية وسبل مجابهتنا لها يختلف تماماً من تصور هيكل. ان تكتيكاتنا السياسية هي مؤشر عملي على اختلافنا هذا. ان الاستنتاجات السياسية  والعملية تكون مختلفة في اغلب احيان هذا التشابه. ثمة فرق جدي وشاسع بين التشابه الموضعي وبين التطابق !!

 

الموقف من الاسلام .. و"سقوطنا"!!

 

ينتقد اللامي صنف من الكوادر ويتحدث عن سقوطها الفعلي في حالتين: الاولى، "حالة العمى (!!) السياسي وعدم التمييز بين تيار سياسي اسلامي مستنير ياخذ نسغه من المنظومة الاخلاقية والروحية للاسلام كدين وحضارة منجزة ومعترف عالميا بانجازها.." وبين عصابات من القتلة المتطرفين.

 

لايؤمن الحزب الشيوعي العمالي بتلك الطروحات التي تستهدف "تبييض وجه الاسلام" بتصنيفه الى اسلام تحرري واخر رجعي، حكومي وشعبي، جيد ورديء وغيرها. الاسلام هو الاسلام. ان منبع التيارات الارهابية وتلك المستنيرة هو واحد، الاسلام. ان اردنا التصدي لهذه التيارات علينا ان نذهب الى منبعها، نذهب لنرى من اين تنهل افكارها وعقيدتها ونعقد صنبور منبعها. مثلما الحال مع الفاشية. ان اردنا فرض التراجع الجدي على الفاشية، علينا ان نذهب لقطع صنبورها الاسياسي، القومية. ان نفس الشيء يجب القيام به تجاه الاسلام السياسي. ليس بامر عسير فهم مبرر ان تقوم جماعة ما بالسعي من اجل ستر المصائب التي جلبها الاسلام لحياة الجماهير. انها محاولة تستهدف انقاذ راس الاسلام في اوضاع تشهد نفور وسخط جدي عليه وعلى المجازر التي ارتكبها بحق البشر لا في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا وحسب، بل في قلب العالم الغربي ذاته. من الاسلام المستنير؟! السعودية؟! ايران؟! الازهر؟! الحوزة العلمية (!!) في النجف؟! محمد عمارة؟! ان وجد علاء اللامي اسلاماً يقر بالمساواة التامة بين المراة والرجل، الحريات السياسية غير المشروطة، حرية الراي والتعبير غير المقيد والمشروط، الحريات الفردية والمدنية، مساواة البشر بغض النظر عن الجنس والعمر و..الخ، عندها سافكر بان اطلق عليه اسلام تحرري. بيد ان الوقوف بوجه هذه الحقوق والحريات هو جوهر الاسلام. ان الاسلام، باقراره بهذه الحريات، لن يبقى اسلام. سيصبح شيء اخر وليس اسلام.

 

ان وراء هذه الطروحات اهداف سياسية معينة. انها لاتنطوي على اية حقيقة علمية وواقعية ملموسة. ان الغرب يطلق على السعودية اسم اسلام معتدل مستنير لان السعودية هي حليفهم الموثوق سواء ابان الحرب الباردة ومحاربة المد الشيوعي ام اليوم. في ايران، لقد تحدث اليسار المتهافت، الشعبوي المعادي للامبريالية، عن ثورية وتحررية خميني ( لم يكتفي بهذا وحسب، بل راح يتحدث عن معرفته سبع لغات وان زوجته تعزف على البيانوا!!) انطلاقاً من معاداة امريكا والغرب. بيد ان الخميني هو نفسه الخميني. شخصية رجعية مناهضة للانسان يتوجب محاكمته مثل اي مجرم بحق الانسانية لجرائمه بحق الاطفال في الحرب العراقية الايرانية اذ كان يرسلهم ليفتحوا الالغام باجسادهم الطرية موهماً اياهم بمفاتيح الجنة المعلقة في رقابهم، ام مجزرته البربرية بحق اليسار والشيوعية في 30 خرداد المشؤوم، ام اضطهاده البشع للنساء في ايران.

 

على صعيد الغرب ووسائل اعلامه ومفكريه، من السهولة رؤية الاهداف السياسية التي تقف وراء تقسيم الاسلام الى اسلام معتدل، مستنير وبين الاسلام المتطرف والاصولي. ان هدفهم من وراء ذلك هو الحفاظ على الاسلام وابقاءه جاثماً على صدور الناس بوصفه اداة مهمة بوجه الشيوعية واليسار والتحرر عبر التعامل مع التيارات المعتدلة ( الموالية لها اساساً مثل السعودية وغيرها) والتصدي لتلك التيارات المتطرفة الاصولية التي تقف بوجه المصالح الغربية عموماً والامريكية خصوصاً. ليس للغرب مصلحة في مجابهة الاسلام ككل لسبب بسيط انه بحاجة ماسة له وبالاخص في مناطق حساسة تغلي بالصراعات والتناقضات التي من الممكن ان تعرض مجمل مصالح الراسمال في المنطقة للخطر. ولكننا نستطيع، وبسهولة، رؤية الخطوط الممتدة والمشتركة بين الشقين المعتدل والمتطرف. ان نفس طالبان (المتطرفة) وليدة مال ودعم اسلام السعودية (المعتدل). في احسن الاحوال، انهما تفسير جناحين داخل حركة واحدة تنهل من منبع واحد. ولو اتينا للدقة، ان الاسلام المتطرف هو التعبير الحقيقي والصريح عن الاسلام. اسلام لا مجال فيه لعبارات مثل الديمقراطية! ان اسلام "لا حزب الا حزب الله" و"لا كتاب الا كتاب الله" و"لا عقيدة سوى الاسلام"، "الاسلام دين ودولة" و غيرها هي الاسلام الحقيقي. ان الحديث عن الحريات السياسية، الحقوق والحريات المدنية، حرية الراي والتعبير، فصل الدين عن الدولة وغيرها لا مكان لها في الاسلام. ولهذا، ليس له سوى تسمية واحدة: دين رجعي مناهض للجماهير، معادي لحرياتها، وعلى البشرية ان تكنسه من حياتها مثلما تكنس الفاشية والعنصرية.

 

يتحدث اللامي عن المنظومة الاخلاقية والروحية للاسلام؟! اية منظومة؟! هل بوسعه ان يدلنا على سمات وخصائص هذه المنظومة؟! ام انه سيتحدث عن روح التسامح والمحبة  والاخاء وغيرها من العبارات الانشائية الخالية من اي محتوى سياسي عملي ام عن منجزات ودور العرب والاسلام في الحضارة البشرية؟! لو اقر له امرء ما بدور العرب في الحضارة البشرية، ماذا سيضيف لبحثه الذي يهدف الى التستر على رجعية الاسلام اليوم ومعاداته للانسان وحقوقه؟! وماذا يعطي العرب والمسلمين حق اضافي او امتياز على الشعوب والامم الاخرى؟! أ قليلة الشعوب والامم التي اضافت للحضارة الانسانية وطورتها؟! ان تقدم البشرية هو نتاج منجزات البشرية على امتداد التاريخ البشري، الاف السنين قبل الاسلام وبحدود اكثر من الف سنة بعده. ولكن لماذا الحديث عن المنظومة الاخلاقية والروحية للاسلام؟! انه ليس سوى النزعة القومية- الاسلامية للتيارات الشعبوية التي تضع هالة خاصة على "تاريخ امجادها". علينا ان لانضيع خيوط بحثنا. ماذا يقول الاسلام اليوم؟! ماذا يقول تجاه معضلات العصر؟! ليس لدى الاسلام اي رسالة تقدمية او ذات طابع انساني.

 

ولكي يعطي اللامي بعد ماركسي لطروحاته، راى من الضروري ان يجر اقدام انجلز والسادة الستالينيين الذين ينتقدهم الى المعمعة. سعى الى اخذ مصادقة انجلز على طروحاته. اذ يقول: "بالمناسبة هل اطلع المعقب على المساهمات النظرية التي قدمها فردريك انجلز في كتابه عن حرب الفلاحين في المانيا في القرن السادس عشر وتطرقه الى المضامين التقدمية والمساواتية في الحركات والتجمعات المسيحية الاولى قبل تمأسس الكنيسة بعدة قرون؟ وهل يعلم ان صناع الايديولوجية في روسيا السوفيتية الستالينية انفسهم اعترفوا بالطابع المشاعي لتلك التجمعات اليسوعية المسيحية" و بالضبط في المعجم الموجز للمصطلحات الاجتماعية والسياسية "الصادر عن دار التقدم في موسكو؟ حري به الاطلاع على تلك المساهمة لانجلز لا لكي يحفظها عن ظهر قلب بل ليخفف من غلوائه في هذا الصدد فائق الاهمية والراهنية". اننا هنا مرة اخرى مع اسطورة "القساوسة الاشتراكيين" هذه التي وجه منصور حكمت سياط نقده اللاذع والقاصم لها قبل (17) عاماً بالضبط في مقالته " منظمة طريق العامل والقساوسة الاشتراكيين"!. لم نطلع على هذه المساهمة النظرية  المحرفة والمجتزة من سياقها على ايدي الاشتراكيين السوفيت ومؤسساتهم العلمية فحسب، بل لدينا اطلاع ونقد جدي ايضاً على الاستنتاجات السياسية التي تبغي اقناع المرء بها والتي انتقدتها حركتنا ومنصور حكمت نفسه منذ عقدين تقريباً.

 

ان من يتهمنا بالستالينية والتحريف الستاليني يعود الان لتذكيرنا بما اوردته مؤسساتها العلمية كدليل ضدنا!! اي انتهازية سياسية وتخبط سياسي اكثر من هذا؟! في هذه الحالة اكون مجبراً على الدفاع عن ماركس وانجلز امام المدرسة  الستالينية التي يرتكن لها اللامي. ان هذا التحريف ليس بجديد. انه لامر واضح ان انجلز كان يتكلم عن تجمعات او افكار ما تحتوي على بذرة من المساواة، بمحدوديات ذلك العصر وفهمه، اي قبل عدة قرون (وليس سنوات!!) من المسيحية. اي دليل تضيفه هذه المسالة الى بحثه.  هل ان افكار المساواة بالفهم العام والمتفاوت للكلمة قليلة في الفكر الانساني حتى يتحدث عن المضامين التقدمية للتجمعات اليسوعية؟! ولماذا يبغي اعطاء امتياز للدين هنا؟! ان هذا البحث قديم. ان اللامي هو اخر بقايا اشتراكية "الامام علي" و"اشتراكية ابو ذر" قبل عقود ولكن لم يبقى لها دعاة اليوم. ان كان لهذه الطروحات قبل عقود ارضيتها الاجتماعية السياسية التي ساتحدث عنها لاحقاً، فان مصيبتها اليوم انها فاقدة لاي ارضية تستوجب احياء مثل هذه الافكار. لقد حرفوا امور كثيرة بهذا الصدد اذ قالوا في وقتها ان لينين كان يتحدث عن ضرورة العمل مع المؤسسات والمنظمات الدينية لخدمة النضال ضد الاستبداد (!!). بيد ان لينين تحدث في وقتها بصراحة عن ان بوسع الشيوعيون التعاون مع الافراد الدينيين الذين هم على استعداد، رغم كل قيمهم وافكارهم وعقائدهم الدينية، للانخراط في النضال ضد الاستبداد ومن اجل العدل الاجتماعي.

 

ان هذه تصورات الشيوعية السوفيتية التي ليس لها ادنى ربط بشيوعية ماركس ولينين، شيوعية نتاج هزيمة افق وقضية وثورة ماركس و لينين في روسيا. ان هذه طروحات الاشتراكية البرجوازية السوفيتية. ان موقف ماركس وانجلز ولينين من الدين واضح جداً لالبس فيه. اسال اي امرء غير الاشتراكيون الشعبويون امثال اللامي سيقولوا لك بالضبط ماهو مو قف ماركس ولينين من الدين. لقد شنوا نضال لاهوادة فيه ضد الدين والكنيسة وسعوا الى فصل الجماهير عن الاثار الضارة والمخربة للدين. "الدين افيون الشعوب"، عبارة ماركس وانجلز الشهيرة، معبرة اكثر من اي شيء اخر. وعلى قول كورش مدرسي، لو انهم عاشوا في عصرنا وراوا ماذا حل الاسلاميون بالبشرية، لرددوا معنا ان الدين هو دين عصابات ومجرمين وقتلة وقطاع طرق وحثالة المجتمع.

 

لايمكن فهم اطروحات الاشتراكية السوفيتية هذه حول الدين دون فهم المسار الذي مرت به ثورة اكتوبر. مع اخفاق الثورة في اقامة بديلها الاشتراكي وانتصار البديل القومي التصنيعي التحديثي البرجوازي، انهار المسار التحرري للثورة. ومع انهيار المسار التحرري، هُمِشَتْ الافكار التحررية وسادت المصلحة القومية الروسية بدلها. ان هذه الطروحات هي طروحات البرجوازية الروسية التي كانت تبحث لها عن اكثر ما يمكن من حلفاء في جبهة اعدائها من الدول الراسمالية العالمية. تحدثوا عن الطابع التقدمي للدين في بعض الحالات وبالاخص في بلدان المستعمرات. راحوا يتحدثون عن دور القساوسة التحررين في امريكا اللاتينية المناضلين ضد الاستبداد والديكتاتورية المدعومة من قبل امريكا. راحوا يتحدثون عن الدور التقدمي الذي بمقدور الاسلام ان يلعبه في البلدان المستعمرة (شعوب الشرق) لمجابهة الامبريالية. ان مصالح السوفيت التي اسموها بالاممية زوراً واضحة هنا تماماً. ان المصالح السوفيتية لروسيا مابعد هزيمة الثورة لهي نقطة منطلق هذه الطروحات التي كانت تصاغ في الدوائر الفكرية "الماركسية" السوفيتية وتُعَدْ لاستهلاك اشتراكيي البلدان المستعمرة او تلك التي ترزح تحت حكم الديكتاتوريات الموالية لاعدائها الغربيين. ان هذه الطروحات نفسها هي التي جعلت اليسار الايراني، ماعدا منصور حكمت ورفاقه في حلقة سهند، يركض وراء خميني بوصفه تقدمي ومعادي لامريكا والغرب والامبريالية والذي دفعت ثمن هذه التصورات لاحقاً جماهير ايران بابشع الاشكال واكثرها دموية. انها صيغة مرحلة الحرب الباردة. لماذا لم تكشف الدوائر والمؤسسات العلمية السوفيتية، في وقتها، كيف قرع لينين غوركي على روايته "اين الله" ابان سيادة الافق والممارسة الشيوعية في الحزب الشيوعي السوفيتي؟! ولماذا  عدها السادة السوفيت، لاحقاً، احد اهم ابداعات "الواقعية الاشتراكية"؟! ان اختلاف الموقف ينبع من اختلاف المراحل التي مر بها الحزب البلشفي من حزب يحمل راية العامل والاشتراكية والافق والبديل الاشتراكي الى حزب ممثل للبديل والتطلع البرجوازي القومي التصنيعي والتحديثي.

 

ان هذه الطروحات هي طروحات الاشتراكيات التي سادت عقود باسم الماركسية.  لم يكن تاريخ هذه الاشتراكيات سوى تاريخ المساومة مع الدين والاسلام مثلما هو الحال مع القومية. لم يتعرض الدين الى نقد حازم وجدي على ايدي الاشتراكيين بعد ماركس ولينين. والا لماذا يترك صاحبنا كل ما كتبه ماركس وانجلز ولينين من نقد حازم وصارم للدين في العديد من كتاباتهم الاساسية من اطروحات حول فيورباخ والايديولوجيا الالمانية وصولا الى البيان الشيوعي وكتابات لينين حول الدين ويستشهد بمسالة جاءت في سياق اقرب للسرد التاريخي من ان تكون موقف من الدين (وجعلها صاحبنا زوراً "مساهمة نظرية"!!).

 

 ان تعامل  اللامي لهو انتقائي، غير مادي وغير تاريخي الى حد مذهل. والادهى من هذا، هو الذي يقول "وبالمناسبة هل اطلع المعقب على...". انا لا اعلم لماذا لايترك اي مجال او فسحة لاحتمالية صحة الاخرين؟! لماذا واثق من نفسه لهذا الحد؟! صراحة، لا اعلم؟!

 

للبحث تتمة



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! رد على مقالة جورج منصور -انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرو ...
- افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!
- علاء اللامي.. والسعي لبث الروح في شعبوية متهافتة؟! - الجزء ...
- مَنْ ينصح مَنْ؟!! رد على مقال صاحب مهدي الطاهر "رد على مناشد ...
- نص خطاب في مراسيم رحيل منصور حكمت- ستوكهولم
- يجب رفع الحصار فورا ودون قيد او شرط
- ورحل شامخاً!!
- اعلان شيعة العراق.. سيناريو جديد مناهض للجماهير
- قرع امريكا لطبول الحرب سياسة مناهضة لجماهير العراق
- الاوضاع الاخيرة في فلسطين!!
- الاحزاب الشيوعية العربية والاصطفاف في خندق الاسلام السياسي


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائميات اللامي! - الجزء الثاني