أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - الموجود والمفقود في الكون المرئي















المزيد.....

الموجود والمفقود في الكون المرئي


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 13:43
المحور: الطب , والعلوم
    


الموجود والمفقود في الكون المرئي
د. جواد بشارة
[email protected]

قبل حوالي العقدين من الزمن نشر العالم الفرنسي المشاكس والعبقري جون بيير كرتيان Jean Pierre chrétien كتابا متميزاً وملفتا للانتباه وغريبا من نوعه تحت عنوان:" لقد أضعنا نصف كوننا Nous avons perdu la moitié de notre Univers" أصاب الوسط العلمي بالحيرة والذهول لكن هذا الوسط اختار الصمت وتجاهل هذه الأطروحة العلمية الصارمة والجادة والفريدة من نوعها وهي أطروحة تعتمد على حقيقة علمية تقول أن الكون المرئي عند ولادته كان يتكون من مادة ومادة مضادة، وكان ينبغي ان يتساويان في كل شيء، وبالتالي يعدمان أحدهما الآخر عن تفاعلهما ولكن خللاً ما حدث، وكان مقدار المادة الملموسة التي نعرفها ونتكون منها قد تجاوز على نحو طفيف جداً مقدار المادة المضادة التي لا يعرف أحد أين هي الآن، في حين قال العالم الفرنسي جان بيير كرتيان ان هناك كون آخر تكون بالتوازي وفي نفس الوقت مع كوننا المرئي ولكن من المادة المضادة وبالتالي فإننا نعرف اليوم نصف الكون الأصلي الذي ولد من الانفجار العظيم Big Bang أما النصف الآخر فهو ضائع أو مفقود. واليوم، وبعد مضي حوالي العشرين عاماً ما يزال أهم لغز في الكون المرئي، يحاول العلماء حله، ويخلق مشكلة علمية عويصة، هو الكون المفقود l Univers manquant، أو الجزء المفقود من كوننا المرئي.
يعتقد العلماء اليوم بشأن هذه المشكلة الفلكية والكونية أن هذا الجزء من الكون غير المرئي وغير القابل للرصد والقياس لم يختف كلياً بل إن جزءاً كبيراً من كتلته هو الذي اختفى. والحال أن العلماء المتخصصين بالمادة الكونية يرون في الحساب النهائي للمكون المادي للكون أن هناك نسبة ضئيلة من الجاذبية، وهي إحدى خصائص المادة، هي المرصود حالياً فكل شيء في الكون المرئي، وكل ما رصدته وحسبته أجهزتنا وتلسكوباتنا وكومبيوتراتنا العملاقة من مادة، لا يشكل في الحقيقة سوى نسبة تقل عن 5% من المكونات الإجمالية الأساسية للكون المرئي, وهناك أشياء وماهيات مرصودة على نحو غير مباشر تؤثر في حركة وتطور الكون، و غالبا ما يلجأ العلماء لتفسير هذه الحقيقة الى وجود مادة سوداء la matière noire لتفسير المادة المفقودة في حين تفاعلات المادة السوداء مع الواقع المادي المرئي للكون ضعيفة وتكاد تكون معدومة لذلك لم يحسم الكثير العلماء أمر أو حقيقة وجود المادة السوداء علمياً بل هي لحد الآن في نظرهم مجرد فرضية علمية ولم يتمكن أي مختبر من انتاج المادة السوداء مختبريا فضلا عن اكتشافها بشكل قطعي وحاسم ومع ذلك يتمسك عدد كبير آخر من العلماء بوجودها الافتراضي لأنها تقدم التفسير الوحيد الممكن للمادة المفقودة في الكون المرئي. المشكلة إذا ما تزال قائمة ويعتقد علماء آخرون أن مشكلتنا تكمن في فهمنا للثقالة أو الجاذبية la gravité ومن أجل فهم واستيعاب لماذا يبدو الكون المرئي ويتصرف وكأن هناك كم كبير من المادة يفوق بكثير ما هو مرصود منها اليوم، يميل بعض العلماء الى ما يعرف في علم الفيزياء بنظرية تعديل ديناميك نيوتن -Théorie de modification de Newton Dynamics أو la dynamique du Newton modifié أو MOND كبديل للمادة السوداء ومن بينهم العالم ستاسي ماكغوث Stacy McGaugh. اجتاز علم الفلك مرحلة تطور تدريجية استمرت حوالي الألفي عام وهي فترة زمنية لا تقارن بما أمضاه أسلافنا منذ بداية الوعي البشري وهم يراقبون النجوم ويجعلون منها آلهة لهم. واليوم أوضح لنا العلم بما لا يقبل الشك أنها مجرد تراكمات هائلة لكتل من الغازات والأغبرة الكونية تتفاعل لتولد نجوماً وإن الكثير مما نراه متألقا وناصعا ومضيئا في السماء ليس بالضرورة نجوماً بل هي كواكب بعيدة ومجرات بعيدة ، وقد وفرت لنا مسيرة العلم الطويلة والشاقة فهماً أفضل وأدق علمياً للكون المرئي ومكوناته الحقيقية ولكن ما يزال هناك الكثير جداً مما نجهله أو لم نفهمه لحد الآن من أسرار وألغاز الكون المرئي. إن نظرية تعديل ميكانيك نيوتن MOND هي نظرية ديناميكية كلاسيكية تفسر الانحرافات والفروقات والبون الشاسع في الكتلة في الأنظمة النجمية كنظامنا الشمسي دون الحاجة للجوء للمادة السوداء أو الطاقة المعتمة énergie sombre وللقيام بذلك تعمل نظرية تعديل ديناميك جاذبية نيوتن MOND على إدخال ثابت كوني constante universelle جديد بخصوص طبيعة بعد التسارع الكوني la dimension de l accélération فبموجب هذه النظرية فإن الكتلة أكثر فعالية في التواء وثني وانحناء الزمكان la dimension de l accélération الذي تحدثت عنه النسبية العامة la relativité générale لآينشتين من الثقالة أو الجاذبية الكونية العامة فهناك الكثير في عالمنا المادي لا يعير اهتماماً ولا يتأثر بالجاذبية النسبية التي نقيسها ونعرفها. يمكن اعتبار MOND بمثابة تعديل للثقالة أو الجاذبية أو تعديل للقصور الذاتي de l inertie من خلال قطيعة في تعادل الكتلة الجامدة أو ذات القصور الذاتي والكتلة الثقاليةmasse gravitationnelle وإن التعديل المذكور يحدث في حالات تسارع ضعيفة جداً أما في حالة تعلو على درجة التسارع الحرجة l accélération critique ، وهي إحدى خصائص هذه النظرية، فإن الأمور تبدو طبيعية وإما في حالة أدنى من درجة التسارع الحرجة l accélération critique فسوف لن يكون بوسع النسبية العامة أن تعمل وتكون صالحة مما يعني أن نظرية تعديل ديناميك جاذبية نيوتن MOND ونظرية النسبية العامة la relativité générale تطبقان على أنظمة متباينة ومختلفة والنظامين يجتمعان باعتدال وهدوء من أجل دالة تحريف في المكونات وفق نمط محدد من المعادلات الرياضياتية. والجدير بالذكر أن نظرية MOND لا تحل كافة المشاكل وهي تعمل لصالح مجموعات رياضياتية des groupes mathématiques وتتضمن مفاهيم رياضياتية أكثر تعقيداً من المألوف في عالم الرياضيات مثل الكينونات les entités المعروفة باسم الحقول أو المجالات المعتمة champs sombres والتي تعمل بطريقة تشبه طريقة المادة السوداء بغية تعديل معدل الجاذبية أو الثقالة الحالية في الكون المرئي. ولذلك يعتقد كثير من العلماء أن نظرية MOND لا تحل المشاكل بقدر ما تخلق المزيد من المشاكل. فتعديل أي جزء جوهري في النسبية العامة سيكون بديهياً قوي المفعول وذو تداعيات خطيرة. ولكن ذلك لا يقل خطورة من مليء كون غير باريونيك أو كون غير مقياسي l univers non – baryonique بمادة سوداء باردة مكونة من جسيمات جوهرية جديدة مجهولة الماهية لا نعرف إن كانت موجودة حقاً. والحال أن هناك شيء جوهري مفقود أو مجهول في كوننا المرئي، سواء أكان MOND أو مادة سوداء أو أي شيء آخر، وعلينا القيام بدراسات معمقة وضرورية لتحديد ماهية وحقيقة هذا الشيء المفقود .



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشققات الكونية
- مفردات الكون المرئي الجوهرية: الصدفة أم الضرورة، الشواش والع ...
- التشيع والدولة: رجال الدين أمام اختبار الحداثة
- دردشة في باريس بين جواد بشارة و الباحث الفرنسي المتخصص بالإس ...
- المليشيات المتشددة في سوريا: الدروس العراقية والليبية
- قراءة في الجذور التاريخية للانقسام الشيعي السني في الإسلام ر ...
- المحطات الخفية في رحلة الكون المرئي
- الجولة ما قبل الأخيرة لمباراة العلم ضد الدين:
- حرب المخابرات سترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد
- لبشر وكائنات السماء الأخرى في الكون المرئي : معضلة الاعتراف ...
- مهمة التلسكوب الفضائي بلانك تلقي ضوءاً جديداً على صيرورة الو ...
- برهان شاوي بعيون باريسية
- رؤية بانورامية موجزة لتطور النظريات الكونية من بداية القرن ا ...
- صيرورة الكون المرئي وماهيته من الأصل إلى الكل الحي
- البنية الهندسية لهيكيلية الكون الكلي
- عرض لكتاب الدكتور جواد بشارة الكون الحي
- رحيل الذات
- رؤية فرنسية غير رسمية للأزمة السورية
- تراتيل المدينة المقدسة
- جحيم اللقطاء


المزيد.....




- -كلنا فلسطينيون-.. هتافات مؤيدة لغزة تصدح في أعرق جامعات فرن ...
- رابط التقديم في شركة المياه الوطنية 2024 لحملة الثانوية العا ...
- لأول مرة منذ 56 عاما.. قطار روسي يشق الصحراء عابرا إلى سيناء ...
- الصين تستأنف عملها في الفضاء بإرسال دفعة جديدة لمحطتها الفضا ...
- تعرض اليوم..الآن تابع الحلقة 156 مسلسل قيامة عثمان .. تردد ق ...
- تقارير: أدوية شائعة لفقدان الوزن -تفاجئ- الرجال بالعجز الجنس ...
- صور من الفضاء.. هذا ما فعلته إيران في قاعدة أصفهان بعد ضربها ...
- إجراء أول اختبار لدواء -ثوري- يتصدى لعدة أنواع من السرطان
- أسهم أوروبا ترتفع بدفعة من نتائج قوية لشركات التكنولوجيا
- الصحة العالمية لـ-سكاي نيوز عربية-: غزة أصبحت لا تصلح للحياة ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - الموجود والمفقود في الكون المرئي