أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - المحطات الخفية في رحلة الكون المرئي















المزيد.....


المحطات الخفية في رحلة الكون المرئي


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 21:59
المحور: الطب , والعلوم
    




في لحظة الولادة:
عندما نستعرض تطور الكون المرئي منذ بدايته إلى يوم الناس هذا تستوقفنا محطات مذهلة لم يفكر بها أحد من الناس عدا المتخصصين والعلماء، منها على سبيل المثال لا الحصر، متى بدأ الكون المرئي وجوده المادي الفعلي؟ وعندما نستخدم كلمة متى فهذا يعني أننا نتعامل مع شيء اسمه الزمان. وما هي أصغر وحد قياس زمنية؟ لا يعرف أغلب الناس إنها معروفة باسم زمن بلانك le temps de Planck، نسبة الى العالم الألماني ماكس بلانك Max Planck الأب الحقيقي لفيزياء الكموم أو الميكانيك الكوانتي، والذي حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1918. ولو وضعنا أرقاماً لقياس زمن بلانك فهو جزء لايمكن تخيله بشريا من الثانية الواحدة وهو 10 أس 44 بالسالب من الثانية أي صفر وبعد فاصلة ومن ثم 44 صفر آخر قبل الواحد ثانية أي 0،000000000000000000000000000000000000000000001 من الثانية أو 10-44 وهناك قمر صناعي يعمل الآن في الفضاء يحمل نفس الإسم والذي قدم لنا معلومات علمية أحدثت ثورة حقيقية في مفاهيم الفيزياء المعاصر ونظريات علم الكون سنتحدث عنها لاحقا بالتفصيل. من هنا يمكننا القول إن لحظة حدوث الانفجار العظيم البغ بانغ Big Bang يمكن أن تحمل إسم لحظة بلانك، العالم الذي قتلت السلطات النازية إبنه تحت التعذيب سنة 1944، وكان مقربا من العالم الشهير البرت آينشتين Albert Einstein ورحلا معاً عبر الكون المرئي أو المنظور من مستواه اللامتناهي في الصغر إلى مستواه اللامتناهي في الكبر. بلانك يمثل اللامتناهي في الصغر وآينشتين يمثل اللامتناهي في الكبر. ولو عدنا الى لحظة الانفجار العظيم سنجد أن الواقع كان مضغوطاً ومسحوقاً في حيز يشبه العدم أو اللامكان، وهو أصغر مليارات المليارات المليارات المرات من نواة أصغر ذرة في الوجود. وهو أصغر شيء رصدته وعثرت عليه أجهزتنا وتكنلوجيتنا المعاصرة. فمن يصدق أنه عن هذا الشيء اللامتناهي في الصغر انبثق الكون المرئي بمليارات المليارات من السدم والمجرات والنجوم والكواكب والغازات والأغبرة الكونية، التي انتشرت في الكون المرئي عبر مسافات مهولة لا يمكن تخيلها؟ ومع ذلك فهذه هي الحقيقة العلمية المؤكدة اليوم. فذلك الجسيم الأولي اللامتناهي في الصغر كان يختزن كماً مهولا من الطاقة وفي حرارة تبلغ مائة ألف مليار المليار المليار درجة في مرحلة مذهلة من التوازن. أي إن الكون قبل خروجه للعلن كان في حالة توازن حراري تام équilibre thermique على مستوى بلانك الزماني والمكانيà l’échelles de Planck. أي في زمان بلانك ومكان بلانك. قبل حصول التفاعل النووي nucléosynthèse المرتبط بحدث الانفجار العظيم البغ بانغ، وهو نفس الرأي الذي أعلنه العالم البريطاني الفذ ستيفن هاوكينغ Stephen Hawking. كان الكون البدئي مشبعاً بجسيمات ما دون ذرية افتراضية سميت الغرافيتونات gravitons، اتي افترض أنها هي التي تحمل قوة الثقالة أو الجاذبية الكونية force gravitationnelle وسماها البعض مداعباً بالجسيمات الربانية، فقوة الجاذبية أو الثقالة وهي قوة كونية جوهرية كانت موجودة حتى قبل وقوع الانفجار العظيم واتحدت بالقوى الكونية الجوهرية الثلاثة الأخرى بعد حدوث البغ بانغ، وهي القوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية القوية أو الشديدة، والقوة النووية الضعيفة. واذا تعذر كشفها ورصدها فعلى الأقل يتم العثور على الدالات أو الموجات الثقالية ondes gravitationnelles التي تعتبر الآثار الوحيدة الباقية عن ولادة الكون في مستويات بلانك.

ما قبل الانفجار العظيم البغ بانغ Big Bang وما بعده:

عندما يقول العلماء أن الكون المرئي الذي نعرفه ونعيش فيه اليوم كان في لحظة الانفجار العظيم البغ بانغ في حالة توازن حراري تام إبان زمان بلانك ومكان بلانك عند حاجز أو جدار بلانك، فهذا يعني إنه كان بالضرورة في حالة شديدة الخصوصية état très spécial، وفريدة من نوعها هي التي حدثت عندها الفرادة الكونيةla singularité cosmique وهي الحالة التي يسميها الفيزيائيون حالة الـــــ ك م س K M S ، فالعالم في مستوى اللامتناهي في الصغر، وعندما يكون النظام عند نقطة التوازن الحراري التام، لا بد أن يكون حتماً في حالة الـــــ ك م س K M S، وهي نظرية فيزيائية غريبة وغير منتشرة أو غير معروفة على نطاق واسع إلا من قبل حفنة من العلماء لايزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة والتي تقول إنه لا يمكن أن يكون الكون المرئي أو المنظور، عند مستويات بلانك الزمانية والمكانية إلا في حالة الـــــ ك م س K M S التي سبقت حدوث الانفجار العظيم avant le Big Bang ولها آثار باقية لغاية يومنا هذا في إشعاعات الخلفية الماكروية المنتشرة rayonnement fossile الموجودة حالياً في ما يعرف بالعمق الكوني المشع CMB Fond diffus cosmologique – CosmicMicrowave Back ground وبعد أن ثبت علمياً ومختبرياً أن الكون كان في حالة توازن حراري على مستوى بلانك، فإنه بالضرورة كان في وضع خاص جداً وفريد من نوعه أسماه علماء الفيزياء والرياضيون physiciens et mathématiiens بحالة الهيولى أو الـ " ك م س K ,M,S, " وهذه النظرية الكونية تحتاج لمئات الصفحات لشرحها وتوضيحها لكنني سأحاول تلخيصها قدر الإمكان في بضعة سطور لتقريب الصورة لأذهان القراء على أن نعود لها فيما بعد في بحوث قادمة بالتفصيل اللازم :" ففي عالم اللامتناهي في الصغر infiniment petit ، وعندما يكون النظام في حالة توازن حراري équilibre thérmique ، فإنه من البديهي بالضرورة أن يكون النظام في وضع ك م س K ,M,S, وهناك عدد قليل جداً من العلماء من أطلع بالتفصيل على هذه النظرية النادرة والغريبة والمدهشة في آن واحد. وقد أتاحت هذه النظرية الفرصة لبعض العلماء والباحثين، ومن بينهم الأخوة التوأمين إيغور وغريشكا بوغدانوف IGOR et GRIHKA BOGDANOV التطرق لهذه النظرية والاستفادة منها وتطويرها عبر أطروحتيهما لنيل الدكتوراه في علم الكونيات cosmologie والقيام بمقاربة شجاعة وجريئة عن حالة الكون قبل ولادته أي قبل الانفجار العظيم البيغ بانغ وأثبت الأخوة بوغدانوف بأن الكون، على مستوى بلانك، أي في المستوى اللامتناهي في الصغر، كان في حالة ك م س K ,M,S, ، وهي الحالة التي كانت سائدة وتهيمن على الوجود الافتراضي للكون قبل نشأته المادية ـ الطاقوية أي قبل الانفجار العظيم. ولكن ما المقصود بحالة ك م س K ,M,S, بالضبط؟ إنها الحروف الأولى لأسماء ثلاثة علماء فيزياء هم أصحاب هذه النظرية التي تبلورت بين 1957 و 1959 وهم علماء فيزياء ورياضيات في نفس الوقت وهم كوبو KUBO وهو عالم ياباني حائز على جائزة بولتزمان prix Boltzmann ، و مارتان Martinوهو عالم رياضيات ضائع في بحر الحسابات والأرقام التي لاتنتهي، و شوينغر Schwinger الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1965 ، ووضع العلماء الثلاثة نظرية الـ ك م س K ,M,S, بعد أن توصلوا إلى حقيقة أنه في مستوى اللامتناهي في الصغر تربط حالة الـ ك م س K ,M,S, التوازن الحراريéquilibre thermique لنظام ما بتطوره son évolution . وعندما يكون نظام كمي أو كوانتي système quantique في حالة ك م س K ,M,S, ، أي عندما يجتمع توازنه الحراري مع تطوره ، عند ذلك يتوقف زمنه الخاص به عن الوجود، بالمعنى الدقيق لكلمة الوجود، ويغدو زمناً مركباً complex بالمعنى الذي يضفيه الرياضيون على مصطلح مركب. أي أن الزمن في حالة الـ ك م س K ,M,S, غير محدد فهو متشوه déformé ويغدو مضبباً flou ويمكن ان يتباطأ وتصبح الثانية ساعة أو يتسارع فجأة brutalement ويمر يوم كامل في خمس دقائق أو يقفز sauter التوقيت الزمني فجأة من منتصف النهار إلى منتصف الليل ــ على سبيل التشبيه لتقريب الصورة والتبسيط فقط ــ ويمكن تطبيق ذلك على الكون لأن لديه شرطين متوفرين ـ وهما كون الكون في مستوى بلانك، أي اللامتناهي في الصغر، أي كونه نظام كوانتي أو كمي، وأيضاً كونه في حالة توازن حراري في نفس الوقت . وهذا يعني أن التحديد الزمني للكون قبل الانفجار العظيم لم يثبت fixé ولم يحدد défini بل يكون خاضعاً لتباينات وتحولات وتأرجحات أوتقلبات fluctuations بين الاتجاه الواقعي والاتجاه الخيالي --dir--ection réelle et --dir--ection imaginaire للزمن، وهذا الأخير، أي الزمن المتخيل، يقاس بالأعداد الخيالية nombres imaginaires . وقد أكد العالم البريطاني الفذ ستيفن هاوكينغ بأن الزمن المتخيل أو الخيالي كان هو الشكل الجوهري للزمن قبل ولادته، بعبارة أخرى إن الزمن قبل أن يصبح واقعياً être réel كان موجوداً قبل الانفجار العظيم على شكل تخيلي أو صيغة خيالية وفق تعبير الفيلسوف والعالم الرياضي ديكارت Descartes الذي ابتكر تسمية الزمن الخيالي أو المتخيل رغم إنه لم يعتقد بوجود الأعداد الخيالية حيث يؤكد علماء الرياضيات المعاصرين أن مربع عدد خيالي يكون دائماً سلبي négatif وهذه الأعداد لا تشبه غيرها وهي التي تستخدم لقياس الاتجاه الخيالي للزمن --dir--ection imaginaire du temps وهذا ما كان يقصده العالم جورج سموت عندما أطلق تعبير تجاعيد الزمن rides du temps وهو عنوان كتابه الجميل المشار إليه أعلاه. واليوم يحتوى المستوى الزمكاني ما دون الذري على بعض الجسيمات دون الذرية، و تنقسم إلى نوعين حسب خصائصها، و هي البوزونات Bosons و الفرميونات Fermions. تشمل البوزونات: الميزونات Mesons ، و بوزون هيغز Higgs Boson، و البوزونات الأربعة الناقلة للطاقة أي الفوتون Photon و الجلوون Gluon و البوزونان W و Z، إضافة للجرافيتون Graviton الذي لم يتم إثبات وجوده تجريبيا بعدو تشمل الفرميونات: الكواركات Quarks بأنواعها الستة، و اللبتونات Leptons بما فيها الإلكترون Electron و الميون Muon و الجسيم تاو Tau و النيوترينوNeutrino بأنواعه الثلاث، و أيضا الباريونات Baryons بما فيها البروتون Proton و النيوترون Neutron...الهادرونات Hadrons: مصطلح يشمل فقط الجسيمات المركبة من كواركات. إذا كان عدد الكواركات زوجيا يعتبر الجسيم ميزونا (مثال: البيون Pion)، و إذا كان فرديا تعتبر باريونا (مثال: البروتون).
والجدير بالذكر إن البوزونات هي جسيمات عديمة الكتلة، ميزتها الأساسية هو أن عزم دورانها الذاتي (السبين spin) هو عدد صحيح من (n) و كمثال فإن بوزون هيغز يمتلك حسب النظرية سبيناً يساوي الصفر. أما بالنسبة للغرافيتون فهو الجسيم الذي يفترض أن يحمل طاقة الجاذبية. في حين أن الهادرونات هي الجسيمات الثقيلة و المستخدمة أساساً في تجارب صدم الجسيمات، وأشكالها المعروفة هي البروتونات و النترونات وأخيراً فإن
الفرميونات هي الجسيمات المنخفضة الكتلة. كل هذه المكونات الأولية تقع في دائرة اللامتناهي في الصغر وتتعامل معها فيزياء الككم أو الكوانتا ولا بد من دراستها لمعرفة أصل الكون وبدايته بغية الولوج الى خارطة وجغرافية وهندسة وهيكيلية وماهية الكون المرئي المنظور في إطار اللامتناهي في الكبر لفهم سر ولغز المكان والزمان والمادة والطاقة المرئية وغير المرئية، السوداء والمعتمة والبادية للعيان، المعلومة والمجهولة والتعامل معها وفق منظور ومعادلات ونماذج النسبية العامة لآينشتين. والحال أن النسبية العامة la relativité générale تخبرنا بأن الفرادة singularité تتموضع في لحظة ظهور الزمن ـ لحظة الولادة أو الخلق ـ لكنها، ككل النظريات الفيزيائية، تتوقف عند حدود أبعاد بلانك و لا يمكن تطبيقها فيما يتعدى زمن بلانك 10-43 من الثانية وما قبله أي ما قبل الانفجار العظيم البغ بانغ Big Bang، إذا حدث بعدها التضخم inflation والتمدد dilatation والتوسع expansion وظهور ما بات يعرف بالزمكان l’espace – temps الاينشتيني، حيث بادر العلماء لصياغة النموذج الرياضياتي للكون عبر لعبة المعادلات الرياضياتية في محاولة لتفادي الفرادة المحرجة حيث الزمن صفر t=0، وهذه هي بالضبط مقاربة ستيفن هاوكينغ للغز الأصل الكوني المادي والأساس الذي انطلق منه للجمع أو للتقريب، ولو نسبياً، بين النسبية العامة والنظرية الكمومية أو الكوانتية théorie de la Relativité générale et théorie quantique.
من الأصغر إلى الأكبر
في يوم من الأيام من سنوات الثمانينات من القرن المنصرم سقط حجر صغير من الفضاء الخارجي وكان قد هبط من السماء إلى الأرض قبل 13 ألف سنة بعد قذفه من سطح المريخ إثر اصطدام كوكب المريخ بنيزك ضخم قبل خمسة عشر مليون سنة لكن ذلك الحجر غير مفهومنا عن العالم والحياة. عثر العلماء على هذا الحجر في مكان ما في القطب الجنوبي Antarctique وبعد الفحص والتحليل اكتشف العلماء وجود كائن ميكروي أو بقايا بكتريا على شكل بويضة غير معروفة للبشر أي أن هناك حياة ما كانت موجودة على سطح المريخ قبل 8،3 مليار سنة مما أرغمنا على تغيير طريقتنا في التفكير والنظر إلى أنفسنا. بات بإمكاننا أن نقول وبكل ثقة أن هناك احتمالاً كبيراً ألا تكون الأرض هي المكان الوحيد في الكون الذي يحتضن الحياة وهو الاحتمال الذي تسعى مهمة كيروزيتي اليوم لإثباته على سطح المريخ بعد أن مضى سنة كاملة على هبوطها على سطح المريخ ومباشرتها بعمليات الحفريات والتحليل الجيولوجي والبيولوجي هناك. فالكون مليء بالأعاجيب والأسرار ولم ندرك نحن البشر سوى جزء مجهري صغير من أسراره وماهيته وحقيقته الغامضة، فكوكبنا، وشمسنا، ونظامنا الشمسي، بل وحتى مجرتنا برمتها لا تمثل سوى ذرة غبار في مكونات الكون المرئي فيما بالك لو حسبناها بالنسبة للعدد اللامتناهي من الأكوان التي تملأ الوجود من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي في الكبر؟ ولكن كيف لنا أن نقوم بمقاربة علمية لهذا الكون وماهي النظرية العلمية التي ستتيح لنا القيام بذلك؟ هل هي النظرية النسبية الخاصة والعامة لاينشتين أم النظرية الكوانتية أو الكمومية أم الإثنين معاً أم نظرية أخرى أشمل وأكمل تجمع الاثنين وتتجاوزهما وهي نظرية كل شيء؟ .
هل بمقدور الفيزياء الكمومية أو الكوانتية physique quantique أن تصف لنا الكون المرئي برمته وبكل ما فيه؟ علينا أن نتذكر أن النظرية الكمومية أو الكوانتيهthéorie quantique لا تخبرنا عن كيفية إنتقال أو تحول جسيم أونظام ما من الحالة أ A إلى الحالة ب B . التفسير التقليدي للفيزياء الكمومية أو الكوانتية هو تفسير مدرسة كوبنهاغن école de Copenhague وهذه تؤكد أننا عندما لا نراقب أو نرصد أو نشاهد observer نظام ما فإن هذا الأخير سيكون موجوداً على نحو تراكمي وتداخلي واندماجي أو في حالة تراكب superposition لكافة حالاته الممكنة التي يمكنه اتخاذها أوتبنيها واعتمادها adopter وإن فعل القياس أو مجرد النظر والمشاهدة يؤدي إلى تقليص أو اختزال لدالة الموجة fonction d’onde إلى حالة من مجمل الحالات الممكنة التي يتم اختيارها فقط استناداً على قاعدة احتماليتها bas de sa probabilité، وعندما نتوقف عن عمل قياس لنظام ما أو التوقف عن مشاهدته فإنه يذوبdilue أو يتشعشع بالمعنى الكمومي أو الكوانتي حيث تتشتت حالة اليقين السابقة la certitude إلى وضعية تراكبية تداخلية لكم من الحالات الممكنة في إطار مبدأ الريبة أو اللايقين الكوانتي أو الكمومي إلى أن يتم قياسه أو مشاهدته من جديد حيث سيبدو بوضع جديد مختلف عن سابقه. إن تفسير الشكلانية الكمومية أو الكوانتية interprétation du formalisme quantique يعطي نتائج جيدة عندما يطبق لتوقع أو التنبوء بسلوكيات الذرات أو الجسيمات ما دون الذرية subatomique. بيد أن تطبيق تفسير كوبنهاغن على الكون المرئي أو المنظور كله تنشأ مشاكل عويصة وصعوبات تنتصب في أمامنا إلى جانب إن أن المحاولة تبدو مخالفة للمنطق المألوف. يمكننا أن نتخيل أو نتمنى أن يكون الكون المرئي قابلاً للوصف بأدوات وصيغة دالة الموجة الكوانتية أو الكمومية حتى لو شعرنا في الواقع أننا عاجزون عن وصف دالة الموجة للكون المرئي الكبير. فبما أنه، بحكم البديهي أن الكون المرئي يحتوي كل ما نعرفه ، بما فيه أنفسنا، في داخله ، فلن يوجد أحد خارجه لقياسه أو رصده ومشاهدته من خارجه لذلك لن تختزل دالة الموجة فيه إلى حالة كوانتية أو كمومية واحدة فقط، وبالتالي فإن الطريقة الصحيحة لحساب احتمالاته التي تصف سلوكيات الكون هو استخدام التفسير البديل للميكانيك الكوانتي أو الكمومي mécanique quantique وهو التفسير المعروف باسم تفسير العوالم المتعددة interprétation du mondes multiplesوالذي يمكن من خلاله حساب تأثيرات كافة دلالات الموجات الممكنة لنظام، من خلال استخدام تكنيك إجمالية منهج فاينمان technique des intégrales de chemin de Feynman بغية انتاج صياغة تقدم وصفاً رياضياتياً شامل وجامعاً لنظام التحول او الانتقال من الحالة أ A إلى الحالة ب B .
لقد حاول العالم البريطاني الفذ ستيفن هاوكينغ Stephen Hawking أن يحسب رياضياتياً تطور صيغة بسيطة للكون لا تحتوي سوى على زوجين من الحقول deux champs الأول للجاذبية أو الثقالة gravité والثاني للمادة matière وتبين أن هذا النموذج الرياضياتي البسيط لهاوكينغ والذي أسماه minisuperspace له تشابه كبير، إن لم نقل، تطابق تام، مع الكون الواقعي مما يمكننا من استنتاج خطوط تطوره العامة ولقد تعمد هاوكينغ اختيار أدوات أساسية قدمتها له الفيزياء الكوانتية أو الكمومية عندما يتم الجمع بينها وبين النسبية العامة لآينشتين وتشير إلى وجود فرادة singularité محتومة لا يمكن تفاديها، وبمقدار t=0.
النسبية العامة تصف لنا الكون على المستوى الماكروسكوبي macroscopique عكس النظرية الكوانتية أو الكمومية التي تصف لنا الكون بمستواه الميكروسكوبيmicroscopique، وبفضل النظريتين توصلنا إلى معرفة القوى الكونية الجوهرية الأربعة التي تسير الكون المرئي أو المنظور وهي قوة الثقالة أو الجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الشديدة أو القوية والقوة النووية الضعيفة. ولكن يبدو أن العلماء قاموا بفتح علمي جديد واكتشفوا قوة جديدة قد تكون أقوى من الجاذبية أو الثقالة وهي قوة الجسم الأسود "la force de corps noir. والمعروف أن الأجسام السوداء تنتج إشعاعاً يعرف من خلال تأثيره المنفر. ولكن يبدو أن هناك خاصية جديدة لقوة الجسم الأسود تم كشفها وفقاً لدراسة جديدة تنافس قوة الجاذبية أو الثقالة، وهذه القوة تعمل بصورة مشابهة ولو على نحو قليل لعمل الجاذبية وتقوم بجذب الاشياء نحو الجسم الاسود .
فالأجسام السوداء، والاجرام السماوية غير العاكسة تماماً، تقوم بتحويل الطاقة الذرية للجزيئات التي تقع حولها بما يعرف باسم "تأثير ستارك" L’effet Stark ويحدث هذا عندما يقوم الحقل الكهربائي المخلوق بواسطة شعاع الجسم الاسود بأرسال الفوتونات الى الجزيئات والذرات المحيطة بها و التي غالباً ما تخلق الطاقة المنفرة التي اعتدنا على رؤيتها حول الاجسام السوداء، ولكن اذا كان مستوى الطاقة للفوتون صحيحاً والجسم الاسود المُشع اقل من 6,000 درجة كلفن، فأنه يخلق قوة جاذبية اكبر من ضغط الاشعاع، وفي بعض الحالات، اكبر من قوة الجاذبية.
إن قوة الجسم الاسود هذه تؤثر فقط على الجزيئات الصغيرة في الكون، على الرغم من ان له تأثير على السيناريوهات الفيزيائية الفلكية الاساسية. ويعكف الفريق العلمي النمساوي الذي اكتشف هذه القوة، على معرفة كيفية تأثيرها على الغبار الكوني المتواجد بين النجوم وبين المجرات. ويعتقد العلماء إن هذه الحبيبات ما دون الذرية الحجم تلعب دوراً مهماً في تشكيل الكواكب والنجوم او في الكيمياء الفلكية. وهناك تساؤلات حول كيفية تفاعلها مع غاز الهيدروجين على نحو خاص او تفاعلها مع بعضها البعض إلى جانب معرفة كيفية تأثير قوة الثقالة أو الجاذبية الإضافية على ديناميكية الذرات والغبار الكوني كما صرح العالم سونيلتنز في جامعة انسبروك. لم ينجح العلماء في تكرار هذا التأثير مختبرياً وفي حالة نجاحهم سيشكل فتحاً علمياً جديداً ويسلط الضوء أكثر على تلك القوة الكونية الجديدة التي تعمل أو تؤثر على الأشياء أو الأجسام الصغيرة فقط حالياً. يتبع
"نظرية الأكوان المتعددة أو Multiverse تقول أن هناك أكوان أخري مشابهة لكوننا و لكن النهايات مختلفة، فقد يكون هناك نسخة منك في كون موازي و هو ميليونير!"

هذه النظرية لم تاخذ صدى واسع في الفيزياء الا بعد ان طرحت النظريات التي تفترض وجود ابعاد اضافية مثل نظرية الاوتار الكمومية او الاوتار الفائقة (super string theory ) التي طرحت في عام 1970 من قبل جون شفارتز و جول شيرك, هذه النظرية تفسر شكل الطاقة و المادة و افترضت وجود 11 بعدا اضافيا تضاف الى الابعاد الفراغية الثلاثة (الطول العرض الارتفاع) و البعد الزمني و هذا بدوره دعم نظرية الاكوان المتوازية.

المحتوي التالي من ويكيبديا.....

في عام 1954، مرشح للدكتوراة من جامعة برنسيتون اسمه هيو إيفيرت جاء بفكرة جذرية: أنه يوجد أكوان متوازية، بالضبط شبه كوننا. كل هذه الأكوان على علاقة بنا، في الواقع هم متفرعين منا وكوننا متفرع أيضاً من آخرين.

خلال هذه الأكوان المتوازية، حروبنا لها نهايات مختلفة عن ما نعرف. الأنواع المنقرضة في كوننا تطورت وتكيفت في الآخرين. في أكوان أخرى ربما نحن البشر أصبحنا في عداد المنقرضين.

هذا التفكير يذهل العقل ولحد الآن ما يزال يمكن فهمه. الأفكار العامة عن الأكوان أو الأبعاد المتوازية التي تشبهنا ظهرت في أعمال الخيال العلمى. لكن لماذا يقوم فيزيائي شاب ذو مستقبل بالمخاطرة بمستقبله المهنى عن طريق تقديم نظرية عن الأكوان المتوازية؟

بنظريته عن الأكوان المتوازية، إيفريت كان يحاول الإجابة عن سؤال صعب متعلق بفيزياء الكم: لماذا الأجسام الكمية تتصرف بشكل غير منضبط؟ إن المستوى الكمى هو أصغر ما اكتشف العلم حتى الآن. دراسة فيزياء الكم بدأت في عام 1900، حينما قدم العالم ماكس بلانك هذا المفهوم لأول مرة على المجتمع العلمى. دراسات بلانك للإشعاع دفعت نحو بعض الاكتشافات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية. هذه الاكتشافات اقترحت وجود قوانين مختلفة في هذا الكون، تعمل على المستويات العميقة غير تلك القوانين التي نعرفها.

في المدى القصير، الفيزيائيين الذين قاموا بدراسة مستوى الكم لاحظوا أشياء غريبة عن هذا العالم. أولا ً، الجزيئات الموجودة في هذا المستوى تأخذ أشكالاً مختلفة بشكل اعتباطى. على سبيل المثال، العلماء لاحظوا أن الفوتونات (رزم صغيرة من الضوء) تتصرف كجسيمات وكأمواج! حتى الفوتون المفرد يقوم بهذا التناوب في الحالة. تخيل أنك ظاهر وتتصرف كإنسان صلب حينما ينظر إليك صديق، لكن حينما يلتفت إليك ثانية ً تكون تحولت إلى غاز!

عُرف بمبدأ عدم اليقين لهايزنبرج Heisenberg Uncertainty Principle. الفيزيائي “ورنر هايزنبرج” اقترح أنه بمجرد ملاحظة المادة الكمية، فنحن نؤثر في سلوكها. وبالتالى، فنحن لا يمكن أن نتأكد تماماً من طبيعة الشئ الكمى ولا صفاته المميزة، مثل السرعة والموقع.

هذه الفكرة تم دعمها بتفسير كوبنهاجن لميكانيكا الكم. هذا التفسير طرحه الفيزيائي الدنماركى “نيلز بور”، أن الجسيمات الكمية لا تتواجد على حالة واحدة معينة أو على حالة أخرى، لكن في كل هذه الحالات المحتملة في نفس الوقت. إجمالي مجموع الحالات للشئ الكمى يسمى بدالة الموجة wave --function--. وحالة الشئ الموجود في كل حالاته الممكنة في نفس الوقت، تسمى بالوضع الفائق superposition.

طبقا لبور، حينما نقوم بملاحظة شيء كمى، فنحن نؤثر في سلوكه. الملاحظة تقوم بكسر حالة الوضع الفائق للشئ وتجبره على اختيار حالة واحدة من دالة الموجة الخاصة به. تفسر هذه النظرية لماذا يحصل الفيزيائيين على قياسات متضاربة من نفس الشئ الكمى: فالشئ الكمى يختار حالات مختلفة أثناء عمليات القياس المتتالية.

تم قبول تفسير بور على نطاق واسع، واحتفظ بقبول غالبية مجتمع علماء الكم. ولكن بعد حين، أخذت نظرية العوالم المتعددة لإيفريت بعض الاهتمام الجدى.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولة ما قبل الأخيرة لمباراة العلم ضد الدين:
- حرب المخابرات سترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد
- لبشر وكائنات السماء الأخرى في الكون المرئي : معضلة الاعتراف ...
- مهمة التلسكوب الفضائي بلانك تلقي ضوءاً جديداً على صيرورة الو ...
- برهان شاوي بعيون باريسية
- رؤية بانورامية موجزة لتطور النظريات الكونية من بداية القرن ا ...
- صيرورة الكون المرئي وماهيته من الأصل إلى الكل الحي
- البنية الهندسية لهيكيلية الكون الكلي
- عرض لكتاب الدكتور جواد بشارة الكون الحي
- رحيل الذات
- رؤية فرنسية غير رسمية للأزمة السورية
- تراتيل المدينة المقدسة
- جحيم اللقطاء
- مقدمة لجغرافية الكون المطلق
- صرخة المنفى
- الثنائية الأبدية
- مقابلة مع الدكتور جواد بشارة أجراها عارف فكري
- السر الكبير : الحكومة الأمريكية وتكنولوجيا الحضارات الفضائية ...
- إيران وسورية في ميزان الانتخابات الأمريكية
- درس في التصوير والإخراج السينمائي أو كيف نقرأ الصورة السينما ...


المزيد.....




- اضطراب يؤثر على حركة العين وسلامة الرقبة.. اعرفه
- أستاذ كبد: الدولة وفرت أحدث علاج مناعى لسرطان الكبد مجانا.. ...
- -مرض غامض- يثير الهلع في الأرجنتين!
- أفريقيا تواجه أكبر مخاطر تغيّر المناخ رغم أنها الأقل مساهمة ...
- ما الطرق التي تساعدك في السلامة من سرطان الجلد الميلانوما؟
- بسبب -تقييمات مهينة-.. أطباء يابانيون يقاضون -غوغل-
- هواوي تتحدى العمالقة بإطلاق Pura 70 Ultra: هاتف يعيد تعريف ا ...
- دايت mind .. يحميك من الشيخوخة ويحسن الوظيفة الإدراكية
- كيف تشغل ألعاب إكس بوكس على ويندوز 11؟
- الأمراض المنقولة جنسيًا..كيف تتحدث عنها مع شريكك الجديد؟


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - المحطات الخفية في رحلة الكون المرئي