بولات جان
كاتب و باحث
(Polat Jan)
الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 22:40
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تفشي ظاهرة المعاهد الخاصة و انحرافها عن المسار الصحيح
نلاحظ بأن الكثير من المعاهد التدريسية في المدن الكردية عموماً و في كوباني خصوصاً قد تحولت إلى بؤر للتحزب و التجنيد لصالح أطراف شوفينية و إلحاق الشبان الكرد بالمجموعات المسلحة التي تحارب الشعب الكردي بالدرجة الاولى.
تفشت ظاهرة المعاهد التدريسية الخاصة في مناطق غرب كردستان و خاصة في كوباني بسبب طمع المدرسين و تجار السلك التعليمي و كذلك الإهمال المتعمد من قِبل السلطات و المدراء و المعلمين الذين يعملون على توجيه طلبتهم إلى معاهدهم الخاصة سعياً للكسب المادي. و تفتقر الكثير من هذه المعاهد إلى أبسط الشروط الموضوعية للتدريس و تلبية المتطلبات الخاصة بالعملية التعليمية، كما أن أسعارها مرتفعة جداً لا تتلاءم الوضع المعيشي و الدخل الاقتصادي لأبناء المجتمع الكردي.
و الأنكى من كل ذلك هو تحول الكثير من هذه المعاهد إلى بؤر للتحزب و تجنيد الشبان اليافعين إلى الأحزاب التي تقف وراء هذه المعاهد أو لصالح الجهة السياسية لكل مدرس أو مدير. فبدلاً من تدريس الطلبة و تطويرهم علمياً فإن الأساتذة يسعون إلى حشو عقول الطلبة بالأفكار السياسية و الحزبية الضيقة. فنجد حدوث العديد من المشاكل و المناوشات الحزبية المضرة بين التلامذة و بين المعاهد و بين المعلمين المتنافسين. و الأسوأ ما في الموضوع هو تحول بعض هذه المعاهد إلى بؤر للتطرف الحزبي و حقن العداوة ضد الجهات الوطنية الكردية في عقول الطلبة و المراهقين و دفعهم إلى تشكيل التكتلات و بث الإشاعات التي تتسبب في التفرقة و الإضرار باللحمة الوطنية و الروح القومية لدى الجيل الناشئ، كما ان العديد من المعلمين و المدراء تقنع التلاميذ و تجندهم لصالح المجاميع المسلحة و ترسلهم للتدريب في مناطق الباب و حلب و تركيا.
نجد بأن هذه الحالة تشكل خطراً على الوحدة الوطنية و انحرافاً عن أخلاق التعليم الشريف. و ندعو كافة المعاهد التدريسية في المناطق الكردية و خاصة في كوباني إلى الانتباه و عدم التلاعب بالتلاميذ و عدم المتاجرة على عنفوانهم. كما ندعو الجهات المعنية إلى القيام بالواجب تجاه هذه الممارسات اللامسؤولة و الخطيرة.
#بولات_جان (هاشتاغ)
Polat_Jan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟