أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - الجمال عند الفلاسفة اليونانيين















المزيد.....

الجمال عند الفلاسفة اليونانيين


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


د. ابراهيم حجاج مدرس بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
لا شك فى أن الإغريق كانوا يقدسون الجمال وحرصوا على تمجيد ربات الفنون وعبادتها وتقديم القرابين إليها ورعايتها إيماناً منهم بتقديس مظاهر الجمال الخالدة في الفن والطبيعة.‏
وقبل الخوض في ماهية الجمال والفن عند اليونان، أن نتعرف أولا على ماهية الإنسان الذي يعتبر المركز الأوحد للإحساس بالجمال والمدرك الوحيد له. كان الناس منذ بدء الخليقة يرهقون التفكير على الدوام بمعضلة ماذا يعني أن يكون الكائن الحي إنساناً وفيما يتمثل مغزى وجوده على الأرض. إن الإنسان كما عرفه الإغريق أنه أعجب العجائب وهو مركز الكون مما دفع علماء الاجتماع للوصول إلى صيغة جامعة تعرف الإنسان وتميزه عن باقي الكائنات الحية. وحددت علاقات ثلاث في تعريف الإنسان وإن الكائن البشري إذا فقد إحدى هذه العلاقات يخرج عن كونه إنساناً ذو قيمة ولا يمكن أن يخطو خطوات جادة في تعظيم الإرث البشري الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الجمالي وهذه العلاقات هي :

العلاقة المعرفية أي ( المنطق ـ الحق ).
العلاقة الأخلاقية أي ( الخير ) .
والعلاقة الجمالية ( الجمال).

يتسم الإنسان للوهلة الأولى بنفس الاحتياجات التي تلازم أي كائن حي آخر، فهو ملزم بأن يأكل ويشرب ويحمي نفسه من البرد والحر ومن هجمات الأعداء وأن يحافظ على نسله، غير إنه يلبي هذه الاحتياجات بطريقة تختلف عن سلوك الحيوان. أما الحيوان فمهما قام من أفعال معقدة تشبه للوهلة الأولى أفعال الإنسان يبقى على الدوام خاضعاً لتأثير احتياجاته البيولوجية المباشرة. فالشيء الذي لا يمس أسس نشاط الحيوان ا لحياتية يبقى وكأنه غير موجود بالنسبة له. فإن الكائنات الحية غير الإنسان ليس من سجاياها معرفة العالم بحد ذاته أي ( العلاقة المعرفية ) والتمتع بجمال العالم وشموخ الجبال وبصفاء السماء وخضرة الغابات ونقاء الأنهار ، لا يشكل أي شيء ذو قيمة بالنسبة للحيوان لهذا فهو لا يكترث بالعلاقة الجمالية. وليس من سجايا الحيوان أيضاً القدرة على أن يضع نفسه في محل سواه أي أن يضحي بنفسه وينكر ذاته من أجل باقي الحيوانات من بني جنسه لهذا فهو يفتقر للعلاقة الأخلاقية التي تتمثل في الخير.
إن نظام الكون شغل بال الفلاسفة اليونانيين فذهبوا يتمثلون نظاماً من الجمال في فنونهم سعوا فيه إلى تحقيق صفات التماثل والائتلاف, فحدث لقاء بين تصوراتهم الميتافيزيقية وتخيلاتهم الأستطيقية فأصبحت تطبيقاتهم في مجالي " الجمال" و " الفن" هي الجانب الأستطيقي لمشكلة البحث عن " الوحدة في الميتافيزيقا" التي سعى إليها الفلاسفة عندما فسروا مسألة الكثرة والتعدد.‏

الجمال عند سقراط :
الجمال عند سقراط: هو جمال هادف، أي أن الجميل هو ما يحقق النفع أو الفائدة أو الغاية الأخلاقية العليا، وله مقولة مشهورة في ذلك الصدد:
"ما هو نافع لغرض معين فإن استعماله جميل لهذا الغرض”
ويرى أن الصفة المشتركة للأشياء الجميلة تكمن في أن جميعها قد صنعت على النحو الذي تحقق به الغرض من وجودها... أي أنها حققت هدفها.!!
كما يرى سقراط أن العين الجاحظة أجمل من العين العادية، لأن الجحوظ يؤدي إلى وظيفة أفضل وهي اتساع مجال الرؤية، وأن الأنف الأفطس أجمل من الأنف المستقيمة، لأن الأنف المستقيمة قد تعوق زاوية الرؤية أما الأنف الأفطس فإنها لا تعوق زاوية الرؤية.!!

لم يفرق بين الفنون الجميلة و المفيدة فالفنون على مختلف أنواعها فى رأيه ينبغى أن يكون لها نفعاً أخلاقياً .
فالفن سواء ما كان منه فناً جميلاً أو فناً صناعياً له وظيفة تخدم حياة الإنسان، وبمعنى أدق: الحياة الأخلاقية.

نادى سقراط أن يركز الفنانون على إبراز التعبير عن أحوال النفس البشرية من خلال التأكيد على تعبيرات العين والوجه في موضوعات الرسم والنحت وذلك بهدف إظهار الفضيلة والانفعالات السامية لتأكيد الجمال الخلقي بجانب مراعاة جمال الصورة ونسبها الفنية.
نبذ سقراط مبدأ "اللذة" الجمالية التي فصلت بين الجمال و قيم الحق والخير، فلم تكن اللذة عند سقراط سوى نوعاً من أنواع التدهور الفني والانحلال الأخلاقي.
يرى سقراط أن أصحاب الحرف والصناعات أفضل من الفنانين الذين لا يوجهون الناس من خلال فنهم الى قيم الخير والحكمة والفضيلة.
يرى سقراط أن الفن يجب أن يكرس لخدمة الإنسان، بينما يؤدي الجمال إلى الخير لا إلى اللذة الحسية.

الجمال عند أفلاطون(427-347 ق.م):
قسم أفلاطون العالم إلى قسمين عالم المثل العليا (العالم الروحى الخالد عند الخالق ) والذى يتضمن قيم الخير والحق والجمال و العالم الواقعى (الأرض) بما يشمله من شرور وآثام
الجميل عند أفلاطون هو النافع الذى ينشأ عن التفكير فيه سرور لأنه ينقله الى عالم الله ، ويعطي أفلاطون وصفاً للشعور بالجمال ويقول:
عندما يرى الإنسان الجمال فإنه يحدث له أثناء إبصاره تغير في جسده نتيجة للرجفة التي تنتابه فيكسوه العرق والحرارة، لأنه بمجرد أن يلتقي فيض الجمال عن طريق عينيه فإنه يدفأ ثم يؤثر الدفء في نفسه فينشط نمو الريش ويحدث نتيجة لذلك أن تقوى الأجنحة التي يمكن للنفس بواسطتها أن تحلق وتعود مرة أخرى إلى العالم الذي كانت تعيش فيه قبل سقوطها إلى الأرض، ذلك العالم التي تصبوا النفس إلى العودة إليه لتكون في صحبة الآلهة الخالدة والذي تسعد فيه بالتأمل الدائم لمثل الحق والخير والجمال".
ويرى أفلاطون ،أن الروح تدرك الجمال ولكن الحواس تدرك انعكاسات ظلال الجمال.
الفن عند أفلاطون محاكاة ولكن ماذا يحاكى وكيف يحاكى؟
- ماذا يحاكى ؟ يرى أفلاطون أن الفن يجب أن يحاكى عالم المثل و أن يرتبط بمعانى الحق و الخير و الجمال
فقد انتقل أفلاطون من جمال الأجسام (المادى) إلى الجمال الروحى وغلب العقل على الأحاسيس والمشاعر لأنها تقود الإنسان الى الشهوات وعدم اتباع المنطق فى رؤية الأشياء ولهذا جعل أفلاطون الفن في مرتبة ثانية بالنسبة إلى الحقيقة والخير.
ورأى أن المحاكاة التى لا تصحبها معرفة وثيقة بحقيقة الأصل الذي تحاكيه، إنما هي نقل آلي تعتمد على التمويه و يخلو من الحق والجمال وهذه المحاكاة لا تعتمد على الحقيقة ولا تمت للجمال والخير بصلة، وقد أطلق أفلاطون على هذا النوع المحاكاة الزائفة لأنها المحاكاة التي تدخل السرور على العامة والسذج، لذا طرد من مدينته الفاضلة الشعراء الذين يحاكون الأفعال الرذيلة.
- كيف يحاكى ؟ ويرى أفلاطون أن تكون المحاكاة محاكاة مماثلة مشابهة وكأن الفن مرآة عاكسة و سميت هذه المحاكاه بالمحاكاة البسيطة.

وبذلك فرق أفلاطون بين نوعين من الفن:
النوع الأول: هو ذلك الفن الذي يأخذه بمحاكاة السطحية، أي بالمعنى الشائع للمحاكاة دون التعمق في طبيعة الأشياء وأصحاب هذا النوع من الفن طردهم أفلاطون من مدينته الفاضلة لأنهم يحثون على الرذيلة والشرور فهم يحاكون الأفعال البذيئة والشرور والشهوات المادية.


النوع الثاني:
وهو الفن الذي يتخذ محاكاة مستنيرة تقوم على علم بما يجب أن يحاكى وهو: الحق والخير والجمال وهذا النوع – تبعاً لأفلاطون- لا يوجد إلا لدى الفنان ذي الثقافة الفلسفية الواسعة والذي يحسن التعبير عن الجمال .
أمثلة للمحاكاة الجيدة:
عند أفلاطون تتكون الموسيقى من ثلاث عناصر رئيسية وهي: اللفظ والائتلاف والإيقاع ويجب أن تكون الموسيقى باعثة لقيم الخير والجمال، أي لا تكون ماجنة أو تحتوي على شكاية أو تبعث روح الملل لدى السامعين أو تسبب لهم ضرراً.
كما يجب أن يكون هدف الموسيقى الأسمى هو التأثير الإيجابي على النفس، بحيث تكسبها إئتلافا و اتزانا غايتهما الخير والجمال.
• أكد أفلاطون على دور الإلهام والذي اعتبره يأتي من عند الآلهة، ويقول في هذا الصدد:
"إن إتقان الفن عملية تحدث من خلال إلهام مستمد من ربات الفنون، أما المهارة العقلية فقط فهي غير كافية لتكوين الفنان؛ فالشعر الجيد مثلاً يأتي في صورة إلهام من ربات الشعر".
• تبعاً لأفلاطون فإن للفن وظيفة تعليمية وسياسية واجتماعية.
• اعتبر أفلاطون الحب الدافع المحرك للفيلسوف نحو الحق، وكذلك للفنان نحو الجمال ويقصد بالحب هنا الحب الأفلاطونى (حب الروح لا الجسد) أى الحب المنزه عن أية شهوات.

الجمال عند ارسطو: يرى ارسطو أن الأشياء تبدو جميلة نتيجة تناسقها ونسبة الوفاق والوحدة بين أجزائها.ويقول لا يمكن لشيئ مألوف من عدة أجزاء أن يكون جميلا إلا بقدر ما تكون أجزاؤه منسقة وفق نظام معين ، ومتمتعة بحجم لا اعتباطى ) لأن الحجم الزائد عن الحد يؤدى الى تشويش ذهن المتلقى) فالجمال فى نظر أرسطو لا يستقيم إلا بالنسق والمقدار.
وهو ما ينطبق على المبادئ التى وضعها للمسرحية التراجيدية فى كتابه "فن الشعر" فالمسرحية التراجيدية فى عرفه تتميز بالوحدة (الموضوع- المكان- الزمان) ولها حجم محدد وتتكون من (بداية ووسط ونهاية) البداية تشمل التمهيد للأحداث والتعريف بالشخصيات والوسط يتضمن ذروة الأحداث والنهاية تأتى بالحل.
• مفهوم الفن عند أرسطو:
أرسطو فيلسوف واقعى عرف الفن أيضاً على أنه محاكاة .
هناك اختلاف بين فلسفتي أفلاطون وأرسطو فيما يخص موضوع المحاكاة:
الفن فى نظر أرسطو ماذا يحاكى ؟
الفن فى نظر أرسطو لابد و أن يحاكى الواقع المادى الذى نعيشه بخيره و شره فعلى الفنان أن يعرض الشر كما يعرض الخير حتى يتحقق تظهر النفس البشرية من شرورها عن طريق إثارة عاطفتى الخوف و الشفقة .
• اللذة الجمالية: عند أرسطو هي تصفية للانفعالات الضارة بالنفس وتنظيماً للمشاعر المضطربة بإثارة عاطفتى الخوف والشفقة.

• يرى أرسطو أن للفن دوراً في تطهير النفس البشرية وقد أطلق على هذه النظرة مصطلح التطهير "Catharsis" وكان يعني أن النفس البشرية تستطيع التخلص من الانفعالات الأليمة





#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير الحشاشين يسطو على السلطة باسم الدين قراءة تحليلية لنص - ...
- الاخوان المسلمون بين المسرح اليونانى والأوروبى الحديث.
- المسرح المصرى وظاهرة التطرف الدينى دراسة نقدية لمسرحية -الجن ...
- تأريخية بريخت وأسطورة الإخوان.
- أشكال التراث ودورها فى صياغة المسرح المغربى.
- المسرح العربى بين التبعية والتأصيل
- شوق النكلاوى ترسم بأطفالها مستقبل وطن.
- العمل حق العمل واجب العمل شرف العمل حياه ... قراءة فى نص الأ ...
- مأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة قراءة فى نص -أوزوريس- لعلى أح ...
- ظلال القضية الفلسطينية فى نص -أوزوريس- لعلى أحمد باكثير.
- شعب خانع يصنع طاغية ..قراءة فى نص الفيل يا ملك الزمان لسعد ا ...
- حديث نبوي قد يغير حياة الكثيرين
- القضية الفلسطينية فى المسرح المصرى بين الرمز والمباشرة.
- الإرهاب صناعة أمريكية - قراءة فى مسرحية -الحادثة اللى جرت فى ...
- مسرحية ماما أمريكا بين التبعية الأمريكية والتثوير العربى
- فن الكوميديا بين الابتذال والنقد الاجتماعى
- نظريات النقد الإجتماعى من منظور فلسفى
- الاتجاه البنيوى فى النقد الأدبى.
- منهج البنيوية التوليدية فى النقد الأدبى.
- خطوات المنهج البنيوى التوليدى فى النقد الأدبى.


المزيد.....




- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - الجمال عند الفلاسفة اليونانيين