شوق النكلاوى ترسم بأطفالها مستقبل وطن.

ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:44
المحور: الادب والفن
    

د ابراهيم حجاج قسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية
وقفت مشدوها وأنا أشاهد مسرحية "ثورة وطن" التى قدمت على مسرح جمعية رعاية الطلبة بدمنهور فى إطار مسابقة أعياد الطفولة على مستوى الجمهورية والتى تنظمها الادارة العامة للانشطةالثقافية والتربوية بوزارة التربية والتعليم - تأليف واخراج شوق النكلاوى والمخرج المنفذ مديحة عبد الله وأشعار فوزية الأشعل - فأبطال العرض هم براعم رياض الأطفال بمدرسة الشباب التجريبية بشبراخيت أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم وبالرغم من ذلك صالوا وجالوا أرجاء المسرح واستطاعوا بأدائهم المتميز وعفويتهم الفياضة أن يشدوا انتباه كل الحاضرين وأن ينتزعوا تصفيقهم الذى دوى الأرجاء مما يدل على وجود مخرج متميز يدير هذا العرض بمهارة متكئة على معرفة حقيقية بطبيعة الطفل وكيفية اكتشاف مخزونه الابداعى فكل التقدير لمعلمة رياض الأطفال الموهوبة والمتميزة "شوق النكلاوى" مخرجة العرض ومؤلفته فالنص متميز , والفكرة كبيرة , والممثلون -وان كانوا صغارا - كبار بموهبتهم ووعيهم بما يقدمون، فالعرض يناقش فكرة الثورة التى فجرت الكثير من القيم الوطنية التى كاد يخبو نورها فى ظل نظام فاسد ظالم ... والغريب انه لم تخلو مشاهد التظاهرات المصرية الحاشدة فى ثورة 25 يناير من وجود للأطفال ولم يغب أغلبهم -مهما كانت أعمارهم- عن المشهد السياسي الحالي سواء في قلب التظاهرات والثورة أو حتى أمام شاشة التلفاز ، فقد شهدنا الأطفال يجوبون ميدان التحرير ويتحركون بكل ثقة وحرية وقد وجدت مخرجة العرض أنه من المهم جداً توعية الصغار وإطلاعهم علي ما يجري حولهم لينشأ في مصر جيل جديد من أبناء الثورة جيل تفتح وعيه علي مشهد ثورة شبابية ضخمة ورائعة غيرت وجه مصر الباهت منذ ثلاثين عاماً.
يبدأ العرض بمجموعات من الأطفال يدخلون المسرح حاملين لافتات تحمل شعارات العدل – المساواة – - الحرية- العدالة الاجتماعية- القانون – الضمير – الدستور. ويبدأ الأطفال فى مناقشة هذه القيم التى أضحت مجرد شعارات زائفة فى ظل الصراع على السلطة ويسخرون من دستور قيل إنه للشعب والحقيقة أنه ليس كذلك يطالبون بالمساواة والعدل ودولة القانون واحياء الضمير الغائب فى ظل تغليب المصالح الشخصية. وقد تعاملت المخرجة مع النص بوصفه نصا سياسيا فاختارت الاتجاه البريختى باعتباره أنسب الاتجاهات الإخراجية لتقديم مثل هذا العمل فوظفت الشاشة فى خلفية النمسرح لعرض مشاهد للأطفال الممثلين أنفسهم وهم بداخل المدرسة يمارسون العملية الانتخابية بكل تفاصيلها وغيرها من المشاهد التى تخدم الموقف المسرحى كما كسرت الحاجز الرابع بين المشاهد وخشبة المسرح فنرى أحد الممثلين (الأطفال) يدخل المسرح من صالة المتفرجين ليطالب الجميع بضرورة التغيير كما توجه الأطفال بالحديث المباشر الى الجمهور لتوعيته ومطالبته باتخاذ موقف حازم ضد الظلم والطغيان كما وظفت المخرجة الاستعراض حيث أدى الاطفال حركات إيقاعية على اغنية "لوبطلنا نحلم نموت" لمحمد منير وقد تألقت الطفلة الموهوبة "أريج محمود" التى قامت بدور مصر الأم التى تظهر لتعيد الأمل فى نفوس حطمها اليأس وتبدأ فى تثوير الأطفال وتنويرهم بمعنى الحرية (الحرية قانون وحياة) - والعدالة الاجتماعية (العدل دستور الحياة قانون بأمر الإله)- الدستور (عقد ما بين شعب وحكامه حدد فيه هدفه وأحلامه قاضي ..... معلم .....
• فلاح ..... صحفي .....مهندس .................دستور شعب كتبه الشعب وبتوقيع الشعب المصري) وتنتهى المسرحية بتوجيه سؤال للحضور ( فهمتم يعنى ايه ثورة وطن؟؟؟ يعنى دستور الحياة يعنى لا للظلم لا يعنى حرية حرية وعدالة اجتماعية) ولا يسعنا سوى أن نرفع القبعة لجيل جديد من المسرحيين الموهوبين من رياض الأطفال ومنهم إسلام فارس - أحمد شوكت -أحمد وائل -عمر عليبة - أحمد السطوحى- ملك السملاوى- محمد شاهين- عبد الرحمن البشتامى- حسن زايد - مصطفى فاروق - إيمان عفيفي - سلمى هشام - عمرو أشرف - يوسف أشرف – كريم كيلانى – أحمد عبد النبى- دارين علام – بسنت شرف- مريم عميرة – بسملة غنيم- عمار أيمن – رحمة محمد بالإضافة الى الموهوبة اريج محمود.
ان اختيار النص المناسب هو جزء كبير من نجاح اي عمل وقد نجحت "شوق النكلاوى" فى كتابة نص يليق بأطفال الثورة نص يليق بجيل بدأ يتنسم عبيرالحرية والعدالة الاجتماعية وقد نال العرض إعجاب لجنة التحكيم المكونة من المخرج المسرحى عاصم رأفت والمخرج المسرحى عبد النبى فؤاد وقد وافقت مؤلفة النص "شوق النكلاوى" و"محمد زعزوع" و"أحمد المصرى" موجها المسرح على اقتراح لجنة التحكيم بالتنازل عن النص لصالح الادارة العامة للانشطة التربوية بوزارة التربية والتعليم وذلك لادخاله ضمن مناهج التربية المسرحية برياض الأطفال.

#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات