أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - المسرح العربى بين التبعية والتأصيل















المزيد.....

المسرح العربى بين التبعية والتأصيل


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


د ابراهيم حجاج قسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
ثار جدل كبير حول مشكلة تبعية المسرح العربى والبحث عن هويته واختلفت الأراء ما بين
من يؤكد ان هناك بذور مسرح عربى أصيل متمثلة فى بعض عناصر التراث العربى، ومن يخالف هذا الرأى مؤكدا على أن المسرح العربى مستورد وأنه ولد تابعا للمسرح الأوروبى .

وقد اعتمد الرأى الاول على وجود بعض المظاهر التراثية العربية التى توحى بشكل المسرح وتمتلك بين طياتها بذور درامية ومنها :-

• خيال الظل :-
يقال انه ظهر فى العصر المملوكى وجاء الى مصر على يد الطبيب العراقى محمد ابن دنيال وهو يتكون من ثلاثة عناصر .
المخايل ـ وهو من يقوم بتحريك العرائس والأداء الصوتى .
الحاذق ـ وهو من يقدم العمل وينهيه .
الريس ـ وهو رئيس الموسيقيين .
وكان الموضوع يناقش قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة ساخره .

• الاراجوز :-
يقال انه ظهر فى الدولة العثمانية ( الاتراك ) وأن اصل كلمة أراجوز هى (قرة قوز) وهى كلمة تركية معناها ( صاحب العيون السوداء ) وهو شخصية ساخره كانت تعيش فى تركيا .

• فرقة المحبظين :-
ظهرت فى مصر فى القرن الـ19 وقدمت عروضها فى الشارع وفى حفلات الزواج والميلاد والطهور ولم يتواجد العنصر النسائى معهم ضمن الفرقة وكان المشاهدون يلتفون حول الممثلين فى حلقة وتقدم الفرقة المشاهد الهزلية وأحيانا المبتذلة .

• السامر :-
ظهر فى ريف مصر وهو عبارة عن جماعة تقدم أشكالا مختلفة من فنون الريف (الرقص بالحصان – التحطيب) بالاضافة الى تمثيلية صغيرة ساخرة يلتف حولها المشاهدون فى حفل سمر ليلى .

• الحكواتى :-
ظهر بشكل فردى يحكى حكاية على الربابة ثم بدأ يظهر بمصاحبة فرد او فردين يقومان بأداء تمثيل إيمائى للحكاية التى يرويها .
ويجب التنويه على أن كل هذه الأشكال التراثية خلت من العنصر النسائى.
وبهذه الادلة تم تاكيد الرأى القائل بأن المسرح العربى كانت له ارهاصات تمثلت قى مظاهر احتفالية عربية تراثية تضمنت بذور الدراما.

وقد اعتمد الرأى الثانى لتأكيد هذا الرأى على ثلاثة عناصر رئيسية ( البدايات ـ الفرق المسرحية ـ مرحلة الستينات ).


مرحلة البدايات :-

البداية الحقيقية كانت على يد مارون نقاش
وهو تاجر من مدينة صيدا بلبنان شاهد خلال رحلاته التجارية الى إيطاليا المسرح فقرر نقله الى بلاده وبنى مسرح أمام منزله على غرار المسرح الذى رآه فى أوروبا حتى أنه بنى كمبوشة الملقن والأنوار الأمامية دون أن تستخدم وقد قدم مارون نقاش مسرحية البخيل لموليير سنة ( 1847- 1848 ) ثم مسرحية أبو الحسن المغفل سنة 1849 ثم الحسود السليط سنة 1853 ، وتوفى مارون النقاش عام 1855.

كما ظهر المسرح العربى فى سوريا لاول مرة سنة 1870 على يد أحمد أبو خليل القبانى وكان منشدا ومغنى لذا اعتمد مسرحه على الموسيقى والأغانى بالاضافة إلى السخرية والهزل .

وأيضا ظهر المسرح العربى فى مصر فى نفس الفترة تقريبا على يد يعقوب صنوع اليهودى الأصل والذى قدم أول مسرحية على مقهى الازبكية وقد لقب بموليير مصر وأستدعاه الخديوى اسماعيل ليقدم اعماله فى دار الأوبرا .
وأتسمت مسرحيات صنوع بالنكات المبتذلة والنقد الساخر وقدم مسرحيات (الضرتان ـ غندور مصر ـ الوطن والحرية ) والمسرحيتان الأخيرتان تسببتا فى غلق مسرحه لأن غندور مصر كان يسخر فيها من الخديوى والوطن والحرية كان يندد فيها بالإستعمار .

مرحلة الفرق المسرحية :-
زار مصر عدة فرق منها فرقة ( سليم النقاش ـ يوسف الخياط ) ـ وأيضا تكونت داخل مصر عدة فرق مسرحية مثل ( فرقة بديعة مصابنى ـ نجيب الريحانى ـ على الكسار ـ فاطمة رشدى وعزيز عيد ) وكلها فرق اعتمدت على المسرحيات المترجمة مثل مسرحيات شكسبير ( هاملت ـ عطيل ـ روميو وجوليت ) وموليير ( مدرسة الزوجات ) .

مرحلة الستينات :-
نشطت حركة الترجمة خلال مرحلة الستينات وسبقت المسرحيات المترجمة مقدمة تحليلية توضح المدرسة المسرحية التى ينتمى اليها النص حيث ظهرت موجة ادخال المذاهب المسرحية الأوروبية إلى مصر مثل العبث و الملحمية والوجودية فنرى سعد اردش يقدم فى أول عروض مسرح الجيب عرض عبثى لصامويل بيكت ( فى انتظار جودو ولعبة النهاية ) وبهذا تم تأكيد الرأى الثانى المتبنى فكرة أن المسرح العربى بدأ مستوردا. ولا يزال الصراع مستمرا حول هوية المسرح العربى .

والسؤال الذى يطرح نفسه هل هناك محاولات لايجاد مسرح عربى ؟
والاجابة نعم هناك عدة محاولات منها :-

محاولة يوسف أدريس الذى كتب عدة مقالات سنة 1964 تحت عنوان نحو مسرح عربى وطالب فيها بضرورة عودة المسرح العربى الى التراث ( شكل السامر الريفى ) أى يجب أن يقدم العرض من خلال ممثلين ومشاهدين يلتفون حولهم فى حلقة وأن تتم مشاركة الجمهور فى المسرحية .

محاولة توفيق الحكيم الذى دعى الى ضرورة العودة الى مسرح الحكواتى سنة 1967 فى كتابه ( قالبنا المسرحى ) بحيث يقدم أى نص مسرحى من خلال ثلاث شخصيات رئيسية .

المقلداتى : - يقوم بأداء كل ادوار الرجال فى المسرحية .
المقلداتية :- تقوم باداء كل أدوار النساء فى المسرحية .
الراوى :- للربط بين الشخصيات والتعليق على احداث المسرحية .
( شخصية المداح ) وهى الشخصية الرابعة وتقدم اغانى ترتبط بموضوع المسرحية .

محاولة جماعة الاحتفاليين ( ظهرت فى المغرب ) وقد ضمت عددا من رجال المسرح والباحثين والنقاد ابرزهم ( عبد الكريم برشيد ـ محمد أديب ـ عبد الرحمن زيدان ) أخذوا يبحثون فى التراث المغربى والثقافة العربية الأوروبية بهدف التحرر من سيطرة المسرح الغربى وقد قدمت الجماعة المسرح الاحتفالى كبديل للمسرح الأوروبى .

محاولة جماعة السرادق ( ظهرت فى مصر سنة 1984) وقد ضمت الجماعة بين صفوفها ( صالح سعد ـ انتصار عبد الفتاح ـ عادل ندا ) ونبذوا الشكل الأدبى للمسرح وقدموه فى شكل احتفالية داخل سرادق وقد شاركهم الجمهور فى عملية التمثيل وهو عبارة عن لقاء مفتوح بين الممثلين والجمهور يسمح للأخير بتجربة الانتقال داخل وخارج السرادق فى جو جديد بعيدا عن مسرح العلبة الأوروبى وقدموا مسرحيات (احتفال الدراويش بإعلان جمهورية زفتى ـ ياسين وبهية ) .




هل فكرة إيجاد مسرح عربى خالص ممكن حدوثها ؟ لا

. لا تبدو العناصر التراثية العربية المزمع الاحتفاظ بها قادرة وحدها على تحقيق مسرح عربى أو عكس القضايا العربية المرتبطة بقضايا عالمية مثل قضية فلسطين التى لا تصلح معها أشكال تراثية كالاراجوز وخيال الظل والحكواتى وقضية الديكتاتورية وقضية الحرية وعبثية الوجود.
- فى ظل الطرح الحضارى للثقافات خلق نوع من التحاور الثقافى والمصالحة الثقافية تحررنا من الصراع الأدبى بين الشرق والغرب خاصة أن المسرح الغربى استخدم أجزاء من التراث العربى والشرقى وهذا لم يدفعه بالقول بفقد الهوية وضياع الكيان الأوروبى.
- فى ظل التطور التكنولوجى يصعب العودة إلى أشكال تراثية قديمة تؤكد وجهة نظر الغرب لنا ووصفنا بالتخلف فى ظل استخدام الأراجوز وخيال الظل والسامر بدلا من متابعة الاتجاهات العالمية المتطورة والاتجاهات الحديثة.
- المسرح علم وثقافة عالمية متاحة للجميع كأى علم كالطب والهندسة ويمكن استخدامه بغير خصوصية متفردة وهو إرث مشترك لجميع دول العالم وليس حكرا على من ابتدعه خاصة فى ظل التبادل الثقافى والحضارى بين الدول.

.


واتفق مع رأى غالبية النقاد فى أن مزج العناصر التراثية العربية بالعناصر المسرحية الأوروبية سيكون حلا وسطا بين الحفاظ على هويتنا العربية وبين مواكبتنا للمدارس المسرحية الأوربية الحديثة، فليس عيبا استخدام الشكل المسرحى الأوروبى بمضمون عربى يعكس قضايانا العربية الملحة وهناك العديد من النماذج لكتاب عظام تبنوا هذه الفكرة ومثلت أعمالهم علامة وقيمة فنية باقية ألى الآن وعلى مر العصور فى أذهان المتلقى العربى فيقدم لنا توفيق الحكيم مسرحية يا طالع الشجرة وفيها أستخدم المذهب العبثى ولكن بمضمون مصرى . ومسرحية ليالى الحصاد التى مزج فيها محمود دياب بين عناصر تراثية عربية متمثلة فى الاحتفال الريفى بليالى الحصاد من خلال الاغانى الشعبية وشكل السامر ومن الجانب الاخر لعبة التمثيل داخل التمثيل لبيراندلو، وكذلك الفريد فرج الذى وظف الشكل الملحمى فى معظم مسرحياته التى حملت عناصر تراثية مثل "على جناح التبريزى وتابعه قفة" وغيرها من النصوص المسرحية.



#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوق النكلاوى ترسم بأطفالها مستقبل وطن.
- العمل حق العمل واجب العمل شرف العمل حياه ... قراءة فى نص الأ ...
- مأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة قراءة فى نص -أوزوريس- لعلى أح ...
- ظلال القضية الفلسطينية فى نص -أوزوريس- لعلى أحمد باكثير.
- شعب خانع يصنع طاغية ..قراءة فى نص الفيل يا ملك الزمان لسعد ا ...
- حديث نبوي قد يغير حياة الكثيرين
- القضية الفلسطينية فى المسرح المصرى بين الرمز والمباشرة.
- الإرهاب صناعة أمريكية - قراءة فى مسرحية -الحادثة اللى جرت فى ...
- مسرحية ماما أمريكا بين التبعية الأمريكية والتثوير العربى
- فن الكوميديا بين الابتذال والنقد الاجتماعى
- نظريات النقد الإجتماعى من منظور فلسفى
- الاتجاه البنيوى فى النقد الأدبى.
- منهج البنيوية التوليدية فى النقد الأدبى.
- خطوات المنهج البنيوى التوليدى فى النقد الأدبى.
- العلاقات الأمريكية العربية قبل الحرب العالمية الأولى
- العلاقات العربية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
- العلاقات العربية الأمريكية بعد حرب أكتوبر 1973 حتى بدايات ال ...
- ارهاصات النقد الأدبى الاجتماعى
- الفلسفة البراجماتية
- أسباب التأييد الأمريكى لإسرائيل:


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - المسرح العربى بين التبعية والتأصيل